عقدة 2006 و"عقيدة الضاحية"..مآلات المعركة بين حزب الله وإسرائيل؟

An Israeli army 155 mm mobile artillery piece fires into southern Lebanon from a position on the frontier in Zaura July 13, 2006. Israel struck Beirut airport and Hizbollah's television station on Thursday and killed 22 civilians in raids on south Lebanon, intensifying its reprisals after Hizbollah captured two Israeli soldiers and killed eight. REUTERS/Yonathan Weitzman (ISRAEL)
An Israeli army 155 mm mobile artillery piece fires into southern Lebanon from a position on the frontier in Zaura July 13, 2006. Israel struck Beirut airport and Hizbollah's television station on Thursday and killed 22 civilians in raids on south Lebanon, intensifying its reprisals after Hizbollah captured two Israeli soldiers and killed eight. REUTERS/Yonathan Weitzman (ISRAEL)
الجيش الإسرائيلي حشد 3 فرق عسكرية تحسبا لحرب شاملة مع حزب الله (رويترز)
الجيش الإسرائيلي حشد 3 فرق عسكرية شمالا تحسبا لحرب شاملة مع حزب الله (رويترز)

تُلقي حرب تموز/يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله بظلالها على المعارك الدائرة بين الطرفين منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، التي تستمر ضمن قواعد اشتباك رسمتها ضمنيا أطوار تلك الحرب، وانبثقت عنها إسرائيليا ما عرفت بـ"عقيدة الضاحية"، مقابل قوة ردع موازية من حزب الله.

كانت حرب 2006 في حد ذاتها بقية معلقة من معارك سابقة بين حزب الله وإسرائيل، ففي 12 يوليو/تموز 2006 شن مقاتلو الحزب هجوما عبر الحدود وقتلوا 8 جنود إسرائيليين (بينهم 5 أثناء عملية إنقاذ إسرائيلية فاشلة)، وأسروا جنديين، وطالب الحزب بمفاوضات غير مباشرة تهدف إلى مبادلتهم سجناء ومعتقلين بالسجون الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بحرب شاملة ومفتوحة، بدأت بحصار بحري وعمليات قصف جوي مكثف ثم توغل بري، واستمرت المعارك لمدة 33 يوما، قتل فيها 121 جنديا إسرائيليا و44 مدنيا، وبين 300 و800 قتيل من حزب الله، و43 من الجيش اللبناني وقوات الأمن، وسقط أكثر من ألف قتيل من المدنيين اللبنانيين، وآلاف الجرحى من الطرفين.

وضعت إسرائيل لها أهدافا للحرب، الإفراج غير المشروط عن الجنديين الأسيرين، ونزع سلاح حزب الله، في محاولة لإنهاء التهديد طويل الأمد الذي يمثله لإسرائيل.

وكان هدف حزب الله دفع إسرائيل إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة تفضي إلى تبادل للأسرى، وهو ما تم في عام 2008 على مرحلتين، ولاحقا انسحبت إسرائيل نهائيا من جنوب لبنان ما عدا مزارع شبعا بمقتضى القرار الأممي رقم 1701، وهو ما اعتبره حزب الله انتصارا.

Members of Lebanon's Hezbollah wave Hezbollah and Lebanese flags during a rally marking the ninth anniversary of the end of Hezbollah's 2006 war with Israel, in Wadi al-Hujeir, southern Lebanon August 14, 2015. REUTERS/Aziz Taher
مقاتلون من حزب الله يحتفلون بذكرى "انتصار" حرب تموز 2006 (رويترز)

معادلات جديدة

وفقا للخبراء العسكريين، لم تحقق إسرائيل عمليا أيا من تلك الأهداف التي وضعتها، بل وجدت القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية نفسها في حالة من الارتباك والتخبط العسكري والسياسي -أشبه ما يكون بالحرب الدائرة في جبهتي الجنوب والشمال حاليا- على ضوء خسائر لم تكن محسوبة ومفاجآت غير منتظرة في الأداء القتالي لحزب الله وتكتيكاته، وأدت تلك الخسائر عمليا إلى إنهاء رئيس الوزراء إيهود أولمرت سياسيا.

