كيف صوّتت تركيا؟.. إليك الخريطة الكاملة وتوقعات الحزب الحاكم

تركيا تنتظر جولة إعادة لحسم الرئاسة بين أردوغان ومنافسه كليجدار أوغلو (الفرنسية)

إسطنبول – ساعات متوترة عاشتها تركيا في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت أمس الأحد، وأسفرت عن إعلان هيئة الانتخابات الذهاب إلى "جولة إعادة" لحسم النتيجة بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليجدار أوغلو.

وصرّح رئيس الهيئة أحمد ينار أن أردوغان حصل على 49.51% من الأصوات مقابل 44.88% لكليجدار أوغلو، بحسب النتائج غير النهائية التي جاءت بعد الانتهاء من فرز جميع الصناديق، إلى جانب حساب أصوات الناخبين الأتراك في الخارج.

نتيجة الانتخابات الرئاسية في تركي لعام ٢٠٢٣
النتائج شبه النهائية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تركيا لعام 2023 (الأناضول)

الحزب الحاكم: سنفوز

توقع النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية أمر الله إيشلر فوز أردوغان بجولة الإعادة "بنسبة تُقدر بـ52% وربما أكثر"، وفق تحليله لنتائج الجولة الأولى.

وقال إيشلر، للجزيرة نت، إن "تحالف الجمهور نال الأغلبية في البرلمان بـ322 مقعدًا، لكن العدالة والتنمية فقد بضع نقاط (مقاعد) بسبب تبعات المشكلات الاقتصادية العالمية وكارثة الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير/شباط الماضي".

ورغم ذلك، شدد إيشلر على القول "سندخل عامنا الـ21 من تولينا السلطة"، مضيفا أن "أردوغان وحزبه يكتبان تاريخا سياسيا".

كما لفت إلى أن نسبة المشاركة في مناطق تركّز المعارضة كانت أكبر بحوالي 5% من نسبة مشاركة المناطق المؤيدة للرئيس، متوقعًا ارتفاع الأخيرة وذهاب أغلبية أصوات المرشح، الذي جاء في المركز الثالث سنان أوغان، لصالح أردوغان في الجولة القادمة، أو امتناع كتلته عن التصويت لمنافسه كليجدار أوغلو.

وفيما يلي نستعرض توزيع أصوات مرشحي الرئاسة والأحزاب بين مختلف الولايات التركية، والنسب التي حصل عليها المرشحون، وكذلك تحالفات البرلمان:

أردوغان.. أغلبية الولايات لا الأصوات

حصل الرئيس أردوغان على غالبية الأصوات في 51 ولاية من أصل 81، وتظهر باللون البرتقالي في الخريطة أدناه، لكن ذلك لم يضمن له الحصول على النسبة المطلوبة 50%+1 من الأصوات، لاختلاف الكثافة السكانية بين الولايات.

في حين نال كليجدار أوغلو أصوات الأغلبية في 30 ولاية أخرى، كما هو موضح باللون الأحمر، أبرزها كانت العاصمة أنقرة وكذلك إسطنبول الأكبر وزنًا انتخابيًا.

ووفقًا للنتائج غير النهائية لسباق الرئاسة، تقدّم أردوغان، ويليه كليجدار أوغلو في المرتبة الثانية، وثالثا أوغان بنسبة 5.17%، ثم المرشح المنسحب محرم إينجه بنسبة 0.44%.

توزيع أصوات مرشحي الرئاسة في الولايات التركية للاستخدام الداخلي فقط
توزيع أصوات مرشحي الرئاسة في الولايات التركية (الأناضول)

 

توزيع أصوات البرلمان في الولايات

أضحت الصورة واضحة بالنسبة لتوزيع أصوات تحالفات الأحزاب في الانتخابات البرلمانية، حيث فاز تحالف الجمهور، الذي يشمل أحزاب "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" و"الرفاه من جديد" و"الدعوة الحرة (الهدى)"، في الولايات الموضحة بالخريطة أدناه:

توزيع أصوات البرلمان في الولايات التركية للاستخدام الداخلي فقط
توزيع أصوات البرلمان في الولايات التركية (الأناضول)

وتظهر الخريطة أيضًا الولايات التي فازت فيها التحالفات الأخرى المعارضة، وهي "الأمة" الذي يضم 6 أحزاب أبرزها حزبا الشعب الجمهوري والجديد، بالإضافة لتحالف "العمل والحرية" لحزبي "اليسار الأخضر" (أكراد) و"العمال التركي".

في حين لم تحصد التحالفات الأخرى، وأبرزها "تحالف الأجداد"، أصواتًا كافية لدخول البرلمان، حيث كانت نسبتها تحت 7% اللازمة للحصول على مقاعد برلمانية.

لمن صوت الشعب التركي في البرلمان؟

يظهر الرسم البياني بالأسفل نسب الأصوات التي حصلت عليها التحالفات الحزبية الرئيسية الثلاثة: "الجمهور" (الحاكم) و"الأمة و"العمل والحرية" (المعارضان).

نسب أصوات التحالفات في البرلمان للاستخدام الداخلي فقط
نسب أصوات التحالفات في البرلمان (الأناضول)

ووفقًا للأناضول، حصل حزب العدالة والتنمية على 267 مقعدًا في البرلمان، مقابل 169 لحزب الشعب الجمهوري، وتشمل الأخيرة مقاعد لأحزاب "السعادة" و"المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم (ديفا)" لأنها جزء من تحالف "الأمة".

في حين نال حزب "اليسار الأخضر" 61 مقعدًا، مقابل 50 معقدًا لحزب "الحركة القومية"، و44 لحزب "الجيد"، وتمكن حزب "الرفاه من جديد" من دخول البرلمان بـ5 مقاعد، وكذلك حزب "العمال التركي" بـ4 مقاعد.

اختارت "الجمهور" ولم تصوت لأردوغان

بمقارنة خرائط المصوتين، يتضح أنه لا يوجد تطابق تام بين اتجاهات تصويت الناخبين، فهناك ولايات لم تصوت الأغلبية فيها لأردوغان رئيسا لكنها اختارت التصويت لتحالفه "الجمهور" في البرلمان.

وأبرز تلك الولايات هي إسطنبول التي لم يحصل أردوغان على غالبية أصوات ناخبيها، لكن تحالفه نال أغلبية أصواتها للبرلمان، وتكرر ذلك في الدائرة الثانية والثالثة بأنقرة.

وأرجع النائب البرلماني إيشلر سبب ذلك إلى أن "حزب الشعب الجمهوري يترأس عددا من البلديات الكبرى أبرزها إسطنبول وأنقرة، الأمر الذي كان له تأثير في النتيجة".

المصدر : الجزيرة