بعد الاختراق الناجح لمقاتلي القسام في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي للحصون الإسرائيلية المقامة في محيط قطاع غزة، حركت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق البحر المتوسط الذي وصلته في اليوم الرابع للحرب.
في اليوم ذاته قال وزير الدفاع لويد أوستن في بيان للبنتاغون: إن الولايات المتحدة ستزود الجيش الإسرائيلي بسرعة بمعدات وموارد إضافية، بما في ذلك الذخائر. وهو ما تحقق على وجه السرعة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن هبوط طائرة تحمل ذخيرة متطورة في قاعدة نفاطيم الجوية في بئر السبع جنوبي إسرائيل.
وفي إفادة صحفية منفصلة قال مسؤولان أميركيان: إن وزارة الدفاع الإسرائيلية قدمت بالفعل للبنتاغون قائمة أولية بالأسلحة التي يحتاجونها، وتشمل ذخائر للطائرات المقاتلة.
ومعلوم أن الحفاظ على الهيمنة العسكرية الإقليمية لإسرائيل هو عنصر أساسي في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقد تحقق ذلك من خلال التمويل الأميركي لإسرائيل، وتعزيز ترسانتها العسكرية باستمرار.
وفيما يلي معلومات أساسية عن الجيش الإسرائيلي ومصادر تمويله:
تمتلك إسرائيل جهازا عسكريا ضخما. وتشير بيانات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS) في متابعته للتوازن العسكري في 2023، إلى أن لدى إسرائيل 169500 عسكري متفرغ في الجيش والبحرية والقوات شبه العسكرية، كما تمتلك 465 ألفا من قوات الاحتياط، بينما تضم القوات شبه العسكرية 8 آلاف فرد.
وتعدّ الخدمة العسكرية في إسرائيل إلزامية للذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما، حيث يخدم الذكور في الجيش لمدة 32 شهرا، وتخدم النساء 24 شهرا.
وتمتلك إسرائيل أحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط، وهو مزود بمعدات مراقبة وأسلحة متقدمة.
وتشمل الترسانة العسكرية الإسرائيلية الضخمة ما يلي:
صمم نظام القبة الحديدية الإسرائيلي ليكون نظام دفاع جوي متنقل مخصص في اعتراض وتدمير الصواريخ القصيرة المدى باستخدام تقنية الرادار. وطُوّر هذا النظام عقب حرب يوليو/تموز مع حزب الله عام 2006، وهي الحرب التي شهدت إطلاق آلاف الصواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل.
أُدخل نظام القبة الحديدية في الخدمة عام 2011 بدعم من الولايات المتحدة الأميركية التي تولت توريد أجزاء من هذه المنظومة، إلى جانب تخصيصها 1,5 مليار دولار لتدعيم منظومة دفاع إسرائيل الصاروخي في 2022.
ووفقا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، نجح نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في اعتراض أكثر من 90% من الصواريخ التي أطلقت من حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في 2021.
ويُعتقد أيضا على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك قدرات نووية، ويقدر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن إسرائيل تمتلك صواريخ أريحا وطائرات قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.
ما حجم الإنفاق العسكري الإسرائيلي؟
في 2022، أنفقت إسرائيل 23.4 مليار دولار على جيشها وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، وهو معهد أبحاث يركز على الصراعات والتسلح.
وبلغت كلفة الإنفاق في الفترة ما بين 2018 و2022 ما معدله سنويا 2535 دولارا لكل فرد من السكان، مما يجعلها أكثر الدول بعد قطر إنفاقا مقارنة بدخل الفرد.
وفي 2022 خصصت إسرائيل 4.5% من ناتجها المحلي الإجمالي للجيش، وهي عاشر أعلى نسبة في العالم.
تاريخيا، كانت واردات إسرائيل من الأسلحة تتجاوز صادراتها بكثير. ومع ذلك بدأت الصادرات خلال العقد الماضي تتفوق على الواردات، حسب بيانات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام.