ويخلص تقرير فينوغراد، الذي أعدته لجنة التحقيق الإسرائيلية التي تشكلت في 17 يوليو/ تموز 2006، ونشرته في 30 يناير/كانون الثاني 2008 إلى هذه النتيجة، وقد ورد فيه:

"بشكل عام، فشل جيش الدفاع الإسرائيلي، وخاصة بسبب سلوك القيادة العليا والقوات البرية، في تقديم رد عسكري فعال على التحدي الذي فرضته عليه الحرب في لبنان".

وأكد التقرير أيضا أن "هذه الحرب شكلت إخفاقا كبيرا وخطيرا.. لقد كشفنا وجود ثغرات خطيرة على أعلى مستويات الهرمية السياسية والعسكرية".

ويعكس التقرير الخلل البنيوي داخل إسرائيل على المستوى القيادي بشقيه السياسي والعسكري والاستخباراتي، والذي استمر أيضا -رغم التحذيرات الواردة فيه- بشكل أكثر حدة في "كارثة" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024 وعملية "طوفان الأقصى". حيث فاجأت حركة حماس والمقاومة الفلسطينية إسرائيل بشكل كامل.

بمعايير الأهداف التكتيكية لتلك الحرب، يرى محللون أن حزب الله حقق انتصارا عسكريا ونفسيا، وأن إسرائيل هزمت، وفوجئت تماما بالقدرات العسكرية والتنظيمية المتطورة التي يمتلكها الحزب، حيث استطاع مثلا تدمير 50 دبابة إسرائيلية خلال نحو 5 أسابيع من الحرب واستهداف بارجة حربية، وطالت صواريخه مواقع جديدة في إسرائيل.

اغتالت إسرائيل عددا من كوادر حزب الله وقادته العسكريين ضمن سياسة الردع (الفرنسية)

وفي المقابل كان حجم الدمار الذي ألحقته إسرائيل بلبنان كبيرا، ومنه انبثقت عام 2008 ما عرفت بـ"عقيدة الضاحية" كإستراتيجية ردع مستوحاة من تدمير الطيران الإسرائيلي لأجزاء من ضاحية بيروت الجنوبية، حيث معقل حزب الله.

كان قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت، هو من وضع تلك الإستراتيجية التي ترتكز على إحداث أكبر قدر من التدمير، حيث يقول:

"إن ما حدث في الضاحية الجنوبية لبيروت سيتكرر في كل بلدة تطلق منها طلقات باتجاه إسرائيل.. سنستخدم القوة غير المتكافئة ضدهم، وسنتسبب في دمار هائل، بالنسبة إلينا هذا ليس اقتراحا بل قواعد عسكرية وخطة تمت الموافقة عليها"

عمليا، أسفرت حرب 2006 عن معادلة ردع متبادل وأفرزت حالة هدوء نسبي. ويشير محللون إلى أنها منعت اندلاع حرب شاملة جديدة، طوال نحو عقدين، واستعاضت عنها إسرائيل بعمليات اغتيال مستهدفة (زادت وتيرتها في الحرب الجارية) واشتباكات محدودة لا تخرج عن تلك المعادلة.

بدوره، اتبع حزب الله حدود الحرب المرسومة ضمنيا وفق قواعد الاشتباك التي أفرزتها حرب 2006، حفاظا على التوازنات السياسية الدقيقة في المشهد السياسي اللبناني المنقسم حول دوره وسلاحه، وخشية تحول الحرب إلى عمليات انتقام إسرائيلية واسعة ودمار هائل قد يطال بيروت ومدنا أخرى.

