علّقوا صلاة التراويح.. القتال بشرق الكونغو الديمقراطية يعمّق معاناة المسلمين

Muslim worshippers gather for Friday prayers at one of the mosques in Beni, northern North Kivu Province, northeastern Democratic Republic of Congo, on May 21, 2021. Since October 2014, the armed group Allied Democratic Forces (ADF), originally from Uganda and claiming to be a branch of the Islamic State organization, has been responsible for the deaths of several thousand civilians in the Beni region. In March 2021, the U.S. State Department listed the ADF as an international terrorist organization affiliated with ISIS, and designated it as ISIS-DRC. In May 2021, two prominent Muslim community leaders in Beni territory, known to be strong opponents of the ADF, were murdered in circumstances that remain unclear. (Photo by ALEXIS HUGUET / AFP)
جانب من أداء صلاة الجمعة في أحد المساجد بالكونغو الديمقراطية (الفرنسية)

قرر المجلس الأعلى للمسلمين في الكونغو الديمقراطية تعليق صلاة التراويح في المدن الشرقية، التي احتلتها حركة إم 23 المتمردة والمدعومة من رواندا.

وقال رئيس فرع المجلس الإسلامي في بوكافو الشيخ ياسين كابونجو إن الشيوخ أفتوا بعدم إقامة شعيرة صلاة التراويح في المساجد، إذ لا تسمح الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد بخروج المواطنين في الليل.

وطالب المجلس المسلمين الذين يقطنون بالقرب من المساجد بالجمع بين المغرب والعشاء والعودة إلى منازلهم قبل إطباق الظلام.

 كما طلب من المسلمين الذين تقع مساكنهم بعيدا عن المساجد البقاء في أماكنهم وتأدية الصلاة فيها صونا للأنفس من الهلاك.

ويتزامن رمضان الحالي مع الحرب المحلية التي تدور رحاها منذ أسابيع في شرق الكونغو الديمقراطية بين مقاتلي إم 23 المتمردة، وقوات الجيش النظامي الذي لا يزال عاجزا عن وضع حد لتقدم المقاتلين المتمردين.

تعداد المسلمين ومناطقهم

ويعتبر المسلمون في جمهورية الكونغو الديمقراطية من الأقليات السكانية إذ يبلغ عددهم 10 ملايين نسمة، وهو ما يمثل نسبة 15% من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 77 مليونا.

وتقول إحصائيات نشرها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن عدد المسلمين تراجع في الكونغو من 17 مليون إلى 10 ملايين في العقود الماضية بسبب الاضطهاد والفقر والجهل والإقصاء الممنهج والحملات التنصيرية وغياب الإعلام.

إعلان

ويوجد أغلب مسلمي الكونغو الديمقراطية في العاصمة كينشاسا، وبعض المدن الشرقية مثل غوما، وبوكافو، وماسيس، وماكاتو كاساي.

وفي المناطق الشرقية، يعاني المسلمون كغيرهم من الكونغوليين من هجمات المتمردين الذي استولوا علي مدينتي غوما وبوكافو في الأسابيع الماضية.

أسواق مغلقة وأوضاع خطيره

ومع حلول رمضان الكريم زادت معاناة المسلمين، ولم يعد بوسعهم إقامة الشعائر الدينية، إذ كان شهر الصيام بالنسبة لهم موعدا مع الدعوة ونشر السلام والمحبة والقيم الفاضلة بين الناس، وفرصة للتعاون والتكاتف والاجتماع على العبادة والتعلم.

ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن مصادر محلية في مدينة بوكافو قولها إن المسلمين في سعي حثيث لتأمين احتياجاتهم في الشهر الكريم. ولكن تدهور الأوضاع الأمنية يمنعهم من الخروج إلى الأسواق التي تشهد مظاهر النهب والسرقة والقتل.

وبالإضافة إلى الأوضاع الأمنية، لا تزال أغلب البنوك والأسواق مغلقة، وهو الأمر الذي يزيد من تعقيد الحياة المعيشية هنالك.

ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، عرفت مناطق شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية هجمات عنيفة متبادلة بين المتمردين وقوات النظام، الأمر الذي تسبب في مقتل أكثر من 7 آلاف مدني، ونزوح عشرات الآلاف من الأشخاص من مساكنهم.

ورغم مناشدات المجتمع الدولي بوقف القتال، فإن الحرب لم تضع أوزارها. وتقول الأمم المتحدة إن الأوضاع الإنسانية أصبحت مقلقة ولا تستطيع هيئات الإغاثة الدولية أن تصل إلى الأماكن المنكوبة بسبب القتال.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان