ما وراء الخبر

بعد تصريحات السناتور غراهام بشأن خاشقجي.. هل سيغير الكونغرس سياسة واشنطن تجاه الرياض؟

ناقشت هذه الحلقة دلالات تصريح السيناتور ليندزي غراهام بأن الكونغرس سيعيد فرض عقوبات على الضالعين في قتل خاشقجي، وإن علاقة واشنطن والرياض لن تتقدم إلا بعد التعامل مع ولي العهد.

قال السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام إن الكونغرس سيعيد فرض عقوبات على الضالعين في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وإن علاقة واشنطن والرياض لن تتقدم إلا بعد التعامل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ويأتي هذا غداة تقديم مشروع قانون في الكونغرس يقضي بوقف بيع المعدات العسكرية للسعودية بسبب مقتل خاشقجي.

حلقة (2019/1/19) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الموضوع، وتساءلت: ما دلالة عودة تحركات المشرعين الأميركيين ضد السعودية وما إمكانية نجاحها في تغيير سياسة واشنطن تجاه الرياض؟ وما هي التأثيرات المحتملة لتزايد الدعوات المطالبة بمراجعة العلاقة مع الرياض في دوائر صناعة القرار الأميركية؟

أداة للحسم
إجابة على سؤاله عن دلالة العودة القوية لقضية خاشقجي في الكونغرس بعد ظن البعض أنها طويت وتم التعتيم عليها؟ قال الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة إن الدلالة الأهم لذلك هي أن هذه القضية ما زالت حاضرة بقوة عند المشرعين والإعلام بأميركا، وأيضا قدرتها الذاتية على إعادة إنتاج نفسها لتطرح النقاش بشأن أي سعودية تريدها أميركا؟ وهل هي فقط سعودية بن سلمان المتهور في سياساته والبقرة الحلوب؟

وأضاف أن الرياض اعتبرت أن تحركات الكونغرس الماضي كانت مجرد اشتباكات نهاية المأمورية، ولكن تقديم العريضة الجديدة يدل على أن هذه القضية ما زالت حية وقابلة للاستخدام ليعيد عبرها الكونغرس ماء وجه أميركا الذي أراقه الرئيس دونالد ترامب، كما أنها تعتبر أداة بيد النواب لتحطيم ترامب داخليا، ولكن هذه القضية لا يمكن أن تظل أداة إلى الأبد فالكونغرس يريد قرارات حاسمة.

وأكد عياصرة أن موضوع وقف بيع السلاح ستتضرر منه شركات وجهات مختلفة، ولكن السناتور غراهام أظهر بتصريحه الأخير أن مقتل خاشقجي طرح للنقاش قضايا يجب أن تحسم بشأن السعودية قبل أن يأتي الحديث عن المصلحة في بيع السلاح لها؛ مشيرا إلى أن غراهام شخصية مؤثرة وعندما يقول إنه نادم على دعمه لمحمد بن سلمان فهذه خسارة للأخير، خاصة أن الكونغرس لديه قوة أكبر من الماضي لأن ترامب الآن محاصر بقضايا كبرى وقد يضحي ببن سلمان.

أما المستشار السياسي في الحزب الجمهوري برادلي بلايكمان فرأى أن هناك رأيا موحدا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في بعض الأمور مثل مقتل خاشقجي الذي هو غير مقبول بتاتا، ولكن وقف الأسلحة فيه تباين لوجهات النظر لأن من مصلحة واشنطن قوة الرياض حتى لا تعتمد عليها في الحماية، كما أنه توجد علاقات متعددة بين البلدين لا يمكن أن يُضحى بها من أجل خاشقجي رغم أهمية تحقيق العدالة بشأنه.

المصالح والقانون
وأوضح أن حادثة الاغتيال أثرت فعلا على علاقات الدولتين لأن السلطات السعودية بدت وكأنها تقف خلف الجريمة لأنه لا يمكن تنفيذها إلا بأمر منها، كما أن استدراج هذا الصحفي وقتله في قنصلية بلده أثّر في وجدان العالم، ومقتله لن يذهب سدى فالعدالة ستتحقق، والعلاقة ستتغير لكن لا بد من الاعتراف بأن ذلك قرار سعودي.

وشدد بلايكمان على أن أميركا ستخسر كثيرا إذا ما عزلت السعودية التي يجب أن تظل آمنة وقوية لتساهم في محاربة إيران وتدفع نحو السلام في المنطقة، ولكن عليها في الوقت نفسه أن تحترم حقوق الإنسان والقانون وسيادة الدول الأخرى، وأن تسعى للإصلاح الداخلي وتضع حدا لحصار قطر والحرب في اليمن.

وبدوره؛ يقول مدير مركز إستراتيجية الشرق الأوسط بواشنطن والمسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية جويل روبين إن الوضع الحالي بأميركا صعب جدا للعلاقة بين ترامب والكونغرس، لأن الإغلاق الحكومي استمر طويلا وتعقد الجدل الدستوري بشأنه، وهناك علاقة متأزمة بين نانسي بلوسي وترامب.

وأكد روبين أن العلاقات مع الرياض لها مستويات مختلفة من ضمنها قضية مبيعات الأسلحة التي هي مسألة أساسية للكونغرس، لأن هذه المبيعات تحتاج موافقته ويمكن للحزبين أن يمنعاها بشكل لا يؤثر عليه الرئيس ترامب، ولكن من المهم التأكد من الأثر الذي سيتركه بشأن مقتل خاشقجي، لأن هناك شبهات في دور بن سلمان عن مقتل خاشقجي، وهناك أيضا قلق كبير في أميركا بشأن قدرته على إدارة علاقات سليمة مع واشنطن.