انتهاكات غير مسبوقة.. كيف مرت ذكرى احتلال القدس على المسجد الأقصى؟

رفع الأعلام الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى احتفالا بذكرى "توحيد القدس"، مايو 2025، مواقع التواصل الاجتماعي
مستوطنون داخل المسجد الأقصى احتفالا بذكرى ما يسمونه "توحيد القدس" (مواقع التواصل)

أُغلق باب المغاربة -أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك الذي يسيطر على مفاتيحه جيش الاحتلال منذ عام 1967- أمام المستوطنين اليوم الاثنين بعد اقتحام 2092 متطرفا ومتطرفة المسجد بحماية ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.

ونُفّذ هذا الاقتحام الجماعي بمناسبة ما يسمى بيوم "توحيد القدس" الذي يعدّ عيدا يحتفل به الإسرائيليون باستكمال سيطرة دولتهم على شرقي القدس وضمّها لسيادتها عام النكسة الذي سُجلت فيه زيادة في أعداد المقتحمين مقارنة بالعامين الماضيين، إذ اقتحم المسجد المبارك 1601 من المتطرفين عام 2024 المنصرم، و1262 متطرفا ومتطرفة عام 2023 وفق إحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية بالمدينة المقدسة.

المواطنون الفلسطينيون اضطروا لإغلاق متاجرهم بالقدس القديمة تجنبا لاعتداءات المستوطنين (الفرنسية)

ومن ضمن الانتهاكات التي وُثّقت اليوم في ساحات المسجد الأقصى ومحيطه بالتزامن مع فترتي الاقتحامات الصباحية والمسائية:

  • رفع المستوطنون وتوشحوا الأعلام الإسرائيلية داخل المسجد، وارتدى بعضهم قمصانا مُزيّنة بعلم إسرائيل.
  • أدى المقتحمون طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل، واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه، ويمثل هذا أقصى درجات الخضوع) في الساحات الشرقية والغربية من المسجد الشريف.
  • أدخل المتطرفون أدوات يعتبرونها مقدسة كالشال الذي يرتديه اليهود أثناء الصلاة (طاليت) ولفائف الصلاة السوداء (التفلين) وهو ما طالبت الجماعات المتطرفة بإدخاله من خلال عريضة أُرسلت لوزير الأمن إيتمار بن غفير قبل شهر من أجل "السماح بحرية العبادة الكاملة لليهود" في "يوم القدس".
  • رقص المستوطنون وغنّوا في أماكن مختلفة من المسجد المبارك أثناء اقتحامهم.
  • أدى المتطرفون صلوات ورقصات استفزازية أمام أبواب المسجد الأقصى من الخارج، واعتدوا على المقدسيين والتجار وحوانيتهم وعلى الطواقم الصحفية بالشتم والبصق.

إعلان

بن غفير يقتحم الأقصى

كما اقتحم بن غفير و5 من أعضاء الكنيست المسجد الأقصى في الفترة الصباحية، وقال الوزير أثناء الاقتحام "في الواقع عدد كبير من اليهود يتدفقون إلى جبل الهيكل، ومن الممتع أن نرى ذلك.. اليوم أصبح من الممكن الصلاة والسجود ونشكر الله على ذلك".

وأضاف الوزير المتطرف "نحن هنا نصلي من أجل سلامة المخطوفين وتحقيق النصر في الحرب.. وأدعو لرئيس الشاباك الجديد بالتوفيق في ملاحقة أعدائنا، وأن يسحقهم كما فعل طوال سنوات عمله، وأن يميز بين العدو والحبيب، فالمحب يُحتضن، والأعداء يُسحقون".

وقد أفادت مصادر للجزيرة اعتداء قوات الاحتلال بالضرب على عدد من حراس المسجد الأقصى، وأبعدتهم عن ساحات المسجد، بالإضافة إلى نشرها أكثر من 200 عنصر لتأمين اقتحامات المستوطنين.

مسيرة رقصة الأعلام

وبإغلاق المسجد الأقصى أمام هذه الاقتحامات، تتجّه الأنظار الآن نحو مسيرة "رقصة الأعلام" التي من المتوقع أن يشارك فيها عشرات آلاف المستوطنين ممن سيتجمعون في باب العمود ومنه إلى شوارع البلدة القديمة وصولا إلى ساحة البراق حيث التجمّع والاحتفال المركزي.

وأظهرت مقاطع فيديو مصورة نشرتها وسائل إعلام محلية احتشاد مئات المستوطنين في طريق الواد بالبلدة القديمة، حيث أجبرت قوات الاحتلال التجار الفلسطينيين على إغلاق متاجرهم اليوم لتأمين اقتحامات المستوطنين واحتفالاتهم.

وكانت جهات فلسطينية عدة حذرت من تصعيد خطير ستشهده المدينة المقدسة المحتلة في ظل مضي سلطات الاحتلال في تنظيم فعاليات مسيرة "رقصة الأعلام" واعتبرتها تكريسا لتهويد المدينة بالقوة، في مخالفة صارخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

إعلان

ومن جانبه قال إمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري -في تصريحات لقناة الجزيرة- إن اليمين المتطرف هيمن على الحكومة الإسرائيلية، وبدأ ينقض بشراسة على المسجد الأقصى، في محاولة لفرض واقع جديد بالقوة" وحذر من تصعيد غير مسبوق في اعتداءات إسرائيل ومستوطنيها على المسجد الأقصى المبارك تزامنا مع مسيرة "رقصة الأعلام".

المصدر: الجزيرة

إعلان