موارد الطاقة في قزوين.. وأثرها على الخليج العربي
مقدم الحلقة: | خالد الحروب |
ضيوف الحلقة: | – د. فاضل شلبي: المدير التنفيذي لمركز دراسات الطاقة العالمية – يعقوب داوني: المحرر الاقتصادي في صحيفة القدس العربي في لندن |
تاريخ الحلقة: | 17/02/2002 |
– توجه الكتاب نحو التقليل من أهمية نفط قزوين
– ارتفاع كلفة نفط قزوين وتأثيره على أسعار نفط الخليج
– مشروعات الأنابيب والخلفيات السياسية والإستراتيجية لاختيارها
– مستقبل نفط بحر قزوين
خالد الحروب: أعزائي المشاهدين، أهلاً ومرحباً بكم إلى هذه الحلقة من برنامج (الكتاب). جليسنا هذا المساء كتاب عن النفط في منطقة بحر قزوين ومستقبله وأثره على المنطقة العربية، عنوان الكتاب: "موارد الطاقة في قزوين.. وأثره على الخليج العربي" الكتاب من تأليف عدة مشاركين، وهو في الأصل مساهمات قُدَّمت إلى مؤتمر حول هذا الموضوع نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي، وهو المركز نفسه الذي أصدر الكتاب لاحقاً، أهمية الكتاب تأتي من كونه أول دراسة متكاملة تتناول هذا الموضوع من زاوية انعكاساته على المنطقة العربية، والتوجُّه العام للكتاب هو التقليل من آثار نفط قزوين على أهمية الخليج العربي، وهذا ما سنناقشه بعد قليل.
أستضيف في الأستديو لمناقشة الكتاب الدكتور فاضل شلبي (المدير التنفيذي لمركز دراسات الطاقة العالمية، وهو أيضاً أحد المساهمين في الكتاب)، وكذلك الأستاذ يعقوب داوني (المحرر الاقتصادي في صحيفة "القدس العربية" في لندن) فأهلاً وسهلاً بكم.
د. فاضل شلبي: أهلاً.
يعقوب داوني: أهلاً.
خالد الحروب: كما كنت قد حاورت في وقتٍ سابق الدكتورة شيرين أكينير (إحدى المساهمات في الكتاب، وهي مختصة في شؤون آسيا الوسطى، ومحاضرة في جامعة لندن) ولذلك وقبل أن نناقش الكتاب في الأستديو هنا دعونا أعزائي المشاهدين نستمع معاً إلي الدكتورة أكينير تتحدث عن الكتاب.
قبل سنوات قليلة وعند اكتشاف كميات النفط والغاز الهائلة في الجمهوريات المشاطئة لبحر قزوين، مثل: أذربيجان، وكازخستان، وتركمنستان ساد الاعتقاد بأن نفط بحر قزوين إلى صعود ونفط الخليج إلى انحدار، وإذا فقد نفط الخليج أهميته فإن اقتصاد الدول الخليجية سوف يتدهور، لكن كتاب "موارد الطاقة في قزوين.. وأثره على الخليج العربي" يحاول أن ينفي هذا الاحتمال.
د. شيرين أكينير (إحدى المساهمات في الكتاب – جامعة لندن): يتراوح احتياطي النفط في بحر قزوين الذي ثبت وجوده حتى الآن حول 30 بليون برميل، وهذا احتياطي ضخم بالطبع، ولكنه لا يُقارن باحتياطي نفط الخليج، وقد خلُص معظم المشاركين في المؤتمر الذي نتج عنه هذا الكتاب إلى أن نفط بحر قزوين مهم، ولكن يجب أن يوضع في الإطار العام ولا تضخم أهميته.
خالد الحروب: وتظل احتمالات تطور نفط بحر قزوين مرهونة باستقرار تلك المنطقة ومدى جذبها للمستثمرين.
