مؤسس حركة "أنقذوا الحي الأرمني" للجزيرة نت: سنواصل النضال لاستعادة أرضنا

أحد قادة ومؤسسي حركة أنقذوا الحي الأرمني سيتراك باليان الجزيرة نت
باليان: تشغلنا صفقتان تفتحان شهية المستوطنين على أرض معروفة بـ"حديقة البقر" (الجزيرة)

القدس المحتلة- يواجه الحي الأرمني بمدينة القدس المحتلة تحديات وجودية في ظل زحف استيطاني لا يهدد ربع مساحته فحسب، إنما الوجود الأرمني كأحد مكونات فسيفساء المجتمع المقدسي.

دفعت التحديات، وآخرها "صفقتان" لإيجار طويل الأمد "بمبلغ سخيف" قد ينتهي بالتمليك لأملاك الكنيسة والطائفة الأرمنية، إلى تشكيل حراك يواجه "عبث" البطريركية الأرمنية بأملاكهم وأملاك الكنيسة على حد سواء، أطلقوا عليه "حركة أنقذوا الحي الأرمني" ليبدأ معركة سياسية وقانونية لإبطال "الصفقات".

على بعد خطوات من البلدة القديمة بالمدينة المحتلة، وفي مصنع الخزف الفلسطيني الذي أسسته عائلة باليان الأرمنية عام 1922، التقت الجزيرة نت، سيتراك باليان، أحد قادة الحركة وحاورته حول الأرمن ووجودهم في القدس وأبرز مهددات هذا الوجود.

تحدث باليان عن الجهد القانوني الذي يبذله المحامون، ووصفه بـ"الجبّار" متمنيا أن تنتهي الدعوى التي رُفعت أمام المحاكم الإسرائيلية لصالح الشعب الأرمني الذي وصل القدس لأول مرة في القرن الرابع الميلادي، ويشعر أفراده -خاصة أولئك الذين يعيشون في حيّهم الواقع بالبلدة القديمة- أنهم قطعة فسيفساء تتشابك مع القطع الأخرى لتكوّن معا النسيج الاجتماعي المقدسي.

وفيما يلي نص الحوار:

تكليف بألبوم صور-حي الأرمن
خيمة اعتصام ضد الاستيلاء على أرض البقر وهي جزء من الحي الأرمني (الجزيرة)

لمن لا يعرف، ما القضية التي تشغل بال الشعب الأرمني في القدس منذ نحو 3 أعوام؟

تشغلنا صفقتان تفتحان شهية المستوطنين على الأرض المعروفة بـ"حديقة البقر"، تم توقيع الصفقة الأولى بين البطريركية الأرمنية وبلدية القدس عام 2020 لتأجير جزء من الأرض، والثانية عام 2021 بين البطريرك الأرمني نورهان مانوغيان ويهودي أسترالي يحمل الجنسية الإسرائيلية يدعى "داني روتمان روبنشتاين" لاحتكار قطعة الأرض ذاتها واستثمارها بشكل مشترك وإقامة فندق.

مساحة "حديقة البقر" نحو 7500 متر مربع، والاتفاقية الثانية تضم 11 ألفا و500 متر مربع، وتشمل منازل 5 عائلات أرمنية، والمدرسة الدينية اللاهوتية والمتحف الأرمني وموقف السيارات، ويعادل ذلك 25% من إجمالي مساحة دير الأرمن الواقع في البلدة القديمة ويصله الزوار من باب الخليل عادة.

ومن المثير للسخرية أن البستان الخاص بالبطريرك تشمله الصفقة، وبالتالي سيفتح نافذته ويطل على شيء لن يملكه بعد الآن.

الأخطر في الصفقة الثانية احتواؤها على بند يسمح ببيع الأسهم لطرف ثالث دون موافقة البطريركية الأرمنية، إضافة إلى اقتطاع أراض أخرى مستقبلا "إذا لم تتعارض مع مخططات البطريركية"، كما أن المبلغ الذي تم الاتفاق عليه في الصفقة الثانية هو سخيف جدا مقارنة بالموقع الإستراتيجي والحساس لحديقة البقر، والحديث يدور عن مليوني دولار أميركي كدفعة أولى و300 ألف دولار سنويا لمدة 99 عاما، وبكل الأحوال نحن نريد أن تبقى هذه الأرض للأرمن فقط.

ما أرضُ حديقة البقر وما أهميتها؟

هذه الأرض تعود للأرمن منذ 600 عام، وتم شراؤها من قبل البطريركية ومن تبرعات الشعب الأرمني على مدار 300 عام.

اشتروا حوضا تلو الآخر وقطعة تلو الأخرى حتى باتوا يملكون موقعا لن أبالغ إذا قلت إنه الأهم على مستوى العالم، لأن هذه الأرض الواقعة على جبل صهيون هي أعلى نقطة في البلدة القديمة، وهي آخر مساحة مفتوحة بهذا الحجم داخل سور القدس التاريخي وبالتالي موقعها حساس وإستراتيجي.

