بروز النخبة الفلسطينية المعولمة
الكتاب خير جليس

بروز النخبة الفلسطينية المعولمة

جليسنا كتاب “بروز النخبة الفلسطينية المعولمة” الذي يناقش علاقة المنظمات الأهلية في فلسطين والدول الغربية المانحة. كما يتعرض لجدلية هذه العلاقة وتأثيرها على مسار التنمية في فلسطين.

– المنظمات غير الحكومية والمساعدات الخارجية
– أجندة المنظمات الأهلية وتأثير المانحين

– مظاهرات سياتل وعلاقة الجنوب بالشمال

undefined

خالد الحروب: مشاهدي الكرام مرحبا بكم، ما هي علاقة المنظمات الأهلية غير الحكومية في فلسطين بالمنظمات والدول الغربية المانحة وكيف يؤثر الدعم المالي على تشكيل الأجندة المحلية لهذه المنظمات هذه أسئلة كتاب اليوم الذي نناقشه مع ضيوفنا لكن قبل ذلك دعوني استعرض معكم ثلاثة كتب أخرى أولها باللغة الإنجليزية عنوانه سياسات السلطة الفلسطينية من أوسلو وحتى انتفاضة الأقصى وهو من تأليف نايغل بارسونز يؤرخ الكتاب لفترة أوسلو ومحاولة انتقال المشروع الوطني الفلسطيني من مرحلة حركة التحرر إلى مرحلة السلطة الانتقالية على طريق الوصول إلى الدولة المستقلة ويركز على مسألة الانتقال المؤسساتي وتأثيراته على منظمة التحرير وحركة فتح بكونها مثّلت الحزب الحاكم في تلك المرحلة ويناقش التوترات التي رافقت عملية الانتقال، ثم أثر الانتفاضة الثانية على أوسلو والفشل الذي انتهى إليه ويحتوى الكتاب على مجموعة مهمة من الملاحق ذات العلاقة بسنوات أوسلو، الكتاب الثاني عنوانه إسرائيل ومجتمع المستوطنين من تأليف لورنزو فيراتشيني وفيه يحاول المؤلف أن يفكك أطروحتين مشهورتين حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ الأولى هي أن هذا الصراع فريد وليس له شبيه في الصراعات الأخرى والثانية هي أنه قائم على القومية والدين ولدحض هاتين الفكرتين يقول المؤلف أن النظرة لهذا الصراع يجب أن تكون متأسسة على أنه صراع كولونيالي له خصائص كل الحالات الاستعمارية الاستيطانية فهو يقوم على الاستيطان والفصل العنصري كما كانت الحالة الاستعمارية في جنوب أفريقيا وفي الجزائر وفي استراليا وغيرها، الكتاب الثالث عنوانه أسطورة التنمية في فلسطين.. الدعم السياسي والمراوغة المستديمة وهو من تأليف خليل نخلة يجادل المؤلف في هذا الكتاب المعتمد على دراسات ميدانية أن مسألة التنمية في فلسطين خلال السنوات القليلة الماضية فشلت وأن المساعدات الخارجية والبرامج المختلفة لم تستطع أن تجذر عملية تنموية حقيقية وناجحة وهذا يعود بحسب أطروحة الكتاب إلى الغموض الذي سيطر على طبيعة مرحلة أوسلو وفيما إن كانت مرحلة بناء دولة أم استكمال تحرر أم مزج بين الاثنين ويقول أنه من دون تحديد الأهداف وإعادة مراجعتها في كل مرحلة فإنه لا يمكن كسر حلقة اللاتنمية الموجودة، أما الكتاب الذي نناقشه اليوم مع ضيفينا فعنوانه بروز النخبة الفلسطينية المعولمة.. المانحون والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية وهو من تأليف ساري حنفي وليندا طبر، يتناول الكتاب العلاقة الجدلية بين الدعم وخاصة الغربي لإحداث تنمية في فلسطين والأطراف المحلية وخاصة المنظمات غير الحكومية وكيف تؤثر تلك العلاقة في مسار التنمية وأهدافها استضيف في الأستوديو لمناقشة الكتاب الدكتور ساري حنفي أحد المؤلفين وهو أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت والمدير السابق للمركز الفلسطيني للاجئين والشتات في رام الله فأهلا وسهلا به أهلا وسهلا ساري..

