منسف المليحية.. وسيلة محتجي السويداء لعدم جر حراكهم للمواجهة المسلحة

مع اقتراب احتجاجات محافظة السويداء بجنوبي سوريا المطالبة بإسقاط النظام من إكمال شهرها الأول، يصر المشاركون فيها على سلمية حراكهم، ويستعينون في ذلك بأساليب غير تقليدية.
وعادة ما يوظف المحتجون أغاني وأهازيج من تراث محافظتهم وسيلةً للتعبير عن مطالبهم خلال الاحتجاجات والتأكيد على سلميتها، وهو الأمر الذي تنقله المقاطع المصورة حتى اليوم الأحد.
لكنّ تطورا رافق محاولة محتجين إعادة إغلاق مقر حزب البعث، الذي يمثل أحد أهم رموز النظام في المحافظة، تمثل في إطلاق النار من مجهولين، مما دفع المحتجين إلى وسيلة فريدة لتأكيد سلمية حراكهم وقطع الطريق على أي محاولة لجر هذا الحراك لمواجهات مسلحة من قبل السلطات الأمنية.
هذه الوسيلة تمثلت في إعداد أحد أبناء المحافظة وليمة من أكلة "المليحية" الشعبية، وهي عبارة عن لحم ولبن مطبوخ يسكب فوقها السمن العربي وتشبه إلى حد كبير أكلة المنسف في الأردن.
وقد جلبها معد الوليمة إلى ساحة الاحتجاج، وقدمها لعناصر من قيادة شرطة المحافظة فيها للتأكيد على سلمية الحراك رغم ما حدث، وهو الأمر الذي حظي بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
مواقف متباينة
ورصد برنامج "شبكات" في حلقته بتاريخ (2023/9/17) جانبا من ذلك التفاعل، ومن ذلك ما كتبه نورس "فليسجل التاريخ بأن أحرار السويداء قدموا منسفا لفرع الشرطة في المحافظة في رسالة محبة تثبت سلمية حراكهم ومطالبهم المحقة".
في حين غرّد فادي "شوف الرقي والتنظيم الرائع يلي (الذي) أرعب القيادة، هني بواجهو (هنا يواجهون) بالرصاص ونحنا منقدم (نقدم) الأكل والطعام لطمأنتن (لطمأنتهم)".
لكن رانيا كان لها رأي مختلف عبرت عنه في تغريدة قالت فيها "خليكم شايفين حالكم بأنكم تحققون إنجازا، ولكن انتبهوا على محافظتكم، واقرؤوا ما حصل سابقا لمشروع تدمير سوريا، لأنكم إن بقيتم هكذا وتعتقدون بأن الدولة ستبقى صامتة فإنكم مخطئون".
كما كتب إياد "مع احترامي لكن (لكم) ولتعبيركن (لتعبيركم) السلمي.. بما أنكم تطالبون بالحرية والديمقراطية، فيجب عليكم احترام رغبة الطرف الآخر الذي لا يزال يشكل الغالبية العظمى، رغبتنا وطن واحد، دولة واحدة، نظام واحد".
وحرص محتجو السويداء على تحويل هذه الفعالية إلى رسائل تؤكد سلمية حراكهم وكذلك إبداء التضامن مع محافظات سورية أخرى، حيث رفع محتجون لافتات كتب عليها "المليحية تحيي ثرود البامية بدير الزور"، وهي الأكلة الأشهر في دير الزور شرقي سوريا.