لوموند: مقاطع فيديو تثبت الجرائم العرقية المرتكبة في دارفور بالسودان

FILE - Sudanese soldiers from the Rapid Support Forces unit, led by Gen. Mohammed Hamdan Dagalo, the deputy head of the military council, secure the area where Dagalo attends a military-backed tribe's rally, in the East Nile province, Sudan, on June 22, 2019. The U.N. Security Council adopted a resolution Thursday, June 13, 2024, demanding that Sudan’s paramilitary force halt its siege of the only capital in the vast western region of Darfur that it doesn’t control where more than a million people are reportedly trapped. The resolution, which was approved by a vote of 14-0 with Russia abstaining, expresses “grave concern” at the spreading violence and credible reports that the paramilitary Rapid Support Forces are carrying out “ethnically motivated violence” in El Fasher
عناصر من قوات الدعم السريع (أسوشيتد برس)

قالت صحيفة لوموند إنها تحققت هي ومجموعة لايت هاوس ريبورتس وشركاؤها من صور تكشف عن جرائم عرقية تنفذها مليشيات تابعة لقوات الدعم السريع السودانية في دارفور، رغم نفي الدعم السريع ذلك.

ووصفت الصحيفة -في تحقيق بقلم روزغار محمد أكغون- مشهدين: أحدهما به جثتان على الأرض، ورأس إحداهما غارق في الدماء، وحوله نحو 10 رجال يكبرون ويلوحون بفخر بالسيوف والسياط وبنادق كلاشينكوف الهجومية، وفي المشهد الثاني 6 جثث أمام صف من الرجال المعممين، بينهم 4 ضحايا أيديهم مقيدة خلف ظهورهم، والدم يسيل من رأس أحدهم.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الصور التي تحققت من صحتها، بالتعاون مع تقارير لايت هاوس وواشنطن بوست وسكاي نيوز، تلقي الضوء على البعد العرقي لعمليات الإعدام بإجراءات موجزة، كما أنها تتيح التعرف على المسؤولين، وهم من المليشيات التابعة لقوات الدعم السريع السودانية.

مدنيون من السودان يعبرون الحدود التشادية هربا من العنف في دارفور (الفرنسية)

انتهاكات عرقية

وذكّرت لوموند بالحرب، التي تدور في السودان منذ أبريل/نيسان 2023، بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) والقوات المسلحة السودانية تحت قيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وقد أدت هذه الحرب بعد أقل من عام -حسب الصحيفة- إلى نزوح ما يقرب من 8 ملايين شخص وعشرات الآلاف من القتلى، وفقا للأمم المتحدة، إلا أنها في منطقة دارفور خاصة اتسمت بالعنف العرقي الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف منذ عام 2003.

ووفقا لتقارير عدة منظمات غير حكومية، يشهد النزاع زيادة في الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات المرتبطة بقوات الدعم السريع ضد المدنيين من المجتمعات غير العربية، ولا سيما المساليت والزغاوة.

إعلان

وقد نفت قوات الدعم السريع ذلك مرارا وتكرارا وألقت باللوم على "الصراعات القبلية البحتة" والقوات السودانية النظامية، ولكن مقاطع الفيديو التي تحققت منها لوموند تنفي هذه التأكيدات.

وذكّرت الصحيفة بهجوم للدعم السريع على مدينة كتم الصغيرة بشمال دارفور في يونيو/حزيران 2023، أعقبته -حسب 10 شهادات محلية جمعتها الصحيفة- انتهاكات في مخيم كسب للاجئين، الذي يسكنه أساسا أفراد من مجتمع الزغاوة.

وقد سمحت القرائن المرئية الموجودة في مقطعي الفيديو الخاصين بعمليات الإعدام، للصحيفة وشركائها، بتحديد الموقع الجغرافي، وهو مخيم كسب، كما تشير الشهادات إلى أن المليشيات توجهت بعد ذلك نحو مزرعة تقع بالقرب من مقبرة كسب، وأعدموا هناك أفرادا من العائلة نفسها.

وقد استُهدف عديد من الضحايا من العائلة نفسها بسبب انتمائهم العرقي -حسب الصحيفة- ومن بينهم 5 أشقاء، حسب عدة شهادات، ويقول أحد السكان وكان ساعد في دفن الجثث إن "رجال المليشيا دخلوا إلى المنزل الذي كان يعيش فيه الأخوان مع والدتهما. اختطفوهما واقتادوهما مقيدي اليدين إلى مزرعة وأعدموهما".

وتمكنت لوموند من العثور على الملفات الشخصية لاثنين من هؤلاء الإخوة على فيسبوك، يقول أحدهما إنه التحق بمدرسة كساب الثانوية عام 2020، أما الآخر فكان عضوا في مجموعة على فيسبوك تدعي الهوية الزغاوية، وقال أحد سكان البلدة "لقد نشؤوا هنا، في مخيم النازحين هذا".

فيديو من الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على منصة إكس قوات الدعم السريع تستقبل تعزيزات عسكرية جديدة بشمال دارفور
قوات الدعم السريع تستقبل تعزيزات عسكرية جديدة بشمال دارفور (الجزيرة)

هجوم بقيادة الدعم السريع

وحسب تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن قوات الدعم السريع والمليشيات التي تقاتل تحت لوائها هي التي اقتحمت كتم ومعسكر كساب في يونيو/حزيران، وتشير صيحات الاحتفال المسموعة في مقاطع الفيديو إلى انتماء من قاموا بالإعدام.

إعلان

وتؤكد مقاطع فيديو أخرى وقوع هجوم لقوات الدعم السريع في الثالث من يونيو/حزيران 2023 في كتم، كما تكشف عن القائد المسؤول عن الهجوم، حيث يقوم أحد قادة قوات الدعم السريع بجولة في ثكنة في كتم، وبفضل الصور عرفت الصحيفة أن هذا الضابط هو العقيد علي حامد الطاهر، أحد الضباط المحليين في قوات الدعم السريع.

وحسب تقرير وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل 54 لاجئا نازحا في كسب، وفر جميع سكان المخيم، وهم نحو 22 ألف شخص، ومن ثم نزحوا مرة أخرى.

المصدر : لوموند

إعلان