الإعلام العربي في عصر المعلومات
– الإعلام الفضائي والتغيير الاجتماعي
– الإعلام العربي مقابل الإعلام الأميركي
– الإعلام وصورة الآخر
خالد الحروب: مشاهدي الكرام مرحبا بكم، جلساؤنا وكتبنا هذا اليوم تتناول مسألة الإعلام العربي وخاصة الفضائي منه وتنوعه وتأثيراته واشتغاله في الحرب وفي السلم وكذلك نظرة الآخرين إليه، ابدأ بالكتاب الأول وهو مترجم عن الفرنسية وعنوانه الفضاء العربي.. الفضائيات والإنترنت والإعلان والنشر ويضم مجموعة أبحاث مهمة كانت قد قدمت في وقت سابق لمؤتمر حول الإعلام الفضائي والإنترنت العربي في فرنسا وقد قام بالترجمة فردريك معتوق والموضوعات التي يشملها الكتاب تتناول تطور الصحافة التليفزيونية في العالم العربي ودور الدولة إزاءها والمساحة التي أتيحت لأحزاب المعارضة والرأي الآخر بسبب هذه الصحافة، هذا مع إلقاء الضوء على حالات دراسية في مصر ولبنان وتونس وهناك نقاش حول دور الإنترنت وتطوره وخاصة في لبنان وتونس واستخداماته التعليمية والترفيهية والوظيفية والتجارية الكتاب الثاني بالإنجليزية وعنوانه خسارة قلوب وعقول العرب.. التحالف الجزيرة والرأي العام المسلم، من تأليف البريطاني ستيف تاثام وفيه يطرح المؤلف الذي عمل في البحرية البريطانية خلال الحرب على العراق السؤال الكبير لماذا خسرت أميركا وحلفاؤها معركة كسب قلوب وعقول العرب وهي المعركة التي كانت تأمل أن تربحها من خلال إسقاط صدام حسين، تاثام يناقش أثر الفضائيات العربية وتغطيتها للحرب وخاصة الجزيرة والعربية وأبو ظبي ويستعرض الآراء التي اتهمت الإعلام العربي بالانحياز واللاموضوعية ولا يتفق معها وهو يدعو إلى تأمل الدروس القاسية التي جاءت بها الحرب وزادت من عداء الشارع العربي للغرب، الكتاب الثالث أيضا في نفس الخط وعنوانه الجزيرة وكيف تحدى التليفزيون العربي العالم وهو من تأليف البريطاني أيضا هيو مايلز وهنا يسرد المؤلف خلاصة اهتمامه المتصاعد بقناة الجزيرة خلال الحرب على العراق وكيف تطور إلى شكل كتاب وهو يقول أن قصة الجزيرة في الشارع العربي هي أبعد من أن تحصر بكونها وسيلة إعلامية فقد تشابكت مع الأحداث السياسية في الشرق الأوسط ودخلت البيوت العربية بحميمية مدهشة وقد سافر المؤلف إلى مصر وفلسطين وأميركا وسويسرا وفرنسا ليقيس درجة إنشداد ومتابعة الجاليات العربية للجزيرة ويفرد فصولا موسعة من كتابه لتغطية القناة لحرب العراق وما شكلته تلك التغطية من تحدى لسيطرة وسائل الإعلام البريطانية والأميركية المعتادة وعلى نفس الخط من الموضوعات والكتب هو موضوع الكتاب الرابع الذي نناقشه مع ضيوفنا اليوم في الأستوديو وعنوانه الإعلام العربي في عصر المعلومات وهو مؤلف جماعي ضخم من إصدار مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية ويضم أبحاث قدمت لمؤتمر عقد في وقت سابق حول الموضوع نفسه، يحاول الكتاب أن يحيط بجوانب السجال حول الإعلام العربي الراهن من تأثيراته في التغيير الاجتماعي، إلى وظائفه التثقيفية والترفيهية، إلى تغطياته للحرب، إلى صدقيته وانتهاء إلى تأثيرات الحكومات عليه، استضيف لمناقشة الكتاب الأستاذ عبد الوهاب بدرخان أحد المساهمين فيه ونائب رئيس تحرير صحيفة الحياة فأهلا وسهلا به أهلا وسهلا أستاذ عبد الوهاب وكذلك استضيف الدكتور نور الدين ميلادي أستاذ الإعلام في جامعة ويستمنستر في لندن فأهلا وسهلا به أيضا أهلا وسهلا نور الدين.