د. شيرين أكينير: أعتقد أن منطقة قزوين في الوضع الراهن مستقرة بشكل معقول، ولكن على المدى الطويل هناك بعض المخاطر يتعلق أولها بالتعاقب السياسي، إذ أن معظم قادة تلك المنطقة الآن هم في عقد الستينيات أو أكثر، وعاجلاً أم آجلاً سوف تبرز قضية تغيير القيادة التي ليس من الواضح كيف سيجري ترتيبها خاصةً أن مستوى إجراء الانتخابات هناك لا يرقى إلى المعايير الدولية، لهذا هناك مخاوف من أن تؤدي عملية تغيير القيادات إلى بروز مصاعب سياسية.
أما المشكلة الثانية: فهي أنه رغم إثراء الكثيرين في السنوات الأخيرة جرَّاء الاستثمار في النفط والغاز فقد انخفضت مستويات معيشة الغالبية العظمى من الناس في الدول المحاذية لبحر قزوين والمستقلة حديثاً وبشكل كبير جداً، طبعاً هناك تخُّوفات من أن يدفع ذلك كله إلى بروز قلاقل سياسية في المستقبل.
خالد الحروب: لكن ماذا عن قصة خط الأنابيب المقترح من بحر قزوين مروراً بأفغانستان؟
د. شيرين أكينير: تُلاقي فكرة مد خط أنابيب للنفط والغاز من منطقة بحر قزوين مروراً بأفغانستان شعبية كبيرة، ففي أعقاب سبتمبر من عام 2001 كثُرت التوقعات بأن الوجود الأميركي هناك سوف يُسهل تنفيذ هذه الفكرة، لكن هذا المشروع باهظ الكلفة.
وسوف يتطلب الحصول على تمويل من مؤسسات دولية، وأنا أشك في قدر ثقة هذه المؤسسات باستقرار الوضع في أفغانستان إلى حدٍ يدفعها إلى تخصيص موارد مالية لدعم مشروع كهذا.
خالد الحروب: وماذا عن موقع إيران إزاء هذه الاحتمالات النفطية في منطقة قزوين؟
د. شيرين أكينير: يعتقد معظم المراقبين أن إيران يمكنها أن تلعب دوراً مهماً جداً فيما يتعلق بنفط قزوين كما يرون أن مد خط أنابيب عبر إيران هو الأقل كلفةً من ناحية اقتصادية بين المشاريع الأخرى المقترحة، ولكن سياسة الولايات المتحدة إزاء إيران تُصعَّب مد هذا الخط حتى تستخدمه الشركات الدولية، لذلك فإن هذا الخيار غير وارد حالياً، ولكن يجب أن نتذكر بأن حجم التبادلات النفطية الذي يجري عبر الحدود الإيرانية مع بلدان بحر قزوين كبير رغم عدم وجود هذا الخط في الوقت الراهن.
[فاصل إعلاني]
توجه الكتاب في التقليل من أهمية نفط قزوين
خالد الحروب: دكتور فاضل، دعني أبدأ معك الكتاب كما لاحظت وبالتأكيد طبعاً أستاذ يعقوب لاحظ معنا، التوجُّه العام أنه يُقلل من أهمية هذا النفط المكتشف في منطقة بحر قزوين على نفط الخليج، ويكاد يطمئن القارئ العربي ويطمئن العرب بأن الأمور على خير ما يرام، وأن الثروات النفطية العربية ليس هناك أي خطر عليها، أولاً: ما رأيك بهذا التوجُّه العام وهذا التحليل الذي يكاد يندرج في كل فصول الكتاب؟
د. فاضل شلبي: هناك تطورات جديدة خاصةً منذ العام 2000 تجعل الاستنتاج بتقليل أهمية بحر قزوين على نفط الخليج العربي مسألة يُعاد النظر فيها، في البداية ظهرت هناك اكتشافات نفطية كبيرة في.. خاصةً في كازاخستان، العام الماضي اكتُشفت حقل اسمه "كاشاكستان" يحوي من البترول المستخرج عشرة بلايين برميل، اللي هو بحد ذاته أضاف.. ضاعف تقريباً من إمكانيات احتياطيات النفط في النفط القابل للاستخراج في بحر قزوين، الآن الثابت هو أن هناك ما لا يقل عن 30 مليار برميل، وأن الاستثمار في التحري والاكتشاف يمكن أن يُضاعف هذه الكمية إلى 60 مليار برميل في اليوم.
