لهذه الأسباب لا يمكن أن يكون زلزال تركيا بفعل فاعل

ما إن مرّ بعض الوقت على وقوع زلزال كهرمان مرعش المدمر الذي ضرب مناطق واسعة في تركيا وسوريا وخلّف آلاف القتلى ومآسي إنسانية ودمارا كبيرا حتى بدأ كثيرون يطلقون الاتهامات لجهات دولية بالوقوف وراء الزلزال الكارثي، لتحقيق مآرب سياسية لهم ولضرب مصالح تركيا.

وقد انتشرت فيديوهات كثيرة تدعم نظرية المؤامرة، وتتهم الولايات المتحدة أو إسرائيل أو دولا أوروبية بالوقوف وراء الزلزال. وفي سبيل تأكيد صحة هذه المزاعم، لفت بعضهم الانتباه إلى بيانات صدرت قبيل وقوع الزلزال عن سفارات أوروبية في تركيا، طلبت من رعاياها في هذا البلد توخّي الحيطة والحذر.

لكن مقدم برنامج "شبكات" الذي سلط الضوء على موضوع المؤامرة في الزلزال بحلقته بتاريخ (2023/2/19) لفت الانتباه بدوره إلى أن بيانات هذه السفارات جاءت في ضوء المظاهرات الغاضبة التي نظمها أتراك أمام السفارة السويدية احتجاجا على حرق المصحف الشريف في السويد.

وتأكيدا لنظرية المؤامرة وأن زلزال كهرمان مرعش حدث بفعل فاعل، لجأ كثير من المغردين إلى تداول مقطع فيديو قديم لمدير وكالة الفضاء التركية سردار حسين، يتحدث فيه عن قدرة بعض الأسلحة التي تُجرى عليها الأبحاث على إحداث زلازل بقوة كبيرة.

لكن المسؤول التركي عندما رأى أن هذا المقطع يتداول بكثرة على سبيل تأكيد وجود مؤامرة في حدوث الزلزال، لم يقف صامتا فغرد قائلا "هذا المقطع القصير مقتطع من مؤتمر علمي عُقد في معهد إستراتيجي منذ مدة طويلة.. النظام الذي تكلمت عنه ليس لديه قدرة على خلق صدوع أو زلازل تكتونية. وعليه، ليس له علاقة بكارثة مرعش التي هي زلزال تكتوني وقع في خط صدعي معروف".
ورغم توضيح الرجل المبني على حقائق علمية، فإن أتباع نظرية المؤامرة مضوا فيما ذهبوا إليه، متجاهلين الحقائق العلمية، فغرد أبو عبد الله "ليس من المستبعد أن زلزال تركيا بفعل فاعل خصوصا أن الأميركان منذ أكثر من قرن وهم يصولون ويجولون داخل تركيا دون رقيب أو حسيب وعندما تم التضييق عليهم لجؤوا إلى هذه اللعبة التدميرية".

وفي السياق نفسه، غرد علي طربوش فكتب "تركيا مستهدفة من جميع الغرب، ذلك أنها أصبحت ناهضة في الصناعة وخاصة السلاح وكذلك الزراعة والتجارة بل أصبحت تقود العالم الإسلامي… وهذا ما يقلق المستعمر الغادر! أميركا وفرنسا عليهم التهمة".

بالمقابل، رفض محمد الحيدري نظرية المؤامرة وقال إن "التعاطف وقت الكوارث شيء طبيعي ولكن التعاطف لدرجة ذهاب العقل أمر يحتاج مراجعة، تحدث الانفجارات النووية هزات أرضية ولكن يمكن تمييزها من خلال الأمواج الصوتية والعمق والأثر المكاني والشدة المحدودة".

كما استبعدت سارة وقوع الزلزال بفعل فاعل فكتبت مغردة "هذا هراء، لو كان هذا الكلام صحيحا وفعلا بشريا كان حدث مره واحدة فقط وانتهى لكن تلا الزلزال عدة زلازل صغيره ومتوسطة؛ ما يقارب ٣ آلاف هزة".

المصدر : الجزيرة