ساري حنفي- أحد مؤلفي الكتاب وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت والمدير السابق للمركز الفلسطيني للاجئين والشتات: أهلا وسهلا خالد..

خالد الحروب: وكذلك يسعدني أن استضيف الأستاذ وليد الصالحي الباحث في شؤون المنظمات التطوعية الفلسطينية وعضو الاتحاد العربي للعمل التطوعي فأهلا وسهلا به أهلا وسهلا..

وليد الصالحي – باحث في شؤون المنظمات التطوعية الفلسطينية وعضو الاتحاد العربي للعمل التطوعي: أهلا وسهلا بك..

المنظمات غير الحكومية والمساعدات الخارجية

خالد الحروب: وإذا بدأنا معك ساري في الأطروحة الأساسية ما الذي تريد أن تقوله حول دعم المانحين لما يحدث في فلسطين أو لمحاولة التنمية في فلسطين عبر المنظمات غير الحكومية.

ساري حنفي: قبل ما أتحدث عن الدعم للمنظمات الغير حكومية بودي أنه أحكي كلمتين على نظام المساعدات لفلسطين بشكل عام، برأيي نظام المساعدات لفلسطين إشكالي لسببين؛ أول سبب أنه تاريخيا هو نظام مساعدات بعدم دعم سياسي كافي، يعني المجموعة الأوروبية تستثمر بالمال بدلا عن الاستثمار بالمواقف السياسية وخاصة بعد الانتفاضة، عندما تغير المجال السياسي بفلسطين، بمعنى أن لم يعد هناك توافق بين سياسة منظمة التحرير وسياسة المجموعة الدولية، ما حصل بعد الانتفاضة بأنه إسرائيل بعد السنوات العشرة يا اللي استوطنت فيها ووضعت الجدار أصبحت تريد فقط حل من جانب واحد وحل تريد هناك تهدئة للفلسطينيين فما حصل بعد الانتفاضة، النقطة الثانية الإشكالي أنه هو دعم باسم أنه دعم إنساني ولكن هو دعم سياسي لأنه نحن في الحقيقة كفلسطينيين لا نستحق الدعم الإنساني..

خالد الحروب [مقاطعاً]: يعني كأنه عوضا يعني عوضا عن التدخل السياسي لحل المشكل الأكبر هناك تعويض عن طريق المساعدات الإنسانية وسوى ذلك، إذا سألت وليد ما رأيك في هذا الكتاب ما الذي يضيفه إلى معرفتنا حول التدخل الخارجي ومحاولة مساعدة وخلق أحيانا منظمات غير حكومية فلسطينية.

وليد الصالحي- الباحث وعضو الاتحاد العربي للعمل التطوعي: شكرا أستاذ خالد وشكرا لتليفزيون الجزيرة على هذه الفرصة الطيبة، الحقيقة يعني هو الكتاب بما أنه يتحدث عن النخبة الفلسطينية هو كتاب أيضا نخبوي يعني الحقيقة وجهد كبير وعظيم ويعني فيه لفتة ما أعرف كيف إذا كان.. إذا اطلعنا على الوجه هو يبدو أنه أرضية المسجد الأقصى أو شيء في القدس يعني هذه المنظر الحقيقة الكتاب يعني يتحدث عن تجربة كبحث ميداني بخطاب رائع بحثي، التركيز على المساعدات الفلسطينية وأجندة الدول المانحة للمنظمات الأهلية والمنظمات الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني بالحقيقة يبين القطاعات اللي جاءت عليها هذه المساعدات ويؤكد على المعايير اللي بتضعها المنظمات الدولية الحقيقة وتدخلها بشكل مباشر أو غير مباشر أو مبطن أو غير مبطن على الرغم أنه الكتاب يعني يستخدم الكلمات الحقيقة رائعة تحتاج أيضا إلى نخبة لرؤية لقراءة هذا الكتاب وإن كانت يعني على الصعيدين قد تكون نقطة قوة وقد تكون بسيطا جزء من القول نقطة ضعف.

