نيويورك تايمز: إسرائيل تراهن على تراجع حزب الله

قصف إسرائيلي على قرية برج الشمالي جنوب لبنان اليوم (الفرنسية)

يقول مدير مكتب "نيويورك تايمز" بالقدس باتريك كينغسلي، في تقرير له، إن الضربات الإسرائيلية المكثفة تظهر مدى تصميم إسرائيل على وقف هجمات حزب الله عبر الحدود مع لبنان، كما تظهر كم هي إسرائيل بعيدة عن تحقيق هذا الهدف.

وأوضح أن الضربات الإسرائيلية القاتلة وتحذيرات الإجلاء في لبنان اليوم أظهرت عزم سلطة الاحتلال على كسر عزم حزب الله وإجباره على وقف هجماته عبر الحدود على إسرائيل.

وعكست التحركات أيضا مدى بُعد إسرائيل عن تحقيق هذا الهدف ومدى قرب كلا الجانبين من حرب شاملة.

كانوا يأملون

وأضاف كينغسلي أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يأملون في أنه من خلال توسيع نطاق هجماتهم خلال الأسبوع الماضي -ضرب أدوات اتصالات حزب الله، وقتل العديد من القادة الرئيسيين وكذلك المدنيين اللبنانيين- سيزعجون حزب الله ويقنعونه بالانسحاب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

واعتقد الإسرائيليون أنهم إذا زادوا تكلفة حملة حزب الله، فسيكون من الأسهل على الدبلوماسيين الأجانب، مثل آموس هوكشتاين، كبير مبعوثي الولايات المتحدة، حمل الحزب على التراجع.

في الوقت الحالي، حدث العكس. وعلى الرغم من أيام من الهجمات التصعيدية من إسرائيل، تعهد حزب الله بعدم الانصياع للضغوط.

إعلان

تصعيد وتحد من حزب الله

وقال قادة الحزب إنهم سيواصلون هجماتهم إلى أن توافق إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على وقف إطلاق النار في غزة. وصباح الأحد، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على أهداف تقع على بعد 50 كيلومترا داخل إسرائيل، وهي أعمق ضرباته منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول والتي حذر أحد كبار مسؤوليه من أنها "مجرد البداية".

حتى أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله، تحدى إسرائيل على غزو جنوب لبنان، وهي خطوة يمكن أن تؤدي بشكل ما إلى طريق مسدود.

واليوم لم يكن الغزو وشيكا على ما يبدو حتى مع تكثيف إسرائيل لضرباتها وتحذيرها المدنيين لإخلاء القرى التي قالت إن حزب الله يخزن فيها أسلحة. وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي اللواء دانيال هاغاري إن التركيز الحالي ينصب على حملة جوية وليس عملية برية.

الغزو خيار مرجح

ولكن إذا فشلت إسرائيل في ممارسة أشكال أخرى من الضغط العسكري، فإن الغزو سيكون أحد الخيارات العسكرية القليلة المتبقية لقيادة البلاد.

ومع ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي ضعيف بالفعل ولا يزال يقاتل في غزة بينما يصعد أيضا عملياته في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حيث يشن غارات منتظمة على المدن الفلسطينية.

وناقش محللون عسكريون جدوى محاولة إسرائيل خوض 3 صراعات في وقت واحد، خاصة بالنظر إلى التحديات التي يفرضها غزو لبنان.

وبعد 11 شهرا من القتال، لم يهزم الجيش الإسرائيلي حماس بالكامل في غزة. ويسيطر حزب الله على منطقة جبلية أكبر وأكثر من حماس في غزة. كما يُعتبر الحزب اللبناني عموما أن لديه جيشا أفضل تدريبا من حماس، بالإضافة إلى تحصينات أكثر تطورا.

وختم كينغسلي تقريره بأن لغزو لبنان، سيحتاج الجيش الإسرائيلي على الأرجح إلى استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط، وكثير منهم مرهقون من الخدمة في غزة خلال العام الماضي.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان