كتاب ألفته - تجديد الفكر الديني في إيران - صورة عامة
كتاب قرأته/كتاب ألفته

تجديد الفكر الديني في إيران لفردين قريشي

تتناول الحلقة كتاب تجديد الفكر الديني في إيران لفردين قريشي، والذي يريد أن يدعي فيه الكاتب أن كل هذه الطروحات والتبدلات التي نشهدها في إيران هي نوع من إفرازات الحالة العالمية في الفكر.

– تأثر التيارات الفكرية في إيران بالأفكار المهيمنة عالميا
– المراحل الزمنية والتيارات الموجودة في الساحة الإيرانية

تأثر التيارات الفكرية في إيران بالأفكار المهيمنة عالميا

يحيى ميرزائي
يحيى ميرزائي

يحيى ميرزائي: كتاب تجديد الفكر الديني في إيران للدكتور فردين قريشي وهو أعضاء اللجنة العلمية في جامعة أصفهان في مدينة كبيرة في المحافظة المعروفة هي محافظة أصفهان. يريد أن يدعي الكاتب أن كل هذه الطروحات وكل هذه التبدلات والتمظهرات التي نشهدها في القرن الأخير في إيران هي نوعا ما من إفرازات الحالة العالمية في الفكر، هذه الفكرة الأساسية لكن لأجل أن يكون هذا الموضوع واضحا يحاول الكاتب أن يوضح الاتجهات أو القراءات والتفاسير للعولمة، الاتجاه الليبرالي والاتجاه الماركسي والاتجاه الاشتراكي والاتجاه الديني، يحاول أن يقدم عدة تفسيرات وعدة قراءات للعولمة لأن الكاتب يعتبر أن العولمة كانت وليست العولمة الأخيرة إلا تجليا ومصداقا لها لكنها قديمة وهي كانت موجودة والأفكار الكبرى في إيران وفي غير إيران هي نوعا ما تتصل بالعولمة. أهمية هذا الكتاب أيضا -قبل الدخول في الفصول والمحاور- باعتقادي ترجع إلى إمكانية تعميم وتطبيق هذه المنهجية على غير إيران أيضا يعني بإمكاننا بعد أن نقرأ هذا الكتاب أن نحاول مقاربة أبعد وأوسع من إيران للمنهجية التي يقدمها الكاتب، لأن الكاتب رغم دقته المنهجية لا يقدم معلومات تفصيلية معطيات تفصيلية عن التيارات في إيران، يحاول أن يكتفي ببعض العناوين الرئيسة ليثبت نظريته فقط بأن ما يجري في إيران وما جرى في إيران ليس إلا امتدادا لتلك النظريات الفكرية والثقافية وحتى السياسية المعولمة المعاصرة لكل تيار. "كما عالجنا أسباب التغير في الفكر المهيمن عالميا وأشرنا إلى أن ذلك يخضع لمدى امتلاك الفكر المهيمن لامتيازات تتعلق بجوانب أربعة هي البعد العقلاني والبعد الشعوري والعاطفي والبعد العملي والبعد المرتبط بالقوة"، هنا حول هذا البعد المرتبط بالقوة يقصد أن البعد الذي يقنع القارئ بأن هذه الفكرة بإمكانها أن تجذب قوة العولمة، لا يمكن لبلد ليس لديه على سبيل المثال العمق الإستراتيجي ليس لديه الثروات المادية الكبيرة ليس لديه إمكانية تركيم وتكريس تكديس هذه الثروات لا يمكن له أن يعولم فكره، لذلك هذا البعد الرابع هو البعد الذي يرتبط بالعسكر بالقوة بالجيوبوليتيك وأمثال ذلك.

