خليل برهوم
ضيف الحلقة: | خليل برهوم: مثقف عربي وأستاذ جامعي |
تاريخ الحلقة: | 14/11/2003 |
– نشأة خليل برهوم في فلسطين ودراسته وسفره إلى أميركا
– عمله في جامعة ستانفورد وتدريسه الأدب العربي
– معنى الهجرة وتحدياتها عند خليل برهوم
– موقفه من القضية الفلسطينية
خليل برهوم: كأستاذ محاضر في جامعة أميركية وبالدرجة الأولى كمغترب عربي أود التعبير عن شكري الجزيل للمشاهدين العرب الذين أتاحوا لي الفرصة في هذا البرنامج للتعبير عن نفسي وعن مشاعري وعن آلامي وبالتالي التعريف عن نفسي كإنسان عربي إنسان مهتم بجذوره وشغوف بثقافته العربية، وبأحب أؤكد إنه على الرغم من البعد الجغرافي اللي بيفصلنا عن أهلنا وعن أوطاننا وعن عائلاتنا، إلا إنه أوطاننا دائماً تسافر معنا، وأوطاننا دائماً تبقى جزء لا يتجزأ من حياتنا ومن تاريخنا ومن مشاعرنا، فحتى لو بعدنا عنها أوطاننا تبقى في القلب ولا تبعد عنا، وأهلاً وسهلاً فيكم.
نشأة خليل برهوم في فلسطين ودراسته وسفره إلى أميركا
المعلق: كلما مضى بنا العمر بعيداً عن زمن الطفولة كلما زاد اقترابنا من خزين ذاكرتنا البكر وبذلك المحيط الذي شَكَّلت صوره ومنعطفاته وعينا الأول، محطات صنعت واقعنا الذي نحن عليه وأضافت إلى خزيننا المعرفي صوراً وأحداثاً وتجارب نحاول ما جهدنا إيصالها دونما تنميقٍ لأولادنا، وهكذا تعود الدكتور خليل برهوم، كلما جمعته وولده نزهة تفضي في هدفها إلى رص خشبات جسرٍ يربط هذه النفس التي وُلِدَت في مهجر يفتقر إلى أبسط احتياجات الروح من سحر الشرق ودفء أحضان الأسرة، ينقلها بذاكرة تطفح بألم صور التجربة وعظيم حنين إلى الوطن السليب وذكرياته عنه، يؤديها بأمانة والدٍ لولده.
خليل برهوم: في سنة 1948 لما عائلاتنا شُرِّدت من فلسطين، عائلتي من المالحة قرية قريب من القدس، حالياً هي جزء من القدس لأن القدس توسعت، لما شُرِّدوا ذهبوا إلى أقرب منطقة على المالحة وهي بيت لحم وبيت جالا، أنا انولدت في.. بعد اللجوء بعد النكبة في منطقة بيت جالا وبيت لحم فذكرياتي في من هاي الفترة بطبيعة الحال قوية مازالت بسبب الظروف اللي عانت منها عائلتي وبالرغم من عمري الصغير في هذاك الوقت يعني بعدما ولدت، مازلت أذكر، كنا ساكنين في بيت يتكون من غرفة واحدة، والغرفة هاي كانت تدلف يعني تسيل ميه بالشتاء، طبيعة الحال كانت الشتوية عندنا، وقت الشتاء قارص في فلسطين وما فيه تدفئة، يعني كانوا يستعملوا كانون نار وكلنا نتجمع حول الكانون، أبوي وأمي كان عندهم ست أولاد وبنت بما فيهم أنا، ثلاث أولاد وأختي بالنصف وثلاث أولاد تانيين، وأنا الوحيد اللي ولدت بعد الـ 48، بعد التشرد، أذكر أيضاً إنه هذا البيت كان إله حمام خارج فكنا نسميه بيت الخارج، بأتذكر أخوي اللي أكبر مني حالياً -إن شاء الله ما يكون بيتفرج على هذا البرنامج هذا ساكن في ألمانيا- كان بيخاف يطلع بالليل على الحمام فيمسك إيدي ويجرني للحمام من شان يتجرأ على استعمال حمام بنص الليل وأنا أستغل هاي الفرصة أحياناً من شان أعذبه على الأشياء اللي كان بيعمل.. بيعملها فيَّ خلال اليوم، فكنت أتظاهر إني أنا موجود خارج الحمام فلما يطلع هو ما يلاقيني بأتذكر كان يغضب جداً وثاني يوم طبعاً حياتي تكون أسوأ من اليوم اللي قبله، ولكن على الأقل يعني أنتقم منه بطريقة صغيرة في هذاك الوقت.. في هذيك الليلة.
