الشريعة والحياة

أحاديث الفتن وعلاقتها بالواقع

ورد في كتب التراث العديد من الأحاديث النبوية عن الفتن وعما سيجري في آخر الزمان، وكثيرا ما حاول الناس إسقاط ما ورد فيها على واقع حياتهم. فكيف نفهم هذه الأحاديث؟ وماذا تعني لنا؟ وهل كلها أحاديث صحيحة إسنادا؟

مقدم الحلقة:

ماهر عبد الله

ضيف الحلقة:

د.محمد عويضة: جامعة الزرقاء الأهلية- الأردن

تاريخ الحلقة:

27/07/2003

– مدى أهمية أحاديث الفتن وعلاقتها بالعقيدة الإسلامية
– محاولات إسقاط ما ورد في أحاديث الفتن على الواقع

– حقيقة ارتباط كتب الفتن بالثقافة الغربية

– أبرز ما جاء في القرآن عن فتن آخر الزمان


undefinedماهر عبد الله: سلام من الله عليكم، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة).

في أجواء الأزمات والإحباط والتي غالباً ما تنجم أو تؤدي إلى حالات من الانحطاط النفسي والحضاري ينتشر التعويل في كل المجتمعات على الغيبيات والغرائب وكل ما يمكن أن يبعث الأمل والرجاء في النفوس، بعض الأمم تتخلص من هذه الحالة بسرعة، وتحاول أن تُعمل عقلها وجهدها للخروج من الأزمة والحالة السيئة التي تعيشها، وبعض الأمم يطول مكثها في هذه المراحل للأسف الشديد.

الأمة الإسلامية تعيش جو أزمة قريب جداً من أجواء الإحباط منذ فترة طويلة، مازلنا نبحث عن مشاريع للنهضة، مشاريع للتحرر، مشاريع للاستقلال منذ ما يزيد على القرن من الزمان، ولكن للأسف الشديد لا يبدو أن هناك الكثير من الضوء في أواخر النفق.

فيما يتعلق بتراثنا الإسلامي هناك الحديث من الأحاديث النبوية.. العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الباعثة للأمل من ناحية، والتي يأتي بعثها للأمل من خلال الحديث عن قادم الأيام، يُصر البعض على أنها أيامنا هذه المقصودة في هذه الأحاديث، بعضها باعث على الأمل، وبعضها أيضاً هناك أحاديث باعثة على.. على الإحباط تتنبأ بالمزيد من السوء في حالات ليست قليلة، كثير من الأحاديث الدارجة في هذا الموضوع لا أصل له أصلاً، وإنما بعضه وُضِعَ في ظروف شبيهة بالظروف التي نعيشها اليوم.

حديثنا لهذه الحلقة، موضوعنا لهذا اليوم سيتركز حول هذا النوع من الأحاديث النبوية ذات الصلة بأجواء الفتن، ذات الصلة بما يمكن تسميته بالتنبؤات المستقبلية التي لم يرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما أُوحي إليه بإخبارنا بها، لأن البعض أيضاً يُصر على أن هذا لا يمكن أن يقع، لأن الرسول لا يعلم الغيب، كل ما أتى به محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن لا من بنات أفكاره ولا من جهده الشخصي ولا من نباهة عقله فيما يتعلق بالغيب على الأقل، وإنما هو وحي يوحى، فكل ما ينسب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- إن صحت نسبته إليه فالأصل فيه أنه وحي يوحى من الله رب الزمان العالم بأوله وآخره.

لمناقشة هذا الموضوع يسعدني أن يكون ضيفي لهذه الحلقة الأستاذ الدكتور محمد عويضة، والأستاذ الدكتور عويضة (أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الزرقاء الأهلية)، وهو خريج الأزهر الشريف منذ سنوات طويلة، قبل ذلك درَّس أيضاً في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، كما أنه نائب سابق عن جبهة العمل الإسلامي في البرلمان الأردني، له العديد من الأبحاث المنشورة في علوم الحديث وعلوم الشريعة عموماً، وله كتابان منشوران الأول بعنوان "الهدي النبوي للمرأة المسلمة" والثاني بعنوان "حُجية خبر الواحد في الأحكام والعقائد". سيدي أهلاً وسهلاً بك.

د.محمد عويضة[مقاطعاً]: الآحاد.

مدى أهمية أحاديث الفتن وعلاقتها بالعقيدة الإسلامية

ماهر عبد الله[مستأنفاً]: "حجية خبر الآحاد" غالبية هذه الأحاديث أحاديث آحاد جزء منها قريب جداً، لنترك الأحكام الآن جانباً لا ندخل في الفقه لا متطلباته ولا صيغه، فيما يتعلق بالعقائد هل لهذه الأحاديث كمقدمة علاقة بالعقيدة الإسلامية؟ هل هي جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية أولاً؟

د.محمد عويضة: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أنا أشكر قناة (الجزيرة) وأشكرك يا أخ ماهر على طرح هذا الموضوع الحيوي الذي هو من الأهمية والخطورة بمكان في حياة المسلمين اليوم.

وجواباً محدداً على ما أشرتم إليه: لاشك أن الجزء الذي يصح من هذه الأحاديث جانب منه يتعلق بالعقيدة وجوانب أخرى تتعلق بمسائل أخرى، وهذا يقودنا للحديث عن مجالات وأهداف وأهمية هذا النوع من الأحاديث.. أحاديث الفتن، مثلاً عند الحديث مثلاً عن نزول عيسى عليه السلام، عند الحديث عن ظهور الدجال، عند الحديث عن ظهور يأجوج ومأجوج، عند الحديث عن ظهور الدابة، وهذه بعضها ورد في القرآن الكريم وبعضها ورد في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وهذه ثابتة، لاشك أنه هذه تمثل جانب من جوانب العقيدة، وأحد أهدافها اختبار للمسلمين بتصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- بما أخبر به من الغيب، وهذه بالذات يعني المسلم إزاءها ليس مطلوباً منه شيئاً بعينه، يعني لا يستطيع المسلم سواء التزم بإيمانه في أعلى الحدود أو قصَّر لا يستطيع أن يمنع طلوع الشمس أو أن يمنع ظهور عيسى عليه السلام، أو يُقدم من ذلك أو يؤخر، فالمسألة مسألة عقيدة واختبار للناس بتصديق..

ماهر عبد الله: يعني.. نعم.

د.محمد عويضة: وأصلاً كل العقيدة وأهم ما في العقيدة هو الإيمان بالغيب، بمعنى تصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- بما أخبر به عن ربه، فمن هذا الجانب هذا النوع من الأحاديث الثابتة له بُعده العقدي، وكما ذكرت بعضها ورد التصريح به في القرآن الكريم وبعضه ورد التصريح به في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما.

ماهر عبد الله: طيب يعني هنرجع لموضوع الأحاديث وخصوصاً.. سواء كان في الصحيح أم غيره أحاديث الآحاد تحديداً، لكن على اعتبار إنه مسألة العقيدة مسألة خطيرة يعني ما.. ما ورد في القرآن لن نختلف عليه كثيراً، لكن قبل أن.. أن نعود إلى.. إلى هذه التفصيلة ذكرت في.. في كلامك الأول أن الموضوع مهم وحساس وخطير، ما الذي يعطي هذا الموضوع لو تركنا الآيات الصريحة الواردة في.. في القرآن على اعتبار أنه القرآن له يعني لنا منه موقف آخر ولا نستطيع النقاش نعم، ما.. ما ورد منها في الأحاديث البعيدة عن الأجواء القرآنية أو ما ورد صريحاً في القرآن، كيف يكون هذا الموضوع مهم ولماذا هو مهم؟

د.محمد عويضة: لأ هو يعني المسلم مُطالب بما ورد في القرآن الكريم كما أنه مطالب بما ورد في السنة الصحيحة.

ماهر عبد الله: بلا شك.. بلا شك نعم.

د.محمد عويضة: وهذا الذي ورد في السنة الصحيحة قد يتعلق بعقائد وقد يتعلق بأحكام، وقد يتعلق بأخلاق وتربية، ولذلك إذا تأملنا في الأحاديث التي تتكلم عن هذا الموضوع، موضوع الفتن، موضوع أشراط الساعة، موضوع الملاحم، سنجد هنالك عدداً من الأهداف تغطيها هذه الأحاديث، كما ذكرنا جانب منها جانب تصديق الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما أخبر به وهذا بُعد عقدي واضح، لكن فيه جانب منها بُعد تربوي للترغيب والترهيب لزجر الناس عن بعض الشرور، وهذه كثيراً ما ترد بصيغة ارتباطها بعمل معين، إذا عمل الناس كذا سيكون كذا، وبالتالي هي تحذير للناس من أن يعملوا كذا، السنين ستصيب الناس إذا منعوا الزكاة، الزنا سيفشو في المجتمعات إذا تعطل الشرع وابتعد الناس عن الشرع، وما شابه ذلك، هذه الغرض منها غرض تربوي لتحذير الأمة، وهنا للأمة دور في هذه الأمور، يعني هي ذُكِرَت كأنها أسباب تؤدي إلى نتائج، وبالتالي الأمة مدعوة إلى منهج تربوي لتنشئة الأجيال لتتلافى هذه الأسباب، لكن فيه جانب منها آخر فيه بُعد شيء من البشارات، الأمة أي أمة ومنها الأمة الإسلامية وكما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- ستمر في فترات مد، فتوح، وانتصار، وتقدم، وحضارة وما إلى ذلك، وستمر في فترات ضعف، هنا تأتي بعض هذه النصوص ويكون الهدف منها تبشير هذه الأمة بأنها ستنهض، وأن هنالك عوامل للنهوض، وما فهم الصحابة في يوم من الأيام أحاديث الفتن من باب أن تُنزَّل على وقائع معين ليجلسوا ينتظروا حتى تتحقق هذه الوقائع وتقع هذه النتائج بناءً على أمر قدري خارج عن إرادة الناس، بل بالعكس المسألة في دائرة الناس، الإنسان مكلف بأن يعمل ما في وسعه لتحقيق هذه البشارات، ولنيل هذه المرغِّبات وهذه المبشرات التي أخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام.

