بعد رفض مكارثي انعقادها بمجلس النواب.. مجلس الشيوخ يستضيف فعالية "يوم النكبة"

النائبة رشيدة طليب تتحدث عن النكبة - صور من حسابها على تويتر
فعالية ذكرى النكبة شهدت حضورا كبيرا في مجلس الشيوخ الأميركي (مواقع التواصل)

واشنطن – بعد رفض رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي إقامة فعالية خاصة عن "يوم النكبة" في مقر المجلس، استضافت إحدى قاعات مجلس الشيوخ الأميركي الفعالية التي نظمتها مساء الأربعاء النائبة الديمقراطية ذات الأصول الفلسطينية رشيدة طليب.

جاء ذلك بعد أن قام السيناتور بيرني ساندرز بتوفير قاعة لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات التي يترأسها بمجلس الشيوخ لاستضافة هذه الفعالية.

وتعليقا على ذلك، قالت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب إن "من الجيد أن يكون لديك عم في مجلس الشيوخ، لذلك أريد أن أرحب بكم في غرفة اللجنة الخاصة بالسيناتور بيرني ساندرز".

ويعد ساندرز من أكثر أعضاء مجلس الشيوخ انتقادا للسياسات الإسرائيلية وللدعم الأميركي الأعمى لها.

وهدفت الفعالية لتعريف الكونغرس والأميركيين بما تعنيه النكبة لملايين الفلسطينيين خصوصا مع استمرار معاناة الشعب الفلسطيني، وعمل المتحدثون على إلقاء الضوء على تجارب الفلسطينيين الذين مروا بالنكبة، وتثقيف أعضاء الكونغرس وموظفيهم حول هذا التاريخ و"النكبة المستمرة التي تواصل إسرائيل إخضاع الفلسطينيين لها".

ووفقا لدعوة الفعالية، فإنه "قبل 75 عاما، طردت المليشيات الصهيونية والجيش الإسرائيلي الجديد بعنف ما يقرب من 3 أرباع الفلسطينيين من منازلهم ووطنهم الذي أصبح دولة إسرائيل".

النائبة رشيدة نجحت في تنظيم الفعالبية بمجلس الشيوخ على الرغم من اعتراض رئيس مجلس النواب صورة من حسابها على تويتر
النائبة الديمقراطيةرشيدة طليب نجحت في تنظيم فعالية عن "يوم النكبة" بمجلس الشيوخ (مواقع التواصل)

صدام طليب ومكارثي

عادة ما يكون من السهل لأعضاء مجلس النواب حجز قاعات واستضافة فعاليات في مختلف أجزاء مجمع الكابيتول حسب الرغبة، إلا أن طلب النائبة رشيدة طليب إحياء ذكرى "النكبة" أثار غضبا واسعا بين المنظمات اليهودية المؤيدة لإسرائيل وبين الكثير من أعضاء الكونغرس، مما دفع مكارثي، وقبل أقل من 24 ساعة على بدء الفعالية، لمنع انعقاد الفعالية بالمجلس الذي يترأسه وحيث يُتاح له الكثير من الصلاحيات الإدارية والتنظيمية.

وقال مكارثي إنه تدخّل في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الماضي لإلغاء حجز قاعة مركز زوار الكابيتول، حيث كان من المقرر أن تستضيف النائبة رشيدة طليب فعالية للحداد على تأسيس إسرائيل باعتباره "كارثة"، وجاء تدخل مكارثي في أعقاب رسالة وجهتها له مجموعة تتألف من ألفي حاخام يهوي طالبته فيها بإدانة ووقف هذه الفعالية.

وأشار مكارثي إلى أنه بدلا من ذلك سينظم فعالية للاحتفال بالذكرى السنوية الـ75 للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ومن بين الردود على هذا الإلغاء، قال النائب بيت أغيلار، ثالث أهم قيادة ديمقراطية بمجلس النواب، إنه "من المؤسف" أن مكارثي قد ألغى الحدث، مضيفا "يجب السماح للناس بالتجمع وإجراء مناقشات والتعبير عن وجهات نظرهم وأفكارهم، هذا ما نحن عليه، هذا لا يعني أنني أتفق مع كل ما يقوله كل عضو في حزبي".

