ما أخطر ما جاء به اجتماع شرم الشيخ بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني؟

قال أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إنه لا يرى في اجتماع شرم الشيخ الخماسي مخرجات مختلفة ومغايرة عما تم الإعلان عنه سابقا بعد اجتماع العقبة في الأردن، إذ جاء الاتفاق متعلقا بالقضايا الأمنية من دون مناقشة جوهر الأمر.

وأوضح -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2023/3/19)- أن الاجتماع لم يتعرض للقضايا السياسية وعلى رأسها وجود واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، ونظام أبارتايد العنصري الذي يفرضه الاحتلال، إضافة إلى ما يرتكبه من مجازر ضد الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك على خلفية دعوة البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الخماسي في مدينة شرم الشيخ المصرية لبناء الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإشارته إلى أن السلطة الفلسطينية هي من يضطلع بالمهام الأمنية في المنطقة "أ"، وتأكيده عدم المساس بالوضعية التاريخية للأماكن المقدسة في القدس.

وجاء الاجتماع، الذي جرى برعاية مصرية وأردنية وأميركية، استكمالا لاجتماع سابق عقد يوم 26 فبراير/شباط الماضي بمدينة العقبة الأردنية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي يبحث التوصل إلى تهدئة بين الجانبين تعززها الوقائع على الأرض، ووقف موجة توتر ومواجهات متصاعدة منذ مطلع عام 2023 في الضفة الغربية والقدس.

أمر مستغرب

وأبدى البرغوثي استغرابه من عودة السلطة الفلسطينية لمثل هذه الاجتماعات بعد إعلانها تجميد التنسيق الأمني، وكذلك موافقتها على صيغة البيان الذي تحدث عن وقف الحديث عن إنشاء وحدات استيطانية لـ4 أشهر مقبلة، وهو ما يعني ضمنيا غض الطرف عن الـ13 مستعمرة والـ10 آلاف وحدة استيطانية التي أقرتها إسرائيل خلال الفترة الأخيرة.

ولفت إلى أن الحديث عن آليات لوضع حد للعنف يعني المساواة بين الطرفين، مبديا تخوفه من أن يدفع ذلك السلطة الفلسطينية لوضع آليات قمع لحرية الرأي والتعبير، ووقف المقاومة، ومحاولة لاستدراج الجانب الفلسطيني إلى صراع داخلي في الوقت الذي يتعرض فيه الفلسطينيين كافة للمجازر من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه.

ولفت البرغوثي إلى أن هذا الاجتماع الذي عقد في ظل انقسام غير مسبوق تشهده حكومة دولة الاحتلال الفاشية، وعزلة داخلية وخارجية، جاء كطوق نجاة لها، مؤكدا أنه لن يكون ذا أثر على الأرض، إذ إن إسرائيل لن تسمح بترك المنطقة (أ)، وستستمر في انتهاكاتها المعهودة، عبر اقتحامات مماثلة لما جرى سابقا.

ورأى أنه كان على السلطة الفلسطينية -بدل أن تجلس مع "سلطة فاشية"- أن تدفع في سبيل توحيد الصف الفلسطيني والقوى الفلسطينية، خاصة بعد أن جربت نهج المفاوضات وأوسلو لـ30 عاما من دون تحقيق أي نجاح يذكر.

إنجاز وتقدم

في المقابل، اعتبر ريتشارد غودستاين -المبعوث الخاص السابق للرئيس الأميركي بيل كلينتون لمنطقة الشرق الأوسط- أن واشنطن تعتبر التقاء الطرفين وإصدارهما وثيقة إنجازا وتقدما، لافتا إلى أنه لم يكن ليتوقع أحد أنه بنهاية مارس/آذار الجاري يمكن أن يصل الطرفان إلى اتفاق، في ظل زيادة حالة التوتر في المنطقة.

وأضاف -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أنه لا يعني ذلك الاكتفاء بهذه "الخطوة الأولى"، فالولايات المتحدة، حسب حديثه، ما زالت تسعى للوصول إلى حل الدولتين، وهو الأمر الذي لا يبدو أنه يحظى بقبول لدى الجانبين.

وأوضح في هذا السياق أن حل الدولتين لم يعد خيارا مقبولا لكثير من الإسرائيليين، ومنهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، الذي يرى أنه يتظاهر بقبول ذلك، كما أن كثيرا من الفلسطينيين يريدون دولة لا يقبلون معها بإقامة دولة إسرائيلية إلى جوارها.

وذهب في حديثه إلى أن هذا الاتفاق جاء نتاجا لضغط مارسته واشنطن على الطرفين، وإن لم يظهر الأمر بهذه الصورة خاصة بخصوص الجانب الإسرائيلي، مبررا ذلك بأنه من الحكمة إعطاء نتنياهو هامشا من المناورة للوصول إلى النتيجة التي تريد تحقيقها الولايات المتحدة من دون إحراجه.

وكان بيان شرم الشيخ أكد على التزام كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بكل الاتفاقيات السابقة بينهما، كما أشارت مخرجاته إلى أن الجانبين اتفقا على استحداث آلية للحد من العنف والتحريض واتخاذ ما يلزم لفتح آفاق سياسية.

المصدر : الجزيرة