وفي المقابل، تخشى إسرائيل أيضا من دمار مماثل وخسائر فادحة ومفاجآت عسكرية غير محسوبة، تبعا للترسانة الكبيرة التي يمتلكها حزب الله من الصواريخ والمسيّرات وخبرات مقاتليه، الذين يصل عددهم إلى نحو 100 ألف، بينهم قوات نخبة متمرسة، وجبهة دعم وإسناد، تضم إيران و"محور المقاومة". لكن جولة قتال أخرى كان لها أن تأتي، ولو في غير موعدها، لتصبح أطول المعارك بين الطرفين.


معركة بين الحروب

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعد يوم واحد من عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غلاف غزة ومستوطناتها، انضم حزب الله إلى المعركة، ليدخل ضمن ما يعرف بجبهة إسناد للمقاومة في غزة.

وفي الوقت الحالي، تقتصر المعارك بين حزب الله وإسرائيل على ضرب أهداف عسكرية، على طول الحدود الممتدة لمسافة 120 كيلومترا، وتصل أحيانا إلى تصعيد محسوب، حسب طبيعة المواجهة ومتغيرات المواجهة في غزة، ولإظهار قوة الردع ، ولم تخرج بعد عن قواعد الاشتباك الضمنية المألوفة.

ومع ذلك، أدت المعارك إلى نزوح نحو 90 ألفا من المستوطنات الشمالية، لأول مرة في تاريخ إسرائيل تحت وطأة الصواريخ والقذائف التي يطلقها حزب الله، في حين يقول الجيش الإسرائيلي إن 21 من جنوده قتلوا، وقتل أيضا 12 مدنيا، حتى منتصف شهر يوليو/تموز الجاري.

ونزح أيضا أكثر من 100 ألف لبناني من القرى والبلدات الحدودية الجنوبية في لبنان هربا من القصف الإسرائيلي الذي يتوسع أحيانا، في وقت اغتالت إسرائيل فيه قيادات عسكرية بارزة من حزب الله في محاولة لضرب قدراته التنظيمية، فيما تحولت المعارك إلى ما يشبه حرب استنزاف للطرفين.

ويرى محللون إسرائيليون أن حزب الله تمكن بعد إخلاء مستوطنات الشمال من فرض منطقة أمنية بطول 5 كيلومترات تقريبا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما شكل ضغوطا على القيادة الإسرائيلية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمت الموافقة على خطط لشن هجوم واسع النطاق في جنوب لبنان وحشد 3 فرق عسكرية (نحو 30 ألف جندي)، لكن ذلك "سيكون تحديا يتجاوز بكثير أي شيء واجهه القادة الإسرائيليون من قبل"، وفق الكاتب عاموس هاريل (مجلة فورين أفيرز عدد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024).

An F-15 fighter is seen at an IAF airbase ahead of an Israeli strike in Yemen, July 20, 2024. (Israel Defense Forces) حساب وزارة الدفاع الإسرائيلية على إكس الرابط: Conversation צבא ההגנה לישראל @idfonline תיעוד מרגעי ההיערכות ותמונות של מטוסי בז F15 בדרכם לתקיפה בתימן 8:21 PM · Jul 20, 2024 · 34.7K Views
التفوق الجوي تعتبره إسرائيل عامل ردع حاسم ضد حزب الله (الجزيرة)

قوة الردع ومخاوف المفاجآت

تساور المؤسسة العسكرية الإسرائيلية شكوك كثيرة في نجاح حملة عسكرية سريعة وواسعة تحقق لها نصرا حاسما، بناء على اختبار حرب غزة الجاري وصراعات سابقة مع حزب الله، وما أثبته الحزب من تطور في تكتيكاته القتالية وترسانته في السنوات الأخيرة، وقدرة على ممارسة أساليب الحرب النفسية.