أبوي كان حجَّار يعني يدق في الحجر وهاي هذا.. هاي الوظيفة بتاعة هذا العمل اللي كان يعمله هنا يعني ما كان يعمل فلوس كثير في هذاك الوقت، وأمي يعني الحقيقة ساعدت جداً وصارت تشتغل حتى تشجعه على إبقاء الولاد بالمدارس، فمن ها الناحية هاي صحيح بأعتبر أمي مثل قدوة إلنا كلنا لأنها كإنسانة أمية وإنسانة يعني كامرأة أيضاً عمل النساء في هذاك الوقت كان يعني مش مسموح فيه، فأصرَّت إنه تشتغل وتساعد والدي حتى يربينا ويخلينا بالمدارس.
المعلق: وُلِدَ الدكتور خليل برهوم في العام 48 في أسرة فقيرة الحال، وفي ظل والدٍ كدود عاش حرمان الطفولة الأولى، ومن ثم محنة التهجير والنزوح القسري عن فلسطين في عمرٍ مبكر، حكمته الأقدار بأن يكون المعيل للعائلة بعد وفاة أخيه الأكبر ومع كل تلك المسؤولية واصل الطالب خليل برهوم دراسته ما بين الضفة الغربية وعَمَّان حتى أتم المرحلة الثانوية حيث سافر إلى سوريا لدراسة الآداب الإنجليزية لعامين ثم عاد لاستكمال دراسته في الجامعة الأردنية، وبعد حصوله على شهادة الليسانس سافر إلى الولايات المتحدة حيث نال شهادة الماجستير ثم الدكتوراه في آداب اللغة الإنجليزية التي استكملها في العام 85 بحصوله على درجة الأستاذية في علوم اللسانيات من جامعة (جورج تاون).
خليل برهوم: لما دخلت الدبابات الإسرائيلية إلى.. إلى بيت لحم أعلنوا على الملأ، يعني بالسماعات إنه نعطي أهل بيت لحم ساعتين يجلوا المدينة يتركوها وإلا يعني بيتحملوا عواقب بقاهم، ومازلت أذكر موقف أبوي كان.. كان حازم جداً، أمي خوفاً علي وعلى أخوي الأكبر اللي كان أستاذ في مدرسة في هذاك الوقت، هو اللي كان المعيل لأن كان أبوي ما كان يشتغل في هاي الفترة، أمي حبت إنه تطلع تنزح ولكن أبوي أصر يبقى قال إذا حبيت تأخذي العائلة وتروحي روحي، أنا شخصياً ما راح أترك مكاني، أنا لجأت في 48 ولجأة واحدة كفاية، مع إنه البيت اللي كنا فيه في بيت لحم إحنا ما كان ملكنا يعني.. كان إيجار، وبقينا ولكن واستمرينا حوالي 3 أشهر، لكن للأسف أخوي الأكبر المدرس توفى يعني غرق في نهر الأردن لما راح يشوف أختي اللي في عمان، وبما إنه هو كان يعني مصدر الرزق إلنا اضطرينا إننا نترك الضفة الغربية، ونروح على عمان، فدخلت في قسم الأدب الإنجليزي في جامعة دمشق سنتين، وانتقلت إلى الجامعة الأردنية كمَّلت آداب إنجليزي ولغة إنجليزية في الجامعة الأردنية، لما جيت للولايات المتحدة أيضاً كملت في موضوع الأدب الإنجليزي لما أخذت بعثة الروتاري والحظ قادني إلى جامعة صغيرة في.. في جنوب جورجيا، كان فيها حوالي 6 آلاف أو 7 آلاف طالب على ما أذكر في سنة الـ 75، وأنا كنت الطالب العربي الوحيد، وكنت يعني تصور قد أيش الحياة هناك بتكون صعبة، واشتياقك للبلد وللثقافة واللغة العربية، الفايدة الوحيدة بالنسبة لتواجدي هناك يعني