خبير عسكري: معركة رفح في بدايتها وإسرائيل تخشى التوغل السريع

قال الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي إن إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن فقدان الاتصال بالفرقة المكلفة بحراسة 4 أسرى يؤكد فشل الضغط العسكري في استعادة الأسرى الإسرائيليين، مشيرا إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة لا تزال في بدايتها.

وأضاف الفلاحي -في تحليل للجزيرة- أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه التي أعلنها أول الحرب بدليل عودة الاشتباكات في العديد من المناطق التي أنهى فيها عملياته شمال وجنوب القطاع، وهو ما يؤكد أن عملية رفح سياسية بامتياز وتخص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولا علاقة لها بالأسرى.

ووفقا لهذه المعطيات، فإن الحديث عن استعادة الأسرى عبر العمليات العسكرية يخالف الواقع تماما -وفق الفلاحي- الذي قال إن الاشتباكات على الأرض تؤكد إعادة المقاومة ترتيب صفوفها في أكثر من مكان.

واستدل الفلاحي على حديثه بالاشتباكات التي جرت في حي الزيتون شمالا يوم الجمعة الماضي وأدت لمقتل 4 من جنود الاحتلال وإصابة آخرين، لافتا إلى أن اليومين الماضيين شهدا معارك شرسة جدا.

وقال الخبير العسكري إن المقاومة لا تتمركز في أماكن بعينها وإنما تشن هجمات في مناطق توفر لها عامل الأمان، لافتا إلى أن كتيبة دبابات إسرائيلية كاملة خرجت من الخدمة خلال هذه الحرب مما يؤكد فشل الخيار العسكري، برأيه.

تمهيد بالنار

وتوضيحا لما يجري على الأرض، قال الفلاحي إن الجيش الإسرائيلي يقوم حاليا بتمهيد ناري وتفجيرات وتدمير عنيف قبل التوغل برا في أي منطقة، وكأنه في بداية الهجوم البري، معربا عن قناعته بأن هذا التوغل البري سيزيد من خسائر إسرائيل في الآليات والجنود.

ولم يستبعد الخبير العسكري وجود مرتزقة في صفوف جيش الاحتلال، مدللا على ذلك بأن سقوط هذه الأعداد الكبيرة من القتلى لو كانت كلها في صفوف الإسرائيليين لحركت الشارع ضد نتنياهو.

وشهد اليومان الماضيان استخدام عبوات متنوعة من جانب المقاومة فضلا عن استهداف بالهاون الثقيل والمتوسط والقيام بعمليات قنص للأفراد، وهو ما يعني أن اشتباكات الشمال الحالية قد تستغرق وقتا، خصوصا وأن المقاومة ليست معنية بالسيطرة على الأرض وإنما بالاستنزاف.

محاولة تطويق رفح

وفيما يتعلق بالهجوم على رفح، قال العقيد الفلاحي إن الآليات الإسرائيلية انطلقت إلى شارع جورج -عبر الشريط الحدودي مع مصر- لتأمين قوات قد تأتي من كرم أبو سالم، حتى لا تضطر للتوغل في قلب المدينة.

ورجح الفلاحي قيام إسرائيل بإنزال بري أو تطويق للمدينة بحثا عن منطقة يمكنها التوغل منها، لأنها تخشى التعرض لضربات المقاومة في حال دخلت القوات بشكل مباشر إلى قلب رفح.

وختم بالقول إن الاشتباكات التي تشهدها المدينة حاليا "ليست من جانب الاحتلال وإنما هي هجمات من المقاومة" مؤكدا أن المعركة لا تزال في بدايتها.

المصدر : الجزيرة

إعلان