صورة عامة - كتاب ألفته - أزمة دارفور 4/1/2011
كتاب قرأته/كتاب ألفته

أزمة دارفور لعبد الوهاب الأفندي

تتناول الحلقة كتاب “أزمة دارفور: نظرة في الجذور والحلول الممكنة” الذي ألف بطلب من مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية وعيا منهم بأن هناك إشكالية لدى القارئ العربي في تفهم قضية دارفور.

– حول جذور أزمة دارفور ومهددات السلام الشامل

تأثير قرارات الحكومة السودانية وآفاق مسارات السلام

حول جذور أزمة دارفور ومهددات السلام الشامل

عبد الوهاب الأفندي
عبد الوهاب الأفندي

عبد الوهاب الأفندي:

عنوان الكتاب هو "أزمة دارفور: نظرة في الجذور والحلول الممكنة" وصدر عن مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية في عام 2009 كجزء من سلسلة دراسات إستراتيجية، الكتاب ألف بطلب من مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية وعيا منهم بأن هناك إشكالية لدى القارئ العربي في تفهم قضية دارفور التي ظهرت تعقيداتها ولا يوجد يعني لم يكن يوجد في ذاك الوقت مرجع باللغة العربية يشرح هذه الأزمة وأبعادها بصورة مبسطة ولكنها صورة لا تهمل العمق والأعماق الكاملة والأبعاد الكاملة لهذه الأزمة. الصراعات القبلية، التصحر، التدخل الخارجي كل هذه كان يمكن معالجتها ما لم يحدث أشياء محددة، وبحسب ما طرح في الكتاب فإن الأسباب هي أسباب سياسية نتجت عن قرارات اتخذت من قبل الحكومة ومن قبل حركة التمرد في الجنوب ومن قبل بعض القوى السياسية في دارفور هذه القرارات كلها مجتمعة أدت إلى الأزمة إلى انفجار الأزمة بصورتها الحالية، ويأتي بعد ذلك شرح لماذا يعني أدت هذه القرارات إلى ما أدت إليه و في الظروف التي أدت إليها ويعتبر ذلك خلفية على دارفور نفسها وتاريخها وجغرافيتها وتركيبتها السكانية، ثم بعد ذلك العوامل الخارجية والوضع السياسي السوداني وتطورات الأزمة، عمليات السلام التي تمت حتى نهاية إعداد الكتاب وأخيرا تلخيص ومقترحات للعلاج. أهم الإضاءات تبدأ أول حاجة بتفسير الاهتمام الدولي بالأزمة وحجم هذا الاهتمام ومحاولة لشرحه بصورة كاملة، تحديد الأسباب المباشرة التي أدت إلى الصراع بدل من الحديث عن العموميات وأيضا الإشارة إلى العوامل المهمة العامل التشادي بالذات والعوامل الداخلية التركيز على العوامل الداخلية ودورها التركيز على قرارات الحكومة ودورها، محاولة تحديد أيضا الحلول الممكن طرحها بصورة يعني مختصرة ولكن يعني واضحة فيما نرى وبعد الآن أكثر من عدة أشهر على صدور الكتاب ما زلت لا أرى ويعني ما زلت أبحث في الموضوع وما زلت أكتب فيه وما زلت أرى أنه يعني هناك ما يمكن أن يضاف إلى هذه القضية. تحدثنا أيضا عن مهددات السلام الشامل في السودان باعتبار أن دارفور ليست فقط يعني مهددة بإقليم دارفور وإنما هي أصبحت الآن عملية تعقيد حتى في قضية الجنوب لأن السودان الآن بسبب انشغال الناس بأزمة دارفور وانشغال المجتمع الدولي لم تبذل الجهود الكافية حتى يعني يتم تلافي أزمة الانفصال في الجنوب يعني إذا انفصل الجنوب اليوم فيكون بسبب أزمة دارفور وبسبب انشغال المجتمع الدولي والسودان أيضا بها عن قضايا الجنوب حسب ما تحليلي أنا للقضية أنه صحيح أنه كان هناك توتر حول الموارد بين العرب الرحل وليس بين العرب والأفارقة وإنما بين الرعاة الرحل وبين المزارعين المقيمين، صادف أن يكون الرعاة أكثرهم من العرب والمقيمون المزارعون أكثرهم من الأفارقة لكن هذا التوتر سببه الجفاف والتصحر وسببه أيضا تطور اقتصاد دارفور بمعنى أن الاقتصاد الحديث واستعمال المزارع أصبح يخلق معوقات في وجه الرعاة، لكن المشكلة الأساسية تكاد تكون المشكلة الأساسية في أزمة دارفور هي العامل التشادي أن تشاد كانت خلال عقد الثمانينيات مسرحا للحرب الباردة والحرب الإقليمية بين ليبيا ومصر والسودان، ليبيا من جهة ومعها الاتحاد السوفياتي ومن جهة أخرى مصر والسودان والولايات المتحدة وفرنسا فبسبب هذا الوضع تم يعني صب كمية هائلة من الأسلحة في هذا الإقليم لأن دارفور كانت هي نقطة الانطلاق للحركات التي تحارب في دارفور، هذه القضية أيضا أدت إلى هجرات من تشاد لكثير من المواطنين التشاديين الذين أقاموا في السودان لأن أصلا المجموعات العرقية هي تعيش على جانبي الحدود فيصعب على الدولة أن تحدد من هو المواطن السوداني ومن هو المواطن التشادي نفس القبيلة هنا وهناك فعندما يكون حروب في دارفور تنزح القبائل إلى تشاد إذا كان هناك حروب في تشاد تنزح القبائل إلى دارفور، نزوح القبائل كثرة الأسلحة وزيادة التصحر والجفاف أدى إلى التوترات وارتفاع التوتر في الإقليم.