ماهر عبد الله: لكن فيه يعني أزمة جامعة هذه.. يعني استخدام كلمة أزمة ليست احتجاجاً على.. على الموضوع، وإنما هي تنبيه لـ -إذا جاز التعبير- خطأ شائع يقع فيه كثير من.. من الناس، يعني كان.. كان جميل أن.. أن تلفت النظر إلى أن الصحابة لم يحاولوا إسقاطها على الواقع..

د.محمد عويضة: نعم.

محاولات إسقاط ما ورد في أحاديث الفتن على الواقع

ماهر عبد الله: يعني فهموها في الجانب العقائدي التربوي، الترغيبي الترهيبي الذي ربما كان هو الهدف الأساس من ذكرها، الأزمة المتصلة بفهمنا لها اليوم إنه كل هذه الأحاديث تقريباً غير مرتبطة بزمن معين تتحدث عن ظاهرة عامة ينبني عليها علامة أو علامات أو ظواهر عامة أخرى إذا فشا كذا سيقع كذا، إذا حصل كذا سيقع.. دون ربطها بزمن معين، هذا سيقود الناس إلى الوقوع في دائرة التنبؤ الفردي والشخصي بتفسير هذه الظاهرة لتتلاءم مع ما تنبأ به الحديث أو تفسير الحديث ليتلاءم مع ما نرى من ظواهر، هل تعتقد أن هذه هي أزمة، وأنها كانت المسؤولة عن تحميل الناس في أكثر من عصر ليس فقط في عصرنا هذا لهذه الأحاديث أكثر مما تحتمل؟

د.محمد عويضة: يا سيدي، هذا الكلام صحيح، لكن كما ذكرت أنا إنه أحاديث الفتن وأشراط الساعة والملاحم هي أنواع، يعني بعضها مسائل شرطية واضح فيها البُعد التربوي، بعضها محفزات على بشارات لتنهض الأمة وتقوم، بعضها أخبار عن عقائد تتعلق بقضايا كونية كطلوع الشمس من مغربها وما شابه ذلك، ليس للإنسان فيها دور إلا الإيمان بما أخبر به النبي -عليه الصلاة والسلام- لكن الخطر الذي تشير إليه الحقيقة عندما يضعف الإيمان في النفوس.. النفس البشرية بطبيعتها تميل إلى البحث عن الغريب والأمر المخبوء والتنبؤات وما إلى ذلك، فتحاول النفس الإنسانية في حالة الضعف أن تتلمس مبررات لعزها ولضعفها، وأن تتكل على هذه الأخبار وتنزل عليها.. تنزلها على وقائع وأحداث وهنا الحقيقة تبدو الخطورة، والأعداء للأسف يعني استغلوا هذا الأمر كثيراً في حياة المسلمين، لعله الكثير من المسلمين يذكرون، لما جاء نابليون واحتل مصر من.. من جملة ما جاء به وزع منشور على الناس يحدثهم عن قضايا من هذا النوع إنه النصر لا يتنزل إلا على الذين يقيمون شرع الله ومنهج الله، والمسلمون الآن معرضون عن شرع الله وعن منهج الله، إذن هم يستحقون الهزيمة، إذن هذا الذي قام به نابليون هو تحقيق لأمر من أمور القدر اللي أخبر بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي ما على المسلمين إلا أن يستكينوا لما جاء به، لاحظ يعني نابليون يوظف المعنى السلبي لهذه النصوص بما يريد.

عاشت أمتنا في العشر سنوات الأخيرة منذ حرب الخليج الثانية والثالثة على اعتبار إنه حرب الخليج الأولى كانت بين العراق وإيران، فمن الـ90 حتى الآن يعني لاحظنا من الناس عجائب في تنزيل كثير من النصوص على هذه الأحداث ويبلغ بهم الحد أن يسموا رئيساً بعينه وأميراً بعينه وجيشاً بعينه، ودولة بعينها، وزماناً محدداً بعينه، ولا شك إنه كل هذا الكلام خطأ من عدة أمور:

الأمر الأول: إنه كثير من النصوص التي يتذرعون بها أو يتقنونها لا أساس لها..

[فاصل إعلاني]

ماهر عبد الله: مرحباً بكم مجدداً في هذه الحلقة من برنامج (الشريعة والحياة) والتي نتحدث فيها مع الدكتور محمد عويضة عن أحاديث الفتن، الأحاديث الواردة في السيرة النبوية والسنة حول ما سيقع في آخر الزمان من فتن، سواء تعلقت بأزمات ستأتي وتنقضي أم بعلامات نهاية الزمان بشكله المطلق كأشراط للساعة، ذكرت حرب الخليج، كانت حرب الخليج وخصوصاً الأولى أكثر يعني الفرصة سنحت أكثر لكثير من الناس أن.. أن يخترعوا فيها الكثير، أنت يعني أعرضت أو أحجمت عن ذكر الرئيس المذكور، كثير من.. من الناس اختلقوا أو تداولوا أنت أخبرني إذا كانوا اختلقوه أم لا، عن الرئيس صدام حسين وإن كان ورد الاسم بصيغ أخرى، ذكرت إنه هذا الموضوع خطأ وخطير من.. من عدة جوانب، أولاً يعني سمعت بما دار من حديث..

د.محمد عويضة: نعم..

ماهر عبد الله: هل أنت على يقين بأن كل ما.. ما قيل في تلك الفترة لم يكن له أساس من الصحة؟

د.محمد عويضة: هو يعني ليس له أساس من الصحة بجملة اعتبارات:

الاعتبار الأول: إنه جملة مما قيل عنه أحاديث هي ليست صحيحة ولا ثابتة.

الجانب الثاني: ما صح منها ربما وقع ومضى في الزمن السابق، أو ربما سيقع في آخر الزمان، فالخطأ في تنزيله على هذه الوقائع، وهنا دخلت يعني جملة أمور بشكل مثير، والسؤال الذي أشرت إليه أذكر ذات يوم جاءني شخص ومعه ورقة مصورة من كتاب اسمه "الجفر" للإمام علي -كرَّم الله وجهه- وفي هذا الجفر فيه قصيدة فيها كلام عن سيف الإمام علي وجهاده وشجاعته -رضي الله عنه- وبيت من الأبيات يقول.. يصف السيف ويقول وصارم كذا.. بتَّار إلى آخر ذلك، طبعاً هي مكتوبة بخط اليد، مصور عن مخطوطة مكتوبة بخط اليد، وهنا خطوط اليد الراء والدال متقاربان فهذا الذي روج لهذه الورقة أولاً جعلها حديثاً أولاً: جعلها كلام للإمام علي ونزلها على الرئيس العراقي صدام، وهي لا.. لا علاقة لها لا بالرئيس العراقي صدام ولا بغيره..

ماهر عبد الله: سماها صادم..

د.محمد عويضة: يقال صادم وما إلى ذلك، وهي كما ذكرت يعني هذا البيت أنا ذهبت للجامعة الأردنية في مكتبة المخطوطات وأخرجت جفر الإمام علي والنص يتحدث عن سيف الإمام علي وكونه بتَّاراً قاطعاً إلى آخر ذلك، فالكلام عن صارم بمعنى السيف الصارم و.. لكن الناس لهذه الحالة حاولوا أن يسقطوها على ذلك.
ماهر عبد الله: لكن يعني للأسف الشديد..

د.محمد عويضة: هنا في سؤال عفواً يعني هل الدوائر الأجنبية المشبوهة من الـCIA للموساد لغيره هل هي بعيدة عن هذه الأمور؟ وهل جهلاء المسلمين المتعالمين الذين يحبون أن يسجلوا لأنفسهم سبقاً وأن يأتوا بما لم تأت به الأوائل -كما يقولون- هل هم أيضاً بعيدون عن هذا الموضوع؟ ولذلك مثل هذه المناخات تساعد على نشر وتداول مثل هذه الأمور..

ماهر عبد الله: لا بس.. بس اسمح لي يعني، ماشي بس.. بس خلينا.. خلينا نكون.. خلينا نكون منصفين، يعني بغض النظر عن الدوائر الخارجية التي ذكرت..

د.محمد عويضة: على وزن قصة نابليون يعني.

ماهر عبد الله: لأ ماشي.. ماشي على راسي، لكن للأسف الشديد كثير من الذين روجوا لهذه الأحاديث محسوبين من العلماء ليسوا من الجهلاء، بعضهم من الأشراف -ليس بالمعنى العلوي للكلمة- ممن هم يعني هم فوق مستوى الشبهات أن يتصلوا بهذا الطرف الأجنبي أم ذاك، وأنا أعتقد إنه في ذهنك بعض الأسماء أنا لا أريد أن.. أن أذكر أسماء بعينها، يعني بعضهم محسوبين حتى على الحركة الإسلامية التي يُفترض أنها توعوية تُعيد صياغة شخصية الأمة، تُعيد تجديد الإسلام بعيداً عن ترهات ما ينسب سواء لهذه القصيدة أو.. أو.. أو غيرها، يعني حتى نكون منصفين أنا لا أستثني أن يكون هناك دور خارجي، بس ثمة خلل داخلي في.. في الأمة الإسلامية جزء من هؤلاء كانوا علماء.

