مقلدة ومخالفة
حاول معدّ التحقيق فحص عينة من العدسات والمحاليل المعقمة التي تدخل إلى اليمن، إلا أنه لم يجد أجهزة للفحص في مختبرات الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس، ولا في مختبرات الهيئة العليا للأدوية أو مختبر كلية الطب بجامعة صنعاء، لذا لجأ إلى إثبات أن العدسات التي تدخل إلى اليمن في معظمها رديئة ومقلدة استنادا إلى جملة معايير؛ أولها يتعلق بالسعر، والثاني بنسبة المياه داخلها وأبعاد المنتشر منها، والثالث بمدى احترام شروط التعبئة وحماية المستهلك.
وحسب استطلاع أجريناه، تباع معظم العدسات بمبلغ يراوح بين ألف ريال و3500 ريال (1.66 دولار و5.83 دولارات). يبلغ سعر عدسة "فريش لوك" (Freshlook) مثلا في صنعاء وكذلك عدسة "بيلا" (Bella) ألفي ريال (3.33 دولارات)، و"لانس مي" (lens me) سعرها 2500 ريال (4.16 دولارات)، و"دايف" (Dive) بـ2500 ريال (4.16 دولارات)، وبعد أن قارنّا أسعار هذه العدسات بتلك المعروضة على مواقع إلكترونية شهيرة وجدنا أن ما يباع منها في اليمن أرخص بنسب تراوح بين 400% و1000%.
ووفقا للأسعار في السعودية مثلا، تتراوح أسعار عدسة "فريش لوك" الأصلية بين 55 و124 ريالا سعوديا (14.51 و32.71 دولارا)، وعدسة "بيلا" بين 80 و180 ريالا سعوديا (21.10 و47.49 دولارا)، أما عدسة "لانس مي" فيبلغ أقل سعر لها 123 ريالا سعوديا (32.45 دولارا)، وعدسة "دايف" تباع بـ120 ريالا سعوديا (31.66 دولارا).
ويشير فني البصريات نبيل البعداني إلى أن الانخفاض الكبير في العدسات الرائجة بكثرة في اليمن (على أساس أنها من النوع الجيد) مقارنة ببلدان مجاورة وفي المواقع الإلكترونية، يؤكد أنها مقلدة وبمواصفات مخالفة ورديئة.
ويؤكد اختصاصي البصريات رياض الأكوع أن العدسات الرديئة على عكس الأصلية تتسبّب بعد مدة قصيرة من استعمالها في احمرار والتهاب في العينين، وهو تماما ما أظهرته نتائج الاستطلاع الذي أجريناه، إذ إن 59% من المشاركات في العينة أصبن فعلا باحمرار شديد في العينين، فضلا عن أضرار أخرى.
وثق معد التحقيق أيضا صورا لعدسات تجميلية من نوع "ذهب" و"لانس مي" و"بيلا" بلغت نسبة الماء (المحلول) فيها 38%، مع أنها للاستخدام غير اليومي (أسبوعي أو شهري أو سنوي)، والمفترض وفقا للدكتور هشام الأكحلي -اختصاصي أول في طب وجراحة العيون في مستشفى المغربي بصنعاء- والدكتور رياض الأكوع، أن تكون نسبة السوائل فيها بين 55% و70%، ويتسبب نقص كمية السوائل المرطبة المحيطة بالعدسة (المصنوعة من السيلكون) في قلة دخول الأكسجين إلى العين أو عدم دخوله تماما، ومن ثم يسبب التهابات في القرنية، قد تمتد مضاعفاتها إلى العمى.
تبيّن لمعد التحقيق أيضا من خلال معاينته العدسات التي تباع في 20 محلا لبيع مواد التجميل والنظارات بصنعاء أن قطرها يراوح بين 14 و15 مليمترا، مع أنه وفق المواصفة القياسية 1653 يفترض أن يكون قطر العدسات اللينة من 12 إلى 16 مليمترا، وبعد استشارة الدكتور الأكحلي وفني البصريات نبيل البعداني فإن مقياس قطر العدسة الذي يباع في اليمن فعلا هو 14 مليمترا، لكن إذا كان هناك شخص قطر عينه أكبر أو أقل من ذلك يفترض أن يستعمل المقياس المناسب لعينه، لتجنب التهابات ومضاعفات أخطر أحيانا.
ولتأكيد عدم مطابقة العدسات التجميلية لمواصفات بطاقة البيانات التي يفترض تطبيقها على كل المنتجات، والتي تتضمن ضرورة توفر إرشادات أو تعليمات الاستخدام باللغتين العربية والإنجليزية، حسب الأمين العام المساعد للشؤون الفنية لجمعية حماية المستهلك بصنعاء الدكتور صادق شمسان، وثق معد التحقيق أن عدسات "فريش لوك" و"ذهب" و"لانس مي" تباع في العاصمة صنعاء من دون وجود أي إرشادات للاستخدام بداخلها.