خالد الحروب: وحتى فيه أرقام في الكتاب دكتور يعني ترفع هذا الرقم اللي هو المحتمل يعني الاحتياطي المحتمل، هناك احتياطي ثابت اللي ذكرته 30 مليار برميل وفيه هناك احتياطي محتمل إلى 200، 200 مليار.
د. فاضل شلبي: يعني لا، لا كلمة، رقم 200 هذا رقم بالحقيقة مرفوض من قِبَل الجيولوجيين في العالم، ولكن احتمالات الاكتشافات الجديدة كثيرة.
خالد الحروب: هذه احتمالات مهمة إذا سمحت لي أروح.. للأستاذ يعقوب،
د. فاضل شلبي: فاضل كلمتي للموضوع.
خالد الحروب: أيوه تفضل.
د. فاضل شبلي: هذه المنطقة كانت تحت.. تحت الاتحاد السوفيتي، تحت التخطيط المركزي في موسكو.
خالد الحروب: أي نعم.
د. فاضل شلبي: أولاً التخطيط المركزي والاقتصاد السوفيتي كله كان يتميز بعدم الكفاءة وبالتخلف التكنولوجي، والشيء الثاني أن الاتحاد السوفيتي كان يعطي أولوية للنفط الروسي على النفط الآسيوي التابع.. لروسيا، ولذلك ما كان أحد يعرف.. ما هي فعلاً إمكانيات.
خالد الحروب: الكميات الموجودة والكميات المحتملة.
د. فاضل شلبي: منذ دخول الشركات الأميركية، منذ دخول التكنولوجي الجديد، أصبحت الصورة انقلبت اكتشافات مستمرة.. تجعل المنطقة لا تصل إلى 200 أنا لا أعتقد أنها تصل 200 مليون.
خالد الحروب [مقاطعاً]: لكن بالطبع حتى هذه الاحتمالات اللي أنا ذكرت أنه الآن اكتشافات جديدة، أستاذ يعقوب أوصلت.. ما هو منتج ما يمكن إنتاجه إلى السوق وتصديره اليوم.
د. فاضل شلبي: نعم.
خالد الحروب: إلى خمسة مليون برميل.. يومياً إذا سمحت لي الآن هذا تقريباً يعادل ثلث.. الإنتاج النفطي العربي، الآن.. يعقوب يعني هناك فعلاً معاناته قدر ما من.. من التهديد الذي يجب أن نعترف فيه، هناك احتمالية تهديد حقيقية إنه هذا الإنتاج إذا وصل إلى ثلث إنتاج الخليج أن يشكل تهديد لهذا.. الوضع في الخليج.
يعقوب داوني: لا شك أن إنتاج حتى 2 مليون برميل يومياً يشكل تأثير، هناك مسألة فيما يتعلق بالسوق النفطي، منذ سنوات طويلة وبسبب درجة من التوازن بين العرض والطلب أو ما يسمونه أحياناً (Tied market) فرق 100 ألف برميل أحياناً تحدث تأثيرات وتأثيرات كبيرة ومبالغ فيها في الأسعار، فبالتأكيد الحديث عن 4 أو 3 أو 5 مليون برميل يومياً يشكل تهديد لنفط الخليج، لكن يجب أن نضع هذه المسألة في الإطار الأوسع، المشكلة في بحر قزوين هي أن إيصال هذا النفط إلى الأسواق يحتاج إلى نفقات عالية، كلفة الإنتاج في بحر قزوين عالية بالأساس حتى لو كان نفقات النقل ليست عالية حسب التقديرات، وبما فيها تقديرات دكتور فاضل شلبي بيقول أنه: تصل تكاليف الإنتاج زائد نفقات النقل من الممكن أن تصل إلى 12، 13 دولار للبرميل الواحد..
