لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع عسكرية حساسة بعد أسبوع من هجوم إيران؟
كشف صحيفة إسرائيلية عن وقوع إصابات في مفاعل ديمونة النووي وقاعدة رامون العسكرية، بعد أسبوع من الهجوم الإيراني، في محاولة من تل أبيب للحصول على دعم دولي في أي ضربة محتملة لإيران على ما يبدو.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن أحد الباحثين أن إسرائيل تصدت لـ84% من المسيّرات والصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاهها مساء السبت الماضي ألحقت أضرارا بمفاعل ديمونة الذي يعتبر أكثر المنشآت العسكرية الإسرائيلية حساسية.
إصابة ديمونة وقاعدة رامون
ووفقا لمراسلة الجزيرة في القدس نجوان سمري، فقد أكد الباحث أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى إصابة أحد مباني مفاعل ديمونة النووي بصحراء النقب إلى جانب إصابتين في محيطه، فضلا عن 5 إصابات على الأقل في قاعدة "رامون" العسكرية.
ولم تفصح إسرائيل عن أي من هذه الإصابات لهذه المنشآت العسكرية المهمة وقت وقوع الهجوم، مما دفع الخبير العسكري اللواء واصف عريقات للقول إن الكشف "قد يكون محاولة لتضخيم الحدث وخلق مبرر للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها حتى يقبلوا توجيه ضربة إلى طهران".
وأضاف عريقات في مقابلة على الجزيرة أن ما يثير الشكوك حول الإعلان الإسرائيلي هو أن تل أبيب دأبت على إخفاء الحجم الحقيقي لخسائرها خلال الحرب حفاظا منها على الحالة المعنوية للجنود وتماسك الجبهة الداخلية، بل تفرض رقابة عسكرية صارمة على كل ما يتعلق بأخبار الحرب قبل نشرها.
ووفقا للخبير العسكري، فإن الجانب الإيراني هو الأقدر على تأكيد أو نفي هذا الإعلان، لأنه هو من شن الهجوم ويعرف طبيعة ومدى الأسلحة التي استخدمت فيه بشكل دقيق.
وإجمالا، أكد عريقات أن الجيش الإسرائيلي يصدر بياناته بما يخدم مصلحة إسرائيل وهو ما يعني أن نسبة الـ84% التي تحدث عنها "معاريف" قد تنخفض لاحقا إلى 50%، حسب الخبير العسكري الذي يؤكد أن جيش إسرائيل وإعلامها "يجيدون عمل المسرحيات"، وفق تعبيره.
وأضاف الخبير العسكري أن الانتقادات الداخلية المتزايدة لأداء الجيش خلال الحرب دفع القادة السياسيين والعسكريين إلى محاولة إثبات أن الجيش على أتم استعداد للرد على القصف الإيراني، مشيرا إلى حديث وزيري المالية والأمن القومي الإسرائيليين عن "الحاجة لجيش كبير ومتوحش".
ورجح عريقات أن تشهد الفترة المقبلة سيناريوهات متصاعدة من الجانب الإسرائيلي، لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فشل تماما خلال الحرب، كما أنه "لم يتمكن من ضرب إيران فورا خصوصا أنه صدّع العالم بتهديد ضرب مفاعلات طهران النووية".
وختم عريقات بالقول إن تراجع نتنياهو عن ضرب منشآت إيران النووية، رغم اتخاذ القرار مرتين يؤكد أنه أدرك تماما بأن إسرائيل لن تكون قادرة على القيام بهذه المهمة من دون وجود الولايات المتحدة، وهو ما يفسر الكشف عن خسائر لم يتم الإعلان عنها بسبب الهجوم الإيراني، وفق تعبيره.