الدويري: أرض غزة تخدم أهلها والهجوم على رفح سيؤدي لكارثة إنسانية
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إنه برغم الدمار الكبير الذي أحدثه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فإن فيديوهات المقاومة تظهر أن أراضي القطاع لا تزال تعمل لصالح أهلها، وتخدم معركتهم الدفاعية، محذرا من أن أي هجوم على مدينة رفح سيؤدي لكارثة إنسانية.
وكانت قناة الجزيرة بثت مشاهد جديدة لعمليات قنص قامت بها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- استهدفت 2 من عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أحدهما قناص، إضافة لمشاهد استهداف آليات إسرائيلية في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.
وفي تحليل للجزيرة، قال الدويري إن تل الهوى تشهد منذ أكثر من أسبوع معارك شديدة، وذلك بعد أن عادت إليها قوات الاحتلال من ناحية الشيخ عجلين وتمددت بعمق 3 كيلومترات وعرض 500 متر، معتبرا مقطع القسام صورة مصغرة للمعارك التي تدور هناك.
ولفت المحلل العسكري إلى أن الحالة الهادئة التي ظهر عليها قناص القسام خلال عملية الاستعداد والرصد، تعكس ثقة في النفس وجاهزية جيدة، مشيرا إلى أن مشهد الغبار الناتج عن استهداف قناص الاحتلال يؤكد أن الإصابة كانت جيدة وحققت غايتها.
ويرى الدويري أن المقطع يكشف أن أراضي غزة تعمل لصالح عناصر المقاومة وتخدم أهلها، في ظل اختلاف إدارة المعارك عما كانت عليه في السابق، حيث تعتمد القسام عملية الاستطلاع والرصد والمراقبة بأماكن مختلفة.
ولا يستبعد الدويري أن يكون القناص المستهدف هو من قام بقتل قرابة 9 مدنيين في اليوم الذي تمت فيه العملية، حيث تمت عملية رصده وتحديد مكانه، ثم اتخاذ المكان الملائم لاستهدافه.
وحول حديث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن الإعداد لتنفيذ هجوم على مدينة رفح، قال الدويري إن ذلك سيؤدي لكارثة إنسانية في ظل اكتظاظ رفح بالنازحين حيث يتواجد فيه قرابة مليون و300 ألف من أهالي القطاع جزء كبير منهم على الحدود في ممر فيلادلفيا.
وكان نتنياهو صرح بأنه أمر الجيش بتطوير خطة مزدوجة لإجلاء المدنيين من رفح وسحق ما تبقى من كتائب حركة "حماس"، مضيفا بأنه لا يمكن تحقيق أهداف الحرب في غزة والإبقاء على 4 كتائب لحماس في رفح.
وفي هذا السياق، قال الدويري إن نتنياهو دائما ما يستخدم كلمة سحق، وسبق أن تحدث عن سحق كتائب المقاومة في الشمال والوسط، وهو ما يحاول به خداع جمهوره وتبرير توسعه في عمليته البرية، لكن الواقع يكذبه حيث لا تزال حماس تقوم بدورها المدني والعكسري في الشمال.
ويرى الخبير العسكري أن هدف نتنياهو من مساعيه للانتقال إلى رفح هو السيطرة على ممر فيلادلفيا، لإنه إن نجح في ذلك سيكون بإمكانه عزل غزة عن العالم، وإذا ما حاول تنفيذ عمليته البرية في الضفة سيؤدي ذلك إلى كارثة إنسانية كبيرة.
وحول ما أعلنه نتنياهو من استهدافه القضاء على 4 كتائب لحماس، قال الدويري إن ذلك حجج واهية يقدمها لأميركا والعالم الغربي، في ظل تحفظ واشنطن على هذه العملية لأنها مكلفة من الناحية البشرية، ومن الصعب وجود حلول ناجعة دون حدوث كارثة بشرية.