خالد الحروب [مقاطعاً]: قبل أن تصل إلى السوق.
يعقوب داوني: هذا قبل أن تصل إلى المستهلك، فقط إيصالها لغاية موانئ التصدير.
ارتفاع كلفة نفط قزوين وتأثيره على أسعار نفط الخليج
خالد الحروب: تعرف يعقوب، هذا.. هذا أمر مهم اللي هو كلفة الإنتاج وأثره على سعر النفط والفصل اللي كتبه الدكتور فاضل في الكتاب وهو فصل مهم، أنت دكتور، بتربط ربط وثيق بين سعر النفط في.. في السوق وبين إمكانية واحتمالات استثمار بحر قزوين وآثارها السلبية على نفط الخليج، أريدك -إذا تكرمت- أن تشرح لنا يعني هذه العلاقة بين سعر النفط، سعر برميل النفط وبين تهديدات بحر قزوين النفط الخليج.
د. فاضل شلبي: قبل ما أتكلم عن بحر قزوين أقول لك مدى تأثير أسعار النفط على نفط الخليج، اليوم بحر الشمال.. اليوم اعتماد أوروبا الغربية على نفط الخليج هبط إلى 30% من مجموع إستيراداتها بينما.. بالقياس إلى 70 أكثر قبل الثورة السعرية يعني في عام..
خالد الحروب: أي سنة؟
د. فاضل شلبي: 74،73، هذا أدى إلى أن أوروبا تقلل اعتمادها من نفط الخليج بسبب.. نفط الشمال، ونفط بحر الشمال نفط عالي التكلفة جداً جداً.
خالد الحروب: لكنه كمان عالي الجودة يعني هم بيقولوا دائماً بحر قزوين عالي الجودة.
د. فاضل شلبي: ما يهم بس عالي الكلفة، هذه الكلفة ما ممكن أن تجعل من الاستثمار في بحر الشمال اقتصادي إلا بسعر عالي، فعندما تكون الأسعار -كما هي عليه الآن- بحدود 19،20 دولار ممكن هذه تنطبق نفس النظرية على بحر قزوين.. فتجعل بحر قزوين بحر شمال، بحر شمال آخر يهدد.. نفط الخليج.
خالد الحروب: يعني إذن الأسعار المتدنية هذا.. الأسعار المتدنية هي للنفط في صالح نفط الخليج.
د. فاضل شلبي: أي نعم.
خالد الحروب: لكن.. إذا سمحت لي في الكتاب في الفصل الذي كتبته أنت اعتمدت على أسعار النفط يعني قبل سنتين أو ثلاثة كانت تتراوح بين 11 إلى 13 دولار للبرميل، الآن نتحدث عن سعر يتراوح حول 20، لأن الصورة اختلفت، أنت كنت آنا ذاك واثق إنه ليس هناك خطر كبير من بحر قزوين على الخليج، الآن الصورة اختلفت عن ما ذكر في الكتاب.
د. فاضل شلبي: سنة 98 عندما عقدت الندوة هبط سعر البترول إلى 12 دولار، أنا بأتكلم الآن.. عن سعر 20، 22 دولار دا أنا أقول لك ده.. إنه عندما تكون الكلفة عالية فقط في أسعار عالية.. يصبح الاستثمار اقتصادي، وإلا ليس هناك مصلحة اقتصادية..
خالد الحروب: للمستثمر.
