رئيس حزب أيرلندي شمالي: ما يحدث بفلسطين يذكرنا بتجربتنا مع الاستعمار
قال رئيس حزب "شين فين" في أيرلندا الشمالية ديكلان كيرني إن ما يحدث في فلسطين "يذكرنا بما مررنا به من القمع التاريخي الذي تعرض له الشعب الأيرلندي على مدى قرون كنتيجة مباشرة للاستعمار الإنجليزي".
وأضاف كيرني -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إبادة جماعية، وكارثة أخلاقية، وانتهاك تام لكل القوانين والأعراف الدولية، ويجب وضع حد لكل ذلك على الفور.
وشدد على أن القوى الغربية متواطئة في دعمها لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة، لكنه قال أيضا إن بعض هذه الدول عدّلت مواقفها حاليا بعد 7 أشهر من الحرب.
وكانت الجزيرة نت التقت كيرني على هامش مؤتمر الفصل العنصري الإسرائيلي الذي استضافته جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي، وتوصل في بيانه الختامي إلى تشكيل هيئة دولية لمكافحة التمييز العنصري والاستيطان الإسرائيلي في كل فلسطين.
وديكلان كيرني سياسي أيرلندي من مواليد عام 1964، ويشغل حاليا رئيس حزب "شين فين" الوطني، وهو عضو في الجمعية التشريعية عن جنوب أنتريم منذ عام 2016، وشغل سابقا منصب وزير تنفيذي في أيرلندا الشمالية (2020-2022).
وإلى تفاصيل الحوار..
-
ما موقف الأيرلنديين من العدوان على الشعب الفلسطيني؟
هناك تقارب تاريخي طويل الأمد بين شعبي أيرلندا وفلسطين، وعندما ننظر في عيون الشعب الفلسطيني نرى القمع التاريخي الذي تعرض له الشعب الأيرلندي، ونرى تجربة الاستعمار التي لحقت بنا، ونرى كذلك أساليب المجاعة والإبادة الجماعية التي استُخدمت ضد شعب أيرلندا على مر القرون كنتيجة مباشرة للاستعمار الإنجليزي.
لذلك، لدينا تقارب عميق جدًا مع أخواتنا وإخواننا الفلسطينيين، واليوم هناك دعم شعبي وزخم كبير لقضية الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء جزيرة أيرلندا.
وأود أن أقول للشعب الفلسطيني إن أيرلندا تراك وتسمعك، ونحن معك، والشعب الأيرلندي لن يتخلى أبدا عن الشعب الفلسطيني.
-
وكيف ترى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟
حرب إسرائيل في غزة إبادة جماعية، وكارثة أخلاقية، ولا يوجد فيها أي احترام لإنسانية الفلسطينيين، وإن ما يحدث جريمة حرب على نطاق واسع، وانتهاك تام لكل القوانين والأعراف الدولية، ويجب أن يُوضع حد لكل ذلك على الفور.
كما أنه يجب على القوات الإسرائيلية أن تنسحب من القطاع، ويجب اتخاذ إجراءات دولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية الضرورية على الفور إلى غزة، وأن تُتخذ خطوات على أساس وقف كامل وغير مشروط ودائم لإطلاق النار من أجل البدء في إعادة إعمار غزة.
-
وكيف تنظر إلى الدعم الغربي لإسرائيل بميزان العدالة الإنسانية؟
إن الموقف الذي اتخذته القوى الغربية الكبرى فيما يتعلق بدعمها لإسرائيل وتواطئها في الحرب في غزة غير مبرر على الإطلاق.
لكن من المهم الإشارة إلى أنه مع استمرار الحرب خلال الأشهر السبعة الماضية بدأت بعض القوى الغربية تعديل مواقفها، لذا لا ينبغي لنا أن نصف الغرب بأنه نموذج متحد ومتراص في مواقفه، فهناك الآن مواقف مختلفة يتم تبنيها كرد فعل مباشر على حجم الفظائع التي يتم ارتكابها.
ويتعين علينا جميعا، ممن يحملون الموقف الأخلاقي والسياسي الإنساني الصحيح لدعم الشعب الفلسطيني، العمل بجد لضمان دفع القوى الغربية تجاه اتخاذ الموقف الصحيح فيما يتعلق بهذه الحرب.
ويجب أن يعني ذلك أن يتوقف تمويل وتسليح آلة القتل الإسرائيلية فورا، وأن تتوقف القوى الغربية عن تواطئها مع الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، وأن تتصرف بطريقة إنسانية وبما يتوافق مع القانون الدولي.
-
ما أهمية مؤتمر الفصل العنصري بالنسبة للقضية الفلسطينية؟
إن مؤتمر الفصل العنصري الذي تستضيفه جنوب أفريقيا مهم للغاية، ويجب أن يصبح حافزا لتطوير حملة عالمية ضد التمييز العنصري دعما للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية والديمقراطية.
وتكمن أهميته في أنه يستوحي إلهامه من الحملة العالمية ضد الفصل العنصري التي قامت لدعم شعب جنوب أفريقيا ومناهضة نظام الفصل العنصري الذي عانت منه هذه البلاد، ومن المناسب جدا أن نجتمع هنا في جوهانسبرغ لنستمد الإلهام من تلك الحملة المميزة، ونجمع العديد من الممثلين الدوليين، للتركيز بشكل جماعي على كيفية إطلاق حملة دولية مماثلة لدعم إنهاء الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
-
هل يمثل هذا المؤتمر استمرارا للنجاح الذي حققته جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد العدوان الإسرائيلي؟
بالتأكيد، ويجب أن يكون هذا المؤتمر مكملا للإجراء القانوني الشجاع جدا الذي اتخذته حكومة جنوب أفريقيا في لاهاي عبر محكمة العدل الدولية، ولا بد أن تكون هناك مجموعة من الإستراتيجيات التي تتخذ في هذا الوقت.
هذه لحظة فاصلة، ومن الضروري تنسيق العديد من المبادرات الدولية معا لضمان استثمار الضغط العالمي على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار المطلق والكامل وغير المشروط، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة والضفة الغربية.
ولا بد من محادثات تشارك فيها جميع الأطراف، ويجب أن نفسح المجال في النهاية لطاولة مفاوضات تكون شاملة وتمثل الجميع لضمان قيام سلام دائم بين فلسطين وإسرائيل.
لكن ذلك يجب أن يكون على أساس احترام الحقوق الوطنية والديمقراطية للشعب الفلسطيني التي تحقق الدولة الفلسطينية ذات السيادة الوطنية، ويجب أن يشرف عليها المجتمع الدولي وقيادة حكومة جنوب أفريقيا في هذا الوقت.
لذلك نحن بحاجة إلى العديد من الإستراتيجيات، ويجب أن تكون متكاملة ومنسقة بشكل كامل، وأعتقد أن مؤتمر الفصل العنصري هذا سيكون بمثابة مبادرة للمساعدة في توجيه هذا الزخم.