خالد الحروب: نعم إذا بدأنا في فكرة أساسية ساري وهي الحقيقة مهمة جدا تقول هنا في المقدمة أن عمل المنظمات الأهلية الفلسطينية المرتبط بالدعم الخارجي تم فصله بطريقة ميكانيكية وتعسفية عن العمل الوطني التحريري، فأصبح كأنه عمل تنموي على كوكب آخر ليس له ارتباط بالبرنامج وطني وتناسق ما الذي تقصده ولماذا يجب أن يكون مرتبطا أصلا؟

ساري حنفي: أقصد أنه نظام المساعدات لفلسطين يعتبر الأراضي الفلسطينية بأنها أراضي ما بعد النزاع وليس مازالت تحت الاحتلال وبالتالي المشاريع التي أرادوا تمويلها المجموعة الدولية هي مشاريع في الحقيقة جزء منها مهم لعمل مجتمع ليبرالي ديمقراطي فلسطيني ولكن نسي بعض المنظمات الأهلية الفلسطينية أنهم مازالوا تحت الاحتلال وما حصل بأنه هناك صار خطاب لا سياسي، بأنه نحن غير مسيسيين، نحن ما بننزل على الشوارع، نحن جهات غير مربوطة.. فلهذا صار فيه مشكلة بتحديد ما هو سياسي وما هو وطني، ما معنى لما يكون كل الأراضي الفلسطينية مهددة وأنا أدافع عن الخطاب اللاسياسي وهذا الخطاب اللاسياسي عملوه بسبب أنه المانحين في الحقيقة دفعوهم لهذا..

خالد الحروب: أو اشترطوا هذه الاشتراطات لكن ربما وليد يسأل سائل أو يطرح يقول هذا الفصل، فصل سياسي عن العمل التطوعي كان ضرورة من قبل هذه المنظمات حتى تحافظ على نفسها وتحافظ على عملها وهي في نهاية المطاف تخدم المجتمع الفلسطيني، فهي أرادت أن.. نعم أرادت أن تحصل على تمويل وأرادت أن تقوم بهذه الأعمال ورأت أنه من ناحية برجماتية صرفة نفعية صرفة أن تبتعد عن السياسة؟

وليد الصالحي: الحقيقة هو بما أنه الكتاب يتناول فترة ما قبل الانتفاضة الثانية والفترة التي تليها بقليل وإذا رجعنا بنظرة تاريخية كما استعرض الكتاب لدور المنظمات والجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني كانت مرتبطة سياسيا بالأحزاب السياسية، فكانت أيضا في ظل الوقت اللي كانت ما فيه سلطة وطنية فلسطينية في ذلك الوقت ما فيه هناك جهاز أو جسم حكومي للدولة الفلسطينية أو لفلسطين فكانت الأحزاب السياسية تقوم بهذا الدور سواء كانت اليسارية أو الأحزاب الوطنية والحركات أو المجموعات الإسلامية الحقيقة، فكان هذا جزء كبير ألتصق العمل التطوعي بمفاهيم وطنية، دينية، قومية، قلبية، إن جاز التعبير أن نقول وأدت إلى أنه يكون هناك زي يوم العمل.. أو الطوعي فكان هاي المفاهيم، لكن بعد الفترة الأخرى اللي بيتناولها الكتاب هي فترة مجيء السلطة الوطنية وحتى الانتفاضة الثانية أصبحت هناك توجه لهذه المنظمات إلى الطريقة المهننة وهي نقطة يعني كانت قوية والمئسسة لكن كانت الضعف فيها أنه إن كان البعد عن العمل الوطني الطوعي الخالص.

خالد الحروب: إذا سألتك ساري نفس السؤال لو كان في مكان لأحد العاملين أو أحد مدراء هذه المنظمات الطوعية لقال لك أنه يخدم الشعب الفلسطيني والمجتمع الفلسطيني وأراد أن يبتعد عن السياسة وعن الضغوطات الإسرائيلية وينعم.. أراد أن يستجلب مثلا دعم من الخارج تحت إغراء أنه لا يعمل في السياسة فما العيب في ذلك؟

