بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها بغزة؟

استخدمت إسرائيل في حربها على قطاع غزة أحدث الأسلحة في ترسانتها من معدات وأنظمة ذكاء اصطناعي، إلا أن غياب الإستراتيجية السياسية وعدم واقعية أهداف الحرب أدى إلى عدم فعالية عملياتها العسكرية.

ولم تحقق إسرائيل سوى أعداد مروعة من الضحايا المدنيين ومساحات دمار هائلة، دون تقديم أي دليل للداخل ولا للعالم على اقترابها من تحقيق ما حددته من أهداف للحرب التي تشنها في قطاع غزة، كما لم تقدم إستراتيجية تقود لتحقيق هذه الأهداف وإنهاء الحرب.

ووفقا لتقرير أعدته سلام خضر للجزيرة، فإن ذلك ما خلص إليه باحثون في معهد الشرق الأوسط للدراسات بالولايات المتحدة، في حين شكك قادة عسكريون إسرائيليون سابقون وحذروا من أن الحرب بشكلها الذي استمرّت عليه تبدو بلا مآلات ولا إستراتيجية واضحة.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد حدد عند انطلاق العملية العسكرية، أهدافا أساسية، هي القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة المحتجزين لدى فصائل المقاومة، وإنهاء أي تهديدات من قطاع غزة.

وتحكم الحروب غير المتناظرة قاعدة واضحة، حيث تحتاج الجيوش لحسم ميداني واضح لادعاء النصر، بينما تنتصر حركات المقاومة إن بقيت تقاتل، ولذا سخرت إسرائيل في حربها على القطاع أحدث التقنيات العسكرية.

إعلان

أنظمة الحرب ودلائلها

وكانت درة ترسانتها في الحرب أنظمة تعمل بالذكاء الصناعي، والتي طورتها وحدة في الجيش الإسرائيلي تعمل ضمن جهاز الاستخبارات العسكرية، أهمها لافندر وهو نظام يعمل على بناء قاعدة بيانات لتغذية أنظمة استهداف الأفراد بينما يبني نظام هابسورا قاعدة بيانات لاستهداف المنشآت والأبنية.

تكتم الجيش في استخدام أنظمته هذه، لكن تأثيرها دل عليها، ومن ذلك الحصيلة المروعة للضحايا المدنيين، ومعدلات الدمار في المناطق السكنية المدنية التي وصلت إلى مستويات هائلة، و"الأحزمة النارية"، وهو مصطلح يشير إلى نسف مربعات سكنية بالكامل عبر زرع عبوات وتفجيرها، أو باستهداف متتال لمنشآت ومنازل.

وانعكست سياسة نتنياهو المنفصلة عن الواقع، حسب ما استخلص باحثو معهد الشرق الأوسط للدراسات، في غياب خطة اليوم التالي ما بعد حربه على غزة، فمرة يروج لوجود عسكري مؤقت، ومرة يلوح بقطع الطريق أمام الفلسطينيين، ومرة يتم تسريب حديث عن دور لأطراف محلية هي العشائر.

ووسط هذا التخبط، تنشئ قوات الاحتلال مواضع تمركز عند محور نتساريم الفاصل بين شمال القطاع، ووسطه وجنوبه، وذلك لتقطيع أوصاله والتحكم في حركة الفلسطينيين.

ويحصي عداد قتلى الجيش الإسرائيلي 605 قتلى وأكثر من 3294 مصابا وأكثر من ألفي جندي معاق، ليطرح انقضاء 200 يوم من الحرب سؤالا جوهريا عن إمكانية إدارة حرب لا يعرف أحد وسيلة فعالة لتحقيق أهدافها، في حين يقترب نتنياهو من استنزاف غضب جزء من مواطنيه وإنهاء صبر داعمي حربه.

المصدر : الجزيرة

إعلان