
أزمة دارفور لعبد الوهاب الأفندي
– جوهر الأزمة وعواملها الداخلية والخارجية
– دور الحكومة السودانية في الأزمة ومسارات السلام
جوهر الأزمة وعواملها الداخلية والخارجية
![]() |
عبد الوهاب الأفندي: عنوان الكتاب هو "أزمة دارفور، نظرة في الجذور والحلول الممكنة"، وصدر عن مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية في عام 2009 جزء من سلسلة دراسات إستراتيجية. الكتاب ألف بطلب من مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية وعيا منهم بأن هناك إشكالية لدى القارئ العربي في تفهم قضية دارفور التي ظهرت تعقيداتها ولا يوجد يعني لم يكن يوجد في ذلك الوقت مرجع باللغة العربية يشرح هذه الأزمة وأبعادها بصورة مبسطة ولكنها صورة لا تهمل العمق والأعماق الكاملة والأبعاد الكاملة لهذه الأزمة. الصراعات القبلية، التصحر، التدخل الخارجي كل هذه كان يمكن معالجتها ما لم تحدث أشياء محددة، وبحسب ما طرح في الكتاب فإن الأسباب هي أسباب سياسية نتجت عن قرارات اتخذت من قبل الحكومة من قبل حركة التمرد في الجنوب ومن قبل بعض القوى السياسية في دارفور، هذه القرارات كلها مجتمعة أدت إلى الأزمة، انفجار الأزمة في صورتها الحالية. ويأتي بعد ذلك شرح لماذا يعني أدت هذه القرارات إلى ما أدت إليه والظروف التي أدت إليها ويعطي بعد ذلك خلفية على دارفور نفسها وتاريخها وجغرافيتها وتركيبتها السكانية ثم بعد ذلك العوامل الخارجية والوضع السياسي السوداني وتطورات الأزمة، عمليات السلام التي تمت حتى نهاية إعداد الكتاب وأخيرا تلخيص ومقترحات للعلاج. أهم الإضاءات تبدأ أول حاجة من تفسير الاهتمام الدولي بالأزمة وحجم هذا الاهتمام ومحاولة لشرحه بصورة كاملة، تحديد الأسباب المباشرة التي أدت إلى الصراع بدلا من الحديث على العموميات وأيضا الإشارة إلى العوامل المهمة، العامل التشادي بالذات والعوامل الداخلية التركيز على العوامل الداخلية ودورها، التركيز على قرارات الحكومة ودورها، محاولة تحديد أيضا الحلول الممكن طرحها بصورة يعني مختصرة ولكن يعني واضحة. الآن أكثر من عدة أشهر على صدور الكتاب ما زلت لا أرى يعني وأنا ما زلت أبحث في الموضوع وما زلت أكتب فيه وما زلت أرى أن يعني هناك ما يمكن أن يضاف إلى هذه القضية، تحدثنا أيضا عن مهددات السلام الشامل في السودان باعتبار أن دارفور ليست فقط يعني مهددة إقليم دارفور وإنما هي أصبحت الآن عملية تعقيد حتى في قضية الجنوب يعني السودان الآن بسبب انشغال الناس بأزمة دارفور وانشغال المجتمع الدولي لم تُبذل جهود كافية حتى يعني يتم تلافي أزمة الانفصال في الجنوب يعني إذا انفصل الجنوب اليوم سيكون بسبب أزمة دارفور بسبب انشغال المجتمع الدولي والسودان أيضا بها عن قضايا الجنوب. حسب تحليلي أنا للقضية أن الصحيح أنه كان هناك توتر حول.. وبحر الموارد بين العرب الرحل ، ليس بين العرب والأفارقة وإنما بين الرعاة الرحل وبين المزارعين المقيمين، صادف أن يكون الرعاة أكثرهم من العرب والمقيمون المزارعون أكثرهم من الأفارقة لكن هذا التوتر سببه الجفاف والتصحر وسببه أيضا تطور اقتصاد دارفور بمعنى أن الاقتصاد الحديث واستعمال المزارع أصبح يخلق معوقات في وجه الرعاة، لكن المشكلة الأساسية تكاد تكون المشكلة الأساسية في أزمة دارفور هي العامل التشادي، أن تشاد كانت خلال عقد الثمانينات مسرحا للحرب الباردة والحرب الإقليمية بين ليبيا ومصر والسودان، ليبيا من جهة مع الاتحاد السوفياتي ومن جهة أخرى مصر والسودان والولايات المتحدة وفرنسا، فبسبب هذا الوضع تم يعني صب كمية هائلة من الأسلحة في هذا الإقليم لأن دارفور كانت هي نقطة الانطلاق للحركات التي تحارب في دارفور، هذه القضية أيضا أدت إلى هجرات من تشاد لكثير من المواطنين التشاديين الذين أقاموا في السودان لأن أصلا المجموعات القبلية هي تعيش على جانبي الحدود فيصعب على الدولة أن تحدد من هو المواطن السوداني ومن المواطن التشادي لأنه نفس القبيلة هنا وهناك فعندما يكون هناك حروب في دارفور تنزح القبائل إلى تشاد، يكون هناك حروب في تشاد تنزح القبائل إلى دارفور، نزوح القبائل، كثرة الأسلحة وزيادة التصحر والجفاف أدى إلى التوترات وارتفاع التوتر في الإقليم.