في المقابل، قال الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير جوناثان غرينبلات في تغريدة إن على مجلس الشيوخ "إدانة هذا الحدث"، قائلا "من المشين أن السيناتور ساندرز سمح بعقد هذا الحدث من قبل النائبة طليب في مبنى الكابيتول في بلادنا، هناك حاجة إلى محادثات حقيقية حول طريق السلام، ولكن ليس مع الجماعات والأفراد الذين يتبنون معاداة السامية".

حملة إرهاب مستمرة

وفي كلمتها خلال الفعالية، اتهمت النائبة طليب الشرطة الإسرائيلية بشن "حملة إرهاب مستمرة" على المصلين المسلمين في المسجد الأقصى، ووصفت إسرائيل بأنها "دولة فصل عنصري"، وقالت إن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل تدعم "التطهير العرقي".

وقبل أسابيع انتقدت رشيدة طليب رئيس مجلس النواب مكارثي، وقالت إن "مكارثي يريد إعادة كتابة التاريخ، لكن دولة الفصل العنصري في إسرائيل ولدت من العنف والتطهير العرقي للفلسطينيين، وبعد مرور 75 عاما، لا تزال النكبة مستمرة حتى يومنا هذا".

ورد مكارثي "طالما أنا رئيس مجلس النواب، سندعم حق إسرائيل في تقرير المصير والدفاع عن النفس".

وعقب انتهاء الفعالية مساء أمس الأربعاء، غردت رشيدة طليب بصيغة تعكس انتصارها، تقول "دع العناوين الرئيسية تقول مكارثي يحاول محو فلسطين، لكنه يفشل".

 

لن ننسى النكبة

وسبق أن قدمت النائبة رشيدة طليب مشروع قرار لمجلس النواب يطالب بالاعتراف بالنكبة المستمرة وحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وجاء فيه أن النكبة ما هي إلا حقيقة تاريخية راسخة، ويجب الاعتراف بها.

ويتعرض النواب المعارضون للسياسات الإسرائيلية إلى هجوم لا يتوقف داخل الكونغرس بسب مواقفهم المؤيدة للحقوق الفلسطينية، كما تتعرض حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "بي دي إس" (BDS) لهجمات مماثلة.

ومن جانبها أدانت مديرة مؤسسة سلام الشرق الأوسط لارا فريمان تحرك مكارثي، وقالت في تغريدة لها "يعرف مؤيدو إفلات إسرائيل من العقاب، والوضع الراهن للفصل العنصري، أنهم لا يستطيعون كسب الحجة بالحقائق، ومن هنا تأتي جهودهم اليائسة لإسكات ومحو ونزع الشرعية عن الأصوات، والتاريخ، والتضامن مع دعم الحقوق الفلسطينية".

في حين ذكر المحلل السياسي أليكس كين أن مكارثي يزوّر التاريخ، وغرد يقول "أوجد لي مثالا أكثر كمالا للعنصرية المعادية للفلسطينيين. كيفن مكارثي يلغي حدث رشيدة طليب المخطط له بشأن النكبة، ويقول إن طليب تتاجر في معاداة السامية (إسرائيل)، النكبة ليست مجازا معاديا للسامية، إنها حقيقة تاريخية".

من ناحية أخرى، ينظم معهد الشرق الأوسط في واشنطن ندوة يوم الأربعاء المقبل عنوانها "النكبة واللاجئون الفلسطينيون بعد 75 عاما.. لماذا لا يزالون قضية مهمة؟".

وذكر المعهد في دعوته التي وصلت للجزيرة نت، أنه وبعد "ثلاثة أرباع قرن، يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين الآن أكثر من 8 ملايين، بمن فيهم أولئك الذين نزحوا في عامي 1948 و1967، مما يجعلهم أكبر وأقدم مجموعة من اللاجئين غير المستقرين في العالم".

وأضافت الدعوة أنه على الرغم من أن الكثيرين يعتبرونها "الخطيئة الأصلية" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومصنفة رسميا كواحدة من القضايا الأساسية لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، فإن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين قد تم تهميشها منذ مدة طويلة من قبل إسرائيل وأجندة عملية السلام وحتى القادة الفلسطينيين أنفسهم.

المصدر : الجزيرة