في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2021 فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أشخاص وكيانات زعم أنها متورطة في إحضار اللاجئين إلى مينسك للعبور إلى أوروبا، ومن بين من شملتهم العقوبات:
-شركة الطيران البيلاروسية الحكومية (Belavia): قرر الاتحاد الأوروبي فرض حظر على التحليق فوق المجال الجوي للاتحاد وعلى وصول جميع شركات النقل الجوي البيلاروسية إلى مطارات الاتحاد، حيث إن "بيلافيا" شاركت في جلب المهاجرين من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا. كان المهاجرون الراغبون في عبور الحدود الخارجية للاتحاد يسافرون إلى مينسك على متن رحلات جوية تديرها شركة بيلافيا من عدد من دول الشرق الأوسط، ولا سيما لبنان والإمارات العربية المتحدة وتركيا.
ومن أجل تسهيل ذلك، فتحت بيلافيا طرقًا جوية جديدة ووسعت عدد الرحلات الجوية على الطرق الحالية. عمل منظمو الرحلات السياحية المحليون كوسطاء في بيع تذاكر بيلافيا للمهاجرين المحتملين، وذلك ساعد بيلافيا على البقاء بعيدًا عن الأنظار، لذا يرى الاتحاد الأوروبي أن بيلافيا تسهم في أنشطة نظام لوكاشينكو التي تسهل العبور غير القانوني للحدود الخارجية للاتحاد.
ووفقًا لشركة الاستخبارات الجوية "ch-aviation"، أجّرت شركة بيلافيا 17 طائرة من بين 30 طائرة في أسطولها عبر شركات طائرات في أيرلندا، وهي عميل لشركات تأجير طائرات دولية مقرها في أيرلندا، بما في ذلك "AerCap" و"SMBC Aviation Capital "، وهذه الشركات لديها مكاتب في دبلن، و"Nordic Aviation Capital" ومقرها ليمريك وكذلك شركة "Thunderbolt Aircraft Lease" ومقرها مدينة شانون.
-تشينتركرورت (TSENTRKURORT): هي شركة سياحية مملوكة للدولة وتتبع وزارة الشؤون الرئاسية في بيلاروسيا، وهي إحدى الشركات التي تنسق تدفق المهاجرين الذين ينوون عبور الحدود بين بيلاروسيا والدول الأعضاء في الاتحاد. ساعدت هذه الشركة ما لا يقل عن 51 مواطنًا عراقيًّا في الحصول على تأشيرات لزيارتهم إلى بيلاروسيا، ووقعت عقدًا لخدمات النقل مع شركة "Stroitur" البيلاروسية التي تقدم خدمة تأجير الحافلات مع السائقين. كانت الحافلات التي حجزتها "Tsentrkurort" تنقل المهاجرين، بمن فيهم الأطفال، من مطار مينسك إلى الفنادق.
-أوسكار تور (Oscar Tour): شركة سياحة بيلاروسية مقرها مينسك، سهلت الحصول على التأشيرات للمهاجرين القادمين من العراق ونظمت سفرهم اللاحق إلى بيلاروسيا عن طريق الرحلات الجوية من بغداد إلى مينسك. وقد نُقل هؤلاء المهاجرون العراقيون في وقت لاحق إلى الحدود البيلاروسية بهدف عبورهم بشكل غير قانوني.
بفضل "أوسكار تور" واتصالاتها مع الخطوط الجوية العراقية والسلطات البيلاروسية وشركة "Tsentrkurort" المملوكة للدولة تم إطلاق رحلات جوية منتظمة من بغداد إلى مينسك من قبل الناقل الجوي العراقي، من أجل جلب مزيد من الأشخاص إلى بيلاروسيا لعبور الحدود الخارجية بشكل غير قانوني، وشاركت "أوسكار تور" في مخطط عبور الحدود غير القانوني الذي نفذته أجهزة الأمن البيلاروسية والشركات المملوكة للدولة وفق تقارير الاتحاد الأوروبي.
شركة أجنحة الشام للطيران (Cham wings): هي شركة طيران سورية خاصة تعود ملكيتها لرجل الأعمال محمد عصام شموط وشريكه السابق رامي مخلوف (ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد)، وزادت الشركة عدد الرحلات الجوية من دمشق إلى مينسك منذ العاشر من سبتمبر/أيلول 2021 من أجل نقل المهاجرين إلى بيلاروسيا. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021 افتتحت أجنحة الشام مكتبين جديدين في مينسك حتى تتمكن من تنظيم الرحلات بين دمشق والعاصمة البيلاروسية، لكنها أوقفت رحلاتها إلى مينسك في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وفق موقع "فلاي رادار".
VIP Grub: هي شركة تقدم خدمة جوازات السفر والتأشيرات ومقرها إسطنبول في تركيا، وتنظم رحلات إلى بيلاروسيا بقصد واضح لتسهيل الهجرة إلى الاتحاد، وتعلن الشركة بنشاط عن الهجرة إلى الاتحاد، لذلك تسهم في أنشطة نظام لوكاشينكو التي تسهل العبور غير القانوني للحدود الخارجية للاتحاد، كما تفيد بيانات الاتحاد الأوروبي.
تشير الشهادات والمعطيات التي توصلنا إليها إلى أن السلطات البيلاروسية فتحت أبواب الرحلات المنظمة والفردية إلى بيلاروسيا، وحاولت إغراق الحدود المتاخمة لها بالمهاجرين، فقد كانت تسهل لهم العبور رغم المآسي الكثيرة التي وقعت لهم، وتقف أحيانا حائلا دون عدولهم عن الهجرة.
وتؤكد بيانات الرحلات الجوية أن تدفقا هائلا للمهاجرين شهدته خصوصا الفترة بين أبريل/نيسان ونوفمبر/تشرين الثاني، وأن مجموعة شركات طيران شاركت في هذا التدفق -من دون وجود ما يثبت تورطها في خطة بيلاروسية- عبر 1317 رحلة إلى مينسك حملت نحو 100 ألف راغب في الهجرة النظامية، إذا اعتبرنا أن كل رحلة كانت تحمل 80 مسافرا فقط بقصد الهجرة، في حين أن سعة معظم الطائرات تفوق 140 راكبا وسعة بعضها تبلغ 400 راكب.
استثمر المهربون المحترفون أيضا الخط البيلاروسي بشكل سريع وواسع لمراكمة أرباح طائلة، وحين بدا أن هذا المسار في تراجع عادت خطوط أخرى بينها تركيا واليونان إلى النشاط، ولمن يملك 12 ألف يورو (نحو 13 ألف دولار) يمكنهم توفير خدمة إيصال سريع إلى أي من بلدان الاتحاد الأوروبي بطرق بسيطة مثل "الجواز الشبيه"!