نور الدين ميلادي- أستاذ الإعلام في جامعة ويستمنستر في لندن: أهلا وسهلا أستاذ خالد كيف حالك.
الإعلام الفضائي والتغيير الاجتماعي
خالد الحروب: نور الدين إذا بدأنا معك كأكاديمي ومختص في مسألة الإعلام الجماهيري وتدريسه نظرة مجملة على هذا الكتاب ما الذي أضافه وما الذي تركه ربما؟
نور الدين ميلادي: شكرا على الاستضافة أستاذ خالد أعتبر أنه هذا الكتاب جهد ممكن يعبر عنه (كلمة غير مفهومة) نحو محاولة بلورة التطور الذي وصل إليه الإعلام العربي، ربما لأول مرة وجود نشرية تصدر من أكاديميين عرب وغير عرب باللغة العربية وبشكل أكاديمي وهذا ربما هو تطور أعتبره فهذا الكتاب ليست ترجمة لبعض النظريات الغربية وليست إعادة رسكلة لمنتوج آخر إنما هو يعتبر شيء أورجينال إن صح التعبير عنه، ما أضافه الكتاب كذلك هو العمق الذي لاحظناه في محاولة تشخيص واقع الإعلام العربي تطوره علاقته بالسلطة تأثير هذا الإعلام على الجماهير ومحاولة ربما تشكيل رأي الجماهير كذلك المقارنة التي لاحظناها بين الإعلام العربي والإعلام الغربي هناك ربما بعض المشاركات الجيدة جدا..
خالد الحروب [مقاطعاً]: وما الذي تركه؟
نور الدين ميلادي: عفوا.
خالد الحروب: وما الذي تركه الكتاب لم يناقشه، ما النقص إذا كان هناك نقص رأيت أنه موجود في الكتاب؟
نور الدين ميلادي: طبعا هو هناك يمكن أن تضاف إليه مساهمات أخرى في مسألة مثلا التغيير الاجتماعي هناك لم ألحظ مقارنات جيدة فيما يتعلق بمثلا بين الـ(B.B.C) التي هي ربما تعلو سدة ما يسمى بالـ(كلمة بلغة أجنبية) في الغرب عموما وهو..
خالد الحروب: البث العام، البث التليفزيوني العام.
نور الدين ميلادي: مضبوط نعم اللي هي استفادت منها القنوات العالمية، عموما من ناحية التجربة فليس هناك مقارنات ثم الإضافة الحقيقية فيما يتعلق بالسياسة التحريرية للإعلام العربي وخاصة قناة الجزيرة أنا لم ألحظ مشاركة ربما أكاديمية قوية في هذا المجال فيما يتعلق بما يسمى..
خالد الحروب: على كل حال سوف ننتقل إلى محاور وفصول الكتاب، ربما نضع يدنا على هذه الإضافات وعلى النواقص أستاذ عبد الوهاب إذا بدأنا بهذا الفصل حول الإعلام الفضائي والتغيير الاجتماعي في الإعلام العربي كثير من الناس يعلقون آمال ربما طموحة زيادة عن اللزوم وربما حقيقية حول دور الإعلام الفضائي الجديد هذا في إحداث نوع من التغيير الاجتماعي السياسي الديمقراطي الانفتاحي سميه ما شئت ما رأيك في مساهمة الكتاب في هذه المسألة؟
عبد الوهاب بدرخان – نائب رئيس تحرير صحيفة الحياة: يعني أحب أن أقول في البداية أنه هذا الكتاب جهد جيد لمركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية، فيه رصد لحالة كانت في ذلك الوقت.. يعني عام 2004 كان هناك رصد بهذا المؤتمر لمجموعة من الظواهر سواء بالإعلام الفضائي، بالصحافة المكتوبة، بالتعاطي بين غرب وشرق عرب وأميركا هذا من جهة من جهة أخرى يعني جواب على سؤالك هذا البحث يعطي أيضا نظرة عامة إلى الآمال والإخفاقات والطموحات بالنسبة إلى دور الفضائيات في التغيير إنما طبعا يعني لا يمكن أن نتخيل أنه مجتمع عربي بكامله يتوقف تغييره الاجتماعي أو تطوره الاجتماعي على مساهمة الفضائيات، يعني هناك جملة من القطاعات يجب أن تكون بنفس الوقت تساهم نحن نشهد حاليا ثورة في الإعلام متأتية عن التقنيات وبالغرب هذه الفضائيات أو هذه الثورة جاءت في سياق تطور الغرب تقنيا ومعرفيا وغير ذلك بينما نحن جاءت الثورة إلينا في وقت نحن لم نكن قد استكملنا المراحل السابقة، يعني كل.. أخذنا كل مساوئ المرحلة السابقة في الإعلام من رقابة ومن تخلف من كذا حتى نقص في القوانين وواجهنا أو استقبلنا هذه الثورة الإعلامية لذلك لا يمكن أن نعتبر أنه الفضائيات هي التي ستساهم في التغيير في نفس الوقت أي شيء سيصدر عن هذه الفضائيات سيقيم حاليا بشكل سلبي يعني سواء من ظواهر التحريض على العنف كالتي رصدتها وأنت الذي أعدت هذا..