د.محمد عويضة: يا سيدي، الخطأ خطأ، هو يعني الشخص الذي جاءني بهذه الورقة هو من العلماء الذين ربما تشير إليهم، لكن السؤال: مَنْ الذي أخرج هذه الورقة وصورها ونشرها بين الناس حتى وصلت لهذا العالِم وغفل وكاد أن.. كادت أن تمر عليه وأن يمررها على الأمة، ولذلك الحقيقة هنا يعني تساؤلات كثيرة، ونربط بهذا الموضوع جملة من الكتب صدرت في هذه المرحلة تخرج عن موضوع حرب الخليج أو تجمع بين موضوع حرب الخليج وموضوع الصراع في فلسطين، فمثلاً ظهر كتاب بعنوان "هرمجدون آخر بيان يا أمة الإسلام" للكاتب أمين محمد جمال الدين، وكتاب آخر لنفس الكاتب "عُمر أمة الإسلام وقُرب ظهور المهدي"، كتاب ثالث بعنوان "المسيح الدجال ومعركة هرمجدون" لكاتب اسمه هشام أبو حاكم، كتاب آخر "ما قبل الدمار مرة أخرى"، "احذروا المسيخ" هكذا قال، "المسيخ الدجال على الأبواب" لكاتب اسمه محمد عيسى داود، وله كتاب آخر "الجفر وأسرار الهاء فيه" أي في كتاب الجفر، مسألة هرمجدون وتنزيلها على أحاديث الفتن، يعني هنا صار فيه خلط بين كلام تروج له الصهيونية العالمية من خلال كتبها المحرفة، بما فيها العهد القديم وما فيه من تحريف كبير جداً، وطبعاً الصهيونية تُقيم فكرة واستطاعت أن تروجها على بروتستانت أميركا بالذات ويوجد الآن في أميركا ما يُسمى بالمسيحية الصهيونية، سوَّقت عليهم إنه لن يظهر المسيح عيسى -عليه السلام- إلا بعد أن تقع معركة حاسمة في منطقة بفلسطين اسمها مجدو، والمعركة يسمونها هرمجدون، يعني بالعبرية، وفي هذه المعركة ينتصرون هم على المسلمين، وبالتالي مقدمات لظهور عيسى عليه السلام، ثم يُقام الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، الشاهد إنه هذه الكتب التي تخلط بين ما ورد في كتاب "النبوءة والسياسة"، بين ما ورد في العهد القديم، بين ما ورد من تصريحات لبعض المسؤولين في الغرب أو في الشرق بين بعض الأحداث التي وقعت في الخليج سواء في الكويت أو في العراق والغزو الأميركي الأول والثاني وما إلى ذلك، وتنزيل كثير من النصوص، هنا العملية صار فيها يعني مستوى من الخلط بين نصوص تصح أو نصوص لا تصح، أو كلام صحافة، أو كلام سياسيين أو كلام من أهل الكتاب..
[موجز الأخبار]

ماهر عبد الله: بإمكانكم أن تشاركوا معنا في هذه الحلقة على أرقام الهواتف إما على الهاتف المباشر: 4888873 بعد المفتاح الدولي لدولة قطر 00974.

أو على رقم الفاكس 4890865 أو على الصفحة الرئيسية للجزيرة نت على العنوان التالي: www.aljazeera.net

ضيفنا لهذه الحلقة هو الدكتور محمد عويضة (أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الزرقاء الأهلية في الأردن، وهو أيضاً نائب سابق في البرلمان الأردني عن الحزب.. جبهة العمل الإسلامي).

يعني اسمح لي مرة أخرى أن يعني أعبر عن احتجاجي على نسبة الكثير مما ذكرت إلى الدوائر.. يعني هل تعتقد أننا لا نملك من الجهل ما يستحق أن يأتي عدو خارجي ليجهلنا بأمر ديننا، من الغفلة، من عدم الإلمام لا بشؤون حياتنا ولا حتى بشؤون ديننا، يعني نظرية..

د.محمد عويضة: المؤامرة.

ماهر عبد الله: مالك بن نبي القابلية للاستعمار..

د.محمد عويضة: القابلية للاستعمار..

ماهر عبد الله: أليس فينا هذه المنطق تقريري.. يقتضي أن نقول أن ما يفعله الخارج العدو.. ليس كل الخارج، العدو الخارج هو أن يستغل حالة من الجهل، حالة من الضعف، لا.. لا يمكن أن يخترق جسماً صحيحاً، لنعتبره يعني جرثومة..

د.محمد عويضة: صحيح.

ماهر عبد الله: لابد من تهيئة بيئة، فلماذا نُلقي بها على الخارج، أنا ضد استثناء الخارج تماماً، لكن لماذا لا نصلح أنفسنا من الداخل بحيث نتحصن أمام الخارج وأمام أمراضنا المحلية أيضاً؟

د.محمد عويضة: هو يا أخ ماهر يعني ظروف الأمم في حالة الهزيمة وفي حالة الضعف تكون يعني مناخ مهيَّأ لكل شائعة، لكل أمر غيبي، بكل شيء اتكالي بغض النظر كان سليماً أو غير سليم، فأنا لا أنكر أن أمتنا في حالة من الضعف أتاحت للأجنبي أو للعدو أن يستغل هذه الحالة، فهما عاملان الأعداء الخارجيين استغلوا ظرفنا وحاولوا أن يسكنونا أو يخدرونا بهذه الروايات وتنزيلها بالطريقة التي يشاءون، لكنهم وجدوا فينا المناخ المناسب والنفوس المستعدة والمهيأة لهذا، وكما ذكرت أنا في بداية كلامي يعني أنا أفهم جانب من أحاديث الفتن والملاحم بأنها بشارات حافزة للمسلمين على أن يعملوا لتحقيق هذه البشارات، لكن المسلمين والأعداء من الخارج استغلوا هذا الموضوع يتخذونها للتخدير وللتسكين وللتواكل وللركون إليها على قاعدة (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ).

ماهر عبد الله: لكن ماذا عن.. أنا أريد أن أَقْصِر النقاش في المخلصين من أبناء هذه الأمة، في الأزمة الأخيرة حرب العراق الأخيرة.. حرب العراق الأولى أحاديث كثيرة، الذين كانوا يروجون لها مخلصون، وعلماء لا علاقة لهم وفوق.. فوق.. فوق الشبهات أحاديث السفياني، وأن المقصود بها صدام حسين، الأعرج الذي سيخرج ويأتي الكفار إلى بلاد المسلمين وأسقطوها على حاكم خليجي، أحاديث كلها لا أساس لها من الصحة، غالبية من روَّجها هم من العلماء المشهود لهم بالفضل، وأعتقد أنه .. يعني أننا لسنا بحاجة إلى ذكر أسماء، منعاً للحرج وكلنا معرضون لهذه الكبوات، كيف تفسر اشتغال علماء أفاضل لأحاديث السفياني وأحاديث الأعرج فيما يتعلق بالأزمة؟
د. محمد عويضة: ابتداءً لنتكلم عم هذه الأحاديث، أحاديث السفياني لا تصح ومروية في كتب الملاحم والفتن وأكثر من تكلم فيها نعيم.. نُعيم بن حماد وأمثاله وبالمناسبة معظم كتاب نُعيم بن حماد من الأحاديث الضعيفة أو الإسرائيليات بالجملة لا تصح، ويندر أن يصح فيها حديث، فهذا جانب إنه أحاديث السفياني لا تصح ولم تثبت.

الجانب الثاني: طبعاً الأحاديث الذي تكلم عن مجيء الروم هذه أحاديث صحيحة لكن تنزيلها هنا الخطأ، والذين حاولوا أن يخترعوا للرئيس العراقي نسباً إلى بني سفيان وإلى يزيد بن أبي سفيان يعني كله كلام محاولات يائسة وفاشلة ولا تستند إلى أي دليل الحقيقة.

ماهر عبد الله: طيب لماذا إذن تصر على لوم الخارج بغض النظر عن..

د. محمد عويضة: لا لا عفواً أنا لا..لا ألوم الخارج فقط، أنا ذكرت وأكرر الخارج يستغل هذا الظرف الضعيف الذي فينا، الخطأ فينا نحن، ويعني لا يُهدَّم حصن منيع إلا من داخله، فالأمة من الداخل منخورة في حالة خوار.. في حالة ضعف وبالتالي..

ماهر عبد الله : والتراث يساعد على ذلك ..جزء من تراثنا..

د.محمد عويضة: وسوء فهم التراث.. سوء فهم التراث يساعد على ذلك، المسألة الأخرى.. المسألة..

ماهر عبد الله: لأ ما هو جزء من التراث ما هو جزء من التراث أيضاً هذه الأحاديث يعني إذا أنت تقول كل ما في كتاب أو غالبية ما في كتاب نعيم بن حماد أحاديث موضوعة هاي جزء من التراث شئنا أم أبينا يعني أنت تريد أن تقول أنه التراث غير صحيح..

د.محمد عويضة: عفواً ما أنا قلت جزء .. أنا ما قلت موضوعة قلت لا تصح ..

ماهر عبد الله: لا تصح طيب.

د. محمد عويضة: ويعني علمياً في علم الحديث بينهما فرق..

ماهر عبد الله : نعم ماشي.. ماشي.. على رأسي..

د.محمد عويضة: المسألة الأخرى التي أشرت إليها مسألة أن علماء فضلاء تناولوا هذا الموضوع وروجوا له ، العلم -أخ ماهر، كما لا يخفى عليكم- العلم تخصص وبالتالي قد يكون عالم واعظ، قد يكون عالم فقيه، لكن أنا لا أعلم عالماً بالحديث النبوي كان له دور بهذا الكلام، بل بالعكس العلماء بالحديث النبوي كتبوا وتكلموا وتحدثوا وبينوا أن هذه الروايات لا تصح، وإنها لو صحت تنزيلها على هذه الوقائع لا أساس له، الحديث عن الروم والحديث عن التتار والحديث عن الترك والحديث عن الذين يغزون المسلمين ووجوههم كالمجان المطرقة وعيونهم ككذا إلى آخر ذلك، هذا كله أجمع علماء الإسلام على أنه وقع وتم وانتهى ولذلك محاولة تنزيله على هذه الوقائع الآن لا أساس له من الصحة فنحن أمام أمرين:

الأمر الأول: كثير من هذه النصوص لا يصح.