دور الحكومة السودانية في الأزمة ومسارات السلام
عبد الوهاب الأفندي: بعد ذلك عندما يعني حدثت الصراعات التي حدثت الحكومة السودانية الحكومة الحالية اتخذت كما ذكرت عددا من القرارات التي أدت إلى توتير الأزمة، جزء من قراراتها كان يعني تهميش بعض مواطني دارفور بما فيهم قيادات من الحركة الإسلامية نفسها، قرار ثاني إعادة تقسيم الولايات وإعادة تشكيل الإدارات الأهلية بصورة رآها بعض القبائل على أنها مضرة بهم، في نفس الوقت الحكومة استخدمت عددا من قبائل الرحل المسلحين أصلا في حربها في الجنوب وأيضا في تمرد سابق في دارفور، هذا جعل الحكومة تنحاز إلى حد ما إلى الرعاة الرحل وفي صراعهم المستمر مع الآخرين. من جهة أخرى كما ذكرت القرار الثاني اللي اتخذ هو قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب في ذاك الوقت هي كانت شاعرة بأن حربها وصلت لطريق مسدود فقررت أن تفتح جبهة في دارفور فقامت بتقديم وتمويل تسليح حركة تحرير السودان في دارفور، ليبيا أيضا ساهمت في هذا القرار. القرار الأخير هو أن مجموعات أيضا من مواطني دارفور ومن قياداتها قرروا في نهاية الأمر أنهم يفتحوا جبهة ويحاربوا بعد أن شعروا بأن الحكومة حسب رأيهم لا تسمع لهم. كما ذكرنا في الكتاب أن هناك عملية تمت بدءا من انجامينا والاتحاد الإفريقي ووصلت إلى اتفاقية أبوجا 2006 هذه الاتفاقية وقع عليها فصيل واحد ورفضت الفصائل الأخرى التوقيع، لم يحدث تطور إلى أن جاءت الدوحة، الدوحة الآن أمامها فترة نافذة فرصة محدودة بمعنى أن الانتخابات ستحدث شهر 4 في أبريل القادم فإذا لم يتم حل قبل الانتخابات فلا بد إذاً من إعادة النظر. في رأيي أنا شخصيا أن يعني الحل يكون بإعادة هيكلة الدولة، الإشكالية الآن أن دارفور -وهذه أيضا نقطة نشير لها في الكتاب- أن المعالجات التي تتم لقضية دارفور تفترض أنها هي صراع بين الحكومة وحركات التمرد، وحتى بهذه الصيغة طبعا هناك إشكالية أن حركات التمرد الآن أصبحت كثيرة وليس هناك ما يجمعها وبالتالي هناك صعوبة في الاتفاق معها، لكن أزمة دارفور هي بدأت كصراع بين عناصر دارفور نفسها، حتى الآن اتفاقيات السلام أو مسارات السلام بما فيها مسار الدوحة لم تنظر إلى هذا العامل المهم أن دارفور هي في نهاية الأمر ليست صراعا بين الحكومة والمتمردين إنما هي صراع داخل دارفور الحكومة السودانية اتخذت موقفا خاطئا بأنها انحازت إلى فصيل دون آخر بدل أن تكون واقفة على الحياد وتحاول أن تحل المشكل، يعني الوساطة التي تتم في قطر الآن كان يجب أن تتم في الخرطوم وأن تكون الحكومة السودانية هي التي يعني تصلح بين الفرقاء.
[معلومات مكتوبة]
أزمة دارفور: نظرة في الجذور والحلول الممكنة
تأليف: د. عبد الوهاب الأفندي
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية
فهرس الكتاب
مقدمة |
تفجر أزمة دارفور |
خلفيات الصراع |
عوامل أزمة دارفور ومراحلها |
تطورات الصراع ومساعي السلام |
مهددات السلام الشامل |
الخاتمة |