جدعون ليفي: هكذا غدا التطهير العرقي والقتل الجماعي قيمة عليا في إسرائيل

نفتالي بينيت مع نتنياهو (L to R) Israel's prime minister-designate Benjamin Netanyahu and former prime minister Naftali Bennett attend the funeral of Israeli Orthodox Jewish rabbi Haim Drukman, a spiritual leader of the nationalist Religious Orthodox Jewish movement, at Merkaz Shapira near Kiryat Malachi on December 26, 2022. - Drukman died late on December 25 from COVID-19 coronavirus disease at the age of 90, Jerusalem's Hadassah hospital had announced. (Photo by Gil COHEN-MAGEN / AFP) (Photo by GIL COHEN-MAGEN/AFP via Getty Images)
بينيت (يمين) مع نتنياهو (غيتي)

ليست المشكلة في أن إسرائيل فقدت كل شعور بالعار فحسب، بل في كونها فخورة بأفعالها، ولم يعد -كذلك- أن الإسرائيليين ينظرون إلى الحرب على أنها شر ضروري محكوم عليهم بالتعايش معه، بل الحرب أصبحت الآن نموذجا للقيم، أصبحت كقصيدة تربوية، وغدا التهجير في شمال قطاع غزة والمذابح في جنوبه تراثا وطنيا، مع ألبومات الصور والمتاحف التي ستتبعه قريبا.

بهذه الجمل، وصف جدعون ليفي -في عموده بصحيفة هآرتس- كيف تردت القيم في إسرائيل، منطلقا من كلام لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، شارك فيه كلمات لأحد المدرسين يصف فيها العائدين من غزة من مقاتلين واحتياطيين بأنهم جيل من الأسود ناشئ في إسرائيل، وأشخاص ذوو مثل عالية، وهم من سيعيدون بناء البلد وعليهم يقوم الأمل.

هذا الجيل من "الأسود" لن ينظر ولو للحظة واحدة إلى ما فعله لأنه جبان للغاية، بعد أن أخذت إسرائيل الأمر إلى مستوى أكثر فظاعة.. حتى إن التلفزيون الروسي لم يجرؤ على بث مثل هذا المشهد المخزي من أوكرانيا، لأن العار يمنع ذلك، ولكن هنا لا يوجد شعور بالعار.

ويقول ليفي "وحتى لو تجاهلنا المشاعر التي أظهرها زعيم الجناح اليميني المعتدل فلا يسعنا إلا أن نشعر بالفزع من الفوضى التي تتكشف أمام أعيننا المذهولة، من انقلاب الأمور إلى درجة أن يصبح التطهير العرقي والقتل الجماعي من المثل العليا، وجرائم الحرب تخلق مدنيين أفضل وأكثر توجها نحو القيم، لأن هذا هو معنى الأمل في رأي بينيت".

ففي إسرائيل عام 2024، ليس هناك أي تلميح إلى جرد ما فعله الجيش في غزة ولبنان، والآن يرفعون الجرائم والوحشية إلى مستوى المثل العليا، وسوف تناقش دروس التربية المدنية كيف أصبحت مذبحة عشرات الآلاف من النساء والأطفال قيمة، وهكذا تدمر شريطا من الأرض لتجعل الإسرائيليين مواطنين أفضل، وتقدم الإبادة الجماعية كورشة تعليمية، حسب جدعون ليفي.

إعلان

وهكذا -كما يقول الكاتب- يحصل كل من توقع الشعور بالذنب وأسئلة المحاسبة الأخلاقية، على العكس تماما، ويحصل كل من توقع جيلا مصابا بالصدمة والكوابيس بسبب الفظائع، على الفخر الوطني، فالمثل الصهيوني الأعلى الآن هو الحرب المستعرة في غزة، تلك الجريمة الفظيعة التي لا تزال بحاجة إلى تعريف في المحاكم الدولية، والتي روعت العالم أجمع ويتم استغلالها الآن لتصبح قيمة.

وخلص جدعون ليفي إلى أن هذا الجيل من "الأسود" لن ينظر، ولو للحظة واحدة إلى ما فعله، لأنه جبان للغاية، بعد أن أخذت إسرائيل الأمر إلى مستوى أكثر فظاعة، مع أنه لم يسبق لها قط أن عبرت عن مثل هذا الفخر بجرائم حرب مروعة كهذه، حتى إن التلفزيون الروسي لم يجرؤ على بث مثل هذا المشهد المخزي من أوكرانيا، لأن العار يمنع ذلك، ولكن هنا لا يوجد شعور بالعار.

المصدر : هآرتس

إعلان