كوني العربي الوحيد إنه أُجبرت إني أتكلم اللغة الإنجليزية يعني على مدار اليوم، ما كان بإمكاني إني (أبوح) وأتكلم لغة عربية مع.. مع ناس تانيين، ولما كملت الكورسات للدكتوراه، وبدأت أكتب الأطروحة قدمت للعمل في (ستانفورد) ويعني ناس أعطوني الطلب، يعني ما كان عندي أي.. أي فكرة إنه ممكن يطلبوني، وصحيح تلفنوا لي وعرضوا عليَّ العمل، وأنا اتفاجأت، قلت لهم أنا أحتاج على الأقل 6 أشهر حتى أكمل أطروحة الدكتوراه، ورجعوا وقالوا راح ننتظر، يعني يمكن ننتظر سنة على بال ما أنت تكمل، هاي يعني كانت لفتة صحيح كريمة وممتازة منهم، لكن وضعت يعني حطَّت كثير من الضغط عليَّ، لأنه كنت مفكر أرجع للأردن وأدرِّس هناك، لكن بهذا العرض أصبح من الصعب علي إنه أقرر.
[فاصل إعلاني]
عمله في جامعة ستانفورد وتدريسه الأدب العربي
المعلق: كان العام 85 عام الاختيار الصعب بالنسبة للدكتور خليل، فبعد حصوله على الدكتوراه من جامعة (ستانفورد)، وضعته الغربة في خيار صعب بين أن ينضم إلى كادر التدريس في الجامعة أو العودة للأردن، فاختار البقاء في الولايات المتحدة بانضمامه للعمل في ستانفورد، حتى أن لسعة امتداد مساحة هذه الجامعة، فقد خصصت لها بلدية العاصمة واشنطن رمزاً بريدياً خاصاً تعنون عليها الرسائل، وموقعها الجغرافي ما بين سان فرانسيسكو ومدينة سان خوسيه أعطى لطبيعتها المناخية تفرداً في الاعتدال، هذا بالإضافة إلى عُمرها الذي يمتد إلى أكثر من مائة عام، وفيها العديد من الأكاديميين البارزين، منهم حاصلين على شهادة (نوبل) في العديد من التخصصات العلمية.
خليل برهوم: وبعد عدة سنوات تم إحداث برنامج لدراسة اللغات الشرق أوسطية والأدب الشرق أوسطي والإفريقي، وطُلِبَ مني أن أكون منسق لهذا البرنامج، فمن خلال هذا البرنامج يتم تدريس اللغة العربية والأدب العربي والثقافة العربية، وأنا أدرِّس عدة مساقات خلال السنة عن العالم العربي وثقافته، وهذه باللغة الإنجليزية.
فمثلاً أدرس مساق عام في فصل الخريف يُعرِّف بالعالم العربي وثقافته وتاريخه من خلال الأدب العربي الذي يقرأه الطلاب في المساق أو الكورس course، فعلى سبيل المثال لا الحصر يدرس الطلاب روايتي نجيب محفوظ "بين القصرين" و"ميرامار" وروايتي الكاتب السوداني الطيب صالح "موسم الهجرة إلى الشمال" و" روس الزين"، وكذلك رواية الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني "رجال تحت الشمس"، مع قصص أخرى بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من القصص القصيرة ومختارات من الشعر العربي من أنحاء العالم العربي كافة، فهذا المساق لوحده مثلاً والذي يستمر لمدة.. مدة فصل أو حوالي ثلاثة أشهر يتطلب ثمانية كتب، ما عدا القراءات الإضافية التي تشرح للطلاب تاريخ العالم العربي في الحقبات التاريخية التي واكبت هذه الكتابات.
