البروفيسور عاطف عبد الله قبرص
ضيف الحلقة: | عاطف عبد الله قبرص: عالم وخبير اقتصادي |
تاريخ الحلقة: | 17/01/2003 |
– حياة عاطف قبرص في المهجر
– نجاحات قبرص في مجال الاقتصاد في الجامعات الغربية
– عمله في الأمم المتحدة وأسباب استقالته من هارفرد
– موقفه من الحرب الأميركية على العراق
عاطف قبرص: ولدت في منطقة الكورة في شمال لبنان، وهي منطقة تتميز بوداعتها وكونها منطقة تعايش وطني، حيث أن غالبيتها من المسيحيين، ولكنها تحتوي على قدر كبير من المواطنين المسلمين، وكانت منطقة وادعة وسليمة وسالمة حتى في إبان الحرب الأهلية اللبنانية.
ولدت في إبان الحرب العالمية الثانية، وثم انتقلنا إلى بيروت، حيث ذهبت إلى المدرسة في الكلية الثانوية العامة التابعة للجامعة الأميركية، ونلت على شهادة الإعدادية منها، ومنها انتقلت إلى الجامعة الأميركية في بيروت، وكي.. كان أن معظم التلاميذ يذهبون إلى جامعة واحدة، أما أنا فذهبت إلى جامعتين، انتسبت إلى الجامعة الأميركية ودرست الاقتصاد، وفي نفس الوقت انتسبت إلى الجامعة اللبنانية ودرست الحقوق، كانت نشأتي في بيروت، وكانت بيروت في عزها، المنطقة كانت في حركة ثقافية ونشاط سياسي كبير، أنا ولدت في عائلة سياسية وطنية، تعلمت محبة الوطن قبل أن أتعلم القراءة والكتابة، وكان منزلنا يعج بالسياسيين والوطنيين، كل يوم خميس كان لنا.. عندنا ندوة للشعراء، كان أدونيس، وخليل حاوي ويوسف الخال، وعدد كبير من الشعراء والقصاصين، حليم بركات، كانت فترة خيالية لا تصدَّق.
حياة عاطف قبرص في المهجر
المعلق: على مرمى حجر من القطب الشمالي وبعيداً عن العالم تمتد كندا باتساع رقعتها ممثلة مكان القبعة من الرأس بالنسبة للكرة الأرضية، بلاد تفتقر للشمس والدفء ويغنيها اقتصادها الذي طوى بُعد المسافة بينها وبين دول العالم. وتورنتو عاصمة اقتصادها، واحدةٌ من مدن العالم التي ترتدي ثوب الغنى وتميل على إيقاع عصرنا الذي بات يحكمه الاقتصاد معياراً وقياساً للقرب و البُعد بين دول العالم، ولأن لكل نجاح قصة، ولكل قصة ثمة غصة بين تلك التفاصيل التي تعتري مشوار غربة في حكاية مع واحد من أُولي الفضل والعلم الغرباء دوماً في أوطانهم، فيشدون الترحال هجرة لتأخذ الحكاية شكلها النمطي المكرَّس من غربةٍ إلى غربة.
غادر الوطن لبنان وفي الخاطر العودة بجعبة العلم، وأن الغربة لن تطول، فصده الوطن، فحمل العِلم ولوعته طيراً مهاجراً يؤرقه الحنين.