فبين 2018 و2022، استوردت 35 دولة على الأقل أسلحة من إسرائيل بقيمة إجمالية بلغت 3.2 مليارات دولار. وكان نحو ثلث الصادرات العسكرية الإسرائيلية (1.2 مليار دولار) موجها إلى الهند. علما بأن العلاقات بين إسرائيل والهند ازدهرت بعد تولي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي السلطة في 2014.
وكانت أذربيجان ثاني أكبر مشتر للأسلحة الإسرائيلية (295 مليون دولار)، تلتها الفلبين (275 مليون دولار) والولايات المتحدة (217 مليون دولار) وفيتنام (180 مليون دولار).
في الفترة ما بين 2018 و2022، استوردت إسرائيل أسلحة بقيمة إجمالية بلغت 2.7 مليار دولار من دولتين فقط هما الولايات المتحدة وألمانيا. وقد جاء أكثر من ثلاثة أرباع واردات إسرائيل العسكرية (2.1 مليار دولار) من الولايات المتحدة، بينما جاء المبلغ المتبقي (546 مليون دولار) من ألمانيا.
ويتعاون الجيشان الأميركي والإسرائيلي بشكل وثيق في التدريبات المشتركة وبرامج تطوير التقنية والمشروعات الدفاعية، وتعد الأخيرة أكبر متلقٍّ للمساعدات العسكرية الأميركية.
ما حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل؟
تعدّ إسرائيل أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأميركية، حيث تلقت نحو 263 مليار دولار بين عامي 1946 و2023.
ويكاد هذا يكون ضِعف ما تحصل عليه مصر ثاني أكبر دولة متلقية للمساعدات الخارجية الأميركية، وتلقت مصر 151.9 مليار دولار في السنوات الـ 77 الماضية.
لطالما نظر المشرعون الأميركيون لإسرائيل على أنها الحليف القادر على حماية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
ووفقا لخدمة أبحاث الكونغرس الأميركي، فإن عوامل الدعم العسكري المستمر لإسرائيل تشمل المصالح الإستراتيجية المشتركة، و"دعم إسرائيل من داخل الولايات المتحدة"، و"الالتزام المتبادل بالقيم الديمقراطية".
وفي عام 2023 الحالي تجاوز التمويل العسكري الأميركي لإسرائيل 3.8 مليارات دولار، وهو جزء من اتفاق تمويل بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات وُقّع عام 2016 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وبين 1946 و2023، دعمت الولايات المتحدة إسرائيل بما مجموعه 124 مليار دولار على شكل مساعدات عسكرية ودفاعية.
ومن أصل 3.8 مليارات دولار من المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل هذا العام، خُصّص نصف مليار منها للدفاعات الصاروخية الإسرائيلية. وصرحت واشنطن بأنها ستزود إسرائيل بذخائر بدل تلك التي استهلكها جيشها ضد حماس في الحرب الأخيرة.
وبعد ساعات من هجوم حماس الصاعق داخل إسرائيل، طلبت الأخيرة من الولايات المتحدة أنظمة القبة الحديدية الاعتراضية. أما في واشنطن فصرح الرئيس جو بايدن بأن بلاده "ستزود قوات الدفاع الإسرائيلية بسرعة بمعدات وموارد إضافية، بما في ذلك الذخائر" التي من المقرر أن تصل في غضون أيام.
يُتوقع أن تخصص إدارة بايدن المزيد من الأموال لتل أبيب من خلال طلب تمويل يقدم إلى الكونغرس. ومع ذلك، قد يحصل تأخير في تفويض الكونغرس لمثل هذه المساعدات مع غياب رئيس مجلس النواب.
وتفرض الولايات المتحدة شروطا على كيفية استخدام المساعدات، خاصة المساعدات العسكرية منها. ويحظر قانون ليهي تصدير المواد الدفاعية الأميركية إلى جهات عسكرية متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.
ومع ذلك، لم تُعاقَب أي وحدة إسرائيلية بموجب هذا القانون.
يشار إلى أن المساعدات العسكرية لإسرائيل زادت بشكل كبير بعد حرب 1967 عندما هزم جيشها الجيوش العربية للدول المجاورة، واحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة.
فريق العمل:
إعداد : AJLAP - محمد الحداد
ترجمة وتحرير: محمد العلي
تعريب التصاميم: قسم الوسائط