مجموعة الأزمات الدولية: 10 صراعات تجب مراقبتها في 2024
نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرا مطولا عن 10 صراعات تتعين مراقبتها خلال عام 2024. وقالت إن العام الجديد يبدأ بحروب مشتعلة في قطاع غزة والسودان وأوكرانيا، في حين تخفق الجهود الدبلوماسية لإنهاء الاقتتال في أرجاء العالم كافة.
وأشار التقرير إلى أن مزيدا من قادة العالم يسعون لتحقيق أهدافهم بالطرق العسكرية، ويعتقد كثيرون منهم أن بمقدورهم الإفلات من العقاب.
ونورد في ما يلي تلخيصا للصراعات العشرة التي وردت في التقرير:
1- غزة
تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي تلت عملية "طوفان الأقصى"، التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في نقل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود طويلة إلى فصل جديد.
وبات جليا، بعد مرور ما يقرب منذ 3 أشهر، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لن تجتث حركة حماس، كما يزعم القادة الإسرائيليون، وأن محاولة القيام بذلك قد تقضي على ما تبقى من غزة بعد الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع.
وعموما، يبدو أن استمرار الحرب لا يعني على الأرجح بداية الجهود الرامية إلى إحياء عملية السلام، حسبما يزعم بعض زعماء الغرب، بل تعني نهاية أي مسار سياسي معترف به. ولم يسبق في تاريخ هذا الصراع أن بدا السلام بعيدا لهذه الدرجة.
2- مواجهة إقليمية محتملة
لا أحد يريد مواجهة إقليمية، لا إيران وما توصف بأذرعها في المنطقة، ولا الولايات المتحدة وإسرائيل. ولكن هناك طرقا عديدة يمكن للحرب على غزة أن تشعل من خلالها فتيل تلك المواجهة.
ولعل أخطر النقاط الساخنة في مثل هذا الوضع هي الحدود بين إسرائيل ولبنان.
ومع اقتراب إيران من امتلاك القدرة النووية، وفق التقديرات الغربية، فإن أميركا تجد نفسها أمام خيارين: إما أن تتقبل وجود خصم نووي لدود، أو أن تحاول درأه بالقوة، ومن شأن ذلك أن يؤدي -على نحو شبه مؤكد- إلى المواجهة الإقليمية التي تريد واشنطن تفاديها.
3- السودان
وضعت الحرب التي اندلعت أبريل/نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، السودان على حافة الانهيار. وبينما يخيم شبح الإبادة الجماعية مرة أخرى على إقليم دارفور غربي البلاد، فإن قوات الدعم السريع -المسؤولة عن كثير من عمليات القتل، وفق تقارير حقوقية- قد تكون على وشك الاستيلاء على البلاد.
والحالة هذه، هناك حاجة إلى دبلوماسية أكثر إلحاحا. فقد يكون لانهيار السودان تداعياته على مناطق الساحل، والقرن الأفريقي والبحر الأحمر. فنافذة الحل على وشك أن تُغلق.
4- أوكرانيا
تحولت الحرب الروسية الأوكرانية إلى "لعبة كرة قدم" سياسية في واشنطن، ولكن ما يحدث على أرض المعركة سوف يحدد أمن أوروبا في المستقبل.
فإذا استولت موسكو على مزيد من الأراضي الأوكرانية، فإن أجزاء من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة ستكون التالية في قائمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
5- ميانمار
يشكل الهجوم الذي أدى إلى طرد الجيش من مناطق في شمال شرق ميانمار، والقتال الدائر في أماكن أخرى أكبر تهديد حتى الآن للمجلس العسكري الذي استولى على السلطة قبل قرابة 3 سنوات.
وأسفر القتال عن نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص داخليا، بالإضافة إلى مئات الآلاف من أقلية الروهينغا المسلمة الذين طردهم الجيش عام 2017. ومن الصعب أن نرى انتهاء الأزمة في أي وقت قريب.
6- إثيوبيا
بدأ العام المنصرم 2023 بأخبار سعيدة لإثيوبيا، لكنها أنهته بكثير مما يدعو للخوف. فقد كانت الحرب "الوحشية" في إقليم تيغراي (شمال البلاد) على وشك الانتهاء.
واستولى متمردو الأمهرة أغسطس/آب الماضي على بلدات في إقليمهم الواقع شمال غربي إثيوبيا لفترة وجيزة. ولا يعد تمرد إقليم الأمهرة مصدر الصداع الوحيد لرئيس الوزراء آبي أحمد؛ فهو يواجه أيضا تمردا راسخا من القوميين الأورومو وسط البلاد.
ومع تنامي عدم الثقة في العلاقات المضطربة بين إثيوبيا وإريتريا، فإن أي اشتباكات قد تحدث بالخطأ بين الدولتين الجارتين ستحمل في طياتها نُذُر مواجهة باهظة التكلفة.
7- منطقة الساحل الأفريقي
في عام 2023، أطاح جيش النيجر بالرئيس محمد بازوم الصديق المقرب للغرب، مما أسهم في تعزيز سلطة العسكر في جميع أنحاء منطقة الساحل، حيث شهدت دولتا مالي وبوركينا فاسو، بدورهما، انقلابين عسكريين.
وتنذر موجة الانقلابات بفصل جديد في الأزمات التي ترزح تحتها المنطقة منذ عام 2012 على أقل تقدير.
8- هاييتي
يأمل شعب هاييتي أن تتمكن القوات الأجنبية بقيادة الشرطة الكينية، التي من المقرر أن تصل في وقت مبكر من عام 2024، من التصدي للعصابات المفرطة في العنف التي مزقت البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية.
9- أرمينيا وأذربيجان
أدى الهجوم الخاطف الذي شنته أذربيجان في ناغورني قره باغ، العام الماضي، إلى نزوح جميع سكان الإقليم المتنازع عليه مع أرمينيا.
والسؤال المطروح في السنة الجديدة هو إذا ما كانت أذربيجان ستذهب إلى أبعد من ذلك، أو أن أرمينيا ستجد أخيرا طريقا لإقرار السلام، مع تفاؤل بأن تسفر المحادثات التي انطلقت أواخر 2023 عن بعض التقدم.
10- الولايات المتحدة والصين
سعى الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ، في اجتماعهما الذي عُقد نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى إعادة ضبط ما كان بمثابة تراجع حاد في العلاقات بين البلدين. لكن مصالحهما الأساسية لا تزال تتصادم في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وقد تكون الانتخابات في تايوان والتوترات في بحر جنوب الصين اختبارا لانفراج في العلاقات.
ولعل الخطر الأكبر يتمثل الآن في احتمال وقوع صدام بين الطائرات أو السفن الصينية والأميركية. ولربما تصدر عن إدارة بايدن -خاصة في عام الانتخابات هذا- تصريحات تثير غضب بكين، فقد يطرح المشرعون الأميركيون المناهضون للصين على طاولة الكونغرس مشاريع قوانين تتعارض مع "سياسة الصين الواحدة" المرتبطة بتايوان.