خالد الحروب: نعم إذا سمحت لي عبد الوهاب خلينا نور الدين في هاي المسألة البعض يقول مثلا وكما ورد في هذا الفصل فيه أكثر من مساهمة أو مساهمتين حول التغيير الاجتماعي أن الفضائيات العربية مثلا زادت من الانشقاقات العمودية بين شرائح المجتمع العربي المختلف مثلا محافظين إزاء علمانيين، حداثيين إزاء إسلاميين فلنقل وسوى ذلك البعض الآخر يقول لا أنها أوجدت منبر تتحاور عليه هذه الآراء المختلفة ما رأيك؟
نور الدين ميلادي: نعم هو كتعليق سريع حول النقطة الأولى اللي تفضل بها الأستاذ بدرخان يعني لم يرافق تطور الإعلام العربي تطور في مؤسسات المجتمع المدني، نحن لازلنا نلحظ مؤسسات المجتمع المدني في بعض الدول العربية هي يا إما مجمدة أو هي غير موجودة، بمعنى لا تقوم بأي دور فاعل في تحريك المجتمع، في تطور المجتمع، الأمر الآخر هو لم يرفق كذلك تطور وسائل الإعلام وحتى محتوى وسائل الإعلام في بعض الدول العربية أو في معظم الدول العربية مجمل الدول العربية تطور يتعلق بالانفتاح السياسي، فنحن لازلنا نلحظ للأسف خاصة مثلا في بعض دول شمال أفريقيا وغيره لازلنا نلحظ هناك نوع من الكبت السياسي للأحزاب السياسية المعارضات الحقيقية فإذا هناك تطور إعلامي راقي جدا في بعض بالجانب التكنولوجي ولكن لم يرفق به تطور في..
خالد الحروب: إذا سألتك نور الدين هناك أنا رأيت مثلا ربما في الكتاب ليست مغطاة بالشكل اللازم الإعلام لهذا يعول عليه الكثيرون يعول على الإعلام الفضائي العربي، الإعلام نفهم أنه السلطة الرابعة يسمى لكن والسلطة ربما تحققت أو جزء كبير منها عن طريق الفضائيات العربية، لكن المشكلة أن السلطات الثلاثة الأخرى كلها مختزلة في سلطة واحدة اللي هي السلطة التنفيذية..
نور الدين ميلادي: صحيح.
خالد الحروب: والسلطة التشريعية والسلطة القضائية كلها مختزلة، فنحن عندنا سلطة رابعة ثم ثلاث سلطات مختزلة في سلطة واحدة، ما رأيك عبد الوهاب هل هذا يعني على الأقل يفسر عدم قدرة الإعلام الفضائي العربي على فعل اجتماعي على الأرض مثلا؟
عبد الوهاب بدرخان: يعني يجب أن نعود هنا إلى نقطة الصفر عندما لا تكون السلطات الثلاث تقوم بواجباتها كما يفترض من ليس فقط من حفظ أمن وحفظ السلام العام أيضا يعني تعزيز حقوق المواطن وتعزيز دولة القانون لأنه بالنهاية أي تطور إعلامي لن يستطيع فعلا أن يكون فعالا إلا إذا كان هناك حماية من القانون وإذا كانت هناك فعلا حماية من المجتمع ومن الدولة يعني ليس فقط أن السلطة الرابعة كلام وهمي يعني السلطات الأولى ليست السلطات التي يفترض أن تكون بحسب لا العلم ولا بحسب الأفكار القيم المعاصرة، يعني لذلك الإعلام حاليا لا يزال يبحث فعلا عن هويته داخل هذه الدول وداخل هذه الأدغال التي..