الأمر الثاني: ما صح منها تنزيله على هذا الواقع غير صحيح..

ماهر عبد الله: طيب ما هو..

د.محمد عويضة: عوداً على مسألة التراث عفواً، علماؤنا يعني الإسلام منذ اليوم الأول مستهدف من كثيرين من الداخل ومن الخارج الذين لم يرق لهم أن ينتصر الإسلام أو ينزع ملكهم أو .. أو إلى آخر ذلك لعوامل كثيرة، وقصة عبد الله بن أُبي بن سلول في المدينة نموذج على هذه النماذج رجل كان يعده قومه بالملك فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وصار هو قائد هذه الأمة إلى آخره فوجود أشياء من هذا النوع في التراث هي في حد ذاتها ليست مشكلة أي أمة من الأمم فيه في تاريخها فيه في كتاباتها فيه في تراثها ما يصح وما لا يصح ولذلك دور العلماء أن يبينوا ما يصح وما لا يصح، ولدينا كتب معتمدة كالصحيحين والكتب الستة بشكل عام ومسند الإمام أحمد بشكل عام، هذه الكتب كتب معتمدة متداولة لا تشتمل على شيء من مثل هذه الأحاديث، ولذلك من كان لديه علم يستطيع أن ينقد هذه الروايات وعندنا علم يعتبر من أدق العلوم في المنهجية العلمية في نقد المنقولات والأخبار والروايات يشهد بهذا الأعداء قبل الأصدقاء اللي هو علم مصطلح الحديث، فالذي لديه علم يستطيع أن يدرس هذه الروايات وينقدها وعلماؤنا أبدعوا عندما رووا لنا كل شيء بسنده، وبالتالي واسطة النقل موجودة وبإمكاننا بناءً على أوصافهم فضلاً عن نقد المتن ومدى توافقه مع الثابت من السنة والثابت.. وكتاب الله عز وجل، المهم هنالك وسائل ومنهجية علمية دقيقة للنقد هذا للمتمكن، غير المتمكن عليه أن يتعامل مع الكتب المعتمدة المشهورة -كما ذكرت- كالصحيحين وبقية الكتب الستة والمسند وما في مستواها من هذه الكتب.

ماهر عبد الله: طيب، أكيد هنرجع لها الموضوع خصوصاً حينما يتعلق بأكلاف هذه الأحاديث الصحيحة على الأمة، بس نسمع أولاً من بعض الإخوة المشاهدين نسمع من الأخ يسري زمزم من أميركا أخ يسري اتفضل.

يسري زمزم: السلام عليكم يا أستاذ ماهر.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

يسري زمزم: السلام عليكم يا أستاذ عويضة.

د.محمد عويضة: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يسري زمزم: أنا لي مداخلة بسيطة.. مداخلة بسيطة وعندي سؤالين أو ثلاثة هأعملهم بمنتهى السرعة.

أولاً: أنا قضيت شهر كامل أيام أزمة الخليج أقرأ كل الكتب اللي نزلت..

د.محمد عويضة [مقاطعاً]: لعل الصوت غير مسموع..

يسري زمزم: قضيت شهر كامل في سبتمبر قبل أزمة الخليج الحديثة أقرأ كل الكتب اللي نزلت وأقارنها باللي بأشوفه على القنوات المسيحية هنا في أميركا، فلقيت إن كل الكتب اللي نزلت في مصر ما بين هرمجدون للأستاذ داوود، وما بين المفاجأة وكل هذه الكتب، ما هي إلا نقل مباشر لكل اللي كان بيتقال على القنوات المسيحية المصهينة هنا في أميركا، واللي خلتني أنا شخصياً أشك في كل الكتب دي كلها.

السؤال الأولاني اللي بيطرح نفسه دلوقتي: كيف إن الأزهر الشريف يصرح ويختم هذه الكتب ويسمح بها بالتداول؟ دي أول حاجة.

الحاجة الثانية: أنت يا أستاذ ماهر لماذا تأخرت في إنك تحط برنامج زي دا على التليفزيون دلوقتي بعد الأزمة ما انتهت؟

الحاجة الثالثة: اللي بأطلبها من الأستاذ محمد عويضة إنه يلخص لي ما جاء في القرآن -وهو الأساس- عن عصر الفتن، لأنه هو القرآن هو اللي إحنا نلجأ إليه أولاً ثم الأحاديث، وواضح جداً إن الصهينة العالمية دلوقتي استطاعت إنها تدس في وسط أحاديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما.. كل ما هو كاذب وكل ما هو يجعل من الأمة المسلمة أضعف ما هي عليه الآن، أنا مستني أسمع الإجابة، وأرجوك ما تهملش الإجابة.

ماهر عبد الله: إن شاء الله.. إن شاء الله.

يسري زمزم: وشكراً جزيلاً، وكل دعواتي للأمة المسلمة وللإسلام بأنه ينهض من جديد.

ماهر عبد الله: شكراً يا أخ يسري، نسمع من الأخ عبد الله العلي من السعودية أخ عبد الله اتفضل.
عبد الله العلي: السلام عليكم يا أخ ماهر.

ماهر عبد الله: حياك الله.

عبد الله العلي: الله يخليك بالنسبة للشيخ اللي اتكلم على الأحاديث هذه إنها موضوعة وإنها كده، فهل حصار العراق موضوع؟ وهل حصار الشام القادم هيكون موضوع؟ وهل حصار مصر من بعد الشام والعراق هيكون موضوع؟ ليست موضوعة كل الأحاديث، أما كتاب الفتن.. نعيم بن حماد فهو معلوم أنه أستاذ البخاري أولاً.

ثانياً: ليس كل ما ورد في البخاري ومسلم هو الأحاديث اللي وردت عن النبي، ورد في البخاري ما يعادل جزء مما ورد عن النبي، أما موجود في أحمد بن حنبل والترمذي وابن ماجه وصحيح ابن حبان، والأحاديث والمسانيد جميعها أوردت أحاديث الفتن، هذه أولاً.

ثانياً: بالنسبة لموضوع هرمجدون والحرب القادمة بين المسلمين والنصارى بقيادة أميركا، فأنا قرأت للأستاذ اللي يتكلم عن هرمجدون ويقول إننا سنصالح الروم، ويحدد بالضبط أميركا وهذا خطأ فادح من الشيخ، المقصود بالروم أوروبا التي سنصالحها وليست أميركا، أميركا ستقاتل مع الصهاينة أما أوروبا فستقاتل مع المسلمين، أما أننا نصطلح نحن وأميركا ضد من؟! ليس ضد أحد، ضد إسرائيل؟ إسرائيل ليست عدوتنا، أما هرمجدون فهي موجودة لدينا بالاسم الملاحم ويقودها المهدي المنتظر، لا يقودها أحد غيره وستكون أول الملاحم في فلسطين، وستكون العراق هي المحور الرئيسي وأميركا تستبق الأحداث لكي تطرد الإسلام قبل أن تقوم له قائمة.

أما موضوع إسرائيل ومتى نهاية إسرائيل، فنهايتها تبتدئ -إن شاء الله- وبمشيئته من بداية الحرب ففي الحديث الوارد: "لتكون بالشام فتنة أولها كلعب الصبيان" -حديث سعيد بن المسيب المشهور- "أولها كلعب الصبيان" وكانت هذه أطفال الحجارة، هذه أطفال الحجارة وابتدأت، وقال في الحديث "لا تنتهي حتى ينادي منادٍ من السماء بصوت المهدي" فالمهدي هو الحقيقة، وأميركا قد قدمت إلى منطقتنا العربية والمنطقة الإسلامية لتجزئ الوطن العربي إلى تجزئة أكثر، وهي الآن تستهدف سوريا بالتحديد، وتستهدف المملكة العربية السعودية بالتحديد، فهي تريد المملكة العربية السعودية، وسوريا ومصر فإذا ضربت هذه الدول شتتت الوطن العربي والأمة الإسلامية، يجب علينا أن ننتبه لهذه النقطة، فما يحدث في العراق الآن هو مقدمة لحروب أهلية تريد إشعالها بالمنطقة..

ماهر عبد الله[مقاطعاً]: أخ عبد الله.. أخ عبد الله مشكور.. مشكور جداً على هذه المداخلة، وإن شاء الله تسمع من الدكتور تعليق عليها، نسمع من الأخ محمد العلوي من السودان، أخ محمد اتفضل.. أخ محمد معانا؟

محمد العلوي: نعم معكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ماهر عبد الله: عليكم السلام، اتفضل

محمد العلوي: أولاً: أشكرك أخي ماهر وأشكر ضيفك الكريم الدكتور محمد عويضة..

ماهر عبد الله: أهلاً بك.. اتفضل

محمد العلوي: ولأهمية الموضوع كمدخل أنبه للآتي: إن نقاش مثل هذه القضايا مهم، بل في غاية الأهمية، ولكن على أن يُناقش بعلمية هو الأهم، أقول ذلك وأتساءل: هل يمكن أن يختلف المسلمون في قضايا العقيدة، أم أن ما اختلفوا فيه هو -أعني المسلمين- في قضايا العقيدة هو أمر لا يلزم منه أن نُكفِّر بعضنا فيه، من ذلك مثلاً: عقيدة نزول المسيح عليه السلام، هنالك من كتب مشككاً في هذا الاعتقاد برمته مع ما جاء في ذلك أو من الأحاديث الصحيحة فهل يا ترى هذه.. هذا المعتقد من اعتقد أن المسيح -عليه السلام- لن ينزل أصلاً هل خرج عن الدين؟ هذا سؤالي الأول.

