ما وراء الخبر

احتلوا مناطق من أرضها.. متى تنهي السعودية حربها مع الحوثيين باليمن؟

ناقشت الحلقة دلالات احتلال الحوثيين مناطق داخل السعودية بعد نحو أربع سنوات من توعد الرياض باستئصالهم، وتساءلت عن موقف القيادة السعودية من الحرب المشتعلة حاليا على حدودها الجنوبية مع اليمن.

قالت وسائل إعلام سعودية إن ثلاثة جنود سعوديين قتلوا في مواجهات مع الحوثيين في منطقة الحد الجنوبي. وكان الحوثيون قد صدوا عمليات زحف نفذتها قوات سعودية لاستعادة مواقع جنوبي المملكة، وقالوا إنهم سيطروا عليها من قبلُ في هجوم أوقع قتلى وجرحى سعوديين.

حلقة (2019/2/17) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت دلالات تمكن الحوثيين من احتلال مناطق داخل السعودية بعد نحو أربع سنوات من توعد الرياض باستئصالهم، وتساءلت عن موقف القيادة السعودية من الحرب المشتعلة حاليا مع الحوثيين عند حدودها الجنوبية مع اليمن.

دافع المشاركة
فيما يتعلق بالأهداف التي دفعت السعودية للمشاركة في حرب اليمن مقارنةً بالنتائج الحالية التي توصلت إليها؛ رأى الناشط السياسي والحقوقي السعودي يحيى عسيري أن السلطات السعودية أرادت من الدخول في الحرب استعراض قوة الحكومة الجديدة آنذاك متمثلة في ولي العهد الحالي محمد بن سلمان.

وأضاف عسيري أن الرياض لا تدرك حجم الخسائر المادية والبشرية التي تكبدتها جراء مشاركتها في حرب اليمن. وأرجع سبب استمرار الحرب إلى انفصال الحكومة السعودية عن الواقع الحقيقي، وهو ما يظهر في عدم تخطيط القيادة السعودية الجيد قبل المشاركة في الحرب.

ومن جهته؛ يعتقد الكاتب والباحث بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي أن السعودية لم تستعد لهذه الحرب، بل كانت تعتقد أن المليشيات والأسلحة التي تمتلكها ستمكنها من القضاء على الحوثيين وإنهاء النزاع في اليمن.

أما الكاتب والمحلل السياسي علي ناصر الدين فقد دافع عن مشاركة السعودية في الحرب، موضحا أنها أرادت من ذلك أن تدافع عن نفسها أمام التمدد الإيراني المتمثل في الحوثيين الذين تدعمهم طهران بالأسلحة.

غياب الدافعية
أما فيما يخص القوة العسكرية للسعودية؛ فقد قال مكي إن السعودية أهملت تدريب الجندي السعودي على الأراضي الجبلية الوعرة في الحد الجنوبي للسعودية بشكل خاص، وتحدث عن أهمية غرس عقيدة عسكرية تؤهل الجنود والمقاتلين السعوديين لاستيعاب متطلبات الحرب التي يخوضونها، وإدراك طبيعة الخصم الذي يواجهونه وهو الحوثيون.

وعبر ناصر الدين عن قناعته بأن الرياض تمتلك أسلحة تستطيع أن تقضي بها على اليمن كله إذا رغبت في ذلك، غير أنها تستهدف الحوثيين فقط الذين يتركبون انتهاكات إنسانية، ويماطلون في حربهم ضد الحكومة الشرعية.

ومن جهته؛ يتفق مكي مع ناصر الدين بشأن قدرة السعودية العسكرية على القضاء على اليمن، إلا أنه أشار إلى حجم الدمار الذي ألحقته السعودية بالمدنيين، وحجم الخسائر الكبيرة التي أصابت المدن اليمنية.