عاطف قبرص: يعني حياة الاغتراب ليست حياة سهلة، الوقت هنا يزدحم بالمقابلات والأعمال، يعني أنا أبدأ الصباح من الساعة السابعة، وفي أكثر الأحيان لا أعود إلى المنزل قبل الساعة الحادية عشر و.. أو الثانية عشر بعد منتصف الليل، وهذا سبع أيام في الأسبوع كل يوم، يعني هناك مشكلة وإشكالية، وهذه الإشكالية كبيرة جداً أن الوقت في المهجر دائماً يعني بوضع مزدحم، ولا يترك لك الفرصة للراحة أو للاستمتاع بالعائلة، وهذه مشكلة نعانيها جميعاً، أولاً المسافات كبيرة دائماً، ثانياً الأجندة كبيرة وطويلة، يعني اجتماعات، وأنا أعمل أكثر من ثلاثة مجالات، أنا أستاذ في الجامعة، وكما تعرف لديَّ شركة استشارية تعمل مع عددٍ كبير من الوزارات، ونعمل مع الجالية وبالقضايا السياسية، ومع الأمم المتحدة، فبين هي.. هذه وتلك و.. تتوزع المسؤوليات بشكل تزدحم به الأوقات، وأبقى وكأنني أركض من مكانٍ إلى آخر، يعني هذا التليفون كما شعرت يعني يأتيني أكثر من 40، 50 مكالمة بالنهار، وتأتي عبر البريد الإلكتروني مئات الرسائل، وأكثرها من الطلاب، وإذا حاولت أن أعود إلى كل طالب ولو بدقيقة أو دقيقتين هذه ساعات من وقتي، لا شك أن الغربة بهذه الناحية وخاصة في الغرب، وهذا في أميركا بالذات لا يترك للإنسان فرصة يرتاح بها أو أن يستمتع بحياته أو أن يكون في موقعٍ يؤهله أو يعطيه الفرصة ليكون مع العائلة أو للاستمتاع بهواياتٍ مختلفة. سألتني هل لك من هواية؟ ليس لديَّ هواية، العمل هو هوايتي، ولا يترك ليَّ أي مجال آخر.
نجاحات قبرص في مجال الاقتصاد في الجامعات الغربية
المعلق: ثمة فرق بين ما نريده وما نحتاج إليه، هو ميزانٌ لقيمة النجاح وتقديره ومفهومه خارج مقاييس الآخرين، فاصل يدركه القليلون من البشر، الذي معه يضيق العالم على اتساعه، شعوراً أن العمر قليلٌ ليس يكفي، حين يكون الإدراك عميقاً لقيمة الوقت وقدسيته، وحدهم العلماء والعارفين بالدنيا يدركون عمق هذه الحكمة، فبعد تخرجه بامتيازٍ من الجامعة الأميركية ببيروت حصل على منحة للدراسة في (أوكسفورد)، فنصحه أحد أساتذته بتغيير وجهته إلى أميركا، فغادر لبنان إلى (أنديانا) ملتحقاً بجامعة (بيردو) التي وجد فيها ذلك الفرق بين ما كان يريده من دراسة وبين ما كان يحتاج إليه من تميز التخصص.
عاطف قبرص: وجاءت العروض مغرية جداً، كان عرض أوكسفورد أنني لا أدفع ثمن الانتساب، ولكن كلفة المعيشة، وأنا جئت من عائلة ليس بمقدورها أن تساعدني، وكان والدي في ذلك الظرف خارج لبنان، كان متهماً بالمحاولة الانقلابية التي حصلت في لبنان، وقد دفع ثمن انتمائه القومي والوطني أنه كان خارج لبنان، وليس هناك من يساعدني، فكانت هذه العروض التي جاءت من الولايات المتحدة مغرية جداً، حتى أن أحد.. جامعة بيردو التي التحقت بها كانت مستعدة أن تدفع ثمن البطاقة [التذكرة] ذهاباً وإياباً إلى الولايات المتحدة، وهكذا كان، اخترتها ليس فقط أنها كانت عرضاً مغرياً، وإنما أيضاً لأنها كانت جامعة مميزة في استعمال الرياضيات مع الاقتصاد، وكان هذا موضوع جديد جداً، كانت.. كان الاقتصاد يدَّرس بصفة تغلب عليها الصفة النظرية، وليس هنالك اهتمام كبير بالتطبيق، وباستعمال الإحصاء وباستعمال الرياضيات، وكانت بيردو جامعة مميزة في هذا الموضوع، فكان أن التحقت بها ونلت على شهادة الماجستير، وهي ليست مهمة بالنسبة للأميركيين، أن الماجستير هي شهادة تكتسبها تلقائياً وليست هدفاً، لأن الطالب الذي يدخل الدارسات العليا ينتمي مباشرة إلى صفوف الدكتوراه.
