الحل الأمثل.. جواز شبيه
أثنى أمجد على فكرة "الجواز الشبيه"، كطريقة سهلة ومضمونة للعبور، وفوجئت حين علمت أن هذه الطريقة رائجة بشدة خصوصا بعد تراجع مسار الهجرة عبر بيلاروسيا والحرب في أوكرانيا، لكنها تتطلب مالا أكثر واستعدادا للمجازفة.
في مدن أوروبية، وخصوصا إسطنبول وأثينا، تنتشر عمليات بيع الجوازات الأصلية والشبيهة والمزورة، نظرا لوجود آلاف اللاجئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وغيرها، ممن يبحثون عن طريقة لبلوغ بلدان الاتحاد الأوروبي.
يحصل المهربون على جوازات سفر أوروبية رسمية من أشخاص سرقوها أو عثروا عليها، أو يشترونها من أصحابها رأسا. ويعمد آخرون إلى تزوير جوازات بناء على بيانات حقيقية حصلوا عليها عبر شركات السياحة ووكالات السفر والفنادق، حيث يكون السائح ملزما بتسليم جوازه أو نسخة منه أو بياناته على الأقل، فيعتمدون عليها في تزوير جوازات يعرضونها لاحقا للبيع على شبكات التواصل ومواقع إلكترونية.
وجدنا في وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات متنوعة لجوازات سفر شبيهة. أحدهم يعلن عن توفر جوازات سفر يونانية، وآخر يعرض جوازات أوروبية مختلفة وجوازا إسرائيليا، وجوازات لجوء لمواطنين عرب. وعلى المهتمين إرسال صورة يقارنها المهرب مع الصورة الأصلية بالجواز وإذا كان الشبه مقبولا، تتم الصفقة مقابل مبالغ متفاوتة.

حين عرف المهرب "أمجد" أنني أحمل جواز سفر أوروبيا، عرض عليّ 5 آلاف يورو (نحو 5280 دولارا) مقابل شرائه، وأبدى استعداده لرفع المبلغ حين تظاهرت بقبول الفكرة وأخبرته أن ما عرضه قليل، وأنه لا شك سيبيعه بأضعاف هذا المبلغ.
"انتظر.. لدي صورة لأحد العراقيين في إسطنبول يريد جواز سفر شبيها وأعتقد أن هناك تشابها بينكما". ومن بين صور عديدة على هاتفه أظهر واحدة لشاب يبدو في نهاية العشرينيات من عمره. "أريد صورة جواز سفرك أو الهوية حتى أرسلها إلى هذا الشخص في إسطنبول.. إنه يشبهك".
استمر "أمجد" في إغرائي ببيع جواز سفري قائلا: "لا مشكلة.. المبلغ الذي سنبيعه به سنقتسمه". وأرسل لي رسائل عديدة عبر واتساب، مستعجلا إياي لإرسال نسخة من الجواز، تعللت عدة مرات بالسفر وأنني سأرسلها حين العودة.
فهمت أن ما عليّ فعله هو تسليمه الجواز ثم إمهاله 3 أو 4 أيام قبل أن أقدم بلاغا للسلطات بفقدان جواز سفري. في هذه الفترة يكون كل شيء قد انقضى، ووصل الشخص الذي يشبهني قليلا أو كثيرا بجواز سفري وصورتي وبياناتي إلى البلد الأوروبي الذي يريده من المطار الذي يريده، مع معدل مخاطرة معقولة ومحسوبة.
إضافة إلى شراء جواز السفر، حاول "أمجد" إقناعي بالعمل معه ضمن شبكته "سمسارا"، حيث سأتولى التواصل مع من يريد الهجرة أو من يود إحضار أقرباء له إلى بلجيكا مقابل 500 يورو (نحو 530 دولارا) عن كل شخص.