الإعلام العربي مقابل الإعلام الأميركي
خالد الحروب: على كل حال سوف نتركه يبحث، ننتقل إلى محور آخر نور الدين اللي هو الإعلام العربي مقابل الإعلام الأميركي وهذا طبعا موضوع قيل فيه الكثير وبحث فيه الشيء أيضا ربما الأكثر وهناك أكثر من مساهم جهاد الخازن، حسين أبيش، جيمس زغبي، هاتون ما هي الملاحظة الأساسية والملاحظات الأساسية لما قرأته في هذه المسألة وهو موضوع عريض لكن إذا أردنا أن نقول (كلمة غير مفهومة) الأساسية التقابلية بين الإعلام العربي والإعلام الأميركي.
نور الدين ميلادي: هو أما في من تقابلية ربما إذا أردنا أن نتحدث عن بعض المقارنات خاصة إذا تحدثنا الـ(BBC) مثلا أشهر القنوات في بريطانيا استفاد من الغرب عموما أو (CCN) (Fox News) وهكذا فنحن نتحدث على فروقات واضحة جدا فيما يتعلق بالسياسية التحريرية لما نتحدث عن السياسية التحريرية أتحدث عن كيفية صياغة الخبر أتحدث على المصطلحات التي تستخدم أتحدث على الصورة التي تستخدم المصاحبة للخبر وهكذا دواليك، إذا أخذنا مثلا الإعلام العربي تحدثنا في تغطية الحرب على العراق، الحرب في أفغانستان، القضية الفلسطينية، فنحن نتحدث هناك على تميز فيما يتعلق بالسياسة التحريرية التي تعبر عن لا أقول الحقيقة ولكن تعبر على وجهة اللي هي ربما تتصادم تصادم واضح مع ما نراه على (BBC) على (CNN) على (FOX) على (Sky) وكل القنوات ربما الغربية إلى جانب الفرنسية منها
خالد الحروب: أسأل عبد الوهاب نفس الشيء لكن إذا سمحت لي بعد هذا التوقف القصير، مشاهدينا الكرام نتواصل معكم بعد هذا الفاصل القصير.
[فاصل إعلاني]
خالد الحروب: مشاهدينا الكرام مرحبا بكم مرة ثانية نواصل معكم نقاش كتاب اليوم الإعلام العربي في عصر المعلومات وهو مؤلف جماعي من إصدار مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية، عبد الوهاب توقفنا حول مسألة التقابل هذا الشهير بين الإعلام الأميركي والعربي خاصة خلال طبعا تغطية الحرب على العراق وحسنات وسيئات كل من الإعلاميين، السؤال الذي مطروح في الكتاب ومطروح أيضا في اكثر من مجال هو إلى أي درجة يمكننا أن نعمم وكي أكون اكثر تحديدا مثلا الأعلام الأميركي معروف إنه ناصر بمجمله الحرب لكن في نفس الوقت الاكتشافات حول التعذيب في سجن أبو ،غريب مثلا قتل العراقي في أحد مساجد الفلوجة كانت كاميرات أميركية هذا هو الإعلام الأميركي أيضا في نفس الوقت.
" الإعلام العربي يبحث عن مكانه تحت الضوء على الخريطة الإعلامية وقد استطاع أن يثبت نفسه، هذا ما لم يقبله الأميركي " عبد الوهاب بدرخان |
عبد الوهاب بدرخان: يعني الواقع إنه العرب ما عندهم تراث في الإعلام يستطيعوا إنه من خلاله يقيموا الصحافة أو الإعلام الأميركي بنفس الوقت الأميركي عنده من الأخطاء ومن العيوب ما لا يخوله أن يحكم على إعلام عربي لا يزال ينشأ وبالتالي يعني الترحيب الذي حصل مثلا والتهليل لنشوء الجزيرة وظهورها تحول فيما بعد إلى شتائم ومشادات كل ذلك من جانب الإعلام الأميركي، هناك مرحلة انتقالية الإعلام العربي يبحث فيها عن مكانه تحت الضوء على الخريطة الإعلامية وقد استطاع أن يثبت نفسه، هذا ما لم يقبله الأميركي سواء بغطرسته إنه إعلام دولة عظمى أو لأنه لتشابك الأحداث السياسية مع هذا النشوء الإعلامي، هذه 11 سبتمبر، حرب أفغانستان، حرب العراق يعني هذه المرحلة أيضا حتى في بالنسبة للأميركان ليست مرحلة ناصعة في تاريخهم لذلك يعني لا هم في موضع إنه هم فعلا يقيموا الآخرين ولا الآخرين..
