قمة رباعية نادرة و"عشاء حميم" بمنزل بايدن بعيدا عن البيت الأبيض
واشنطن- بولاية ديلاوير، وفي مدينة ويلمنغتون تحديدا، حيث يقع منزله الخاص، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، غدا السبت، قمة تضم نظراءه من اليابان وأستراليا والهند في إطار مجموعة الرباعية "كواد"، وذلك على الرغم من أن البيت الأبيض ما يزال مقره الرئيسي حتى ظهر يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
ودعا بايدن القادة إلى عشاء "حميم"، غدا السبت أيضا، في مدرسته الثانوية، أكاديمية أرشمير، وهو مكان ذو أهمية خاصة للرئيس. وقال البيت الأبيض أمس الخميس، إن العديد من الارتباطات التقليدية للقمة من هذا النوع ستحدث أيضا في أرشمير، بما في ذلك الاجتماع الأكثر رسمية على مستوى القادة.
وأراد بايدن دمج العلاقات الشخصية التي تجمعه بقادة هذه الدول، والتأكيد على أهمية "العلاقات الشخصية العميقة" باعتبارها مركزية لنهج سياسته الخارجية.
وستكون هذه هي المرة الأولى له -وهو رئيس- التي يطلب فيها بايدن من زعماء أجانب زيارة ويلمنغتون، وهو انعكاس لقربه من هؤلاء القادة، رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.
أجندة القمة
وفي حديث للصحفيين بمركز الصحافة الأجنبية التابع لوزارة الخارجية قبيل القمة، تحدثت ميرا راب هوبر، مساعدة الرئيس بايدن بمجلس الأمن القومي لشرق آسيا وأوقيانوسيا، حيث تشرف على إستراتيجية واشنطن تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأكدت هوبر أن "هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها الرئيس بايدن قادة أجانب في ويلمنغتون بصفته رئيسا، وهو انعكاس لعمق علاقته الشخصية مع كل من قادة المجموعة الرباعية والأهمية التي يوليها لهذه المجموعة".
وستتضمن القمة الرباعية هذا العام، إعلانات طموحة في المجالات التي اعتادت المجموعة الرباعية على العمل فيها. وتشمل مجالات الأمن الصحي، والاستجابة الإنسانية والكوارث، والأمن البحري، والبنية التحتية العالية الجودة، والتكنولوجيات الحرجة والناشئة، والمناخ والطاقة النظيفة، والأمن السيبراني.
وتتوقع هوبر أيضا بعض الإشارات التي تقوي إضفاء الطابع المؤسسي على التحالف ليستمر على المدى الطويل.
من الهند إلى أميركا
استضاف بايدن أول قمة لقادة المجموعة الرباعية في البيت الأبيض في عام 2021، وكان من المقرر أن تستضيف الهند قمة هذا العام، لكن الزعماء الأربعة اتفقوا على أن نيودلهي ستفعل ذلك العام المقبل.
وتقول أبارنا باندي، مديرة مبادرة معهد هدسون بشأن مستقبل الهند وجنوب آسيا، إن زيارة الرئيس بايدن إلى الهند في سبتمبر 2023 لحضور قمة مجموعة العشرين تعني أنه كان من الصعب عليه العودة إلى الهند في يناير/كانون الثاني 2024.
كما أن المواعيد الانتخابية سواء في الهند أو الولايات المتحدة أصبحت بمثابة عائق في جدول الترتيبات المبدئي. ولكن عندما بدت المواعيد قريبة جدا من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (تعقد الأسبوع المقبل)، قررت الولايات المتحدة والهند تبادل المسؤوليات.
ومن المقرر الآن أن تستضيف الهند القمة المقبلة في عام 2025، مما يزيد من احتمال عودة نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي هاجرت والدتها من الهند، بشكل رمزي كبير إذا تم انتخابها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
أبحث عن الصين
ومن خلال قمة مسقط الرأس هذه، يأمل البيت الأبيض في إظهار قوة التحالف مع شركاء المحيطين الهندي والهادي، خاصة في وقت تعد فيه مواجهة نفوذ الصين المتزايد أولوية قصوى لإدارة بايدن.
وعلى الرغم من أن المجموعة الرباعية لم تذكر صراحة، فإنها تركز على إدارة استجابة جماعية لصعود الصين. وتشعر الدول الأربعة بالقلق من الأبعاد العسكرية للصعود الصيني المستمر، وأيضا من المخاطر على الاستقرار الإقليمي في منطقة المحيطين، خاصة حريات الملاحة، وذلك بسبب طموحات زعيم الصين شي جين بينغ.
وقبل عامين، أصدرت إدارة بايدن إستراتيجيتها الرسمية تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادي. وحذرت الإستراتيجية -التي جاءت مختصرة في 19 صفحة- من أنه لم يعد يتبقى سوى نافذة ضيقة من الوقت لمنع الصين من تحويل المنطقة المهمة بالنسبة لواشنطن إلى منطقة نفوذ خاصة بها.
ويعد الرئيس بايدن ثالث رئيس أميركي على التوالي يصنف آسيا أولوية جيو-إستراتيجية قصوى لبلاده، وهو النهج الذي بدأ مع إستراتيجية "التوجه نحو آسيا" في عهد الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، وامتد إلى عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وعلى مدار السنوات الثلاثة الماضية، جعل الرئيس بايدن من أولوياته الاستثمار في إعادة بناء شبكة تحالفات بلاده مع دول منطقة المحيطين الهندي والهادي، وذلك في إطار احتواء الصعود والتهديدات الصينية. وأقامت واشنطن تحالفا ثنائيا مع الفلبين، وتحالفا ثلاثيا مع كوريا الجنوبية واليابان، وتحالفا ثلاثيا باسم "إيكواس" مع بريطانيا وأستراليا، إضافة للتحالف الرباعي "كواد".
وأشارت مساعدة الرئيس بايدن إلى 3 مخرجات تستهدفها القمة، وهي:
- أن تصبح "كواد" أكثر توافقا من الناحية الإستراتيجية مقارنة بأي وقت مضى.
- أن تحقق نتائج حقيقية لشركائنا في المناطق التي يحددونها على أنها الأكثر أهمية بالنسبة لهم.
- التأكيد على أن المجموعة الرباعية ليست مجرد مبادرة مرتبكة بإدارة بايدن، ولكنها مبادرة مصممة لتستمر على المدى الطويل لمواجهة الطموحات الصينية.