جدعون ليفي: حلان فقط أمام إسرائيل.. نكبة ثانية أو دولة ديمقراطية وشعبان
قال الكاتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي إن من بين الإنجازات التي يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إضافتها لرصيده، هو تمكنه من القضاء نهائيا على حلّ الدولتين.
وأضاف -في مقال نشرته له صحيفة "هآرتس"- أن نتنياهو تمكن أيضا خلال السنوات التي قضاها رئيسا للوزراء، من إزالة القضية الفلسطينية برمتها من الأجندة العامة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد تصريحات نتنياهو.. عباس: سنتوجه للأمم المتحدة لاستصدار قرار لحماية حل الدولتين
ماذا يحدث في إسرائيل؟ توماس فريدمان يتساءل ناعيا حل الدولتين
مستشار الأمن القومي الأميركي يحذر نتنياهو من مغبة تقويض جهود حل الدولتين
وأبرز ليفي أن الاهتمام بحلّ الدولتين لم يعد موجودا داخل إسرائيل وخارجها، ولم يعد هناك حديث عنه سوى بعض الكلام الفارغ في أيامنا هذه.
وقال إن ذلك يمثل إنجازا هائلا بالنسبة لليمين، لكنه يعد تطورا كارثيا بالنسبة لأي طرف آخر، وإن التعامل معه بعدم مبالاة يعدّ كارثة أخرى.
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن نتنياهو يضع الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما على المدى الطويل، هما: حدوث نكبة ثانية، أو دولة واحدة ديمقراطية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.
وأبرز أن أيّ حل آخر غير الحلين المذكورين آنفا لم يعد ممكنا، وسيكون مجرد وهم ليس إلا، مثل الحلول التي سبقته ويراد منها كسب مزيد من الوقت لترسيخ قدم الاحتلال.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي راسخ أصلا ومتجذر وقوي، لكن الهدف هو تعزيزه بكل الفرص الممكنة.
تهجير قسري آخر؟
وقال ليفي إنّ "نتنياهو بقتله حلَّ الدولتين ترك لنا حلين محتملين فقط. الغالبية العظمى من الإسرائيليين -بمن فيهم نتنياهو نفسه- مع استمرار الفصل العنصري إلى الأبد، ويبدو أن هذا السيناريو هو الأكثر منطقية بالنسبة لهم. لكن قوة اليمين الإسرائيلي المتنامية، وروح المقاومة لدى الفلسطينيين التي لم تتبدد كليا، لن تسمح باستمرار ذلك (الفصل العنصري) إلى الأبد".
وأوضح أن نظام الفصل العنصري حل مؤقت، وقد يكون حلًا طويل الأمد، فهو موجود بالفعل منذ أكثر من 50 عامًا، وقد يستمر مدة 50 عامًا أخرى، لكن نهايته محتومة في نهاية المطاف.
وقال إن هناك سيناريوين لنهاية نظام الفصل العنصري: أحدهما يفضله اليمين المتطرف وجميع الإسرائيليين تقريبًا، وهو وقوع نكبة ثانية. ففي حال وصلت المواجهة إلى ذروتها، ووجدت إسرائيل نفسها أمام خيارين: إما نظام يقوم على دولة ديمقراطية واحدة لشعبين، أو طرد جماعي للفلسطينيين من أجل الحفاظ على الدولة اليهودية، فإن الخيار المرجّح والواضح لكل يهودي إسرائيلي تقريبًا هو طرد الفلسطينيين.
وختم ليفي بالتأكيد على حتمية الوصول إلى تلك النقطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولو بعد أمد بعيد، وقال إن ذلك اليوم سيأتي "حيث سيصوّب السلاح إلى رؤوسنا ونخير بين حلين: نكبة ثانية، تشمل طرد كل الفلسطينيين بما في ذلك عرب إسرائيل، أو دولة ديمقراطية واحدة، مع رئيس وزراء فلسطيني أو وزير دفاع فلسطيني، وجيش مشترك، وعَلَمانِ ونشيدان وطنيان ولغتان رسميتان. لا يوجد سوى هذين الحلين، فأيهما ستختار؟".