السؤال الثاني: ما دور المسلمين إذا كان دكتورنا الفاضل محمد عويضة الآن يتكلم بلسان المتخصصين، بلغة المتخصصين في التفريق بين مصطلح أحاديث موضوعة أو غير صحيحة، صحيح إن هذا المصطلح مع جماله وقوته ودقته وفهم المتخصصين له، فإن المستمع العادي عندما يستمع إلى تصنيف حديث أنه غير صحيح، يستوي عنده بعد ذلك أن يكون موضوعاً أو مدرجاً أو صحيحاً لغيره أو غير ذلك من المصطلحات التي لا يفي الوقت بشرحها في كل حين.. حينٍ ذكرت فيه، إذن نحن عندما نتحدث عن مثل هذه العقائد نقول: أن هذه الأحاديث صحيحة أو غير صحيحة، بصرف النظر عن درجة ضعفها أو وضعها.

ثالثاً: إن تفسير القرآن -وكما هو معلوم لدى الأستاذ الضيف الكريم، وكثير من العلماء المستمعين الآن- أُصيبت المكتبة الإسلامية بداء الدخيل، فكثيراً ما تقرأ في تفاسير معتمدة نقلاً مسطرياً عن التوراة المحرفة أو الإنجيل، بمعنى أن مسألة العقيدة أُصيبت بشائبة كبيرة جداً، لابد لنا أن نقف عندها، خاصة ونحن نتكلم عن الفتن وعن الملاحم، لا أريد أن أطيل، وأرجو..

ماهر عبد الله[مقاطعاً]: طب أخ.. أخ محمد مشكور جداً، يعني مداخلة أظن قيمة جداً، وإن شاء الله تسمع، نسمع من الأخ عبد الرحمن من السعودية، أخ عبد الرحمن اتفضل.

عبد الرحمن بن مهدي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

د.محمد عويضة: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

عبد الرحمن بن مهدي: أصلح الله حالك يا أخ ماهر عدة مرات كررت لك لا تذكر لنا السعودية، لكن.. مشي المرة هذه..

ماهر عبد الله: اتفضل.

عبد الرحمن بن مهدي: بس لي.. لدي مداخلة الله يبارك فيك وسؤال للضيف، أخي ماهر فيه شخص جلسنا عنده نتكلم عن أوضاع البلد وفي أمور العالم الإسلامي، وهو يعرف إني أشارك.. أتكلم في عدة قنوات عن الحكام وبالحق وليس بالباطل وبالآيات القرآنية ذات الحجة القوية المنطبقة على الواقع، وسألني وقال لي: لماذا العلماء لا يقفون معك ويدعمونك مادياً ومعنوياً؟ قلت له يا أخي: ما وقفوا مع الله حتى يقفوا معي، والأدلة كبيرة قلت له ما.. ما قرأت في سورة الأنفال بكتاب الله (وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ) قلت له بالله عليك يعني هل سمعت أنت وغيرك من شعوب الأمة.. آلو..

ماهر عبد الله: أيوه معك.. اتفضل.. اتفضل

عبد الرحمن بن مهدي: هل سمعت أنت وغيرك من شعوب الأمة الإسلامية أن العلماء الذين يعتبرون أنفسهم ممثلين للأمة الإسلامية هل.. في لما الاثنا عشر مؤتمر حققوا للإسلام والمسلمين عزة ورفعة أو نصرة؟ أو هل منعوا الربا والخمور والفسق والفساد والخبائث؟ أو استبداد هؤلاء الحكام في أموال المسلمين؟ قلت له: يا أخي أو سمعت أنهم حاججوا بكتاب الله هؤلاء الطواغيت المتولين الأمة والعابثين بثرواتهم (والمفسدين)، قلت له يا أخي اسمع كلام الله، الله -سبحانه وتعالى- قال (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ) قلت له يا أخي.. قال لي أنت لماذا.. ليش تسميهم علماء النفاق والرذيلة.. المشترين بآيات الله ثمناً قليلاً؟ قلت له يا أخي أنا ما إذا كنت غلطان صحح لي..

ماهر عبد الله[مقاطعاً]: طب أخ عبد الرحمن أطلب منك.. أطلب منك بس تسمح لي.. اسمح لي، تختصر لي فكرتك في سؤال توجهه للدكتور عويضة لو سمحت؟

عبد الرحمن بن مهدي: الله يبارك فيك، هل ها الأموال التي لدى العلماء والمعروف أنها أموال طائلة في أرصدتهم، هل هي حلال أم حرام؟ أو.. وإذا كان أو اعتقادي كم نسبة الحلال فيها من.. أو كم نسبة الحرام؟ وجزاكم الله ألف خير.
ماهر عبد الله: مشكور جداً يا أخ عبد الرحمن وتسمع أنت والإخوة الآخرين جواب من الدكتور محمد عويضة.
[فاصل إعلاني]

ماهر عبد الله: سيدي، يعني سأوجه الآن سؤالي إلى لأنه الكثير من الأسئلة التي وردت أسئلة قيمة، سؤالي عن أكلاف الأحاديث الصحيحة وليس الموضوعة على الأمة، نبدأ بالأخ عبد الرحمن كونه سأل السؤال الأخير وأنت كتبته وأنا لم أكتبه، تعليقك على سؤال الأخ عبد الرحمن السؤال الأخير؟

د.محمد عويضة: يعني سؤال الأخ عبد الرحمن مهم، لكنه ليس في موضوعنا، هو يتحدث عن دور العلماء مع الحكام، ويذم علماء النفاق و(..) والسلطان..

ماهر عبد الله[مقاطعاً]: لأ ما هو أنا.. سبب..

د.محمد عويضة: ويسأل عن حل أموالهم وما نسبة الحلال والحرام فيه.. الله أعلم..

ماهر عبد الله: لأ سيبني من الحلال والحرام الموقف من.. من العلماء، لأنه على اعتبار أنه التهمة التقليدية التي عادة ما تُرمى أنه العلماء هم الذين يدعمون السلطان بالشرعية، وهذا السلطان عايش على العدو الخارجي الذي تتحدث عنه، هل المسألة إنه العلماء شركاء بعض الأحيان في هذا الفساد؟ يعني.. لماذا نلقي باللائمة دائماً على..؟

د.محمد عويضة: هو ابتداءً.. ابتداءً يعني التعميم بشكل عام خاطئ، ومن يتأمل في النصوص من القرآن، ومن السنة، تجد يعني (والشعراء.. إلا) وهكذا، لكن العلماء الذين يجعلون أنفسهم أدوات للسلاطين ويبررون للسلاطين من أجل فتات ما عند السلاطين، لا شك أن هؤلاء شركاء في الجريمة، وربما لا تقل جريمتهم عن جرائم السلاطين أنفسهم أما أموالهم الله أعلم..

حقيقة ارتباط كتب الفتن بالثقافة الغربية

ماهر عبد الله: طيب نتركها نسمع من.. أو نعود لسؤال الأخ زمزم، تعليقه الأوَّلي كان من خلال تجربته، طبعاً لا أدري مدى دقة الكلام، ولكن نعتقد يجب علينا إحسان الظن، والأخذ بما قال، ما فهمه هو أنه هو ما وقع في هذه الكتب التي.. التي ذكرت عن هرمجدون ومعركة هرمجدون، أنها نقل مباشر من التراث المسيحي الأميركي، كما سمعه من المحطات وهذا يعني الكلام استبعاده صعب، لأنه كثير من هذا هو ثقافة مسيحية أميركية، ليست ثقافة مسيحية، ثقافة مسيحية أميركية تحديداً، أولاً هل تتفق..

د.محمد عويضة: أو مسيحية صهيونية.. في أميركا.

ماهر عبد الله: مصهينة، هل تتفق مع هذا أولاً، قبل سؤاله الثاني..

د.محمد عويضة: نعم، أنا قلت هذا ابتداءً وهذا يؤيد..

ماهر عبد الله[مقاطعاً]: لا لأ، أنه هذه الكتب تحديداً نُقلت من هذه.. يعني كأنه طعن في الجهد العلمي المبذول في هذه الكتب إنه لم يقع هناك بحث في كتب النبوءات هذه، وإنما هو سرد لما..

د.محمد عويضة: ربما يكون.. ربما يكون الطعن يعني مسألة تحتاج إلى بينات ودليل، لكن الجزء الأكبر مما في هذه الكتب أو الفكرة الرئيسة مما في هذه الكتب هي فعلاً من النصرانية المتصهينة في أميركا، ثم هم أضافوا إليها بعض النصوص سواء غير ثابتة..

ماهر عبد الله: تلميحات إسلامية.

د.محمد عويضة: بالضبط، غير ثابتة أو أخطئوا في تنزيلها إن كانت ثابتة على الوقائع، فهم يعني أضافوا لها بعض النصوص الإسلامية..

ماهر عبد الله: طيب، يعني بس أنا هأستعجلك ببعض الإجابات على اعتبار إنه فيه كثير من الإخوة هيتصلوا، فيه كثير من الأسئلة وكثير من المحاور، كأزهري وأنت تجل الأزهر وتحترمه، باعتقادك هل كان بإمكان الأزهر أن يمنع هذه الكتب؟ يعني كان سؤاله كيف يسمح الأزهر بتداول هذه الكتب.

د.محمد عويضة: لا هو سأل على وزارة الإعلام.

ماهر عبد الله: لأ، سأل عن الأزهر الشريف، ماشي وزارة الإعلام شيء.. لكن الأزهر الشريف هو المعني بالقضية الدينية.

د.محمد عويضة: على أي حال.

ماهر عبد الله: إنه سبق للأزهر وطالب بمنع بعض الكتب.