أيضاً أُدرِّس مساق آخر في فصل الشتاء يتمحور حول أدبيات الكاتبات في العالم العربي، ويشمل كاتبات مثل فاطمة ميرنيسي ونوال السعداوي وأليفة رفعت وسحر خليفة وإتال عدنان، وهذا المساق مطلوب جداً من الطلاب في الجامعة، لأنه يساعد في التعريف بقضايا ومشاغل المرأة العربية من وجهة نظر عربية بحتة، وغير مشوهة.
والتحديات بالنسبة لي كأستاذ جامعي من أصل عربي، هاي التحديات متعددة، فما هو مطلوب مني أنا كأستاذ عربي أو متوقَّع مني أكثر بكثير مما هو متوقع أو مطلوب من أستاذ ليس له أي صلة بالعالم العربي، فأنا مع فخري واعتزازي بجذوري وتراثي، إلا أنني أحاول دائماً القيام بعملي بفاعلية 100%، حتى لا يستغل أصلي ولا تستغل عرقيتي كسلاح ضدي، ومن ناحية أخرى بهذه الطريقة أنا أثبت لمن حولي أيضاً بأني فعلاً جدير بالثقة التي منحتني إياها الجامعة ومنحوني إياها زملائي، وأنا ممثل ناجح لتراثي وقوميتي.
المعلق: بعد عمر من الاغتراب ظل الدكتور خليل برهوم يعالج خلالها شوقه لديار العرب، فبعد قراره العمل في ستانفورد وحصوله على الجنسية الأميركية التي لم تأخذه بعيداً عن اشتغاله بالأدب والثقافة العربية، وبحكم تخصصه أتاحت له الأيام فرصته التي اشتاق إليها للتعريف بالثقافة العربية، ومن موقعٍ الأكاديمي الكبير مستغلاً موقعه الذي أتاح له اقتناص كل فرصة لإظهار واقع الثقافة والفكر العربي أدباً وشعراً وتأثيراً حضارياً، بحكم مسؤوليته كأستاذ والتي أتاحت له الفرصة السانحة للغوص مجدداً بين دفات الكتب موزعاً أوقاته بين أرفف مكتبات الجامعة باحثاً وبتعطشٍ معرفي انتقائي لإبراز دور الثقافة العربية وأثرها في الحضارة الإنسانية من منطلق ثقافي حيادي.
معنى الهجرة وتحدياتها عند خليل برهوم
خليل برهوم: بالنسبة للهجرة من الأدب الكلاسيكي دائماً كان يرمز إلى الهجرة بعدة أشياء، منها الحرية، الانطلاق، البحث عن الذات وإثبات النفس من خلال الإنجازات العملية والعلمية، وبالفعل الهجرة مازالت ترمز إلى كل هذه المعاني في الأدب الحديث أيضاً، فالهجرة أيضاً لمن خابرها تنطوي على حقائق موضوعية وممارسات يومية، فهي تعني هجر المألوف والتأقلم على كل ما هو غريب، وأحياناً كل ما هو غير مستحب أو حتى متناقض مع ما تعود عليه المهاجر من عادات وقيم وتقاليد، في حياتنا في الهجرة نواجه تحديات حقيقية وعديدة، أهمها مثلاً موضوع الهوية الثقافية، الشعور بالاغتراب يلاحقنا مهما أنجزنا، وأين.. أينما ذهبنا وحللنا، مما يجعلنا طبعاً نشعر بأننا نعيش على.. على الهامش في المجتمع في.. في المهجر، فنحن غير قادرين على الاندماج في المجتمع اللي هاجرنا فيه، اندماجنا غير كامل لأنه المجتمع في الهجرة يختلف عن قيمنا وعن تقاليدنا وعن الأمور الموضوعية اللي تعودنا عليها في مجتمعنا الأول في الوطن، وهذا الشعور طبعاً لا يزول مع الوقت مثل ما قلت، فكلما حاولنا الاندماج أكثر أو إقناع الشعب في.. الأميركي مثلاً بعدالة قضيتنا والتعريف بتاريخنا، وكلما تعاظم الشعور بالخيبة وعدم الإنجاز بالنسبة إلنا رغم بعض النجاحات المحدودة في هذا المجال، ومن هنا بطبيعة الحال مشكلة المثقف العربي النشط سياسياً في المهجر، فكلما ابتعدت عن البلد كلما زاد حنينك إلها، وكلما بقيت أكثر في المهجر كلما شعرت بالتغير اللي بيحصل على الناس، لما أنت بترجع وتزور مما بيخلق عندك نوع من الاغتراب حتى لما بترجع تزور الوطن وبتشعر إنه فيه تغيرات يعني مستمرة، بطبيعة الحال هاي مش.. مش يعني مشكلة أو مسؤولية الناس اللي عايشين هناك، لأنه إحنا في المهجر اللي تركنا المجتمع، والمجتمع لم.. لم يتركنا، لكن تبقى الحقيقة إنه فيه نوع من الاغتراب، فيه عدم تواصل، فيه فصل ثقافي وتاريخي ما بينك وبين المجتمع اللي تركته.
