هل ستعقد واشنطن صفقة منفردة مع حماس؟.. محللون يجيبون
في ظل الضربات المتلاحقة التي يتلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشفت وسائل إعلام أميركية عن توجه لدى الإدارة الأميركية لإبرام صفقة منفردة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من أجل تأمين إطلاق سراح 5 من حملة الجنسية الأميركية محتجزين في غزة.
ويعكس التوجه الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن المقبلة على انتخابات رئاسية قد يئست من إمكانية ذهاب نتنياهو إلى صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية.
وتعليقا على ما أوردته وسائل إعلام أميركية، قال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إن المقاربات الأميركية ومنذ عدة أشهر تؤكد أن حركة حماس باقية في المشهد، وهي التي تتحكم باليوم التالي بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة، وهو ما يتعارض مع مقاربة نتنياهو.
ولأن الإدارة الأميركية تعلم أن صفقة التبادل متعثرة، وأن لا أمل في نتنياهو لتخليص أسراها، فهي تحتاج -يضيف زياد- لإحداث اختراق لتخفيف ضغط العائلات الأميركية على إدارة الرئيس بايدن، وتقديم شيء للشعب الأميركي قبيل الانتخابات، بالإضافة إلى الضغط على نتنياهو.
ويرى زياد -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟- أن الإدارة الأميركية وبعيدا عن الخطابات الإعلامية، تعلم أن حركة حماس ليست هي المتعنتة في موضوع الصفقة بل هو نتنياهو، مؤكدا أنه لو كانت حماس كذلك لما أخرج الأميركيون بيني غانتس من مجلس الحرب الإسرائيلي.
كما يعلم الأميركيون -وفقا للمتحدث نفسه- أن نتنياهو يشكل مشكلة حقيقية لإسرائيل يصعب التخلص منها، وأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش يشكلون أزمة وجودية لإسرائيل.
وعلى النقيض من كلام زياد، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب أن سلوك الولايات المتحدة يوحي بأنها مستمرة في دعم نتنياهو بدليل الدعوة التي تلقاها لإلقاء كلمة أمام الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب في 24 يوليو/تموز القادم للمرة الرابعة. دون أن يقدم البيت الأبيض أي تعليق على الدعوة التي وجهت لنتنياهو، مما يعني أنه يباركها.
وفي هذا السياق استشهد أيوب بتحميل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من القاهرة حركة حماس المسؤولية عن عدم التوصل لاتفاق، كما دعا الدول العربية علنا لكي تمارس ضغوطا فعالة، واصفا الحركة بأنها "العقبة الوحيدة" أمام هذا الأمر.
ولا يعتقد أيوب أن الولايات المتحدة ستتخلى عن إسرائيل، "فقد وقعت على العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة، وعلى عملية النصيرات واحتفلت بها، رغم أن العملية أسفرت عن قتل حوالي 300 فلسطيني".
ومع ذلك لا يستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أن تقدم إدارة بايدن على إبرام صفقة منفردة مع حماس كي تحقق إنجازا.
وفي سياق التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي خاصة بعد استقالة بيني غانتس من مجلس الحرب، أشار الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى أن انهيار حكومة نتنياهو يتوقف على وزير الدفاع يوآف غالانت في حال قام بتمرد داخل حزب الليكود، ووقع على قانون تجنيد المتدينين اليهود.