د.محمد عويضة: نريد أن نفرق بين مسألتين، يعني الخط الحقيقة دقيق بين حرية الفكر في الكتابة والنشر، وبين صواب ما يكتب وما ينشر، ربما أنا لست من الذين يؤمنون باستخدام سلطان القوة لمنع الناس من أن تكتب، لأنه.. على الأقل في هذه الأيام، حتى من حيث النتيجة، إذا منعهم الأزهر سينشرون في بلد آخر، وسيتسرب الكتاب، والكتاب الممنوع يصبح مرغوباً أكثر من الكتاب المبدور في الطرقات.

ماهر عبد الله: صحيح.

د.محمد عويضة: ثم عبر الإنترنت الآن هذه الكتب متيسرة لمن يريد، لكن واجب الأزهر أن يبين حكم الإسلام أو الموقف العلمي الدقيق.

ماهر عبد الله: هو هذا السؤال.. السؤال.

د.محمد عويضة: من هذا الذي صدر، هل صدر شيء عن الأزهر في هذا الموضوع أو لم يصدر؟ أنا لا أعلم، لكن مثلاً من خير من كتب في هذا الموضوع الأستاذ سفر.. الشيخ سفر الحوالي، يعني كتب كتاب جيد في هذه المسألة.

ماهر عبد الله: وهو من أهل الحديث.

د.محمد عويضة: وهو من أهل الحديث..

أبرز ما جاء في القرآن عن فتن آخر الزمان

ماهر عبد الله: طيب سؤاله كان يعني باختصار وأنا يعني أرجو باختصار شديد جداً، كان طلبه ما جاء في القرآن حول هذا الموضوع يعني، بغض النظر على الأحاديث الصحيحة، هل يمكن لك أن توجز لنا ما ورد في القرآن من هذه الأشياء؟

د.محمد عويضة: يا سيدي أبرز ما ورد في القرآن يعني ورد في القرآن موضوع نزول عيسى -عليه السلام- ورد في القرآن بشكل غير صريح من علماء التفسير من يقول: إنه صريح ومنهم من يرى إنه غير صريح، نزول الدابة ورد صريحاً في القرآن، ظهور.. طلوع الشمس ورد في القرآن الكريم، الدجال الأرجح إنه لم يرد في القرآن، وإن كان بعض العلماء..

ماهر عبد الله: لأ خلينا في.. في منطقة الصريح الصحيح.

د.محمد عويضة: بالضبط.. فهذا الذي يحضرني الآن يأجوج ومأجوج ورد في القرآن أيضاً.

ماهر عبد الله: الدخان.

د.محمد عويضة: الدخان ورد في القرآن كذلك نعم، لكن أنا أريد أن أذكر الأخ يسري إنه القرآن يعني هو الكتاب المجمل الكلي، القواعد العامة، والسنة النبوية هي ذيل للقرآن، وبنص القرآن الله -عز وجل- يأمر أن نأخذ ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام..

ماهر عبد الله: لأ ما هو هذا السؤال، بس اسمح لي.

د.محمد عويضة: وبالتالي السنة النبوية يعني هي مرجعٌ ثانٍ مفسر ومستقل للمسلمين تماماً كما أن القرآن الكريم مرجع أول.

ماهر عبد الله: كلام.. كلام.. كلام.. كلام جميل، وأنا أعتقد كمصدر للأحكام لا فرق بين.. بين القرآن والسنة مع.. مع فرق المكانة، لكن مع هذا يعني يقودنا لسؤال الأخ العلوي من.. من السودان، كان سؤاله، وهنعود لأسئلته بس خلينا في جزئية المسيح كونك ذكرت أن عودة المسيح ذهب البعض إلى أنها وردت في القرآن، معنى ذلك أنها لم ترد.

د.محمد عويضة: لأ عفواً ذهب إلى أنها صريحة أو غير صريحة.

ماهر عبد الله: معناه فيه يعني مشكلة.

د.محمد عويضة: فيه.. فيه نصوص في القرآن الكريم يفهم منها البعض نزول المسيح عليه السلام، والبعض يحاول أن لا يفهم، ولا تستطيع أن نحجر على الناس، لكن السنة…

ماهر عبد الله: فهو سؤاله كان هل يكفر؟ هل يكفر..

د.محمد عويضة: عفواً يا سيدي أنا سآتي لمسألة التكفير، السنة جزمت وبأحاديث متواترة، وهنالك كتاب لعالم محدث هندي "التصريح بما تواتر في نزول المسيح"، وفي عدة كتب في هذا الموضوع، والأحاديث التي تتكلم عن نزول المسيح عليه السلام أو عن نزول الدجال بلغت حد التواتر، وعلى سبيل المثال في الدجال يوجد في البخاري ومسلم 28 حديثاً في البخاري ومسلم فقط عن الدجال، وبالتالي فرق بين الأحاديث التي وردت صحيحة وثابتة أو متواترة وبين الأحاديث التي وردت..

ماهر عبد الله: لكن سؤاله صريح في هذه المسألة يعني.

د.محمد عويضة: أما عودة على مسألته يعني نحن نريد أن نفرق بين يعني في مسألة التكفير يفرق بين المتأول بمعنى الذي له عذر في فهمه وبين الجاحد المستكبر المنكر، تماماً كما نفرق في العملية في أمور الأحكام نفرق بين المستحل وبين المستهتر، يعني ممكن واحد يشرب الخمر إن.. إن أعتقد حِلَّ الخمر يكفر وحتى لو لم يشرب الخمر، من أعتقد حِلَّ الخمر وقد حرمه الله -عز وجل- يكفر، لكن مجرد شرب الخمر ليس كفراً، بالتالي نريد أن نخرج من هذه الدائرة يكفر أو لا يكفر، لكن بإجماع المسلمين يُخطَّأ، لكن يكفر متى؟ إذا قال مع أن هذه الأحاديث ثابتة وصحيحة أو متواترة إلاَّ إني لا أؤمن بها ولا يكفر لرفضه للسنة الثابتة، لا لمسألة قد يعذر في فهمه فيها.

ماهر عبد الله: طب تسمح لي بس قبل أن نواصل الأسئلة، معنا مجموعة من الإخوة ينتظروا على الهاتف من فترة، نسمع من الأخ بلال من فلسطين أولاً، أخ بلال تفضل.

بلال قاروط: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.

بلال قاروط: معلش أخي العزيز بدي منك 10 دقائق الموضوع كثير مهم.

ماهر عبد الله: لا.. لا.. لأ البرنامج بيكون خلَّص يا سيدي.

بلال قاروط: معلش بس كتير الموضوع مهم، وأنت راح تشوف يعني من خلال الطرح الموجود، وبأمل رد من أخي الكريم.

ماهر عبد الله: بس هي قطعاً لن تكون 10 دقائق، لأنه فعلاً هنضطر ننهيه بعد 10 دقائق، تفضل.

بلال قاروط: طب معلش بس يعني الموضوع كثير، أنا صار لي ساعة ونصف مع التليفون (…)

ماهر عبد الله: ما هو يعني لازم تعطيه فرصة بس من شان يجاوب، أستاذ تفضل.. تفضل أنت بالسؤال.

بلال قاروط: أنا بأحكي شغلة كثير مهمة، إحنا الآن في آخر الزمان، وهذا بيؤكده القرآن الكريم في سورة الإسراء، في آخر سورة الإسراء قال الله عز وجل: (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) أتينا بكم لفيفا وعد الآخرة يعني.. يعني مجيء إسرائيل أو مجيء اليهود إلى إسرائيل مربوط بوعد الآخرة، من هون ندخل إلى الأحاديث اللي جاءت من الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأنا من هنا قدرت أوصل إلى نتيجة -والله أعلم طبعاً- إنه أميركا هي المسيخ الدجال وهذا هو عبارة عن كنايات الرسول أعطانا إياها في الأحاديث، ومن هذا الكلام بأؤكده حتى في القرآن لما تكلم عن فرعون هو سلسلة حكام مصر في ذلك العهد، وبالتالي فرعون كان يشمل سلسلة الحكام، بعدين الرسول أشار إلى شغلات كثيرة من خلال معركة أُحد على الكنايات لما قال لهم رأيت رأس سيفي يكسر، ورأيت بقرة تذبح، رأس سيفي هو مقتل حمزة، وبقرة تذبح هو مقتل 70 من الصحابة، هنا بأؤكد لك إنه أميركا هي الدجال، وهنا كثير من النقاط من خلال الأحاديث اللي الرسول حكاها، واسمح لي أدخل لك إياها بشكل سريع، أشار الرسول إشارة واضحة لا لُبْس فيها إلى أن الدجال موجود في زمانه في جزيرة، ولا يظهر إلاَّ في آخر الزمان، أميركا كبقعة جغرافية كانت موجودة في زمن الرسول، ولم تكن قد اكتشفت بعد، وهي عبارة عن جزيرة تحيطها المحيطات، ولن تكتشف إلاَّ لاحقاً، يظهر الدجال بعد فتح القسطنطينية، ونحن نعرف أن القسطنطينية فُتِحَت عام 1453، وأن اكتشاف أميركا كان عام 1493، إذن أميركا ظهرت إلى الوجود بعد فتح القسطنطينية وهذا من نبوءات الرسول، نعم.

ماهر عبد الله: طيب أخ بلال يعني لفتة.. لفتة جميلة جداً، وأنا أعتقد إنه دائرة في.. في سوق الثقافة الإسلامي -إذا جاز التعبير كثيراً- وأنا متأكد إنه هتسمع من الدكتور كلام عليك لأنه مهتم بأميركا وزارها أكثر من مرة، نسمع من الأخ محمد عبد الكريم من لبنان، أخ محمد تفضل.

محمد عبد الكريم: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: السلام ورحمة الله.