د. فاضل شلبي: زيادة.. للمستقبل.. فبحر الشمال تطور بسبب ارتفاع هائل في الأسعار من ثلاث دولارات في منتصف سنة 73 إلى 36 دولار سنة 1981.. فهذه هذه الطفرة في السعر خلقت أربح هائلة للشركات اللي.. اللي
خالد الحروب: طيب أسأل.. أسأل يعقوب، يعقوب يعني.. يعني هذه.. الرأي العام السائد الآن عند.. عند.. عند.. في.. الوسط العربي أنه ارتفاع الأسعار هذا لصالح العرب كلما ارتفع سعر النفط تدخل واردات مالية للدول المصدرة أكثر، الآن نحن نسمع وجهة نظر يعني جديدة على الرأي العام وممكن تكون مشتهرة في وسط المختصين السعر العالي في غير مصلحة المصدِّر العربي ما رأيك؟
يعقوب داوني: لأ، اللي يسمح لي الدكتور فاضل أن أعارضه في هذه المسألة، أنا اتفق معه بالجانب الاقتصادي البحت وعلى المدى الطويل الأسعار المرتفعة بشكل اصطناعي ستؤدي إلى اتجاه الشركات إلى مصادر أخرى قد لا تكون مربحة عند السعر الواطي وتصبح فقط مربحة ومجدية اقتصادياً عند سعر أعلى، لكن علينا أن ننظر إلى المسألة من جانبها الآخر، الدول العربية ليس فقط الدول الخليجية، حتى الدول العربية غير المنتجة للنفط عبر فلترة بعد عائداته لها تعتمد بدرجة ما على أسعار النفط، المشكلة في العالم العربي وبالأخص لدى منتجي النفط أن عائدات النفط حالياً لا تستعمل بأمثل الطرق من أجل التنويع الاقتصادي وبناء حاجة جديدة..
خالد الحروب[مقاطعاً]: لكن خلينا إذن..
يعقوب داوني [مستأنفاً]: بهذا المعنى ما يقوله الدكتور أوافق عليه تماماً، إذا إحنا رفعنا السعر كتير بنقلل من فرص بقاء نفطنا في أرضنا لفترة أطول وبنقلل من فرص الاستفادة من عائداته لتنمية حقيقية.
خالد الحروب: لكن السؤال هو.. يعني السؤال الذي يطرح نفسه على.. من خلال الكتاب، إذا انخفض سعر برميل النفط دولار واحد، بعض التقديرات في الكتاب تقول: أن هناك خسارة في الجانب العربي 5 مليار دولار سنوياً، الآن إذا استطاع الجانب العربي أن ينتج 10 مليون برميل نفط يومياً بدل 15 ويعود بنفس العائد المالي، يعني أليس هذا أفضل حتى لو دخل منافسين آخرين على الساحة؟
د. فاضل شلبي: ماذا.. اللي تقول عنه أنت إنه إذا يمكن يكون من مصلحة الاقتصاد العربي أن ينتج أكثر بسعر أقل.
خالد الحروب: لأ، أن ينتج أقل بسعر أكثر فيحافظ على النفط فترة أطول.
د. فاضل شلبي: لأ.. لأ، أنا لا أتفق مع..، لأنه الحقيقة التطورات التكنولوجية، عالم الطاقة يمر الآن في مراحل انتقالية تقلل من اعتماد العالم على البترول، لأسباب سياسية ولأسباب بيئية ولأسباب تكنولوجية، فإحنا بالعالم العربي، بالخليج نملك ثلثي.. ثلثي احتياطات العالم، وما ننتجه سنوياً من هذه الاحتياط هو فقط 1% منها، بينما أميركا تنتج من احتياطاتها 12% سنوياً، بحر الشمال 16% سنوياً، فإحنا لسنا بحاجة إلى تطويل عمر الاحتياطي، لأن عندنا احتياطي كتير، إحنا يهمنا إبقاء السوق والطلب على نفط.. نفطنا لأجيال قادمة.