تكليف بألبوم صور-حي الأرمن
يقدر تعداد الأرمن في القدس بنحو 3 آلاف يعيش نحو نصفهم في الحي الأرمني (الجزيرة)

ما ادّعاءاتُكم في معارضة صفقة حديقة البقر، وكيف قابلتم الإعلان عنها؟

تتعارض الصفقة الثانية بالتحديد مع القانون الداخلي لبطريركيتنا والذي يمنع بشكل واضح تأجير أي عقار أو أرض تتبع للبطريركية الأرمنية لمدة تزيد عن 49 عاما، لكن الصفقة التي وقعت سيحتكر المستثمرون بموجبها قطعة الأرض.

بدأنا نعرف بعض المعلومات من خارج البطريركية فنُشر مقال في صحيفة أرمنية في كندا عن الصفقة لكن دون تفاصيل كثيرة، وبعدها أصدر 17 خوريّا أرمنيا يعملون في البطريركية بيانا عارضوا فيه الصفقة، وقالوا إنها تخالف القانون الداخلي. ومن هنا بدأ حراكنا ضد أطراف الصفقة من الكنيسة وهم بطريرك القدس الأرمني نورهان مانوغيان، ونائبه المطران سيفان غريبيان، ومدير قسم العقارات في البطريركية الأب باريت يريتسيان.

أنا وهاغوب جيرنازيان وهو شاب أسس معي الحركة، قررنا مواجهة مدير قسم العقارات وهو ذاهب إلى الكنيسة ليصلي، حاولنا استنطاقه حول الصفقة حينها، لكنه قال اذهبوا إلى البطريرك هو يعرف كل شيء وأنا فعلت كل شيء لمصلحة البطريركية.

بعد مدة قصيرة قررت البطريركية إزالة الغطاء عنه أي نزع المسؤولية الدينية عنه وطرده من منصبه، وأمهلته أسبوعا للمغادرة سمحت له خلاله بتفريغ مكتبه من الوثائق، ومنها ما قد يكون له علاقة بالصفقة، والمهلة كانت خطأ من البطريركية.

نظمنا تجمعا عفويا ضم 70 أرمنيا تصاعد عددهم فجأة إلى 250 شخصا يوم ترحيل هذا الشخص من الدير، وتفاجأنا بالشرطة والقوات الخاصة التي وصلت للحي لحمايته منّا أثناء المغادرة المخجلة له.

تكليف بألبوم صور-حي الأرمن
آليات المستوطنين حاولت فرض أمر واقع في حديقة البقر لكن سكان الحي الأرمني منعوها بأجسادهم (الجزيرة)

كان ذلك التجمع العشوائي هو نقطة الانطلاق باعتصامكم المفتوح ومظاهراتكم المنظمة، هل كان من السهل حشد المجتمع الأرمني للمشاركة فيها؟

الشعب الأرمني في القدس شعر بالخيانة لكنه مرتبط بالبطريركية ارتباطا كبيرا، فجزء كبير من سكان الحي يعملون إما في البطريركية أو في مدرستها ولا يدفعون إيجارات مقابل العيش في منازل الدير ويصنف معظمهم كمستأجرين محميين.

المدير السابق للعقارات، عندما نشأت نواة الحراك كان يهدد السكان المحميين منذ عقود وأبطل حمايتهم وجعل طردهم ساري المفعول خلال أسبوعين، وتغلغل الخوف بلا شك بين السكان لأنه من الصعب الخروج ضد مؤسسة موجودة في القدس منذ 1600عام.

وكانت رسالتنا لهؤلاء أن قوة البطريركية تأتي من مجتمعها وشعبها، وأن الشعب الأرمني ناضل على مدار قرون حتى يسدد الديون ويصمد في القدس، ولا بد من مشاركتنا في القرارات والتعامل معنا بشفافية.

وبالإضافة لمظاهراتنا التي انطلقت في ساحة الدير في شهر مايو/أيار من عام 2023 انطلقنا باعتصام مفتوح في خيمة داخل أرض حديقة البقر، وسرعان ما تحولت الخيمة إلى منزلنا الدافئ ولا تخلو على مدار الساعة من المعتصمين من شبان الحي والمتضامنين معهم.

هبّ محامون أرمنيون من خارج البلاد لمساندتكم وانضم إليهم محامون محليون، من هو فريق الدفاع عن هذه الأرض؟ وأين وصلت جهوده؟

عندما انطلقت المظاهرات وصل 6 محامين أرمنيين من أميركا وأعدوا تقريرا شاملا يضم 180 صفحة، وانضم إليهم مجموعة من المحامين المحليين على رأسهم المحامي سامي ارشيد بالإضافة لمستشار قانوني.