محمد عبد الكريم: أخي ماهر في سياق الحديث ورد في كلامك سؤال أراه مهماً، يتناول مشكلة مهمة ليت يؤخذ حقه في برنامجك في وقت لاحق، أظن أعيد صياغة سؤالك، أظن كان كيف تفسر قيام علماء أفاضل ومخلصين بالتعلق بأحاديث ضعيفة وغيبية؟ يحاولون التعلق بما.. بها لتفسير الوقائع، يعني أريد أن أدلي بشيء ما هنا، ألاَّ يدل يا أخ ماهر على بلاء واسع في الأمة؟ ويؤدي بها إلى أن لا تفهم لا الإسلام ولا حقيقة أو خصائص هذا الواقع الذي نحياه، البلاء ليس هو الوحيد، وهذا البلاء هو ضعف التفكير في الوقائع، في الحوادث اللي حاصله، في الأشياء وخصائصها، وفي البُعد عن ربط الأسباب بمسبباتها، ما يجعلنا ننتظر النتائج من غير أسبابها، فننتظر النصر من الدعاء وحده بغير إعداد، ننتظر إعزاز الإسلام والمسلمين من خلال أعمال العبادات وحدها، ننتظر إقامة سلطان الله في الأرض من خلال جمعيات أو مؤسسات، من خلال القعود وانتظار المهدي، من خلال العزلة، لذلك يعتاد العقل ربما نتيجة غزو معين أو خلل أصابه، يعتاد أن لا يفكر في واقعه وفي حل مشاكله من خلال حقائق الواقع والإمكانيات الموجودة، بذلك يترك علمائنا الواقع للحاكم أو للسياسي أو للمخادع للعلمانيين الذين يسوسون الأمة ويلجئون.. يلجأ هؤلاء العلماء إلى خيالات القلوب، يعني إذا أردت يعني.

ماهر عبد الله: أخ.. أخ محمد يعني نقطة.. يعني أتفق معك إنها يعني دعني أُسميها جميلة جداً، وأنا متأكد إنه أيضاً الدكتور هيكون لأنه فعلاً هي أُس البلاء، ولكن للأسف أنا عندي إخوة كثير على الهاتف، وأنا أعتقد إنه بدوا بالاحتجاج على التأخر عليهم، الأخ محمد صديق، والأخ محمد الربيع أرجو أن.. أن يقبل اعتذاري، الأخ محمد صديق تفضل من الإمارات. الأخ محمد صديق من الإمارات، طيب نسمع من الأخ محمد الربيع من قطر، أخ محمد تفضل.

محمد الربيع: آلو.

ماهر عبد الله: عليكم السلام.

محمد الربيع: إزيك يا أستاذ ماهر.

ماهر عبد الله: حياك الله.

محمد الربيع: جزاكم الله خير على البرنامج دوت.

ماهر عبد الله: أهلاً بك يا سيدي، تفضل.

محمد الربيع: لو سمحت عاوز أقول للدكتور محمد.

ماهر عبد الله: تفضل.

محمد الربيع: فيه أحاديث طبعاً أغلبية العلماء متفقين عليها اللي هي بتحكي عن الفتن والملاحم آخر الزمان، فيه بعضها صحيح وبعضها ضعيف، وفيه أحاديث زي ما هو تفضل بيقول إنها حصلت قبل كده، وخلصت زي حكاية التتار لما.. والحاجات دي، يعني وفيه أحاديث لسه ما حصلتش، طب ليه علمائنا الأفاضل ما.. الأحاديث اللي لسه هي ما حصلتش، الحاجات الثوابت مثلاً ذي ظهور الدجال ونزول المسيح والدابة وظهور الشمس، الحاجات دي كلنا مؤمنين بها طبعاً، وهتحصل -إن شاء الله- بس فيه حاجات على معارك وعلى فتن وعلى ملاحم وكلام وأحاديث صحيحة، ليه العلماء الأفاضل الأحاديث دي زيها زي أي أحاديث تاني المفروض يشرحوها لنا وينبهونا بها، لأنه لما تحصل الحاجة يقول لك آه الرسول دا قال، الرسول وأخبر عليها من 1400 سنة، ودا دليل على إنه الرسول صادق، وأخبره رب العزة وكده، طب ليه أنتم ما توضحولناش الحديث ده إذا كان هو موجود وصحيح ولسه ما حصلش، لما تحصل تقول لي حصل ودليل على وجوده..

ماهر عبد الله: نقطة أخ محمد نقطة جميلة جداً، وإن شاء الله تسمع من الدكتور تعليق عليها مشكور عليها.

سيدي، نعود للدفعة الأولى من الهواتف، الأخ محمد زمزم كان سأل لماذا تأخرنا في.. في البرنامج لطرح هذا الموضوع، يعني يمكن هاي أول مرة نخصص حلقة للحديث لكن قطعاً أحاديث السفياني والأعرج تداولناها في هذا البرنامج، ومع أكثر من ضيف وعلى رأسهم الدكتور القرضاوي، وجرى التنبيه إلى خطورة التعويل على كثير مما ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثير مما.. وقطعاً أحاديث السفياني ذكرت من.. من قبل في معرض الإنكار والاستنكار، فالأخ العلي كان سؤاله يا سيدي من السعودية عبد الله العلي إنه نعيم بن حماد هو أستاذ البخاري وأنه ما ورد أصلاً في البخاري هو جزء بسيط من.. من.. من التراث النبوي، وهذا كلام لا يمكن إلاَّ أن يكون صحيحاً، فإذا كان أستاذ البخاري علمه هذا المنهج والدقة، كيف تنسب إليه أنه؟

د.محمد عويضة: يا سيدي، أنا أشكر الأستاذ عبد الله العلي الأخ عبد الله العلي على ما أثار، لكن فيه يعني جملة نقاط لضيق الوقت نرسلها سريعاً، أنا لم أقل أنه كل هذه الأحاديث موضوعة، أنا قلت هنالك ما يصح وهنالك ما لا يصح، نعيم بن حماد نعم هو شيخ البخاري، لكن ليس أي شيخ من شيوخ البخاري يؤخذ عنه كل ما جاء به، يعني حتى البخاري.. حتى البخاري نفسه مستوى ما أورده في الأحاديث الصحيحة، في الجامع الصحيح غير الأحاديث التي أوردها في التاريخ الكبير، وبالتالي المسألة مسألة منهجية، وبعض العلماء وهنا ربما نعود إلى التراث، بعض العلماء كانوا يتساهلون عندما يتعلق الأمر بالسير والتاريخ والأخبار وما إلى ذلك، ويتشددون عندما يتعلق بالعقائد والأحكام إلى آخره، ومع ذلك نعيم بن حماد بالرغم أن البخاري روى عنه إلاَّ أن علماء النقد انتقدوه، الإمام الذهبي انتقده، ابن العدي انتقده، وقالوا يأتي بالطامات، وعليه كلام كثير، لكن كان دقة منهج البخاري -رحمه الله- يأخذ عن كل إنسان أجود ما عنده وأصوب ما عنده إلى آخره، لا نريد أن نطيل كثيراً، طبعاً كون ليست كل الأحاديث في البخاري هذا مُسَّلم، لكن أنا لم أقل إنَّ مرجعنا فقط البخاري ومسلم، أنا ذكرت الكتب الستة ومسند الإمام أحمد، لكن ليس من المراجع الأساسية، وعلم.. وغيره.

ماهر عبد الله: طيب هرمجدون، الروم هي أوروبا، أي دعوة للمصالحة مع أميركا لا يمكن أن تكون صحيحة، ما ورد في أحاديث، فيه حديث عن الروم الأخ يريد أن يحصره في أوروبا وليس في أميركا، على اعتبار إنه هؤلاء هم من كنا نسميهم رومان، هل تتفق مع هذا أولاً؟

اثنين: هل المعركة سيقودها المهدي المنتظر ولا أحد غيره؟

د.محمد عويضة: على كل حال مسألة هرمجدون بكاملها الأستاذ الأخ على.. عبد الله العلي ذكر إنه هي موجودة عندنا في الملاحم، هرمجدون لم تذكر في أي كتاب إسلامي، لا صحيح ولا موضوع، هرمجدون منقولة من..

ماهر عبد الله: فيه معارك هرمجدون بهذا الاسم، لكن فيه معارك عن (باب لُد) فيها.

د.محمد عويضة: لا يا سيدي (باب لُد) ليست معركة عفواً، (باب لُد) هو المكان الذي يقتل فيه الدجال.

ماهر عبد الله: مواجهة..

د.محمد عويضة: على كل حال، مسألة الملاحم التي عندنا، ممكن أن نقسمها إلى أنواع، أشياء منها وقع، وأشياء منها ستقع، وأشياء ممكن أيضاً تقع، وأحياناً من روعة النص النبوي أنه قد يكون عاماً يستوعب أكثر من حدث من الأحداث، ومن هنا يأتي الخطأ في تنزيل حدث بعينه على نص أو تنزيل نص بعينه على حدث بعينه، وعلى أشخاص كما ذكرنا قصة الأعرج وبعض أمراء الخليج، وقصة السفياني والرئيس العراقي وما إلى ذلك، مسألة إنه هذا…

ماهر عبد الله[مقاطعاً]: طب هل.. هل.. هل المواجهات التي ستقع في فلسطين -إذا جاز التعبير- حتى لا نذهب إلى الشاطئ أو إلى وسط البلد، هل للمهدي علاقة بالمواجهات التي ستقع في فلسطين؟

د. محمد عويضة: المهدي ليس له علاقة بالمواجهات مطلقاً، المهدي في النصوص الثابتة إنه إمام عادل يرد العدل للمسلمين، ويقيم العدل في بلاد المسلمين، والتقوى والصلاح وما إلى ذلك، ولم يرد ذكر المهدي مقترناً بذكر ملاحم وما إلى ذلك.

ماهر عبد الله: معارك وما إلى ذلك.. طب ستكون في الشام فتنة أولها كلعب الصبيان.