المعلق: مخيراً ومنتقياً تنقل بين جامعة وأخرى، تؤهله سمعته الأكاديمية الفذة كعالم اقتصاد عالمي الشهرة، تشهد لها مراكز البحوث ودوريات النشر الاقتصادية والمكتبات الجامعية بما أثراها من مؤلفاتٍ ودراساتٍ كان لها الأثر في تقديمه للعالم كاقتصادي كبير اقترن اسمه بأكبر المنظمات الاقتصادية في العالم كمستشار وصاحب منهج علمي مجدد للعديد من النظريات الاقتصادية السابقة، والتي تعتمد عليها معظم محاور الاقتصاد في كندا، والتي جاء تكريمها له تقديراً لجهوده التي ساهم بها في إظهار أثر العلماء العرب في كندا، ودورهم من خلال نشاطاته الاجتماعية والسياسية، وكان لتكريمه هذا أثراً في استقراره على أرض كندا في واحدة من أبرز جامعاتها شاغلاً مقعد الأستاذية في مجال تخصصه.
عاطف قبرص: كانت (ماك ماستر) جامعة مهمة جداً في كندا، والحقيقة أنني عندما انتسبت إلى ماك ماستر لم أكن يعني على معرفة كاملة بأهمية ماك ماستر. ماك ماستر هي من أهم أربع أو خمس جامعات في كندا، وجميع الجامعات في كندا هي جامعات تملكها الدولة، وليس هناك جامعات خاصة.
أهمية ماك ماستر أنها كانت متوسطة الحجم، ومتوسطة الحجم في كندا يعني 15 ألف (..)، ولكن أهم من هذا الرقم هو أن ماك ماستر تمتاز أو تتميز عن غيرها أن نسبة الطلاب في الدراسات العليا المنتسبين والملتحقين بماك ماستر هي أعلى نسبة لمجموع الطلاب عن أي جامعة أخرى، وهذا أعطى لماك ماستر شخصية خاصة، أنها تهتم اهتمام كبيراً وواسعاً بالبحث العلمي وتشجعه، يعني هنالك إشكالية، بعض الأساتذة يحاولون أن (..) الوقت الأكبر والأوسع مع الطلاب، لكن هذا ليس مشجعاً، وليس مرغوباً به، هنالك تشديد ومحفزات ومرَغِّبات هائلة باتجاه البحث العلمي والتأليف والنشر، وكان لهذا الشأن يعني مردوده الكبير بالنسبة لي، أنني أعمل مع فريقٍ مميز من الأساتذة الذين يعملون في البحث العلمي، ويتسابقون ويتنافسون على النشر، وكانت مجموعة خيرة وتعمل بتنسيقٍ وبجو ودي كبير، وبالحقيقة أنني تعلمت الكثير من زملائي، ومن مشاركتي ومشاركتهم لي في أبحاثي.
عمله في الأمم المتحدة وأسباب استقالته من هارفرد
المعلق: في سبعينيات القرن العشرين كانت جامعات الغرب قد وصلت إلى مفترق الطرق حول النظريات الاقتصادية التي كانت سائدة من قبل، ودخلت في صراع علمي ونقاشاتٍ احتدمت حول النظرية الاقتصادية الكلية، وسنحت الفرصة للبروفيسور عاطف قبرص للاحتكاك بالآفاق العليا للاقتصاد في العالم، من خلال ذاك النقاش والجدل العلمي الدائر مع ثلة من أبرز الاقتصاديين العالميين، لكنه آثر تفويت الفرصة على نفسه حين لاحت بوادر العودة للوطن الذي كان قد أوصد الأبواب، لتسنح الفرصة ثانية من خلال عمله مع الأمم المتحدة التي أدخلته الوطن الكبير من أوسع أبوابه وبترحاب.