في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2023 قدمت البطريركية دعوى لدى المحاكم الإسرائيلية ضد شركة "زانا" ادّعت فيها أن المستثمرين قدموا أنفسهم بشكل خاطئ، وأنهم لا يملكون الخبرة والأموال لبناء فندق في المكان وأنه لم يتم الاتفاق على المساحة التي يدّعيها الطرف الآخر وأن البطريرك لم يوقّع على خرائط.

نحن كحركة "أنقذوا الحي الأرمني" رفعنا دعوى ضد البطريركية وشركة "زانا" جاء فيها أن هذه الأرض تعتبر وقفا لصالح المجتمع الأرمني في القدس، ولا يمكن تأجيرها لأي طرف لأكثر من 3 أعوام.

وجاء في الدعوى أيضا أن هذه الصفقة باطلة وغير قانونية وفق القانون الداخلي للبطريركية لأن أي قرار يجب أن يوافق عليه 30 من الخوارنة (رجال دين) من "مار يعقوب".

نحن لسنا ضد دعوى البطريركية التي تتضمن نقاطا مهمة نؤيدها، لكننا نرى أن هناك أمورا أخرى يجب تقديمها في الدعوى وهذا ما فعلناه.. ننتظر الآن تعيين قاض للنظر في القضية لتبدأ بعدها المداولات.

نشرت البطريركية الأرمنية إعلانا يقضي بإبطال الصفقة التي وقّعت عام 2021 في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، هل من توضيح؟

البطريرك يدّعي أنه لم يطّلع على الخرائط وأنه لا يعرف عن الصفقة، ونحن نعتبر أن عدم علمه بها مصيبة، وعلمه بها مصيبة أكبر.

وعلى إثر حراكنا نشرت البطريركية الأرمنية إعلانا يقضي بإبطال الصفقة، وقالت إن داني روتمان -الذي وقعت معه الصفقة- تظاهر بأنه رجل أعمال أسترالي، ثم تبين لاحقا أنه إسرائيلي من سكان مستوطنة "رعنانا" ولديه تاريخ حافل بالغش والخداع.

وأضافت أن رجل الأعمال لم يكن إلا وسيطا، إذ أعلن في أبريل/نيسان عام 2023 نقل 49% من أسهم شركته "زانا" إلى شخص يدعى جورج ورور، وأنه ينوي نقلها كاملة ليصبح الأخير المالك الوحيد.

ومن خلال التحقيقات تبين أن لكلا الشخصين علاقة بجمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية المسؤولة عن معظم عمليات شراء العقارات في البلدة القديمة بالقدس لصالح المستوطنين، واطّلعنا على صور تجمع هذين الشخصين بالقائمين على هذه الجمعية الاستيطانية.

كيف قوبل إعلان البطريركية إلغاء الصفقة، هل خفتَ الحديث عن الصفقة أم أشعلت هذه الخطوة الطرف الآخر؟

انطلقت فورا محاولات تنفيذ الصفقة ميدانيا وبالقوة، وأدخلت آليات صغيرة للحفر، وهجم المستوطنون علينا ورافقتهم الجرافات والكلاب، وضُربنا وسُحلنا وتم اعتقالنا وإبعاد بعضنا عن الأرض.

صممنا على مواصلة الحراك والاعتصام حتى اليوم، ونعرف أن صاحب الحق مهما طال ظلمه سيجني ثمار تعبه بعد الصمود في وجه الظالمين.

ماذا في الأفق؟ هل تعتقد أن المحاكم الإسرائيلية ستصدر قرارات لصالحكم؟

(ضاحكا) لو أننا نعيش في سويسرا سأقول إن القضية حُسمت بنسبة 99% لصالحنا، لكننا نعيش في القدس وهناك الكثير من التعقيدات السياسية والقانونية وغيرها، وبالتالي لا يمكنني القول، سوى أن لدينا ثقة بقوة وعدالة قضيتنا، وأننا عرفنا كيف ندخل إلى المحكمة لكن لا أحد يعرف كيف سنخرج منها.

هذه الجهود والنضال والكفاح لن يذهب سُدى وإن شاء الله ستعود الأرض لأصحابها الأصليين.

ما خطورة عدم إبطال هذه الصفقة؟

كل أرمني كان يجلب ابنه إلى المدرسة الأرمنية أو النادي الأرمني أو إلى الكنيسة لن يعود، وكل من يعيش داخل الحي الأرمني سيخرج منه.

باختصار إذا تمت هذه الصفقة فهي عبارة عن تهجير صامت لأرمن القدس من البلدة القديمة، ويؤلمنا أن المدرسة اللاهوتية التي يتخرج فيها رجال دين مسيحيون ستذهب أدراج الرياح لأن الصفقة تشملها.