تأثير قرارات الحكومة السودانية وآفاق مسارات السلام

عبد الوهاب الأفندي:

بعد ذلك عندما يعني حدثت الصراعات التي حدثت الحكومة السودانية والحكومة الحالية اتخذت كما ذكرت عددا من القرارات التي أدت إلى توتير الأزمة، جزء من قراراتها كان يعني تهميش بعض مواطني دارفور بما فيهم قيادات من الحركة الإسلامية نفسها، قرار ثان إعادة تقسيم الولايات وإعادة تشكيل الإدارات الأهلية بصورة رأها بعض القبائل عنا مضرة بهم، في نفس الوقت الحكومة استخدمت عددا من القبائل الرحل المسلحين أصلا في حربها في الجنوب وأيضا في تمرد سابق في دارفور هذا جعل الحكومة تنحاز إلى حد ما إلى الرعاة الرحل وفي صراعهم المستمر مع الآخرين، من جهة أخرى كما ذكرت القرار الثاني اللي اتخذ هو قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب في ذاك الوقت هي كانت شعرت بأن حربها وصلت إلى طريق مسدود فقررت أن تفتح الجبهة في دارفور فقامت بتقديم وتمويل وتسليح حركة تحرير السودان في دارفور، ليبيا أيضا ساهمت في هذا القرار، القرار الأخير هو أنه مجموعات أيضا من مواطني دارفور ومن قياداتها قرروا في نهاية الأمر أن يفتحوا جبهة ويحاربوا بعد أن شعروا بأن الحكومة حسب رأيهم لا تسمع لهم. كما ذكرنا في الكتاب أن هناك عملية تمت بدءا من تشاد من جمينا والاتحاد الإفريقي وصلت لاتفاقية أبوجا 2006 هذه الاتفاقية وقع عليها فصيل واحد رفضت الفصائل الأخرى التوقيع لم يحدث تطور إلى أن جاءت الدوحة، الدوحة الآن أمامها فترة نافذة فرصة محدودة بمعنى أن الانتخابات ستحدث في 4 أبريل القادم فإذا لم يتم الحل قبل الانتخابات فلا بد إذاً من إعادة النظر. في رأيي أنا شخصيا أنه يعني الحل يكون بإعادة هيكلة الدولة، الإشكالية الآن أن دارفور -وهذه أيضا نقطة نشير إليها في الكتاب- أن المعالجات التي ستتم لقضية دارفور تفترض أنه هي صراع بين الحكومة وحركات التمرد حتى بهذه الصيغة طبعا هناك إشكاليات لحركة التمرد الآن أصبحت كثيرة وليس هناك ما يجمعها وبالتالي هناك صعوبة في الاتفاق معها لكن أزمة دارفور هي بدأت كصراع بين عناصر دارفور نفسها. حتى الآن اتفاقيات السلام أو مسارات السلام بما فيها مسار الدوحة لم تنظر إلى هذا العامل المهم أن دارفور هي في نهاية الأمر ليس صراع بين الحكومة والمتمردين وإنما هي صراع داخل دارفور، الحكومة السودانية اتخذت موقفا خاطئا بأنها انحازت إلى فصيل دون آخر بدل أن تكون واقفة على الحياد وتحاول بأن تحل المسألة يعني الوساطة التي تتم في قطر الآن كانت يجب أن تتم في الحكومة وأن تكون الحكومة السودانية هي التي تصلح بين الفرقاء.

[معلومات مكتوبة]

أزمة دارفور: نظرة في الجذور والحلول الممكنة

تأليف: عبد الوهاب الأفندي

الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية

فهرس الكتاب:

مقدمة

تفجير أزمة دارفور

خلفيات الصراع

عوامل أزمة دارفور ومراحلها

تطورات الصراع ومساعي السلام

مهددات السلام الشامل

الخاتمة