ساري حنفي: أنا لا أقول أنه كله عيب بمعنى المهننة وهذه نقطة ذكرها الأخ وليد مهم مثلا ما حصل ووجدناه أثناء الانتفاضة مثلا أنه الآن الفلسطيني الجريح يحمل بطريقة غير ما كان يحمل عليها بالانتفاضة الأولى، إذاً بالقطاع الصحي، بقطاع حقوق المرأة، بقطاع الصحة، حقوق الإنسان، المواضيع يا اللي الثلاثة قطاعات اللي تناولها الكتاب الحقيقة فيه على مستوى المهننة في تطورات كثير مهمة ساهمت فيها المنظمات اللي هي الفلسطينية ولكن استخدم ليندا وأنا استخدمنا الانتفاضة لحظة صحوة إن نشوف ما معنى أن نسير في مجتمع يكون ليبرالي وديمقراطي ولا نهتم كفاية بأنه مازلنا نحن تحت الاحتلال، فلهذا العيب فقط في هذا الجانب وليس كل العمل.

أجندة المنظمات الأهلية وتأثير المانحين

خالد الحروب: ننتقل إلى الجزء ومحور أساسي في الكتاب هو الاجندات من يضع الاجندة وكيف تلتقي الاجندة الوطنية المحلية مثلا داخل فلسطين لهذه المنظمات التطوعية مع اجندات المانحين ما هي أطروحتك الأساسية أنت تقول هنا حفر في إشكالية التقاء الاجندات المحلية والعالمية؟

"
لا توجد هناك أجندة عالمية مفصولة عن الأجندة الوطنية، والأجندة التي طبقت في فلسطين هي بالنصف بين أجندة عالمية وأجندة وطنية
"
ساري حنفي

ساري حنفي: في الحقيقة الأطروحة الرئيسية بأنه لا يوجد هناك أجندة عالمية مفصولة عن أجندة وطنية تم الاجندة التي طبقت في فلسطين هي بالنصف بين أجندة عالمية وبين أجندة وطنية، أول شغلة لما أتكلم على أجندة عالمية المقصود بأنه فعلا هناك في أجندة فيه شيء اسمه اللي.. يا اللي هو اتفاق اتفقوا فيه المجموعة الدولية بإعطاء.. تمكين المنظمات الأهلية على حساب الدولة، بمعنى إضعاف الدولة وتقوية المنظمات الأهلية، النقطة الثانية بأنه التوجه يكون ليبرالي جديد، بمعنى تمكين الفرد على حساب المجموعة، التعامل مع الفرد مفصول عن جماعته، إذاً الاجندة فيها معالم واضحة بغض النظر عن..

خالد الحروب [مقاطعاً]: النيو ليبرالية.

ساري حنفي [متابعاً]: النيو ليبرالية بغض النظر إنه كمان لأي درجة بدهن أن يهدوا.. يمشوا بخطوات حثيثة باللقاء الإسرائيلي الفلسطيني، لهذا كان هناك مشاريع شعب لشعب موجودة بنفس الوقت يا اللي ما كان هناك تقدم بالمفاوضات كان المجموعة الدولية تريد أن يكون هناك تقدم في مجال شعب لشعب.

خالد الحروب: سوف نتابع ساري هذه النقطة لأنها نقطة جوهرية وأساسية مسألة الاجندات لكن بعد هذا التوقف القصير، مشاهدي الكرام نتواصل بعد هذا الفاصل القصير.

[فاصل إعلاني]

خالد الحروب: مشاهدي الكرام مرحبا بكم مرة ثانية نواصل معكم نقاش كتاب اليوم النخبة الفلسطينية المعولمة.. المانحون والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية، من تأليف ساري حنفي وليندا طبر، توقفنا وليد حول مسألة الاجندة والتقاء الاجندة العالمية الاجندة المحلية أو تعارضها وسوى ذلك الآن في الكتاب هنا التركيز على ثلاث قطاعات اهتم بها المانحون قطاع المرأة والصحة وحقوق الإنسان ودعم برامج تنموية مختلفة في فلسطين إذا ما تعاملت مع هذه القطاعات، ربما يسأل سائل ما الخلل الموضوعي في تشجيع هذه الاجندة، هذه اجندة أيضا يحتاجها الفلسطينيون فهناك قدر من الالتقاء حتى لو كانت ربما متأسسة على رؤية مثلا نيو ليبرالية؟

