حديث الثورة

انعكاسات انتصارات المقاومة باليمن ميدانيا وسياسيا

ناقشت حلقة “حديث الثورة” دلالات التقدم الذي أحرزته المقاومة الشعبية في اليمن في عدد من المحافظات، كان آخرها شبوة، وانعكاسات هذه الانتصارات على المشهد الميداني والسياسي في البلاد.

تتقدم المقاومة الشعبية في عدد من محافظات اليمن بوتيرة متسارعة، على حساب الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

فلم تغرب شمس نهار السبت حتى أحكمت المقاومة سيطرتها على محافظة شبوة الإستراتيجية الغنية بالنفط والغاز، لتستكمل بذلك السيطرة على كامل المحافظات الجنوبية، عدا بعض الجيوب والمناطق الضيقة.

أما في تعز التي شكت المقاومة فيها قبل أيام من ضعف التسليح، فقد تواصل تقدمها مع القوات الحكومية في كثير من المناطق والجبهات، حتى بات وعد المقاومة بحسم وجود الحوثيين وقوات صالح في المحافظة بصورة نهائية، أمرا وارد الحدوث في أي لحظة.

حلقة السبت (15/8/2015) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت التقدم الذي أحرزته المقاومة الشعبية في اليمن في عدد من المحافظات، كان آخرها شبوة، وانعكاسات هذه الانتصارات على المشهد الميداني والسياسي في اليمن.

ليست صدفة
حول هذا الموضوع، يقول المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن تحرير عدن كبداية لم يكن صدفة، بل كانت عملية مخططا لها، لتكون منطلقا لتحرير بقية أنحاء اليمن.

وأضاف أن المثلث الإستراتيجي المحيط بعدن كان هو الخطوة التالية لتأمين عدن لتكون عاصمة مؤقتة لليمن، تعود لها كافة السلطات، وبالفعل تحقق ذلك في لحج وأبين ويجري حاليا في تعز.

وقال بادي إن الحكومة اليمنية الآن في إطار مهمتها تسعى لعودة سلطات الدولة إلى كل المدن والمحافظات المحررة، مشيرا إلى الحجم الهائل للدمار في تعز وعدن، بسبب القصف العشوائي من قبل الحوثيين، واعتبر أن إعادة إعمار اليمن مسؤولية كبيرة لا تستطيع الحكومة تحملها وحدها، وتحتاج بالتالي للتعاون من كل دول العالم وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد المتحدث باسم الحكومة كذب ما يتردد من شائعات بأن الدعم الذي يقدم للمقاومة سيتوقف في مرحلة زمنية وجغرافية معينة، مشددا على أنه سيتم تحرير كل محافظات اليمن وعلى رأسها العاصمة السياسية صنعاء.

وبشأن التحديات أمام الحكومة، أكد بادي أن أهمها إعمار المناطق المدمرة، ودمج المقاومة في قوات الجيش أو الشرطة، واستعادة هيبة الدولة، فضلا عن التحدي الاجتماعي، حيث دمر الحوثيون وصالح النسيج الاجتماعي وقتلوا روح الوحدة بين أبناء المحافظات والمناطق اليمنية.

تباطؤ بتعز
لكن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني نبيل البكيري لفت إلى ما سماه نوعا من التباطؤ في ما يتعلق بالإسراع إلى دعم المقاومة في محافظة تعز باعتبارها الأقرب إلى عدن.

وأكد أنه لا تكتمل خصوصية عدن الأمنية وتأمينها بشكل كامل إلا بتحرير محافظة تعز بشكل كامل، مشيرا إلى وجود إشكاليات تتعلق بإستراتيجية التحالف العربي التي تدرك أن المشكلة في اليمن ليست فقط في الجنوب وإنما في الشمال أيضا، وحيثما تواجد الحوثيون.

وشدد البكيري على أن المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف تدرك خطورة الانقسام الجغرافي أو المذهبي في اليمن، وانعكاساته السلبية الخطيرة على العمق الخليجي بشكل عام وعلى المملكة تحديدا.

بدوره، اعتبر البرلماني اليمني محمد مقبل الحميري الناطق باسم المقاومة الشعبية في تعز، أن أي انتصار للمقاومة هو انتصار للشرعية وانتصار للمواطن اليمني.

أبعاد إستراتيجية
وأوضح أن الانتصارات التي حققتها المقاومة في الجنوب لها أبعاد مهمة، لأن بعض هذه المحافظات تشكل ركيزة أساسية في الاقتصاد اليمني، لذلك فإن السيطرة عليها تشكل رافعة كبيرة في المعركة ضد الحوثيين وصالح.

وفيما يتعلق بمحافظة تعز، أكد الحميري أنها من الناحية العملية محررة، لكن لا تزال هناك بقايا للحصار الخانق الذي فرضه الحوثيون عليها في بعض المناطق، حيث منعوا عنها الغذاء والدواء والوقود وكل ما يساعد على الحياة.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود إبراهيم النحاس، فأكد بدوره عدم وجود محاذير من دعم المقاومة في أي مكان من اليمن، مؤكدا أن الوضع يسير وفق الإستراتيجية التي رسمتها قوات التحالف مع قوات المقاومة الشعبية في الداخل.

وأضاف أن قوات التحالف ذاهبة باتجاه دعم المقاومة الشعبية في جميع أنحاء اليمن، موضحا أن الإستراتيجية العسكرية يرسمها العسكريون وتخضع في النهاية للقرار السياسي.

ويرى النحاس أن هناك أولويات بدأت بتحرير الجنوب وما حول عدن، إضافة إلى الإغاثة المباشرة والسريعة للشعب اليمني، وأخيرا محاصرة الموانئ اليمنية لمنع أي دعم خارجي للحوثيين من قبل إيران أو غيرها.