وتدرك إسرائيل أيضا أنها فقدت جانبا من قوة الردع وتخلخلت أسس عقيدتها الأمنية والعسكرية بتأثيرات حرب تموز 2006، ثم بمفاعيل هجوم المقاومة يوم 7 أكتوبر، لكنها تبحث عن انتصار يعيد لها قوة الردع التي تلاشت، وتخشى في المقابل من حرب استنزاف طويلة ومرهقة لجيشها واقتصادها ومجتمعها.


وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حزب الله يمتلك قدرات عسكرية وتنظيمية تجعله تهديدا جديا وخطيرا لإسرائيل. وتظهر تلك التقديرات أن لديه ترسانة تضم نحو 150 ألف صاروخ من مختلف الأنواع والمديات، وباتت تتمتع بدقة عالية.

وإذا اندلعت حرب شاملة، تقدر مراكز أبحاث إسرائيلية أن يكون حزب الله قادرا على إطلاق نحو 3 آلاف صاروخ من مختلف الأنواع يوميا على أهداف إسرائيلية، مما سيلحق أضرارا جسيمة في جميع أنحاء إسرائيل.

وتذكر التقارير الإسرائيلية أن حزب الله أثبت قدرته على استيعاب واستعمال وسائل قتالية حديثة ومعقدة تشمل صواريخ ومسيرات محملة بصواريخ وقنابل موجهة (جو-أرض)، ولديه ميزة تغيير أساليبه القتالية وتنويعها.

وفي الحرب الجارية، استعمل الحزب منظومات دفاع جوي أسقطت مسيرات إسرائيلية متطورة مثل "هيرمس 450" و"هيرمس 900" مرتين على الأقل كما يمتلك صواريخ "ستريلا" بأنواع المختلفة، و"إيغلا" الروسيين، ومنظومة "الماس" الإيرانية وغيرها، ومئات المسيرات متعددة الأغراض.

إضافة إلى الترسانة المعلومة، تخشى إسرائيل من وجود مفاجآت لم يعلن عنها حزب الله، تتعلق بالصواريخ الثقيلة ذات القدرات التدميرية الأعلى وصواريخ "أرض-أرض" الروسية المتطورة المضادة للسفن من طراز "ياخونت" (أونيكس) بمدى 300 كيلومتر، ويخشى أيضا من وجود شبكة أنفاق هائلة تمتد تحت الحدود.

وضمن قواعد الردع، يمارس حزب الله حربا نفسية لها تأثيراتها على المجتمع الإسرائيلي، وعلى الجيش والحكومة وصنع القرار، وفي هذا السياق تأتي "عملية الهدهد" التي تمكن الحزب عبرها 3 مرات من اختراق منظومات الرادار والكشف والاعتراض الإسرائيلية فوق حيفا ثم الجولان المحتل، كما نفّذ في المرة الثالثة مسحا مفصّلا لقاعدة "رامات ديفيد" الجوية.

ويلقي فشل الاستخبارات والجيش الإسرائيلي في رصد الطائرة المسيّرة لحزب الله للمرة الثالثة، وفي فترة استنفار قصوى مفترضة لمنظوماته الجوية ظلالا من الشك حول قدرات الجيش الإسرائيلي واستعداداته كانت مثار نقاشات وجدل واسع في إسرائيل.

دبابة للجيش الإسرائيلي تقصف مواقع لحزب الله جنوب لبنان (غيتي)

حرب "لا ينبغي خوضها"

في مقال بصحيفة جيروزاليم بوست (عدد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024) يرى تامير هايمان -مدير معهد دراسات الأمن القومي ورئيس المخابرات العسكرية الأسبق- أنه على إسرائيل أن تتحلى بما سماه "الصبر الإستراتيجي" و"لا ينبغي أن تخوض حربا مع حزب الله إلا بعد معالجة الإخفاقات الحالية، وتثبيت استقرار قيادتها، وتحسين مكانتها الإقليمية والدولية".