خالد الحروب: إما أن يكون إعلامك معنا أو ضدنا يعني مثلا خصيصا..
عبد الوهاب بدرخان: هذا ما عولتني لذلك يعني في لحظة ما كنش أعجبتهم الجزيرة، بعدين العربية، بعدين أبو ظبي، بعدين إرهاب على كل الإعلام الواضح إنه لا نستطيع أن نحكم على هذه العلاقة.
خالد الحروب: نعم إذا سمحت عبد الوهاب إذا انتقلنا إلى محور أيضا وثيق الصلة بين مثلا له القسم السادس هو الإعلام وصورة الآخر نور الدين وفي مساهمات من جان أبي نادر وجاك شاهين ومحمد بحرين هناك سؤال كبير وكأنه هذا الإعلام العربي المنطوق باللغة العربية والموجه إلى عالم عربي وجمهور عربي مطلوب منه أن يغير صورة العرب عند الغرب هذا ما قد بفهم من بعض المساهمات ما رأيك؟
" دور الإعلام العربي في هذه الحقبة من الزمن هو التثقيف، أي نقل الخبر من واقعه في شكله الحقيقي إلى الجمهور " نور الدين ميلادي |
نور الدين ميلادي: هو الأكيد ليس هذا هو دور الإعلام العربي في هذه الحقبة من الزمن إنما هو ربما الدور الأساسي اللي ينتظر منه من الإعلام العربي مثل القنوات المعروفة الإخبارية، هي التثقيف، هي نقل الخبر من واقع الخبر كما نراه نحن أو كما نراه نحن في شكله الحقيقي وليس دوره هو الدخول في مثل هذه المجالات لا أتوقع من الإعلام العربي مثل قناة الجزيرة او العربي أو أبو ظبي أو المنار أو غيرها أن تغير صورة العربي عند البريطانيين عند المشاهد الأميركي لأنه هو ببساطة لا يشاهدها إنما ما لاحظناه خلال تغطية مثلا الحرب على العراق القضية الفلسطينية أفغانستان أن يتمكن الإعلام العربي تغيير صورة الغربيين أو على الأقل بعض الغربيين خاصة في الرأي العام حول الواقع المعاش في فلسطيني في العراق في أفغانستان وهكذا دوليا لما تنقل لنا قناة الجزيرة أو قناة العربية أو أبو ظبي بعض المشاهد التي لا يمكن أن نراها على الـ(BBC) لا يمكن أن نراها على السينما لا يمكن أن نراها على (SKY) فهذا يعتبر يعني ناقص يطلق عليه بالإنجليزي.. في العقل الغربي في حد ذاته..
خالد الحروب: اختراق..
نور الدين ميلادي: اختراق في العقل الغربي بحد ذاته..
خالد الحروب: يعني سألت عبد الوهاب أيضا في نفس هذه المسألة مسألة صورة ربما صورة الآخر في الإعلام الذي يتم نقاشه مثلا إذا ناقشنا الإعلام الغربي نبحث عن صورة العربي والمسلم مثلا فيما هي صورة أيضا محملة هيك محملة بالجوانب السلبية المختلفة وننتقدها في منابرها لكن إذا حاولنا أن نقرأ قراءة نقدية صورة الآخر الغربي في الإعلام الغربي على ضوء هذه المساهمات كيف تراها هل ترانا أن نكرر ما يفعله الغربيون بصورتنا في إعلامهم؟
عبد الوهاب بدرخان: يعني أعتقد بأنه من جانب الإعلام العربي طبعا يعني هناك فكرة مسبقة يحاول أن يثبتها في النظرة إلى الأميركي خصوصا إلى الأوروبي إنما في جهد معرفي أيضا يعني العربي يشعر الإعلام العربي يشعر بأن لديه أكثر دور إنه يظهر الغربي كما هو قبل أن ينقده يعني ما في عدوانية واضحة بارزة نافرة إلا في بعض المواضيع يعني إذا كنت تتكلم مثلا عن الآخر من خلال موضوع عن سجن أبو غريب وما حصل فيه لا يمكنك أن تظهر الآخر هنا بأنه يعني.. وبالتالي حسب الموضوع إما إنه كلما سمحت الفرصة في أي قناة عربية الحقيقة على الإطلاق أنه العربي يكون منصف ويظهر الحقائق كما هي فأنه لا يتأخر أما إذا كان هو الموضوع يتناول شيء يهم القيم العربي يهم المجتمع العربي ومتألم هذا المجتمع منه يمكن أن ننتظر يعني الغرب يظهر إسرائيل بأنها بلد يعين الاحتلال هو نعمة للفلسطينيين وليس نقمة عليهم..