خالد الحروب: طيب دكتور خلينا ننتقل لـ..
د. فاضل شلبي: أجيب لك مثل..
مشروعات الأنابيب والخلفيات السياسية والاستراتيجية لاختيارها
خالد الحروب: لأ، خلينا ننتقل، لأنه حتى نغطي محاور كثيرة في الكتاب ومهمة يعني أريد أن أنتقل إلى موضوع الفصل الرابع والخامس في الكتاب اللي تحدثوا فيه عن الأنابيب، مشروعات الأنابيب المقترحة، لأنه هذه موضوعها مهمة دائماً تُطرح عند.. عندما يأتي الحديث عن بحر قزوين، هناك عدة مشروعات للأنابيب –يعقوب- واحد منها يمر في إيران –كما نعلم- وأفغانستان وإلى آخره، ما هي الخلفيات السياسية والاستراتيجية فضلاً عن الاقتصادية في اختيار واحد منها –حسب ما ذكر في هذين الفصلين- والموقف الولايات المتحدة –اللي هو الحاسم- في اختيار أي من هذه المشروعات؟
يعقوب داوني: قبل كل شيء الولايات المتحدة تريد أن تصل إلى وضع تزيد فيه نسبة النفط غير الخليجي الذي تستورده، هناك تناقض بالموقف الأميركي، يريدوا أن يحافظوا على نفط الخليج، في السابق كانوا لا يريدوا أن يقع تحت الأيدي الخاطئة، ما يدوش السوفيت ياخدوه، ما بدهمش قومية عربية، وجمال عبد الناصر إلى آخره، الآن مازالوا يريدون الحفاظ على نفط الخليج، ولكن يريدون تقليل اعتمادهم على نفط الخليج في تأمين وارداتهم، الولايات المتحدة الآن تستورد –ويصلِّح لي الدكتور فاضل إذا غلطت- قرابة 8، 8.5 مليون برميل يومياً من الخارج، الولايات المتحدة، يُتوقع في عام 2020م أن تصل واردات أميركا من النفط من الخارج إلى 16 مليون برميل يومياً، وإمكانيات زيادة الإنتاج بداخل الولايات المتحدة محدودة لاعتبارات..
خالد الحروب [مقاطعاً]: خلينا نعود يعقوب..
يعقوب داوني: جيولوجية واعتبارات بيئية..
خالد الحروب: نعود للأنابيب، الآن فيه مشروع..
يعقوب داوني: نعم، سأعود للأنابيب..
خالد الحروب: أنابيب.. خط الأنبوب اللي بيمر في أفغانستان مثلاً، الآن خاصة بعد أحداث سبتمبر الأخيرة هذا، الآن سوف أسأل الدكتور فاضل أيضاً عنه.. عن مدى احتمالاته القوية، بعض.. بعض الناس يقولون إنه دكتور إنه أساساً الحرب ضد أفغانستان بخلاف ما ذكر الكتاب أو يعني.. لأنه الحرب حصلت بعد الكتاب طبعاً، إنه أحد أسبابها الخلفية اللي هو تسهيل مرور خط الأنابيب هذا إلى.. من قزوين إلى أفغانستان ثم باكستان، ما رأيك؟
د. فاضل شلبي: هو في الحقيقة أهمية أفغانستان كمنطقة مرورية تتعلق بنفط تركمنستان وليس نفط كازاخستان الذي هو.. اللي هو يمثل الجزء الأعظم من النفط، ولكن يعني إبقاء أفغانستان تحت السيطرة الأميركية من شأنه.. من شأنه أن ينشر في.. يعني نوع من الضمان لأن الأحداث السياسية لا تؤثر على مرور النفط، لاسيما وأنه هناك اليوم تفاهم روسي أميركي على أثر زيارة (بوتين) إلى الولايات المتحدة حدث.. حدثت كثيراً من الاتفاقيات من جملتها الاتفاق حول الاستثمارات النفطية في روسيا اللي.. لتؤدي إلى زيادة مطردة في الإنتاج الروسي الآن وفي بحر قزوين، يعني روسيا أيضاً عندها حصة في بحر قزوين، لأن هي أيضاً مطلة على بحر قزوين فهناك الآن نوع من التعاون الأميركي – الروسي، لضمان.. تأمين.. لتأمين.. لتشجيع الاستثمارات.
