خذلت السوريين وخيبت آمالهم.. خبراء يفسرون سبب تقصير الأمم المتحدة بالتعامل مع كارثة الزلزال

اتهم الدفاع المدني في الشمال السوري منظمات الأمم المتحدة بالتقصير في الاستجابة لكارثة الزلزال، وتسييس تقديم المساعدات للمنكوبين، فيما أكدت المنظمة الأممية أن نقص التمويل هو العائق الأكبر أمام تقديم المساعدات للسوريين ضحايا الزلزال، فأين الحقيقة؟
وبهذا الصدد، قال الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2023/2/17)- إن حجم الاستجابة الأممية للكارثة في سوريا منعدم، لأن ملايين السوريين وقعوا تحت الأنقاض ولم تستطع الأمم المتحدة الوصول إليهم أو تزويد المنظمات السورية المحلية بالأدوات اللازمة لمحاولة إنقاذهم، معتبرا أن التجاوب مع الزلزال في سوريا كان سيئا للغاية.
وأرجع بربندي ذلك التقصير إلى العامل السياسي، فالأمم المتحدة لا تريد الدخول إلى الأراضي السورية إلا عن طريق معبر واحد (باب الهوى)، مشيرا إلى أن تسييس تقديم المساعدات الإنسانية تسبب في نقص كبير في تزويد السوريين بما يحتاجونه من مواد أساسية لإنقاذ حياتهم.
من جهته، أوضح الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام أن قوة الزلزال جعلت الدمار الحاصل شاملا، ومن الطبيعي ألا تكون الدولة مستعدة لهذه الكارثة، خاصة أنه ضرب في وقت متأخر من الليل ولم يستطع الكثير من الناس الهرب من أماكنهم.
وأضاف صيام أن الأمم المتحدة مرغمة على الالتزام بقرار مجلس الأمن الذي يسمح باستخدام معبر باب الهوى لتقديم المساعدات الإنسانية، ومع تدمر الطريق الموصل إلى هذا المعبر كان لا بد من الانتظار إلى حين إصلاحه والوصول إلى السوريين.
تقصير أممي
لكن صيام رأى أنه كان هناك تقصير من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي لم تكن جاهزة لتوفير كل المستلزمات دون إهدار المزيد من الوقت، محملا أيضا المسؤولية للمجتمع الدولي، لكون منطقة الزلزال تحتاج إلى معدات ثقيلة خارج قدرات الأمم المتحدة، ولكن الدول العظمى سارعت إلى تقديمها للجانب التركي دون السوري.
يذكر أن حوالي 180 شاحنة تحمل مساعدات تابعة للأمم المتحدة وصلت إلى شمال سوريا -حسب المنظمة- من خلال معبري باب الهوى وباب السلامة رغم مرور 12 يوما على وقوع كارثة الزلزال التي قارب عدد ضحاياها في المنطقة 6 آلاف قتيل وتجاوز عدد المصابين 10 آلاف و500 شخص.
وقد أفادت منظمات إنسانية بأن عشرات الآلاف من الأسر التي شردها الزلزال لا تزال تعيش في العراء أو في مواقع مؤقتة تفتقر -وفقا لمنظمات دولية- إلى مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي التي بات غيابها مهددا بانتشار أمراض خطيرة في المنطقة قد تفاقم حجم الكارثة، خاصة أن الزلزال ألحق أضرارا بالغة بالبنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي المتداعية أصلا بسبب سنوات الحرب.
من جهته، اتهم مدير الدفاع المدني السوري في شمال البلاد وكالات الأمم المتحدة بتسييس المساعدات من خلال طلبها موافقة نظام بشار الأسد على فتح المعابر.
وأشار المسؤول إلى وجود ما سماه "سندا قانونيا" يتيح للأمم المتحدة تنفيذ عمليات عبر الحدود دون الحاجة إلى تفويض من الدول أو حتى مجلس الأمن.