وليد الصالحي: يعني حقيقة في هذه الاجندة هي ترتبط بالفصول اللاحقة بموضوعات التشبيك والحدود العابرة للقومية حقيقة، هي اجندة إذا نظرنا إليها بعين الأهمية إنه كان في البداية عندما كان يأتي.. تأتي المنظمات الدولية والمانحة كانت تأتي كحركة تضامن مع الشعب الفلسطيني لأنه هناك كان انتهاك لحقوق جماعية وحقوق إنسانية وليس حقوق فردية كما تناول الكتاب في هذا الموضوع، فبالتالي فيما بعد تحولت هذه قضية القطاع السياسي إلى قطاع مهني، إلى قطاع قطاعي، إلى قطاع مؤسسي وتم التركيز على حملات التوعية الجندرية وحملات حقوق المرأة وحقوق الإنسان والديمقراطية لكن بمفاهيم الفردية كما أشار الكتاب، لكن من الجيد أن تتصل الاجندة السياسية.. أن تتصل بالمفاهيم الجماعية والإنسانية وهذا دَرَج في لاحقاً درج في بعض الفصول الأخرى في قصة حركات التدخل الاجتماعي في هذا المجال كمؤتمر نيروبي..

خالد الحروب: ساري هل هناك يعني هناك قدر ربما من وهذا حكم غير موضوعي، هناك شعور قد يخرج فيه القارئ أن هناك الرفض للاجندة العالمية مهما كانت، لذلك قلت شعور غير موضوعي لأنه قد لا تمسك دليل على هذه المقولة، لكن إذا التقت الهدف العالمي أو الهدف المانح سواء كان منظمة غير حكومية أو دولية مع متطلبات المجتمع مثلاً تمكين دور المرأة أو تشجيع مثلاً حقوق الإنسان والديمقراطية، ما المشكلة في ذلك أم أن هناك توتر من مسألة الاجندة العالمية بشكل أولي؟

ساري حنفي: في الحقيقة لا يوجد هناك أي مشكلة وبالكتاب أمثلة كثيرة على إلتقاء المستوى المحلي والمستوى العالمي بالاجندة، لهذا الكتاب لا يستخدم أجندة عالمية واجندة محلية ولكن بعض جوانب هذه الأجندة عندما تم إسقاطها بالمجتمع الفلسطيني صار فيه مشكلة، يعني جيب مثال مثلاً ضمن الأجندة العالمية لازم يجب أن يكون هناك أكثر من جهة في المجتمع تتقوى لحتى الدولة تكون أكثر ديمقراطية، المشكلة اللي حصل بأنه ما معنى الطريقة اللي تمكنت فيها المنظمات الأهلية الفلسطينية مرات كانت على حساب الدولة.. مشروع الدولة الفلسطينية، بمعنى مشروع الدولة الفلسطينية ضعيف حتى الآن وجاؤوا المانحين قووا ( NGO"s) بطريقة ضعفوها للدولة أو لمشروع الدولة أكثر من السلطة الوطنية الفلسطينية، يعني مثلاً القطاع الزراعي مثلاً كان إحدى المؤسسات الأهلية الفلسطينية ميزانيتها مرتين ضعفين ميزانية وزارة الزراعة الفلسطينية.

خالد الحروب: نعم أسألك أو دعني أسأل وليد ثم أعود لك بهذا السؤال، هناك ربما نقص في الكتاب أنه لا يتناول دور المنظمات الأهلية الإسلامية أو الدينية وهو دور كبير جداً كما بدا مؤخراً وبحسب تحليلات البعض أنه كان وراء فوز حركة حماس بالسلطة.