خالد الحروب: هذا ينقلنا إلى مسألة مهمة أيضا طرحها هنا القسم السابع مسألة الصدقية والتأثير وما هي الحدود إلى أي مدى ممكن أن تكون الوسيلة الإعلامية العربية الآن ونحن في وضع مثلا متدهور على كل الصعد وعمليا متخلفين ثقافيا وحضاريا، إلى أي مدى ممكن أن يتمتع الإعلام العربي بترف أن يكون محايد وان يكون وسيلة إعلامية وحسب فيما الجمهور العربي يحمله مسؤوليات حتى لو لم يقبلها ينتظر منه اكثر من ذلك بكثير أين نرسم الخط نور الدين؟
نور الدين ميلادي: ربما إذا تحدثنا عن موضوع الحيادية يعني لا يمكن الحديث عن صدقية حقيقية وحيادية حقيقية حتى في علاقتنا بالإعلام العربي أو الإعلام الغربي عموما نحن لما نتحدث عن الحيادية نتحدث عن الحيادية من منظور ثقافي ديني وكذلك سياسي فإذا أخذنا الحيادية مثلاً عند القنوات الفضائية المعروفة الجزيرة العربية أبو ظبي فنحن نتحدث عن حيادية من منظور عربي ثقافي يتطرق للقضية الفلسطينية كما يريد أن يراها المشاهد العربي يتطرق لتغطية الحرب العراق كما يريد أن يراها المشاهد العربي ولا وليس عكس ذلك الحيادية عند مثلاً أو عند هي ما يعرف عنه كحيادي عند المشاهد البريطاني من منطلق ثقافته لذلك مثلاً لا نرى في تغطية مثلاً القضية الفلسطينية لا نرى البانوراما التي نراها في الجزيرة من ناحية الأذواق من ناحية الألوان من ناحية الآراء التي تمثلها الجزيرة في القضية الفلسطينية نرى ذلك في الـ (كلمة بلغة أجنبية) نرى ذلك في الـ(كلمة بلغة أجنبية) أنا أريد أن أعلق على نقطة سابقة..
خالد الحروب: بإيجاز شديد لأنه لم يتبق وقت كثيراً في برنامجنا.
نور الدين ميلادي: فقط في عجالة لأول.. أنا أعتبر لأول وقت تمكن الإعلام العربي أن يمثل المشاهد العربي كما يريد أن يرى نفسه نحن بقينا لعقود طويلة..
خالد الحروب: أو على الأقل كان موجود في الشارع يعين مختلف الآراء موجودة ليست (كلمة غير مفهومة) عبد الوهاب أريد أن أسألك عن الفصل الذي أنت كتبته هنا في القسم الثامن الإعلام في ظل الحرب والاحتلال وأنت كتبت عن أفغانستان كيف كانت وكيف صارت بعد الاحتلال الأميركي، ما هي النقاط الأساسية لهذه المساهمة وهي أيضاً مساهمة عليّ أنا أقول أنها غنية بالمعلومات وتقدم بانوراما فعلاً معلمة حول هذه المسألة
عبد الوهاب بدرخان: كلمة صغيرة عن الحياد أحيل الجميع إلى الفصل الذي كتبه حسين إبش وفيه تسجيل لمقابلة بين مذيعة في..
خالد الحروب: والزميل حافظ المرازي.