نجاح الصفقة والمضي فيها سيجفف وصول الأرمن إلى البلدة القديمة، وسيغادر الأرمن الذين يعيشون داخلها أيضا، لأن اعتداءات المستوطنين زادت وتيرتها بعد حراكنا فتصاعدت هجماتهم على رجال الدين المسيحيين بالبصق واستهدافهم برذاذ الفلفل، وتصاعدت أيضا الاعتداءات على الصُّلبان بالبصق عليها وإلقائها على الأرض.

هل تعتقد أن الشرطة الإسرائيلية كانت متورطة في دعم الطرف الآخر على حسابكم، أم أنها كانت حيادية كما ادّعت؟

تكون الشرطة حيادية عندما تتعامل بموجب القانون بشكل متساو مع كافة الأطراف، لكنها لم تفعل ذلك في قضيتنا.

عندما هجم المستوطنون المسلحون والكلاب وبدأت الجرافات بأعمال حفر رغم أنها لا تحمل لوحات قانونية طلبنا من الشرطة التي وصلت إلى المكان أن تزودنا بقرار محكمة ينص على البدء بأعمال الحفر، لكنها قالت إنها لن تتدخل ومن لديه مشكلة عليه الذهاب إلى المحكمة.

الشرطة ساعدت الطرف الآخر في الدخول إلى الأرض والاعتداء عليها وعلينا، وقالت إن لديهم أمر محكمة رغم عدم وجوده، وبالتالي هي انحازت للطرف الآخر.

هل وجدتم مساندة من المجتمع المقدسي بشكل خاص والمجتمع الفلسطيني بشكل عام، أم شعرتم أن أرمن القدس يواجهون مصيرا قاتما وحدهم؟

ساندنا المقدسيون وأهالي الداخل الفلسطيني واليهود اليساريون، ولجأنا بدورنا إلى كافة رؤساء الكنائس والقناصل والدبلوماسيين والمؤسسات الحقوقية.

الجميع وقف إلى جانب مطالبنا ونرى أن نضالنا هو نضال للحق والعدالة وهوية القدس التي نحب، ونحب أيضا أن تبقى هذه الأرض للطائفة الأرمنية وحدها.

هنا شيء غير عادل وغير إنساني ونحن نتحرك ضده لأننا شعب مذبوح، وكل شعب ذُبح وتعرض للظلم يجب أن يقف ضد الظلم.

 

بالعودة إلى الماضي، متى تأسست البطريركية الأرمنية في القدس، وكم تبلغ مساحة الحي الأرمني وعدد سكانه؟

تأسست البطريركية عام 638م وهي البطريركية الوحيدة التي صمدت في القدس ولم يغادر بطاركتها رغم كل ما مرّ على هذه المدينة، والبطريرك الحالي هو البطريرك رقم 97 للأرمن في القدس.

مساحة الحي تقدر بـ120 دونما، وتعيش بداخله مائتا عائلة ويصل عددهم إلى 1500 نسمة من نحو 3 آلاف أرمني يعيشون في القدس.

للبطريركية أملاك كثيرة في القدس الغربية وفي كل من بلدة سلوان والطور، بالإضافة لأملاك في حيفا ويافا، وكثير منها مؤجر.

في الختام، من هو سيتراك باليان الذي يقود حركة "أنقذوا الحي الأرمني" وماذا يعني له الحي شخصيا؟

ولدت في الحي الأرمني بالبلدة القديمة عام 1996 لعائلة أرمنية متجذرة في القدس، وأسس جدُّ والدي مع عائلتين أرمنيتين مصنع الخزف الفلسطيني عام 1922، وهذا يربطني بالقدس أكثر، خاصة أننا نصنع قطعا خزفية نمزج فيها التراث الأرميني والفلسطيني.

درست تخصص الاقتصاد في فرنسا، ثم انتقلت لدراسة السيراميك في إسبانيا، ومن هناك ذهبت إلى بلدي أرمينيا وأكملت دراستي في تخصص الاقتصاد وحصلت على درجة البكالوريوس.

أفكر بالعيش يوما ما في أرمينيا لكن ليس قبل أن أُكمل مهمتي في استرجاع أرض حديقة البقر فلدينا هنا نضال وحق لن نتخلى عنه.

بطريركيتنا في القدس كانت خلال القرن الـ18 فقيرة جدا ومثقلة بالديون، وقام البطريرك آنذاك بارتداء سلاسل حديدية ثقيلة في عنقه ورفض إزالتها حتى تسديد كافة ديون البطريركية، ونجح في ذلك بل وجمع أموالا طائلة فاشترى بها أملاكا جديدة وبنى سورا حول دير الأرمن.

كل النضال والجهد والعرق الذي تصبّب من أجْبِنة أجدادنا على هذه الأرض أقسمنا أن نصونه وألا نفرط به.

المصدر : الجزيرة

إعلان