وليد الصالحي: الحقيقة هذا تحدثنا في يعني في أوقات أخرى عن هذا الموضوع، إنه الكتاب تناول فقط دور المنظمات الإسلامية في ثلاث صفحات تقريباً وتعرّض لتجربة حول إحدى المنظمات الإسلامية ودورها حقيقة في هذا الموضوع وإن كان يعني قصة التعامل مع الـ(كلمة بلغة أجنبية) والقاعدة الشعبية والجماهيرية من ناحية الخدمات الاجتماعية من ناحية العمل الطوعي في سلسلة من بداية الثمانينيات حتى هذه الأيام وأدت نتائجها للي بنشوفه الآن بوصول حماس إلى مواقع متقدمة في البلديات والمجلس التشريعي وغيرها ورئاسة الحكومة الفلسطينية، حقيقة هذا كان يعني بحاجة أيضاً في هذا المجال أيضاً في هذه في لم أعرض هذه النقطة حقيقة لم يكن هناك بحث كثير في قصة بما إنه دول الخليج والدول العربية الممولة هي أيضاً على المستوى القومي أو الإسلامي كانت ممولة، لم يتطرق في هذا الحديث بالتفصيل وإعداد الموازنات والجداول والإحصائيات في هذا الموضوع.

خالد الحروب: نسمع تفسير ساري.

وليد الصالحي: لكن هو كان مركز في بداية الكتاب إنه التكلم عن التجربة الغربية الدولية أو المنظمات الشمالية كما أشار إليها إنها شمالية وجنوبية..

مظاهرات سياتل وعلاقة الجنوب بالشمال

ساري حنفي: تماماً مثل ما عم بيحكي وليد، أنا بالأصل أنا وليندا قررنا بأنه المجال بس لأنه في إشكاليات لها علاقة بمفهوم المجتمع المدني كيف شافوا اليساريين الفلسطينيين لإنه ظاهرة المنظمات الأهلية هي ظاهرة يسارية في فلسطين وكيف التقت أم لم تلتقي وين التقت مع المجموعة الدولية ولكن لما عملنا مقارنة..

خالد الحروب: أنت.. عند هذه النقطة إذا سمحت قبل أن تستمر إذا سمحت لأن النقطة أيضا أنت ذكرتها في الكتاب وهي مهمة هل ردت قدر من الهجرة من التنظيمات اليسارية إلى هذه المنظمات الحكومية، أصبحت كأنها ظاهرة يعني الناشطين السياسيين اليساريين تحديدا أصبح نوع من موسم الهجرة إلى المنظمات غير الحكومية؟

ساري حنفي: طبعا وهاي وهذا كمان له علاقة بكيف تشكلت الأجندة العالمية اللي هي أهملت الأحزاب السياسية وأهملت النقابات ولهذا السبب المنظمات الأهلية الفلسطينية مثل ما نراه في دول أخرى سبقتنا في باعا طويلا في هذا المجال مثل أميركا اللاتينية، سريلانكا بأنه المنظمات الأهلية لوحدها غير قادرة لعمل حركة اجتماعية، ما حصل بأنه المانحين دفعوا أموال فقط للمنظمات الأهلية، فصار في هجرة بأتفق تماما معك من الأحزاب وفيما بعد قطيعة مع الأحزاب والنقابات وهاي وفي الحقيقة المكان مثلا بتجربة سياتل لما وقفت المنظمات الأهلية العالمية ضد منظمة التجارة العالمية لما تحالفت النقابات مع المنظمات الأهلية العالمية وقتها صار فيه فعل مهم جدا.

خالد الحروب: نعم خليني.. دعنا نبدأ على لأنه أنت خصصت جزء الحقيقة مهم لكتاب لتجربة سياتل اللي هي سنة 1999 وأصبح هناك تحالف من المنظمات غير الحكومية تحالف عالمي للوقوف ضد اتفاقيات بين الدول الكبرى كي منظمة التجارة العالمية التي يظن آنذاك من قبل هذه المنظمات أنها اتفاقات ظالمة بحق الشعوب المختلفة، وليد سؤالي في الكتاب ذكر ساري عن التبادلية التشبيك الـ(Networking) أو يعني إقامة علاقات تضامنية بين الشمال والجنوب، لكن هذه العلاقات هي شمالية جنوبية في أغلب الأحيان ما رأيك؟

"
القصد بالمنظمات الشمالية والدول المانحة الغربية الأوروبية الأميركية ودول الجنوب كما يفهم من الكتاب أنها هي دول العالم الثالث أو النامية حقيقة
"
 وليد الصالحي

وليد الصالحي: يعني هي في حد ذاتها يعني كان هناك يعني نوع من ما أدري إن كان جاز التعبير نقول حتى على المستوى اللفظي كأنه هناك في تمييز جزء يعني في معرض هذا الحديث، لكن القصد بالمنظمات الشمالية والدول المانحة الغربية الأوروبية الأميركية ودول الجنوب هي دول كما يفهم من الكتاب أنها هي دول العالم الثالث أو النامية حقيقة، لكن في تصوري حتى في سياتل المظاهرة كما أشار الكتاب إنه كانت حوالي أربعين خمسين ألف من المتظاهرين لكن كانوا من الطبقة المثقفة والغنية والثرية حتى أن قيادة هذا لم يكن هناك من الناس إلا لون محدد أو إلى آخره من الأمور، ففي الحقيقة يعني هذا كان..