عبد الوهاب بدرخان: حافظ المرازي هناك لحظة يقول لها أنتم أنتي قلتِ أن كلمة احتلال أصبحت قديمة الحياد هنا الذي يحاول أن يمارسه الإعلام الغربي حياد كاذب الحقيقة يعني تحايل مثل النقاش الذي حصل حول ماذا يسمون الاغتيالات للقادة الفلسطينيين واخترعوا كلمة وكأن يعني الاغتيال سيتغير مفهومة إذا يعني اخترعوا هما مصطلح بالنسبة للفصل الحقيقة إنه كان من..
خالد الحروب: حتى أيضاً أذكرك وضع المشاهد بالإشكالية أنت تناقش مسألة الحرية النقيضين الحرية والاحتلال إنه جاء الاحتلال وجاء معه قدر ما من الحرية لا نستطيع أن ننكر ولكن في نفس الوقت هو احتلال.
عبد الوهاب بدرخان: يعني هذا الفصل يحاول أن يعرض ماذا حصل في العراق وفي أفغانستان بعد احتلالهما، لم يكن من الممكن إلا أن تقول أنه الاحتلال على الأقل في هذه الشريحة من الأمور اللي هي الإعلام كان إيجابياً لماذا أتاح الفرصة لظهور الفضائيات، لظهور التلفزيون، طالبان كانت ألغت كل شيء وأبقت فقط على إذاعة تبث البيانات التي تصدرها والقرآن في بغداد لم يكن هناك إعلام رسمي بعد دخول الأميركيين أصبح هناك عشرات الجرائد، عشرات الإذاعات الخاصة، عشرات الفضائيات التي تريد أن تظهر، الإنترنت انتشر بشكل سريع، كل هذا بمفهومنا نحن إيجابي إنما على المستوى أيضاً أظهر لنا ذلك النقيض الآخر وهو هل الحكومات الوطنية بين مزدوجين التي نشأت بعد الاحتلال هل هي يعني استطاعت أن تواكب هذه الثورة وأن ترافقها بمفاهيم جديدة بقيم جديدة أعني ديمقراطية وحرية..
خالد الحروب: أم أن الإعلام يسبق مدينة أخرى.
عبد الوهاب بدرخان: بأفغانستان ما لبس القمع وما لبست الرقابة وما لبست حتى الحروب المحلية ما لبست أن فتكت بنا..
خالد الحروب: عندي بس دقيقة واحدة أسأل فيها رأي نور الدين حول هذه المسألة هذا الفصل المهم اللي هو الاحتلال جاء وجاءت معه حرية صحفية؟
نور الدين ميلادي: أنا أثمن رأي الأستاذ بدرخان في هذا الخصوص أرى أن البحث الذي قدمه في هذا الكتاب هو ثري جداً خاصة في لما تحدث مع (كلمة غير مفهومة) أفغانستان لكن أنا أضيف نقطة هنا هو أنه فعلاً وضع الحرب في أفغانستان والحرب على العراق وتغطيتها من طرف الإعلام العربي والإعلام الغربي وضعت الإعلام الغربي وضعت السياسية الغربية في محك خطير جداً وهو الموضوعية إلى أي حد أنت ممكن أن تكون موضوعي في وقت الحروب وفي وقت الخلافات، فتميز قناة الجزيرة مثلاً في الحرب على أفغانستان انطلق من تغطيتها الخبر بشكل يعني ينافي تماماً ما عهدنا عليه تغطية في حرب الخليج الأولى في 1991 1992 مثلاً أو في تغطية الفوكلاند وأحد من هذا القبيل هناك تميز كذلك للإعلام العربي في تغطية الحرب على العراق وفشل فشل ذريع الإعلام الغربي في تغطية حيادية للحرب على العراق إن ما رأيناه ما لامسناه هو تغطية هي تلامس السياسة الخارجية البريطانية السياسة الخارجية الأميركية وما إلى ذلك.
خالد الحروب: شكراً لك نور الدين وشكراً لكم مشاهدينا الكرام وكنا معكم في نقاش كتاب الإعلام العربي في عصر المعلومات وهو مؤلف جماعي من إصدار مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية وشاركنا في النقاش هنا في الأستوديو الأستاذ عبد الوهاب بدرخان نائب رئيس تحرير صحيفة الحياة فشكراً جزيلاً له وكذلك الدكتور نور الدين ميلادي أستاذ الإعلام في جامعة ويستمنستر في لندن فشكراً جزيلاً له أيضاً ولكم من زميلي عبد المعطل جعبة ومني خالد الحروب تحية عطرة وإلى اللقاء.