عاطف قبرص: إن ندرة المياه في المنطقة العربية تشابه الوفرة الهائلة من النفط، وكان لهذه الأزمة من المياه أن هناك 15 دولة عربية تحت خط العوز المائي، وكنت في أوائل الثمانينات قد قمت بدراسة ووجدت عبرها أن إسرائيل لم تأتِ إلى منطقة الضفة الغربية والقطاع إلا بموجب أهدافٍ استراتيجية مائية، وكنا قد صغنا نموذج في دراسة حول الآثار الاقتصادية لمعسكر داوود، ووجدنا أن اعتماد إسرائيل على الضفة والقطاع لم يكن بحاجة إلى أسواقٍ جديدة، فقد خفَّضنا الصادرات إلى نصف ما كانت عليه، ولم تتأثر بأي شكل إسرائيل، وخفَّضنا العمالة الرخيصة ووجدنا أنها لم تتأثر بأي شكل، أما عندما خفَّضنا المياه بحوالي 100 ألف متر مكعب لم يعد باستمرار إسرائيل أن تستمر، ووجدنا أن المياه كانت السبب الرئيسي لاحتلال الضفة والقطاع، وكان هناك نموذج رياضي مهم قد نشرناه في دراستنا عن الآثار الاقتصادية لمعسكر داوود من مركز الدراسات الفلسطينية، فعندما جاءت (هارفارد) في مركز الدراسات الشرق أوسطية الاقتصادية والاجتماعية تريد صياغة نموذج للمياه أن دعوني أن أشاركهم، وعملت في صياغة نماذج للأردن ولفلسطين وكنا نحاول أن نجد هذه .. نماذج أيضاً إلى لبنان وإلى سوريا، ولكن وجدنا في النهاية، وهذا بعد سنين عديدة من العمل في صياغة النماذج، وسمي (WAS) اللي هو (water allocation system) للـ(Middle East) يعني وبعدين عُرف (Harvard mall) وهي بالحقيقة نتاج عمل ساهمت به، ولكن بالنهاية اتضح لي أن هذه النماذج لم تكن اقتصادية أو رياضية بحت، وإنما كان لها استهدافات سياسية، وعند ذلك وجدت أن من الضروري أن أستقيل، وهكذا بعد أن عملت من 1989 إلى حوالي 1998 في صياغة هذه النماذج، وفي محاضراتٍ وفي ندواتٍ وفي مؤتمرات وفي صفوفٍ وصلت إلى قناعة أن هذه النماذج يجب أن نأخذها ونعمل بها باستقلال تام.
المعلق: ويبقى للانتماء حضوره المشرِّف في حياة البروفيسور عاطف قبرص، ويبقى كذلك دفع الثمن، وإن كان على حساب الطموح والشهرة خسارة باطنها الشرف الكبير والولاء للأمة، ففي السبعينيات تنازل عن (كامبردج) حين لاحت فرصة العودة للوطن وخدمته، وفي الثمانينيات انسحب من (هارفارد) عندما أحس أن علمه سيستغل لغير صالح الأمة، وهو الآن يعلن بلغة اقتصادي واثق خَبِر خفايا الاقتصاد بصورها السياسية محذراً برؤية الابن البار لأمته، بحكمة من يدري كيف تُصان الكتف.