خالد الحروب: نعم ساري دور منظمات الجنوب سواء من فلسطين أو من غير فلسطين في الحركة المناهضة للعولمة التي تبلورت في سياتل دور هامشي وضعيف؟

ساري حنفي: نعم وأنا برأيي وهذا إحدى الأطروحات الهامة في هذا الكتاب أن منظمات الجنوب أدخلت إلى معارك مؤتمرات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية ولكن لم تساهم كفاية في صناعة الأجندة العالمية قطاعيا وبالتالي لهذا أنا استخدمت هنا تعبير نشوء النخبة المعولمة بالفلسطينية، بمعنى أنها استطاعت أن تصل إلى العالم، أن تذهب إلى العالم ولكن عندما درسنا تجارب المرأة الفلسطينية التي ذهبت إلى بكين مؤتمر التنمية في بون وإلى آخره وجدنا بأنه.. أن المساهمة بالأجندة وبالقرارات اللي طلعت في الحقيقة ليست كما ينبغي وفي الحقيقة المشكلة ليست فلسطينية ولكن..

خالد الحروب: سؤال محدد في هذه المسألة مسألة التعاون بين المنظمات الجنوبية والمنظمات الشمالية ضد مثلا العولمة وأنظمتها أحيانا هناك تناقض ليس بالضرورة هناك تجانس في الأهداف مثلا التيارات المعارضة للعولمة في أوروبا لا تريد إدخال السلع إلى أوروبا لأنه هذا سوف يؤثر على العمال في أوروبا بينما مثلا من مصلحة العالم الثالث ودول الجنوب أن تدخل هذه البضائع مثلا إلى أوروبا والغرب فعمليا مناهضون العولمة في أوروبا يعملون ضد مصالح مثلا العالم الثالث؟

ساري حنفي: لا أنا برأيي الموضوع مختلف عن ذلك لأنه كمان الجنوب يخاف كثير من السلع يا اللي عم تيجي وبدون أي مراقبة، انتهيت من مشروع عن الريادية بفلسطين قبل كم يوم في الحقيقة بخطاب عند التاجر الفلسطيني خطاب مش بس عند التاجر عند كل قطاع رجال الأعمال هو إنه الوضع دخول البضائع لفلسطين بشكل بيهدد تمام الاقتصاد الفلسطيني، في الحقيقة لما نحكي على الحركة العولمة لازم نقول إنه فيه حركتين؛ في حركة تبنت المنتدى الاجتماعي للبورتريكو وفي الحقيقة إلى خطاب واحد بأنه يجب أن.. بكل اتفاقية تجارة يجب أن نأخذ بين الاعتبار ما هي مصالح الناس إن كانت في الجنوب ولا بالشمال..

خالد الحروب: شكرا..

وليد الصالحي: في هذه النقطة..

خالد الحروب: وشكرا وليد لا الحقيقة انتهى معنا الوقت فاعذرني على ذلك وشكرا لكم مشاهدي الكرام على متابعتكم وكنا معكم مع كتاب بروز النخبة الفلسطينية المعولمة.. المانحون والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية وهو من تأليف ساري حنفي وليندا طبر وأشكر ساري حنفي الذي كان معنا اليوم وهو أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت فشكرا جزيلا له..

ساري حنفي: شكرا لك أنت..

خالد الحروب: وأشكر كذلك للأستاذ وليد الصالحي الباحث في شؤون المنظمات الفلسطينية التطوعية وعضو الاتحاد العربي للعمل التطوعي وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة لكم من زميلي عبد المعطي الجعبة ومني خالد الحروب كل التحية وإلى اللقاء.