قالن: أنقرة لن تطلب الإذن من موسكو أو واشنطن لشن عملية عسكرية في سوريا

قال الناطق باسم الجمهورية التركية إبراهيم قالن إن الرد العسكري الذي اتخذته بلاده في سوريا ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي إثر الهجوم الذي وقع في شارع تقسيم الشهر الماضي جاء بعد تقييم من وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات التركية وكل الجهات المعنية بالبلاد.

وأكد أن السلطات التركية لديها أدلة على أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي هم من خططوا للهجمات الأخيرة، وأشار إلى تغيير في آلية تنفيذ هجماتهم، بحيث إنهم بدؤوا يعتمدون على عناصر غير كردية في تنفيذ هجماتهم.

وشدد قالن في تصريحات لبرنامج لقاء اليوم الاثنين بتاريخ (2022/12/6) على أن أنقرة ماضية قدما بتنفيذ العملية العسكرية التي توعدت بها هذه الجهات الكردية الموجودة على الأراضي السورية، وأنها تعمل على التنسيق بهذا الشأن مع حلفائها الأميركيين والروس، وأنها لا تطلب الضوء الأخضر من أحد.

وبشأن القلق الأميركي من تداعيات هذه العملية، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية أن أنقرة طمأنت كلا من الأميركيين والروس والإيرانيين بأن العملية العسكرية لن تستهدف قواتهم الموجودة في سوريا، أو نقاطهم الأمنية، أو المدنيين، ولن تستهدف أيضا النظام السوري، بل إنها ستركز فقط وبدقة على القوات الكردية التي تسعى لزعزعة أمن تركيا القومي.

وفيما يتعلق بالمخاوف الأميركية من أن تتسبّب العملية العسكرية التركية في سوريا بعودة سيطرة تنظيم القاعدة، قلّل قالن من هذه التخوفات وقال إن القوات الكردية تستخدم نحو 10 سجناء من تنظيم الدولة لديها رهائن، تستخدمهم فزاعة لاستغلال الولايات المتحدة والغرب.

وقال "إذا كانت أميركا قلقة من العملية العسكرية التركية في سوريا، فنحن نقول لها "إننا نتعرض لهجمات إرهابية ونخسر أرواحا في هذه الهجمات".

أما فيما يتعلق بالنطاق الجغرافي والزمني للعملية العسكرية المزمعة، فأشار قالن إلى أن العملية تستهدف الوصول لكل العناصر التابعة للقوات الكردية وحزب العمال الكردستاني الموجودة على الأراضي السورية وتهدد أمن تركيا القومي.

وأكد أن الولايات المتحدة لم تقدم ضمانات بشأن انسحاب هذه القوات من المناطق القريبة من الحدود مع تركيا، وقال إن قوات حزب العمال الكردستاني ووحدات الشعب الكردي لم تلتزم بالاتفاق الذي وقع معها قبل سنوات بوساطة غربية، ولذلك فإن أنقرة عازمة على المضي بالعملية العسكرية لحماية أمنها القومي.

وفيما يتعلق بإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، بعد سنوات من القطيعة بسبب تأييد تركيا للثورة في سوريا، قال قالن إن أردوغان لا يمانع بالمضي في العملية السياسية مع دمشق إن بدأ الأسد بتصحيح المسار السياسي في بلاده، منوّها إلى أنه لا توجد أي خطة للقاء حتى الآن.

ونفى قالن أن تكون هناك أي قنوات تواصل مباشر بين أنقرة ودمشق، وقال إن التواصل يكون عبر وسطاء مثل روسيا أو إيران لبحث مواضيع سياسية وإنسانية تتعلق باللاجئين السوريين وحقوق المدنيين.

وشدد المسؤول التركي على أن موقف بلاده لن يتغير أبدا من المعارضة السورية، رغم تبدّل مواقف كثير من القوى الدولية والإقليمية، وأشار في هذا الصدد إلى احتضان بلاده نحو 4 ملايين لاجئ سوري.

وتحدث قالن عن التغيير في سياسة بلاده تجاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودول خليجية في المنطقة بينها الإمارات والسعودية، وقال إن التغيير ناجم عن أحداث وقعت في السنوات الماضية، وإن كثيرا من دول المنطقة راجعت سياساتها الخارجية وتوجهاتها تجاه تركيا وغيرها من الدول.

لذلك، قررت أنقرة فتح صفحة جديدة مع هذه الدول، والتركيز على تعزيز المصالح المشتركة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة التي اتهمتها أنقرة بدعم المحاولة الانقلابية عام 2016.

أما فيما يتعلق بلقاء يجمع بين أردوغان والرئيس المصري، فقال إنه لا توجد خطة حتى الآن، لكن من المهم أن المصافحة حدثت بين المسؤولين.

وفيما يتعلق بمخاوف تركيا من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة، قال المسؤول التركي إن أنقرة تسعى للعمل والتنسيق مع إيران بدلا من سياسية النبذ والتجاهل، فهي تسعى للتنسيق معها لتحقيق المصالح للجميع.

وبشأن موقف بلاده الرافض لانضمام السويد وفنلندا للناتو، قال إن هاتين الدولتين تضمّان عناصر تستهدف أمن تركيا القومي، ومن حق أنقرة عدم الموافقة على انضمامها قبل تسوية هذا الأمر، مشيرا إلى حدوث تقدم في هذا المجال خاصة مع السويد التي سنّت تشريعات وقوانين من شأنها طمأنة الجانب التركي.

وفي موضوع حفاظ تركيا على علاقاتها مع موسكو وواشنطن في الوقت ذاته، أكد أن هذا أمر مطلوب ومهم، لأنه لا بد من وجود طرف قادر على التواصل مع روسيا عندما يأتي وقت التفاوض.

وفي نظرته إلى الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا، أكد أنها بداية للحرب الباردة وأن مثل هذه الحرب ستشتعل في أكثر من دولة، مشددا على الحاجة إلى نظام جيوسياسي جديد، يعاد فيه تنظيم المشهد الدولي، بحيث لا يشعر أي طرف بأنه مقصي أو أنه مستضعف.

المصدر : الجزيرة