خالد الحروب: مرور خطوط النفط.
د. فاضل شلبي: وتأمين المرور..
خالد الحروب: طيب يعقوب، يعقوب، لو سمحت هذا اللي تحدث عنه الدكتور الآن، يعني تقريباً بيقلب المعادلة الاستراتيجية، كنا نعرف إنه فيه عندك كتلة.. يعني شبه كتلة من الولايات المتحدة، تركيا، أذربيجان من ناحية، وبعدين عندك إيران، أرمينيا، روسيا، الآن إذا هذا حصل الاتفاق الروسي – الأميركي على تمرير الخط هذا بخلاف ترجيحات تقريباً كل الكتاب، أريد أن أسألك تحديداً عن وضع إيران في هذا المعادلة كلها، أخذ الخط من إيران هو الأرخص والأجدى اقتصادياً، لكن مع ذلك الأقل حديثاً عنه..
يعقوب داوني: أعتقد أن الولايات المتحدة تريد ما أمكنها ذلك أن تستثني إيران من أي ترتيبات تتعلق بنفط قزوين، ولو كان بإمكانها لاستثنتها من أي ترتيبات تتعلق حتى بنفط الخليج، لكن الموضوع الآخر هو أن هناك مقترح بمد خط أنابيب إلى تركيا، خط جيهان، وهذا تدفع الولايات المتحدة..
خالد الحروب: باركرو جيهان..
يعقوب داوني: نعم، الولايات المتحدة تدفع بإتجاهه بدرجة أقوى مما تدفع باتجاه الممر الروسي، الولايات المتحدة تتحدث عن Corridor لا تتحدث عن خط واحد، تتحدث عن مجموعة من الخطوط، يمر عبر.. عبرها نفط قزوين إلى الأسواق الغربية. ذلك فيه تنويع تأمين للخطوط إن ضُرب خط يكون هناك يعني خط آخر موجود، وأهم من ذلك أن وجود هذه الخيارات تقلل من جاذبية الخيار الإيراني للشركات، رغم أن الخيار الإيراني هو الأسهل.
خالد الحروب: نعم.
يعقوب داوني: كمان يجب أن نلاحظ أنه هناك فيه إمكانية إيران تعارضها، وهو إمكانية المبادلات، شمال إيران لا يوجد فيه نفط، وبحاجة إلى نفط موجود بدول بحر قزوين يأخذون لشمال إيران احتياجاتهم من نفط قزوين ويعوضونهم بنفط إيراني منتج بالجنوب يُصدرون من الـ Terminals من المناطق الغير مكلفة اللي بيصدروا منها نفطهم، أيضاً هذا الخيار تسعى الولايات المتحدة لضربه.
مستقبل نفط بحر قزوين
خالد الحروب: طيب أسأل دكتور فاضل، دكتور فاضل في الفصل التاسع (سارا أميرسون) في.. في فصلها ربما كانت أكثر.. أكثر المساهمين في الكتاب تفاؤلاً بنفط قزوين وحاولت أن ترسم صورة إلى حد ما تفاؤلية، حتى بالتفاؤل اللي ذكرته قالت: هي سنة 2020 قد يبلغ حجم الإنتاج اليومي 4 مليون برميل، فتخيل أنا الآن أريدك أن تعلق على هذا التقدير، إنه إنت ذكرت الآن إنه الآن ليس سنة 2020 ما هو المستقبل؟
د. فاضل شلبي: لأ، أنا ما قلت الآن، قلت الاحتياطي الثابت للاستخراج اليوم، المعروف اليوم يسمح باستثمار الاتفاق إنتاجية قدرها 5 مليون خلال سبع أو ثمان سنوات في.. في أحسن التقديرات سنة 2010، وليس اليوم. أنا اللي قلت إنه هناك إمكانيات كبيرة جداً لزيادة هذا الاحتياطي وعندئذٍ لزيادة كميات الإنتاج من 5 إلى أكثر ربما إلى 10 مليون.