د. محمد عويضة: يا سيدي لماذا لا تكون هذه مواقع في أول الإسلام، لماذا تكون في.. اليوم؟ وما ذكره الأستاذ علي عن.

ماهر عبد الله: إنما هو قال ستكون في الشام فتنة، هل.. هل هناك حديث يعني؟

د. محمد عويضة: يعني صفين.. صفين والجمل وما وقع.

ماهر عبد الله: قصدك بداية ليس بمعني العهد الأموي، نعم.. نعم.

د. محمد عويضة: بداية، ثم الأمويين والعباسيين، يعني وقع في الشام ثم التتار ثم الصليبيين..

ماهر عبد الله: فإذن الأزمة في إسقاطها على الواقع أيضاً.. نعم.

د. محمد عويضة: بالضبط.. بالضبط.

ماهر عبد الله: طيب سؤال الأخ.

د. محمد عويضة: مسألة استهداف إنه أميركا الآن تستهدف سوريا والسعودية هذا لا خلاف فيه، ولكن هذا شيء وأن تنزل النصوص عليها شيء آخر.

ماهر عبد الله: بس مرتبطة.. بهذه الأحاديث.

د. محمد عويضة: وأن نورد فيها أحاديث شيء آخر أيضاً.

ماهر عبد الله: طيب الأخ العلوي من السودان، محمد العلوي هل يمكن أن يختلف المسلمون في قضايا العقيدة؟ وهو كنوع.. يجب نعم..

د. محمد عويضة: إحنا أجبنا عليه هذا.

ماهر عبد الله: نعم.

د. محمد عويضة: أجبنا عليه، لكن بقيت نقطة في كلامه.

ماهر عبد الله: كان.. كان سؤاله عن قصة السيد المسيح.

د. محمد عويضة: أجبت عليه، بقيت نقطة في سؤاله.. في كلامه وهي نقطة جيدة، إنه يوجد في كتبنا وبالذات في كتب التفسير كثير من الدخيل.

ماهر عبد الله: الدخيل.

د. محمد عويضة: ومن هنا الحقيقة مهمة العلماء يعني.. يعني هنالك مجال واسع جداً للعلماء ليصفوا هذا التراث من كثير مما وقع فيه من دخيل سواء من أهل الكتاب أو الإسرائيليات.. أو.. أو الرويات الضعيفة.

ماهر عبد الله: لا بس أنا.. يا سيدي.. إذا سمحت لي لأني أنا أرى هذا الموضوع على غير هذا تماماً يعني، مازلت أنا مصر على موضوع العملية الخارجية، هذه الإسرائيليات دخلت في كتبنا، خصوصاً كتب التفاسير المعتمدة، عندما كنا نحن الأقوياء ويخشى منا، مما يعني إن هذه ظاهرة اجتماعية ثقافية قديمة لا علاقة لها بعدو خارجي، يعني قد تحدث في لحظات الضعف والهزيمة كما نحن الآن، وجزء منها دخل سواء في الفلسفة أو في المنطق أو في التفسير، في حالة الانبهار والترف الفكري أيضاً، يعني مش معني..

د. محمد عويضة: أظن.. أظن إحنا بحاجة إلى تفريق الكلام في.. في الإسرائيليات، ربما هذا يحتاج إلى ندوة خاصة، لكن لنتكلم..

ماهر عبد الله: لكن كظاهرة.

د. محمد عويضة: لنتكلم.. لنتكلم عن ورود أشياء غير صحيحة سواءً لها علاقة بالإسرائيليات أو بروايات ضعيفة أو بغيره، نتكلم عن وجود هذه الأشياء غير الصحيحة في التراث، من حيث المبدأ أن يستعين أي مؤلف بأي قصة يذكرها لا على سبيل الاعتقاد ولا على سبيل الأحكام، ليس ممنوعاً، يعني أنا لو كتبت كتاباً في الحديث أو في التفسير أو في العقيدة، أو في الفكر، واستشهدت ببعض ضلالات الكفار على سبيل المثال، فهل هذا بالضرورة..

ماهر عبد الله: لأ، هو معنى أنا لا أعيبه، أنا قصدي أنه إذن هي ظاهرة تتكرر في تاريخنا، سواء في لحظات الهزيمة أو في لحظات العزة يعني.

د. محمد عويضة: الموقفين مختلفين، لأنه هناك.. هناك.

ماهر عبد الله: طب ماشي طبعاً مختلفين.

د. محمد عويضة: هناك كان فيه عزة.. هناك كان فيه عزة، لكن فيه تراث واسع عند أهل الكتاب يمكن أن يستعان به كقصص، يعني أنا الآن إذا ذكرت قصة عن الرومان أو قصة على الهنود فيها عبرة ليس محظوراً، فإن ذكرت هذه القصة عند بني إسرائيل تأخذ الحساسية.. حساسية معينة عند الناس.

ماهر عبد الله: طيب، ما هو السؤال الثاني يأتي بعد ذلك إذا فتحت هذا الباب بهذا المنطق، إذن.. إذن لا تستكثر على من ألَّف كتاب هرمجدون وأمثاله، إنه هو يرى حكمة ويرى موعظة، ويرى أهم من هذا شيء من..

د. محمد عويضة: لا.. لا.. هو لا.. هو لا يكون.. هو لا يكون موعظة وحكمة، هو.. أنا ممكن أقرأ كتاب عام في صحيفة إلى آخر ذلك، لكن هو ينزل نصوصاً على سبيل القطع، والحديث الشرعي، وأن الشرع يقول بذلك، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر عن ذلك، وهنا الأشكال.

ماهر عبد الله: هل تتفق مع الأخ بلال؟ والآن سريع لأننا عندنا أقل من ثلاث دقائق والأسئلة أكثر منها.

د. محمد عويضة: للأسف لا.. لأ أتفق مع الأخ بلال مطلقاً، والأوصاف التي وردت عن الدجال كلام عن شخص بعين وصفها كذا وشعر وصفه كذا.

ماهر عبد الله: ليست كناية.. ليست كناية.

د. محمد عويضة: ليست كناية على الإطلاق بمعني بما احتج به أن الرؤية هناك رؤية.. رؤية هو شخص.

ماهر عبد الله: هذا يكفي.. إذن هو شخص وليست كناية.

د. محمد عويضة: لا.. لا مطلقاً.

ماهر عبد الله: طيب الأخ محمد عبد الكريم من.. من لبنان أن هذا جزء من.. من بلاء، والبلاء الأكبر هو ضعف التفكير في الواقع وفي الأشياء من حيث هي أشياء، الواقع هناك عزلة حقيقة عن الواقع..

د. محمد عويضة: هذا كلام صحيح، ونحن بدأنا كلامنا بخطورة هذا الكلام، أنه يستخدم وسيلة لتخدير الأمة في حالة ضعفها، تحاول أن تركن إلى وعود وبشارات بدلاً من أن تقوم بالعمل والسعي لتحقيق هذه البشارات.

ماهر عبد الله: طيب باختصار شديد حتى نرجع لسؤال عندي، يعني سؤالين للأخ محمد الربيع كان سؤاله جميل جداً، إنه لماذا ننتظر إلى ما بعد وقوع الحدث لنقول أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نبهنا به؟ لماذا لا تختارون معاشر العلماء الحديث تحديداً على اعتبار إنه التخصص هو لكم هذا الموضوع إلى شرح الأحاديث المتعلقة بأزماتنا قبل أن تقع المصائب ثم نبدأ بالترقيع ونطعن في.. في من؟

د. محمد عويضة: يا سيدي الكتب الموثوقة فيها كلام كثير ومفصل وجيد، لكن مسألة التنزيل ستبقى مختلفة لأنه النص ربما يتنزل على عدة وقائع عبر التاريخ، ليس بالضرورة إنه ينزل على واقعة بعينها.

ماهر عبد الله: طب في.. في دقيقة ونصف أو أقل قليلاً.

د. محمد عويضة: وأنا في ها الدقيقة والنصف أريد أن أشير إلى كُتيب بسيط جداً، أتمنى أن يرى على الشاشة.

ماهر عبد الله: إذا خليك ماسكه ويمكن يقربه عليه الكاميرا، خليه..خليه زي ما كان أيوه.

د. محمد عويضة: الكتاب يتحدث عن "علامات قيام الساعة" للشيخ يوسف النبهاني -رحمه الله- وهو من فلسطين، من شيوخ الأزهر القديمين، وهو مختصر لكتاب "الإشاعة فيما ورد في الساعة" عن للإمام البرزنجي، وهنالك كتاب "الإذاعة فيما ورد في الساعة" لصديق حسن خان، وهناك كتب كثير في هذا الموضوع.. وابن حجر العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري والإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم تكلم…

ماهر عبد الله: ما هو أنا كنت بأسألك الآن أنت أدركتني بالوقت إنه يعني بعض الأحاديث صحيحة، وهذا.. ولهذا دفعنا أكلاف يعني محمد القحطاني في المملكة العربية السعودية في بداية الثمانينات تحتل الحرم، ودفعنا ثمن حتى لهذه الأحاديث..

د. محمد عويضة: يا سيدي.. الحديث المهدي.. جمهور العلماء يصححونه ويثبتونه، وهنالك كتابات كثيرة في هذا الموضوع، لكن هذا الفهم الخاطئ في تنزيله هو الذي أوقع الخطأ الذي لن يقره أحد..

ماهر عبد الله: نعم، طيب.. سيدي دكتور محمد عويضة، شكراً جزيلاً لك، وشكراً جزيلاً لكم أنتم أيضاً على حسن متابعتكم، نعتذر اعتذاراً شديداً لكل الذين لم نستطع.. لم نملك من الوقت ما يمكننا من الرد على استفساراتهم عبر الفاكس أو عبر الإنترنت أو عبر الهاتف، إلى أن نلقاكم الأسبوع القادم تحية مني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.