ووفقا لمقاربة تامير، التي يشاركه فيها محللون آخرون، تضاف إلى قدرة الردع التي أثبتها حزب الله في مواجهة إسرائيل، عوامل داخلية وخارجية تدفع إلى استبعاد قرار الحرب الشاملة أو تأجيلها على الأقل، و"أنه سيأتي يوم على حزب الله"، لكن ليس الآن" لأن إسرائيل ليست مستعدة لحرب شاملة ستجر مخاطر كبيرة عليها، ومن هذه المحاذير:

  • وجود أزمة عسكريّة وسياسيّة في إسرائيل، فالحكومة لم تستطع وضع إستراتيجيّة الانتهاء من حرب غزة.
  •  الجيش الإسرائيلي يحارب على أكثر من جبهة لم يحسمها بعد.
  • مكانة إسرائيل الإقليمية وسمعتها العسكرية تتقوض بتداعيات الحرب على غزة ولا بد من معالجة ذلك أولا.
  • توجد أزمة هيكلية في القيادة الإسرائيلية وخلافات متزايدة تعقد القرار السياسي والعسكري.
  • هناك تآكل في الثقة بالقيادة العسكرية الإسرائيلية وقدراتها الاستخبارية.
  • يتزايد الشعور العام لدى الجيش والمجتمع بتقلص قدرة الردع الإسرائيلية.
  • هناك إرهاق كبير متزايد بين عناصر الجيش وجنود الاحتياط، وهم يحتاجون إلى نحو سنة على الأقل لاستعادة فعاليتهم القتالية.
  • هناك أزمة تجنيد داخل الجيش الإسرائيلي، تفجرت مع ملف الحريديم.
  • معظم موارد الجيش استنزفت في الحرب الجارية في قطاع غزة.
  • الولايات المتحدة مترددة في تسليم إسرائيل أسلحة يمكن أن تستعمل في الحرب مع لبنان.
  • الحرب الواسعة لن تحظى بدعم الولايات المتحدة وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية.
  • هناك وضع اقتصادي مترد في إسرائيل، قد يتفاقم بشكل كبير في حالة اندلاع حرب شاملة.
  • هناك عشرات الآلاف من المستوطنين قد تم إجلاؤهم من الجنوب والشمال، وأي حرب شاملة قد تؤدي إلى نزوح مئات الآلاف.
  • الحرب الشاملة مع حزب الله قد تؤدي على حرب إقليمية واسعة ليست في مصلحة إسرائيل.
    يصعب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إعلان الحرب الشاملة على ضوء الإخفاق في غزة.

وبناء على هذه المحاذير، يعتقد محللون وخبراء عسكريون، وبينهم هايمان، أن الحرب المحدودة أو حرب الاستنزاف الجارية هي "أهون الشرين"، مع عدم اليقين من تحقيق نصر حاسم فيها، أو على الأقل التوصل إلى شروط وقف إطلاق نار، أفضل من التي توسّطت فيها فرنسا والولايات المتحدة بالفعل ورفضها حزب الله.

ووفقا للكاتب عاموس هاريل (مجلة فورين أفيرز عدد 23 يوليو/تموز) "يتعين على إسرائيل قبل شنّ حرب واسعة ضدّ حزب الله، تقييم التحديات وأهميتها والدروس الضرورية التي يتعيّن عليها تنفيذها عند صياغة الرد".

ويبقى حزب الله محكوما أيضا في توسعة الصراع مع إسرائيل بمحاذير داخلية تحكمها الطبيعة المنقسمة للمجتمع اللبناني حول الحرب والحل، وأخرى تتعلق بانخراطه ضمن "محور المقاومة" ومتطلباته هو وإستراتيجيته، وبعوامل تفوق وردع إسرائيلية.

ويظل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والتوصل إلى صفقة تبادل، مفتاح نزع فتيل حرب شاملة على الجبهة الشمالية يتجنبها حزب الله، ويعتقد الإسرائيليون أنه "لا ينبغي خوضها" في هذه الجولة.

المصدر : الجزيرة