المسألة اللي أنا أريد أقولها: إنه الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، يعني العالم العربي يستورد اليوم من الخليج ما لا يزيد عن ستة مليون برميل في اليوم، 2.5 في.. لأميركا، و3.5 لأوروبا، هذه الست ملايين برميل في اليوم بالإمكان الاستغناء عنها بقدر ما يتعلق الأمر بالغرب، أنا ما بدي أقول على آسيا وبقية العالم، ولكن الولايات المتحدة عندها مشروع الآن، مشروع رسمي Chiny report وهو أنه تريد أن تجعل مدادات الطاقة المحلية، يعني أميركا وكندا وبحر الشمال وغرب أفريقيا، بحيث إنه تنهي استيراداتها من منطقة الخليج.
خالد الحروب: وتحاول أن تنوع..
د. فاضل شلبي: ومن جملة التنويعات اللي تريدها الولايات المتحدة تشجيع الاستثمار في بحر قزوين، تشجيع الاستثمار فيما يسمى (بالتارسانج) اللي هو يسموه رمال القار اللي ممكن.
خالد الحروب: دكتور، يعني أدركنا في الحقيقة الوقت أريد منك أن بآخر دقيقة معلهش -أنا قاطعتك- أن تقيم بنصف دقيقة الكتاب، أفضل إضافة فيه، وأكثر نقص رأيته فيه، وأعود إلى يعقوب بنفس التقييم أيضاً حتى نختم البرنامج.
د. فاضل شلبي: أنا بأعتقد.. عموماً الكتاب ذو قيمة كبيرة جداً في إعطاء معلومات، ولكن أنا أعتقد إنه مدى تأثير بحر الشمال على النفط العربي.
خالد الحروب: بحر قزوين تقصد..
د. فاضل شلبي: قزوين.. لم يُعطى إلى القدر الكافي من العناية، ولم تعطى قضية أسعار البترول ومدى..
خالد الحروب [مقاطعاً]: نعم، يعقوب إتفضل بنصف دقيقة أفضل إضافة وأفضل.. وأكبر نقص.
يعقوب داوني: أعتقد أن أهمية الكتاب تكمن في أنه أثار الموضوع أصلاً، إذ أن الموضوع كان مُثار بوسائل الإعلام وبالصحافة دون أي محاولة لإضفاء طابع علمي وأكاديمي على الموضوع، بهذا المعنى الكتاب كان مساهم، ولكن كما قال الدكتور هناك مواضيع..
خالد الحروب: أي نعم.
يعقوب داوني: نقص كان لابد من تداركها.
خالد الحروب: شكراً.. شكراً جزيلاً، وأعزائي المشاهدين بهذا التقييم النهائي لم يتبق لي إلا أن أشكر لكم مرافقتكم لنا جليس هذه الأمسية الذي كان كتاب "موارد الطاقة في بحر قزوين.. وأثرها على منطقة الخليج العربي"، من إصدار مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي، وأشكر كذلك ضيوفي الدكتور فاضل شلبي (المدير التنفيذي لمركز دراسات الطاقة العالمية)، والأستاذ يعقوب دواني (المحرر الاقتصادي في صحيفة "القدس العربي" في لندن)، وإلى أن تجالسونا مع جليس جديد في الأسبوع القادم، هذه تحية من فريق البرنامج، ومني خالد الحروب، ودمتم بألف خير.