يعد الفوز في الولايات المتأرجحة مفصليا لوصول المرشح إلى حكم البيت الأبيض، فبينما ينقسم ولاء الولايات السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يبقى التذبذب واضحا بينهما في الولايات المتأرجحة، لحسم نتائج الانتخابات وإعلان الفائز بالرئاسة.
ويعتمد فوز كامالا هاريس ودونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بشكل أساسي على نتيجة تصويت هذه الولايات.
وتفتقر الولايات المتأرجحة، إلى الولاء الثابت لأي من الحزبين السياسيين في الانتخابات الوطنية، حيث تقف كساحات معركة محورية للمرشحين الرئاسيين.
وفيما يلي أبرز الولايات المتأرجحة باللون البنفسجي، تعرف عليها:
ويركز المرشحون الرئاسيون في الحملات الانتخابية بشكل أساسي على الولايات المتأرجحة، وينفقون مئات الملايين من الدولارات على الإعلانات التلفزيونية والإذاعية.
ولا يبذل المرشحون أي جهد بحملاتهم الترويجية على الولايات المضمونة بالفوز أو الخسارة، ويتم ادخار الموارد والطاقة للتنافس في الولايات التي يمكن لها أن تصوت لأي من الحزبين.
وتظهر استطلاعات الرأي، نسب الدعم في الولايات الأميركية، لكل من بايدن وترامب وهاريس، وكيفية التغيير الواضحة عند دخول هاريس المنافسة وانسحاب بايدن منها.
وكان ترامب يتقدم على بايدن فيها حتى انسحابه من الانتخابات الرئاسية، لكن دخول هاريس للمنافسة بالانتخابات قلب موازين المعادلة.
وكون الولايات المتأرجحة، المكان الذي يتم فيه الفوز بالانتخابات وخسارتها، وأن أصوات المجمع الانتخابي يمكن أن تذهب في أي من الاتجاهين، كانت استطلاعات الرأي في 6 منها، كافية لحساب الاتجاه العام لكل مرشح ورواية قصة سباق متقارب للغاية.
ويرى البعض أن ترامب جاهز بشكل أفضل من هاريس للتعامل مع القضايا التي يهتمون بها، وعلى رأسها، الاقتصاد وأمن الحدود، بينما يرى البعض الآخر أن هاريس تتمتع بميزة قوية، وهي مساعدة مصالح العمال النقابيين، ونراهم منقسمين بالتساوي تقريبا حول المرشح الذي يجب أن يحكم البيت الأبيض، وفقا للاستطلاعات.
التقارب التاريخي لأصوات الولايات المتأرجحة
دراسة التقارب التاريخي لأصوات الولايات المتأرجحة، يتطلب نهجا دقيقا لتحديد الولايات المحتملة للفوز في الانتخابات المستقبلية.
وتعتمد التوقعات على عوامل مثل نتائج الانتخابات السابقة، واستطلاعات الرأي، والاتجاهات السياسية السائدة، والتطورات المختلفة منذ الانتخابات الأخيرة.
وتتغير خريطة الولايات المتأرجحة مع كل دورة انتخابية، وتتطور بحسب المرشحين وسياساتهم.
فقد فاز الديمقراطي جو بايدن بجميع الولايات الست في انتخابات 2020، وكانت الولايات مثل فلوريدا وأوهايو تعتبر ساحات معارك مشروعة، لكنها اتجهت أكثر إلى الجمهوريين في السنوات الأخيرة.
في حين أن الولايات الحمراء السابقة مثل فرجينيا، أصبحت تميل إلى الحزب الديمقراطي، وتحولت ولايتا جورجيا وأريزونا إلى تنافسية، وفاز بها الديمقراطي جو بايدن في انتخابات 2020.
والجدير بالذكر أن الولايات الثماني المتأرجحة التي حددت فوز بايدن بانتخابات 2020، كان قد فاز بها ترامب في انتخابات 2016.
ونظريا، تتقارب فرص الفوز لكل المرشحين في هذه الولايات، لكن استطلاعات الرأي عام 2020 أشارت إلى تفوق ترامب في ولايتي فلوريدا وأوهايو فقط، ومنحت بقية الولايات المتأرجحة جو بايدن فوزا مريحا.
وتأرجح تصويت تلك الولايات منذ سبعينيات القرن الماضي بين الحزبين، ولم يسبق لرئيس ديمقراطي أو جمهوري أن فاز بإحدى هذه الولايات بفارق كبير عن منافسه.
وتسهم التغيرات السكانية بصورة كبيرة في تغير نمط التصويت، إذ ارتفع أعداد الأميركيين من أصول لاتينية في أريزونا ونيفادا وجورجيا، وسمح بتصويت هذه الولايات بصورة أكبر للديمقراطيين.
وقد توفر هذه التغييرات الديموغرافية خلفية أكثر تقبلا لهاريس، وذلك لانخفاض عدد السكان البيض في الساحات المهمة، وازدياد السكان الآسيويين والسود واللاتينيين في الغالب.
أصوات الولايات المتأرجحة تلعب دورا رئيسا في الانتخابات
ولا تخلو أي من الولايات الأميركية الـ50 من عناصر وتوجهات جمهورية وديمقراطية أو فئات محافظة أو ليبرالية في الوقت ذاته، ويظهر ذلك بوضوح من خلال نتائج الانتخابات الرئاسية.
فعلى سبيل المثال، كانت أعلى نسبة حصل عليها الرئيس الحالي جو بايدن في انتخابات 2020 في ولاية فيرمونت، حيث فاز بـ66.1% من إجمالي الأصوات، في حين حقق دونالد ترامب أعلى نسبة من التصويت للجمهوريين في ولاية وايومنغ بنسبة 69.9% من الأصوات.
وتعد الولايات التي تقترب فيها بشدة نسبة أنصار اللون الأزرق من أنصار اللون الأحمر "ولايات متأرجحة"، وتُمنح اللون الأرجواني.
وتظهر الخريطة الانتخابية بلون واحد لكل ولاية، بسبب تطبيق نظام "الفائز يأخذ كل شيء"، وهو النظام الذي تستخدمه كل الولايات في المجمع الانتخابي.
وبحسب كل ما سبق، فإن أصوات المواطنين الأميركيين في الولايات المتأرجحة، تحسم نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، على الرغم من تصويت أكثر من 150 مليون ناخب فيها.