"الأزمات الدولية" تطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل لوقف حملتها بشمال غزة

شارع الهوجا في مخيم جباليا الذي دمره الاحتلال بشكل كامل قبل أيام خلال حصاره مخيم جباليا
شارع الهوجا الذي دمره الاحتلال بشكل كامل قبل أيام خلال حصاره مخيم جباليا (الجزيرة)

طالبت مجموعة الأزمات الدولية الولايات المتحدة بالتحرك بشكل عاجل لوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية على شمال قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم في جميع أنحاء القطاع.

ومنذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة ضد شمال قطاع غزة مرتكبا مجازر مروعة عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية كاملة، إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، مما خلّف مئات الشهداء والجرحى في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها من القوات الإسرائيلية أو منعها من تأدية مهامها.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية -ومقرها نيويورك- في تقرير مطول نشرته على موقعها الإلكتروني إن تحذيرات واشنطن لحكومة بنيامين نتنياهو لن تكفي وحدها لوقف قتل الفلسطينيين وتجويعهم ضمن خطة إسرائيلية لتهجيرهم من شمال قطاع غزة.

وأكدت المجموعة أن إسرائيل تشن منذ أسبوعين أكبر هجوم بري لها حتى الآن في شمال غزة، ورغم أن أهدافها المعلنة تتمثل في قمع مقاتلي حركة حماس والسلطات المدنية التابعة لها لتمهيد الطريق لترتيبات حكم بديلة فإن الحملة تسببت في مقتل مئات المدنيين.

كما تم تعليق تسليم المساعدات إلى أجزاء من الشمال لمدة 3 أسابيع تقريبا، مما زاد حدة الكارثة الإنسانية، وفي الوقت نفسه تواصل القوات الإسرائيلية تدمير المزيد من الأحياء السكنية.

الخطة الإسرائيلية

وكشف التقرير أن التكتيكات الإسرائيلية خلال الحملة العسكرية إلى جانب تصريحات أدلى بها بعض المسؤولين تشير إلى أن حكومة نتنياهو تستغل تحول انتباه العالم جزئيا بسبب الحرب في لبنان ومخاوف التصعيد مع إيران، بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية من تدمير شمال قطاع غزة والتهجير القسري لسكانه ضمن خطة الجنرالات.

وخطة الجنرالات كشف عنها موقع "واي نت" الإسرائيلي في 4 سبتمبر/أيلول الماضي، وتهدف إلى تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (أنشأته إسرائيل وسط القطاع) -أي محافظتي غزة والشمال- إلى منطقة عسكرية مغلقة وفرض حصار على المنطقة وإجلاء سكانها بالقوة.

وأوضح تقرير مجموعة الأزمات أن إسرائيل اتخذت خطوات عدة لتحقيق هذه الغاية، ففي الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدأ الجيش بإصدار أوامر إلى 400 ألف فلسطيني يعيشون الآن في الشمال بانخفاض عن 1.4 مليون قبل الحرب على غزة للانتقال إلى "منطقة إنسانية" محددة في الجنوب.

وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي اتخذ قبل أسبوع من العملية العسكرية مجموعة من التدابير التي توقف فعليا دخول الغذاء أو الماء أو الوقود أو الإمدادات الطبية إلى الشمال، كما فرضت إسرائيل متطلبات جمركية جديدة قطعت فعليا واردات المساعدات من الأردن الذي كان في السابق المورد الأكثر موثوقية للمساعدات في شمال غزة.

تحذير أميركي

وأشار التقرير إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية على شمال القطاع جلبت سلسلة من الاعتراضات المكثفة من واشنطن، قبل أن توجه الأخيرة رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وقّعها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن تطالب إسرائيل باتخاذ إجراءات محددة لتخفيف المحنة الإنسانية في غزة، وتحذر من تعليق المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل إذا فشلت في القيام بذلك خلال شهر.

وعلقت مجموعة الأزمات على الرسالة الأميركية قائلة إن التحذيرات والانتقادات العلنية لن تمنع إسرائيل من متابعة أجندتها بعيدة المدى في غزة، والتي يمكن أن تقوض وحدة أراضي القطاع أو تطرد الفلسطينيين من أجزاء منه إلى الأبد.

وأضافت أنه بينما تعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى وقف لإطلاق النار عن طريق التفاوض وإطلاق سراح المحتجزين -وهو الطريق الأمثل لخفض التصعيد على المدى الطويل في غزة- لكن يجب عليها أيضا دفع إسرائيل إلى إعطاء الأولوية لحماية السكان المدنيين في غزة وإنهاء النزوح القسري وتسهيل دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل منتظم ودون عوائق، ولا سيما في شمال غزة الأكثر تضررا في الوقت الحاضر.

وشددت مجموعة الأزمات على أن الضغط الأميركي الحقيقي هو العامل الوحيد الذي قد يدفع نتنياهو إلى وقف العملية العسكرية في شمال غزة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكان المدنيين في جميع أنحاء القطاع.

المصدر : الجزيرة + مجموعة الأزمات الدولية

إعلان