موقفه من الحرب الأميركية على العراق
عاطف قبرص: نقف على مشارف حربٍ جديدة في العراق، ونحن في المهجر ندفع ثمنها مرتين، مرة على أننا أبناء وطنٍ سيكون عُرْضَ ضربة جديدة تضرب قواعده الاقتصادية وتقتل المدنيين، وتزيد من آلامهم ومن مشاكلهم و.. وصعابهم، وندفع ثمنها كأننا مواطنين في هذا البلد، وهذا البلد سيدفع ثمناً كبيراً، لأن الحرب مكلفة، مكلفة على الجميع، وندفع مرة أخرى على أننا في بعض الأحيان، وهذا أصبح بعد حوادث سبتمبر/أيلول.. 11 أيلول مشكلة أساسية ندفع ثمنها كأننا غرباء عن هذا الوطن، وكأننا طابور خامس، وين الآخرين، هذه الحرب مكلفة جداً على الجميع، ولن تقتصر على العراق فقط، قد تبدأ بالعراق، يظهر أن النفط هو جوهر القضية، لو كان العراق يزرع البطاطا أو القمح ما حدث ما.. ما.. ما سيحدث، إن البترول يظهر أنه المقصد الأساسي، وبأن البترول في الأساس هو سلعة عربية، فالمنطقة العربية بأثرها تتأثر من ذلك، كما أن ضربة العراق سيكون لها آثارها ونتائجها على سوريا والأردن، الأردن التي تستهلك النفط العراقي بأسعار مخفضة جداً، حتى أنها في بعض الأحيان لا تدفع ثمنها، وسوريا اليوم التي تعتمد اعتماداً كبيراً جداً على المبادلات التجارية، وتركيا، وأن الخليج نفسه سيكون عرضة لتقلبات سياسية طارئة وحادة، مما ستجعل لهذه الحرب وتجلب معها الأخطار، لأن التقلبات والمخاطر وعدم الاستقرار لها أكلاف اقتصادية كبيرة. يخطئ من يعتقد أن الآثار الاقتصادية للحرب المقبلة ستكون إيجابية، إنها سلبية في الأساس، حتى أن بعض الذين يعتقدون أن ارتفاع أسعار النفط قد يؤثر إيجاباً على المنطقة، إلا أن التاريخ واضح جداً، إن هذا الارتفاع سيقابله في النهاية انخفاض كبير، وإذا ما عاد العراق وأصبح ينتج إنتاجاً مفرطاً بدفعٍ وزخمٍ وإرادة أجنبية سينخفض سعر النفط انخفاضاً سريعاً، ولازالت الاقتصاديات العربية خاصة في الخليج حتى خارج الخليج تعتمد اعتماداً مباشراً وغير مباشر على النفط، وهذا الاعتماد المفرط يجعلها عرضة لتقلبات وذبذبات كبيرة جداً قد لا تقوى على هضمها وعلى الاستفادة منها.
كما أن عدم الاستقرار -كما قلت- له كلفته الكبيرة، سيؤثر على الاستثمار، سيؤثر على الإنتاج، سيؤثر على حركة المبادلات التجارية مع الخارج، سيؤثر على الاستثمار الخارجي، سيؤثر على الادخار، سيؤثر على انتقال رؤوس الأموال من المنطقة إلى خارجها، كل هذه ستعود بالنهاية بمضارٍ كبيرةٍ على الاقتصاديات العربية، في الخليج وفي العراق وخارجه، أن المنطقة العربية تشكل منطقة واحدة، مصيرها واحد، وترتبط ارتباطاً عضوياً مع بعضها البعض، ولا يمكن أن تقتصر النتائج السلبية الهائلة التي ستنزل بالعراق على العراق وحده، بل ستشمل المنطقة بأجملها، وإن شعور الإحباط الذي يسود المنطقة اليوم سيزداد تفاعلاً واستفحالاً، وهذا الإحباط سيؤثر على الإنتاج، والاستهلاك وعلى جميع الحركات الاقتصادية.
إن الإنسان في النهاية سيصبح معرضاً لمشاكل كبيرة، وإلى مضارٍ فادحة، لا شك أن هذه الحرب ستكون أخطر من الحروب السابقة، إذ أنها تشكل سابقةٍ خطيرة على أن الإرادة الأجنبية ستُفرض على شعبنا العربي في العراق، وعلى شعوب المنطقة أجمعها، وإن بدأنا في العراق فالسؤال إلى أين؟ وإلى.. وهي.. ما هي الخطوة الثانية؟ وإلى أي متى ستبقى هذه المنطقة معرَّضة للأخطار التي تتعرض لها؟ وإلى متى سيبقى النفط عرضة للقرارات الأجنبية وليس للقدرات والقرارات العربية الخاصة.
المعلق: بعثر خُطاك، وحدِّق بعيداً في هذا الأزرق الممتد، وألقِ حصاك وتذكر من خلف هذا البحر من بشرٍ، من شجرٍ، وعمرٍ مر على هذه الأرض الغريبة، ألقِ حصاك علَّ اضطراب سطح الماء يُوقظ النائمين هناك على أرضهم أن أتتك لتقلعك، لملم خُطاك، وحدِّق بعيداً إلى داخلك، وتذكر من أين جئت.