فورين بوليسي: 5 أسئلة حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
قالت مجلة فورين بوليسي إن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن عن اتفاق بين إسرائيل وحزب الله على وقف لإطلاق النار، لإنهاء حرب استمرت أكثر من 13 شهرا، أدت إلى قتل نحو 4 آلاف لبناني وأكثر من 100 إسرائيلي، ونزوح حوالي 60 ألف إسرائيلي وأكثر من مليون لبناني.
وتستند هذه الهدنة -حسب مقال بقلم الباحث دانييل بايمان بجامعة جورج تاون- إلى فكرة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان للعمل كحاجز بين إسرائيل وحزب الله، وإن كان الكثير عن الوضع الأوسع لا يزال غير مؤكد، كما أن الضربات المحدودة قد تستمر بعد الهدنة.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsأكسيوس: فريق ترامب يتأهب للسيطرة على مؤسسات الدولة العميقة
وحدد الكاتب في مقاله بهذه المجلة الأميركية 5 أسئلة، قال إنها مهمة لفهم ما يحيط بهذه الخطوة الجديدة من صراع إسرائيل وحزب الله.
-
ما مدى الضرر الذي ألحقته إسرائيل بحزب الله؟
أوضح المقال أن حزب الله اللبناني، الذي انضم للقتال في اليوم التالي لهجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، يعد أحد أكثر الجماعات المسلحة قوة في العالم، مشيرا إلى أن التقديرات في بداية الحرب ذكرت أن لديه ما يقارب من 150 ألف صاروخ وقذيفة، وحوالي 30 ألف مقاتل بدوام كامل، و20 ألف احتياطي، إلى جانب شبكة من المواقع المحصنة في جميع أنحاء لبنان، ناهيك عن "جهاز قيادي ماهر" يحظى بالاحترام بين عناصره.
ومن جانبها، نفذت إسرائيل، على مدى العام الماضي، سلسلة من الهجمات المدمرة على حزب الله، مما أدى إلى تقليص قوته بشكل كبير -حسب الكاتب- وفي عملية استخباراتية، قامت بتخريب آلاف أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكية وبعض أجهزة الحاسوب المحمولة المملوكة للحزب، مما أسفر عن مقتل أو إصابة العديد من مقاتلي الحزب، كما شنت حملة اغتيالات طالت كبار قادته بشكل منهجي، بما في ذلك "زعيمه الماهر والمؤثر" حسن نصر الله.
ويزعم المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن إسرائيل دمرت نصف ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف، وأن العمليات البرية الإسرائيلية على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية دمرت أنفاق ومواقع حزب الله هناك.
-
هل يستطيع حزب الله إعادة التسلح؟
يتوقع الكاتب أن يحاول حزب الله إعادة بناء ترسانته وزيادة جودة أنظمته، كما فعل بعد حرب 2006، لأنه يخشى تجدد الصراع مع إسرائيل، وأيضا لأنه يسعى إلى أن يكون أقوى قوة عسكرية في لبنان، ولأن إيران تقدره كحليف في الخطوط الأمامية مع إسرائيل، ستحاول إعطاءه المزيد من أنظمة التوجيه الدقيق والأسلحة الأكثر فعالية.
وأشار دانييل بايمان إلى أن روسيا تشكل ورقة رابحة في كل هذا، فهي تعمل مع حزب الله في سوريا، وقد تقرر، في إطار سياستها الخارجية المناهضة للولايات المتحدة، زيادة مساعداتها لإيران، وهي تعلم أن بعض ما تقدمه سيصل إلى لبنان.
-
كيف سترد إيران على خسائر وكلائها؟
وإذا كانت إيران تخسر الكثير بخسارة أهم وكلائها حزب الله اللبناني، فإن ذلك، إضافة إلى الخطاب العدائي لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب القادمة قد يدفع طهران نحو تطوير سلاح نووي، وهي بالفعل قريبة من القيام بذلك.
وقد ذكرت أجهزة الاستخبارات الأميركية في يوليو/تموز أن "إيران تواصل زيادة حجم مخزونها من اليورانيوم، وقدرتها على التخصيب وتطوير وتصنيع وتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، كما أن طهران تتمتع بالبنية الأساسية والخبرة اللازمة لإنتاج اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة بسرعة، في منشآت متعددة إذا اختارت القيام بذلك".
-
هل يعود الإسرائيليون واللبنانيون إلى ديارهم؟
وسعت إسرائيل حربها على لبنان باسم إعادة النازحين الإسرائيليين إلى ديارهم، وذلك بسعيها لوضع حد لهجمات حزب الله عبر الحدود -كما يقول الكاتب- بعد أن أدت الإخفاقات الاستخباراتية والعسكرية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى تقليص مصداقية أجهزة الاستخبارات والقوات العسكرية الإسرائيلية، ولذلك سوف يستغرق الأمر شهورا دون هجمات، لتبديد مخاوف المدنيين الإسرائيليين.
كما أن المدنيين اللبنانيين يحتاجون للاستقرار ومزيد من الوقت من أجل العودة إلى جنوب بلادهم، لأنهم يخشون تجدد الحرب، وهم ربما يخشون أن ترى إسرائيل في عودتهم عودة لحزب الله أو إعادة بناء قواته، مما يؤدي إلى استئناف القصف.
-
هل تتكرر الحرب؟
يرى الكاتب أن ثمة أملا حقيقيا في أن يصمد اتفاق وقف إطلاق النار، رغم أن العديد من علامات الاستفهام لا تزال قائمة -حسب الكاتب- وذلك لأن حزب الله، رغم ضعف الأداء العسكري الإسرائيلي عام 2006 لم يعد للقتال، وامتنع الجانبان عن إطلاق النار 20 عاما، وهذه المرة تلقى الحزب ضربات أشد قسوة، وسوف يحتاج إلى وقت طويل لإعادة بناء قواته وترسانته لكي تكون له فرصة في مواجهة إسرائيل من جديد.
ومع أن التقارير الحالية تشير إلى أن القوات المسلحة اللبنانية سوف تنشر في جنوب لبنان كحاجز بين إسرائيل وحزب الله، فإنه من غير المرجح أن تعهد إسرائيل بأمنها للبنان، وقد تضرب أنظمة أسلحة الحزب ومخابئه التي تعتبرها تهديدا متجاهلة وقف إطلاق النار.