مضادات للمروحيات في عرس ليبي.. كيف تفاعل الليبيون والسلطات؟

انتشرت مقاطع فيديو تظهر قيام عدد من المشاركين في زفاف ليبي باستخدام أسلحة رشاشة تُستخدم مضادات للمروحيات في إطلاق النار تعبيرا عن الاحتفال والفرح، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة.

وإطلاق النيران في الأعراس والمناسبات الاجتماعية ظاهرة منتشرة في العديد من البلدان العربية، وفي مقدمتها ليبيا المعروفة بكثافة الأسلحة فيها، لكن الأبرياء عادة ما يكونون ضحية هذه الظاهرة التي قد تحول الأفراح إلى أتراح.

ورصد برنامج "شبكات" في حلقته بتاريخ (2023/7/31) مقاطع فيديو متداولة من زفاف لإحدى أكبر قبائل الجنوب الليبي في سبها جنوب غربي البلاد أظهرت استخدام أسلحة رشاشة من نوع "بي كي تي" السوفياتية، والتي يطلق أحدها حوالي 250 طلقة في الدقيقة الواحدة.

وهذا السلاح متوسط ومتعدد الاستخدامات، وهو على أنواع عدة، ويمتاز بقدرته على اختراق الآليات الخفيفة واستهداف سلاح المشاة في المعركة، كما قد يؤثر في الطائرات المروحية منخفضة العلو، ويتسم بكثافة نارية عالية، وأداء هذا السلاح الفعال يكون بين 900 وألف متر.

وعقب انتشار تلك المقاطع أعلنت وزارة العدل الليبية في سبها عن خطوة جديدة للحد من ظاهرة إطلاق الرصاص الحي في مناسبات الزواج، وذلك بإصدار قرار يلزم وكيلي الزوج والزوجة بتقديم تعهد بعدم إطلاق النار خلال حفل الزفاف، ولن يُبرم عقد الزواج إلا بعد الموافقة على هذا التعهد.

وقالت الوزارة في بيان "حرصا على السلامة العامة وأمن المواطن فقد تضافرت جهود كل من محكمة سبها الابتدائية ومكتب المحامي العام في سبها ومدير أمن سبها للحد من هذه الظاهرة بعدما أودى هذا المسلك المشين بحياة بعض الأبرياء".

آراء متباينة

ورصد برنامج شبكات جانبا من تفاعل ليبيين مع هذا القرار، ومن ذلك ما كتبه أحمد الكيلاني "الموضوع مش الرماية في الأفراح فقط، مفروض القرار يكون شاملا لمختلف المناسبات، اليوم حتى اللي ولده ناجح في الابتدائي يرمي".

إعلان

وبينما اعتبرها محمد مصطفى "خطوة في الاتجاه الصحيح" وسأل الله في تغريدته التيسير رأى عيسى سعد أن القرار "فاشل بكل المقاييس"، مضيفا "أنا أقول أنه من الصعب التعهد بعدم إطلاق الرصاص، لأن بعض الشباب المتهورين ما يقدرش حد يمنعهم، ربما يتعهد العريس أو من يوكله لكن جماعة الموكب من يقدر يسيطر عليهم".

بدوره، طالب عماد الدين في تغريدة بـ"الجدية في تفعيل القرار ولو بالقوة"، وتساءل هاشم الشريف "وكيل الزوج والزوجة: هل يقدران على الشارع؟"، مضيفا في تغريدته "مساكين بيعلقوها برأسهم، هذه مهام الأمن والأجهزة الأمنية".

وفي عام 2016 سجل مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في بنغازي 63 قتيلا و264 جريحا داخل بنغازي وخارجها جراء إصابتهم بالرصاص العشوائي، وفق وسائل إعلام محلية.

وتراجع استخدام السلاح في الأفراح بليبيا خلال الفترة الأخيرة، فيما تقول الأمم المتحدة إن لدى ليبيا واحدا من أكبر مخزونات العالم من الأسلحة والذخائر غير المؤمَّنة، حيث يقدر حجم السلاح في البلاد بأكثر من 20 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة.

المصدر: الجزيرة

إعلان