تعاون وتنسيق بين الناتو والاتحاد الأوروبي.. لماذا خابت توقعات روسيا؟ وما أخطر تهديد للأمن في العالم؟

ردا على ما أسموه أخطر تهديد للأمن منذ عقود، وقّع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي في بروكسل شارل ميشال، إعلانا مشتركا للتعاون والتنسيق. فما الذي جاء به؟ وماذا يعني ذلك؟

ويتضمن الإعلان الموقع من الناتو ومؤسسات الاتحاد الأوروبي تعهدا بتعزيز التعاون بين الجانبين في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا، كما تطرق إلى الصين باعتبارها تشكل تحديا في مواجهة عالم يراد تغييره، وهو الإعلان الثالث الذي يتم توقيعه بين هذه الأطراف منذ 2016، من أجل تعزيز التعاون بينهم في عالم يزدادا اضطرابا.

وفيما يتعلق ببكين، ذهب الإعلان إلى أن الصين باتت تمثل تحديا لمبادئ الطرفين. وإذا كان دعم أوكرانيا في وجه روسيا قد مثل نقطة قطب رحى الاتفاق، فإنّ ذلك لن ينهي جدلا داخل البيت الأوروبي، مداره مطالب بسياسة دفاعية أوروبية أكثر استقلالية تجاه التهديدات.

وبهذا الصدد، قال الأمين العام للناتو ستولتنبرغ إن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي مهمة أكثر من أي وقت مضى، وإن هناك حاجة لزيادة مستوى الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا.

لماذا هذا الإعلان؟

وعن الغاية من هذا الإعلان، أوضح مايكل رايان نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون أوروبا والناتو -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2023/1/11)- أن هذا الإعلان يعد مؤشرا على تعاون أوسع وأعمق بين حلف الناتو ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.

كما أشار إلى أن أعضاء المنظمتين يريدون دمج إمكانيتاهما للعمل بشكل أكثر قربا، وكذا زيادة فعالية قدراتهم في دعم الأمن والاستقرار في أوروبا وشمال أميركا، موضحا أن تطورات الحرب في أوكرانيا سرّعت من وتيرة هذا التعاون.

أوضاع مأساوية

وخلافا للمتوقع، أوضح السفير أندريه بكلانوف نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس، أن موسكو بعد سماعها نص المؤتمر المشترك شعرت بالراحة، لأنه كان من المتوقع أن تكون هناك أوضاع مأساوية قد تؤدي إلى نتائج "دراماتية".

أما بالنسبة للصين، فرأى أن الوثيقة تتحدث بحذر عن بكين لأن دول أوروبا تخشى الصين بشكل حقيقي ولا تريد إفساد علاقاتها بها، معتبرا أن الوثيقة "ضعيفة" وضد كل التوقعات لأنها لا تحتوي على أي مستجد في مجال التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي ومنظماته.

من جهته، ذهب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف حسني عبيدي إلى أن طول أمد الحرب في أوكرانيا وارتفاع كلفتها على المستوى الاقتصادي والبيئي والعسكري والسياسي جعلا الاتحاد الأوروبي يقتنع بوضع حد لبعض الخلافات الداخلية الخاصة بالدفاع وأمن الدول، معتبرا أن رفع درجة الشراكة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي من شأنه تقليل الخسار ورفع التنسيق العسكري بينهما.

المصدر : الجزيرة