إعلان

المراحل الزمنية والتيارات الموجودة في الساحة الإيرانية


يحيى ميرزائي: ثم ينتقل إلى المراحل الزمنية التي سادت ويبدأ أول مرحلة زمنية يتحدث عنها هي المرحلة الأولى وهي من 1900 يعني من قرن تقريبا من البداية يبدأ بأن في هذه الفترة نجد أن الفكرة الأساسية التي كانت تهيمن على العالم هي كانت الليبرالية، في هذه المرحلة بالتحديد يتحدث عن التيارات الثلاث التي كانت موجودة بقوة في الساحة الإيرانية، يتحدث عن التيار التقليدي ويتحدث عن التيار العلماني ويتحدث أيضا عن التيار المتجدد أو المجدد الديني ويحاول أن يربط كل تيار بالحالة العالمية نوعا ما. التقليديون كانوا يعارضون الحالة الليبرالية المهيمنة على الساحات الفكرية العالمية من منظار البنية التحتية في فهمهم للدين وللعلاقة بين العقل والعلم من جهة وبين هذين المصطلحين وبين الدين من جهة ثانية أي معارضة هذا التيار الكاملة لإمكانية تفسير الدين على نمط عقلاني أو ربط القراءات الدينية بالحالة العلمية المعاصرة ولذلك يجد أن هذه الهيمنة الليبرالية في الفكر العالمي لم تستطع أن تقنع هذا التيار، وأما العلمانيون فهو يربط قوتهم ويربط إصرارهم على الفكر العلماني يقول هو نابع عن الانتصارات الكبيرة التي سجلتها الليبرالية العالمية، إذاً هو لا يقرأ كل هذه التيارات الأساسية بمعزل عن الذي يجري في العالم، لا يحاول أن يربط هذه التيارات وهذه القراءات بالمكونات والمقومات الداخلية للمدارس الفكرية أو بالتراكمات التاريخية للفكر والفلسفة في إيران. هنا بين هلالين ما يمكن أن يسجل على المؤلف هو إفراطه نوعا ما أو إصراره المفرط على ربط هذه التيارات بشكل كبير بحركة العولمة، وأظن أن علماء الأمة كانوا بمستوى أن.. بدون شك يتأثرون بهذه الأفكار والمدارس لكن لم يكونوا يختارون مشاريعهم وطروحاتهم الفكرية في ضوء ما يجري الآن في العالم والمدارس. وهكذا نجد المتجددون الدينيون كأمثال، هو الكاتب يتحدث عن آية الله سيد طبطبائي، ليس مؤلف الميزان وإنما طبطبائي في عصر المشروطة كما سميت الحركة الدستورية، كذلك آية الله البهبهاني هو يتحدث عن هاتين الشخصيتين بمثابة أساسين في الفكر المتجدد الديني في فترة من 1900 إلى 1917 يعني إلى بداية أو إلى انطلاقة الفكر الماركسي. ثم يؤرخ في هذه المرحلة يتحدث عن شخصيتين كبيرتين أساسيتين هما عبد الرحيم طلبوف التبريزي وكذلك آية الله محمد حسين التبريزي نائيني يحاول أن يعتبرهما مجددين أو مستنيرين في الفكر الديني، طبعا يدخل في تفاصيل نقد الاثنين. المرحلة الزمنية الثانية هي مرحلة ما بين 1917 إلى 1958 يعني مرحلة ازدهار نوعا ما الفكر الماركسي، المرحلة التي ضعفت الليبرالية على المستوى العالمي بفعل وجود شعارات وعناوين وطروحات براقة ومؤثرة وجذابة، من ضمن هؤلاء الذين يمكن أن نعتبرهم حصيلة أو متأثرين بالطلوع والصعود الفكر اليساري هو الدكتور شريعتي في قراءته الدينية، دكتور شريعتي لم يكن علمانيا ولم يكن تقليديا، كان يحاول أن يقدم فكرا تجديديا دينيا أي كان يؤمن بأن الدين يمكن أن يكون كفوءا في التصدي الاجتماعي والسياسي، ولكن الكاتب هنا أيضا يربط فكر الدكتور شريعتي بالعصر الذي انطلق منه وبالخصوصيات الفكرية الفلسفية التي كانت محيطة به في الخارج ثم في الداخل فيعتبر أن صعود الفكر الماركسي ونزول وليس انهيار لكن ضعف وانحسار الفكر الليبرالي الغربي هو السبب أن يقدم الدكتور شريعتي فكرا يساريا لأن المطالبة العالمية وخاصة مطالبة المجتمعات العربية الإسلامية كانت مطالبة بتحقيق العدالة ولم تكن المطالبة بتأمين الحريات على سبيل المثال. يقول إن الدكتور ثروش، هنا لا يصرح لكن عندما نقرأ الكتاب نكتشف أنه مصر على أن عودة ثروش أو هيمنة فكر الدكتور ثروش وفكر أمثال شبستري على بعض التوجهات الفكرية وهما فكران إلى حد ما ينسجمان مع الحالة الليبرالية هما لأجل انحسار القيمة الاجتماعية أو ضعف الفكر القومي وضعف الفكر اليساري في علاج القضايا الاجتماعية، يقول كما في العالم عادت الليبرالية كذلك في الحالة الإيرانية أصبح الفكر الليبرالي في القراءات الثلاث، أعود وأكرر لا يقصد الليبرالية هنا العلمانية، مثلا يقول إن تبني الشيخ رفسنجاني كرئيس في إيران للفكر الحر الاقتصادي أو اقتصاد السوق كما يسمى كان له أيضا ارتباط بهذه المقولة أو العودة المظفرة لليبرالية إلى الساحة العالمية ومن ثم تأثرت الحالة الإيرانية بمثل هذه العودة وهذا تجديد الحياة في الفكر الليبرالي. النص قيم ولم أرغب في إثارة يعني كثير من المشاكل عليه كي يبقى نصا قيما يمكن الاستفادة منه لكن لو خضنا في الكتاب وتعمقنا فيه أكثر نجد أن من مشاكل هذا الكتاب العبور سريعا أو ممكن عدم تناول أصلا موضوع الفكر والثورة التي حصلت على يد الإمام الخميني في إيران، الكاتب يتجاهل أو لا يتناول فكرة آية الله مطهري ولكنه يتناول فكر شبستري ويتناول فكر ثروش ولكن بالمقابل لا يتناول فكر آية الله بهشتي أو مطهري أو الخميني وهؤلاء وأساتذتهم مثل السيد الطبطبائي هم يشكلون رؤية أخرى قد نصفها بالرؤية الاجتماعية الحضارية في تقديم القراءة السياسية الاجتماعية للإسلام.

إعلان

[معلومات مكتوبة]

تجديد الفكر الديني في إيران

تأليف: فردين قريشي

الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي- بيروت

فهرس الكتاب

العولمة وتجلياتها في الساحة الفكرية

تجديد الفكر الديني في ظل العولمة

الهيمنة المؤقتة لليبرالية على سوق الفكر

الهيمنة المؤقتة للتجديد المنادي بالحرية

جدل الأيديولوجيا

تغير نوع التجديد المهيمن تبعا للمتغيرات العالمية

عودة الحياة إلى الليبرالية في الهيمنة على الفكر العالمي

عودة الحياة إلى هيمنة التجديد

المتحرر

المصدر: الجزيرة