محلل عسكري: نتائج الميدان بغزة فرضت نفسها على سياسة الاحتلال
في ضوء احتدام الخلافات بمعسكر قادة الاحتلال الإسرائيلي، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي أن نتائج الميدان في قطاع غزة فرضت نفسها على المشهد السياسي لدى الاحتلال، وهي أبرز أسباب التداعيات والأزمات التي تمر بها إسرائيل حاليا.
وكان الوزير بيني غانتس قد هدد مساء يوم السبت بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية، وحدد مهلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على خطة لما بعد الحرب على قطاع غزة، في حين رد نتنياهو بقوله إن شروط غانتس تعني إنهاء الحرب وهزيمة إسرائيل والتضحية بالأسرى والإبقاء على حماس وإقامة دولة فلسطينية.
وأضاف نتنياهو أن غانتس اختار توجيه إنذار لرئيس الحكومة بدلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولاحقا رد مكتب غانتس بالقول إنه إذا كان نتنياهو يهتم بحكومة الطوارئ فعليه اتخاذ القرارات لا أن يجر رجليه خوفا ممن وصفهم بالمتطرفين.
وفي تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، قال العقيد الفلاحي إن هذه التداعيات نتيجة لما يشهده الميدان العسكري في القطاع، وما يلحق جيش الاحتلال من خسائر في عملياته الأخيرة، مضيفا أنه لو كانت الأهداف العسكرية في الميدان تتحقق لما حصل الخلاف المتصاعد الآن بين قادة الاحتلال.
وتابع في هذا السياق "عودة القتال إلى الشمال تعطي دلالة واضحة على أن الأهداف السياسية غير قابلة للتحقيق، وأن الجيش يعاني من مشاكل حقيقية داخل القطاع"، مشيرا إلى تصريح قائد سلاح مدرعات بأن المضي في هذه الحرب هو سير نحو الانهيار السياسي والعسكري والاقتصادي لإسرائيل.
مرحلة الإنهاك والاستنزاف
ويرى الخبير العسكري أن المرحلة الجارية للحرب هي الثالثة، وتتمثل في مرحلة الإنهاك والاستنزاف لكلا الطرفين، والرابح فيها هو من لديه القدرة على البقاء، مؤكدا أن العمليات العسكرية الأخيرة أدت إلى استنزاف كبير للجيش الإسرائيلي، وكان لها أثرها في المشهد السياسي.
وأشار في هذا السياق إلى حديث مدير سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عن ضرورة تغيير الأهداف الإستراتيجية للحرب بما يتلاءم مع طبيعتها، مبررا ذلك بالمتغيرات التي طرأت في المنطقة والتي توجب ذلك التغيير.
وأوضح الفلاحي أن القوة هي امتداد للسياسة ووسيلة لتحقيق أهدافها، ولذا فإنه عندما تكون هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق، فمن الضروري إعادة النظر فيها مرة أخرى، مما دفع إلى خروج تلك التصريحات وما أعلنه غانتس في مؤتمره الأخير.
ويرى الخبير العسكري أن هناك مشكلة حقيقية لدى جيش الاحتلال في ظل استمرار اشتعال جبهة الشمال والتهديدات الحاصلة من جبهات خارجية كإيران، والاستنزاف الاقتصادي الكبير، وتوقف عجلة دوائر الدولة المختلفة، ومراوحة الجيش مكانه في القطاع.