البوصلة تتجه نحو الشرق والجنوب.. هل أفل النجم الأوروبي؟ وما المقصود "ببريطانيا العالمية"؟

في سياق الحديث عن ملامح السياسة الخارجية التي ستنتهجها بريطانيا في العقود المقبلة، صرح وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بأن موازين القوى تغيرت ومركز الثقل الجيوسياسي بدأ الانتقال صوب الجنوب والشرق، وأن الحصة الأكبر من الاقتصاد العالمي ستتمركز بين أيدي دول في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.

وأضاف الوزير أنه على لندن أن تتبني أسلوب الإقناع في التعامل مع فئة كبيرة من هذه الدول واللحاق بالركب.

كما قال كليفرلي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لتدمير القوانين التي تحمي الدول حول العالم -على حد تعبيره- وإن هدفه هو إعادة عقارب الساعة للوراء حيث إن القوي له الحق، وحيث إن دولا كثيرة تعاملت مع جيرانها على أنها فريسة.

وتحاول بريطانيا أن تجد لنفسها اتجاها جديدا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي؛ فهي تحاول إيجاد مسار دبلوماسي خاص بها، إذ تم الحديث في ظل حكم الحزب المحافظ عما يسمى "بريطانيا العالمية"، حسب ما جاء به الدبلوماسي السابق وخبير العلاقات الدولية آرثر سنيل في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2022/12/12).

بريطانيا العالمية

وعن تفسير نظرية "بريطانيا العالمية"، أوضح سنيل أنه من المفترض أن تقوم فيها بريطانيا بمعظم تعاملاتها الدبلوماسية والاقتصادية خارج القارة الأوروبية، ولكنها في الواقع لا زالت تعتمد عليها بشكل كبير، مبينا أنها حالة لحكومة فاشلة تحاول رسم سياسة خارجية للبلاد، ولكنها لن تتكلل بالنجاح.

إعلان

من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد أن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي فرض تحديات جديدة على لندن، لأنه رأى أن ذلك الخروج يبدو حتى الآن مسارا اقتصاديا فاشلا.

وأرجع ذلك إلى استمرار الاعتماد على الدول الأوروبية، بينما التقارب الأميركي الذي كان من شأنه تعويض التراجع في العلاقات مع أوروبا لم يكتمل بسبب تغير أولويات واشنطن.

المصدر : الجزيرة

إعلان