موقفه من القضية الفلسطينية
المعلق: مع أنه غادر فلسطين قبل ما يزيد على الخمسة وثلاثين سنة ظلت فلسطين بضميره حية بكل مأساتها الصارخة كما في كل ضمير حي عرف قراءة التاريخ، فإدراكه المثقف لأبعاد القضية نمَّى بشعوره إحساساً بمرارة ظلم المقاييس وازدواجية الانحياز الأميركي عبر تاريخه الذي أصبح هو نفسه جزءاً منه، ويصرح بموقفه كلما سنحت له الفرصة في إبداء الرأي عبر الإذاعات وشبكات التلفزة، وفي العديد من المقالات التي نشرها في صحف أميركية محلية وعالمية، ومن خلال رئاسته لجمعية خريجي الجامعات العربية الأميركية، ورئاسته لمجلس إدارة المنظمات العربية الأميركية في سان فرانسيسكو، وسرعان ما تظهر على سمائه إمارات التأثر والانفعال المر كلما ذُكرت القضية.
خليل برهوم: القضية الفلسطينية تشغل جزء كبير من وجداني ونشاطاتي وحياتي اليومية، الشعور الذي ينتابني أينما حللت وسافرت، هو الشعور الذي يسافر معظم فلسطينيي الشتات، وهو مزيج من الشعور بالضياع بسبب التشرد الذي فُرض على عائلتي وشعبي منذ سنة 1948، والشعور بالظلم من جرَّاء هذا التشرد، لكل هذه الأسباب أنا نذرت لنفسي منذ وصولي إلى أميركا أن أقوم بكل ما يمكنني عمله كإنسان مثقف وفي موقع أكاديمي مميز في هذا.. هذه المرحلة للتعريف بقضيتي وبمحاورة أي إنسان يتوخَّى المعرفة لما حصل ومازال يحصل في فلسطين، طبعاً لا تأتي هذه النشاطات والمواقف المبدئية والمبنية على الحق بدون عواقب، وعلى ذكر العواقب، هذه العواقب تقودني إلى ذكر عملاق عربي أميركي هوى قبل أسبوعين وهو الأستاذ الدكتور إدوارد سعيد، فقد كان إدوارد من أكثر الناس معاناة لهذه العواقب بسبب مواقفه الراسخة تجاه القضية الفلسطينية على مدى العقود الثلاث الماضية على الأقل، لذا أنتهز هذه الفرصة لنعاهد إدوارد على مضاعفة جهودنا للسير قدماً على الطريق الذي اختطه لنفسه، واختطه لنا أيضاً في بلاد الـهجرة.
المعلق: تاهت دروبك يا شعب فلسطين وتوزعتك المنافي على صدى أروقة الأمم العظيمة، أمم اختلفت على حصص الزبالة بينها واتفقت عليك في دهاليز السياسة والعتم، لكِ الله يا قدس عزتنا، وكاذبٌ كل ما فيك يا زمن الوضاعة وعروش الورق، وحده الحجر عرف السبيل إلى الله بكف طفل كلما التقفت وألقت عانقت بأصابعها الصغيرة كف محمدٍ والمسيح.