ستراتفور: ماذا تعني التقارير عن صفقة نووية مؤقتة بين الولايات المتحدة وإيران؟

مهندس إيراني يجري تجربة ميكانيكية على معدات نووية في الذكرى الـ11 لليوم الوطني للتكنولوجيا النووية في طهران في 10 أبريل/نيسان 2021 بمنشأة نطنز النووية في أصفهان لبدء التشغيل (الأناضول)
من وجهة نظر طهران، فإن الصفقة المؤقتة التي تشمل بعض الحوافز، ستكون وسيلة لتأمين بعض الإعانات المالية والتحرك حول بعض أصولها المجمدة (الأناضول)

يقول تقرير لموقع ستراتفور (Stratfor) الأميركي إن من شأن اتفاق نووي مؤقت محتمل بين أميركا وإيران أن يخفف من حدة التوترات الثنائية، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الطرفان سيتوصلان إلى مثل هذا الاتفاق، وحتى لو توصلا، فسيكون هشا للغاية ويواجه تحديات في التنفيذ.

ونسب التقرير إلى موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني قوله الخميس الماضي إن إيران والولايات المتحدة تقتربان من إبرام اتفاق مؤقت من شأنه أن يخفض أنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف محدود للعقوبات، نقلا عن مسؤول إيراني وشخص مقرب من المفاوضات.

وأوضح أنه وبموجب هذا الاتفاق، لن تقوم إيران بعد الآن بتخصيب اليورانيوم إلى 60% أو أعلى، وستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة برنامجها النووي والتحقق منه، وستسمح الولايات المتحدة لإيران بتصدير ما يصل إلى مليون برميل يوميا من النفط والوصول إلى بعض الأموال المجمدة في الخارج.

استعداد أقوى لدى الطرفين

وقال إنه على الرغم من أن الصفقة قد لا تكون قريبة، يبدو أن الولايات المتحدة أكثر استعدادا للتفاوض بشأن اتفاقية مؤقتة يمكنها الحفاظ على الوضع الراهن والحد من مخاطر التصعيد وأنشطة التخصيب الإيرانية. فمنذ يناير/كانون الثاني، ظلت إدارة بايدن تناقش مع حلفائها الأوروبيين وإسرائيل اقتراحا للتفاوض على اتفاق مؤقت مع طهران من شأنه أن يوفر تخفيفا محدودا للعقوبات مقابل تجميد إيران لبعض أنشطة التخصيب.

وعلق ستراتفور بأن استعداد إيران الواضح للتفاوض على اتفاق مؤقت، إذا تم تأكيده، سيكون تغييرا جذريا في السياسة، وقد يعكس رغبة طهران في تحسين العلاقات مع السعودية وتأمين إعفاء مالي محدود قبل الانتخابات الأميركية عام 2024، كما من المحتمل أن يكون تحليل التكلفة والعائد لإيران قد تغيّر، لا سيما أنها تحاول تقديم نفسها كقوة استقرار في المنطقة. علاوة على ذلك، من المحتمل أن تكون إيران قلقة من أن الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ستؤدي إلى إدارة جمهورية من شبه المؤكد أن تكون أكثر تشددا تجاه إيران.

كذلك، من وجهة نظر طهران، وفقا للتقرير، فإن الصفقة المؤقتة التي تشمل بعض الحوافز، مثل بعض صادرات النفط، ستكون وسيلة لتأمين بعض الإعانات المالية والتحرك حول بعض أصولها المجمدة في أماكن مثل كوريا الجنوبية.

يقلل من التوترات

وعلق الموقع بأنه إذا تم التوصل إلى اتفاق مؤقت، فسيقلل بشكل كبير التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الشرق الأوسط والمخاطر المرتبطة بها، مثل الهجمات الإيرانية على ناقلات النفط، لكن مثل هذه الصفقة ستواجه أيضا صعوبات كبيرة في التنفيذ حيث إن عدم اليقين بشأن العقوبات طويلة الأجل سيؤدي إلى استمرار العديد من الشركات المالية الغربية في تجنب المعاملات المتعلقة بإيران.

ويستمر الموقع قائلا إن الاتفاق الذي يقلل من أنشطة التخصيب الإيرانية من شأنه أن يقلل الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لتنفيذ عمليات تهدف إلى تعطيل برنامج إيران النووي والتي من شأنها أن تثير انتقاما إيرانيا ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة أو شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. كما أن توقيع اتفاق مع تخفيف العقوبات من شأنه أن يردع إيران عن القيام بأعمال استفزازية خوفا من تعطيل الاتفاق.

وإذا فاز بايدن أو أي ديمقراطي آخر بالبيت الأبيض في عام 2024، يقول التقرير، فقد تكون هذه الصفقة المحدودة بين الدولتين خطوة على طريق التوصل لاتفاق نووي واسع جديد قابل للتطبيق ويشبه خطة العمل الشاملة المشتركة -الاتفاق النووي الذي أُبرم خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.

المصدر : ستراتفور