لقاء جمع زعماء القوة في العالم.. علام اتفقت أميركا والصين؟ وهل ينتهي صراع السيطرة بينهما؟

وسط تصاعد للتنافس بين البلدين وفي ظل تحركات عسكرية من هنا وهناك فاقمت التوتر بينهما، التقى الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ في قمة ثنائية على هامش قمة الـ20 في بالي بإندونيسيا.
وشهدت القمة إلقاء قليل من الورود وكثير من خطابات حسن النوايا التي ركزت على المصلحة المشتركة في خفض التوترات، من خلال إدارة التنافس والقيام بدور مهم في معالجة ملفات دولية تقلق استقرار عالم اليوم أمنيا ومعيشيا.
ومن الجانب الأميركي، قال بايدن إن بلاده عادت لقيادة العالم وأكد خلال لقائه الرئيس الصيني أن الطرفين سيسعيان لإدارة التنافس بينهما. وبشأن التوتر بين الصين وتايوان، أوضح أنه لن تكون هناك محاولة لاجتياح تايوان مشددا على ضرورة حل الخلافات سلميا.
وعلى الصعيد الصيني، قال الرئيس الصيني من ناحيته إنه يريد محادثات صريحة مع بايدن بشأن القضايا الإستراتيجية في العلاقات الصينية الأميركية، والمسائل الإقليمية والدولية.
حوار بنّاء وصريح
وفي تحليل الخبراء السياسيين لهذا اللقاء، رأى الإعلامي والباحث السياسي رونغ هوان -في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر- أنه حوار بناء وصريح يسهم في إزالة سوء التفاهم بين البلدين، حيث توضح الصين مواقفها في العديد من القضايا، وذلك يجعل مسار العلاقات بين الصين وأميركا يتجه نحو الإيجابية.
ويشكل تعهد بايدن بعدم استقلال تايوان وعدم تشكيل تحالفات إقليمية لمواجهة الصين خطوة مهمة، كما اتفق الرئيسان على توسيع النقاط المشتركة وإدارة الخلافات بطريقة مناسبة، وهي إشارة إيجابية على تطور العلاقات بين البلدين.
ويعد من أهم اللقاءات بين زعماء العالم وهما في ذروة قوتهما، إذ إن العلاقات لم تكن إيجابية بين الرئيسين رغم أنهما أجريا أكثر من 5 مكالمات هاتفية سابقا، كما أن وتيرة اللقاء كانت جيدة وواضحة، حسب قول المستشار السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي غوردون آدامز.
كما تم التشديد على أن سياسية "الصين الواحدة" لم تتغير، وأن اللقاء خطوة مهمة قد يتبعها لقاءات بين مسؤولين دبلوماسيين لتفعيل العلاقات بشكل أكثر إيجابية، وبذلك يكون اللقاء قد أعاد روح الحوار، وعلى كلا الطرفين أن يتراجعا من الناحية العسكرية الخاصة بالمناورات من أجل تأسيس روح التفاهم الدبلوماسي بينهما.
تنافس لا صراع
وفي حديث التفاصيل، قال البيت الأبيض إن بايدن أبلغ نظيره الصيني شي جين بينغ أن التنافس بين البلدين يجب ألا يتحول أبدا إلى صراع. وأضاف أن بايدن أبلغ شي بضرورة إدارة واشنطن وبكين للمنافسة بينهما والحفاظ على قنوات للاتصال.
يذكر أن البيت الأبيض أشار إلى أن بايدن وشي ناقشا بصراحة أولويات البلدين وعددا من القضايا. وبشأن حرب روسيا على أوكرانيا، قال البيت الأبيض إن الرئيسين اتفقا على معارضة استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.
على الجانب الآخر، أفادت وسائل إعلام صينية بأن الرئيس شي جين بينغ شدد على أن تايوان ستبقى الخط الأحمر الأول في العلاقات مع واشنطن، موضحا أن أي جهة تسعى لفصل تايوان عن الصين تنتهك المصالح الأساسية لأمتهم.
وقال الرئيس الصيني إنه يأمل أن يقرن الجانب الأميركي أقواله بالأفعال، وأن يلتزم بسياسة الصين الواحدة، وفقا لوسائل إعلام صينية.