كاتب أميركي: هل بالإمكان تفادي حرب كارثية مع الصين؟
قال الكاتب الأميركي نيكولاس كريستوف في عموده بصحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية إنه آن الأوان لتفادي التصعيد مع الصين وتجنب الإجراءات التي قد تتسبب في حدوث كارثة عالمية.
وأضاف كريستوف أن كلا من بكين وواشنطن يجب أن تتراجعا عن الإجراءات والتصريحات المعادية التي تنجح فقط في استقطاب التيارات القومية داخل البلدين، وتزيد من مخاطر حدوث الكارثة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمقال في تلغراف: ماكرون أذل نفسه.. رحلته إلى الصين تظهر أنه لم يتعلم شيئا من أوكرانيا
مقال بتلغراف: خطة شي لضم أرض روسية.. أجزاء من سيبيريا تقع بالفعل في مجال النفوذ الصيني
دعت اليابان إلى تصحيح سلوكها.. الصين تؤكد أن قضية تايوان شأن داخلي محض
ونقل عن جيسيكا شين فايس من جامعة كورنيل قولها إن الإجراءات التي تتخذ علنا للوقوف في وجه بكين في موضوع تايوان مثلا، لا تؤدي بالضرورة إلى جعل تلك الدولة الحليفة أكثر أمانا.
تفادي الاستفزاز
وأوضح أن زيارة رئيس مجلس النواب سابقا نانسي بيلوسي إلى تايوان في مبادرة تأييد رمزية، خلقت ردّ فعل عكسيا لدى سكان تايوان أنفسهم، حيث رأى اثنان مقابل واحد أن زيارة بيلوسي جعلتهم أقل أمانا.
وتحدثت جيسيكا شين عن ضرورة تكثيف الردع وتقليل الاستفزاز في حال رغبت الولايات المتحدة في الحفاظ على مصالحها ومساعدة تايوان بشكل فعال وحقيقي.
ووفق الكاتب فإن مخاطر حدوث صراع سببها الرئيسي سياسات الصين وفي مقدمتها "القمع الوحشي" للإيغور في إقليم شينجيانغ، وتوسيع الترسانة النووية، مؤكدا أن العلاقات ستزداد سوءا في حال قدمت الصين دعما عسكريا إلى روسيا التي تلح على ذلك.
الكل مسؤول
بالمقابل، يوضح كريستوف أن السياسة الداخلية الأميركية هي الأخرى مسؤولة عما يجري، حيث إنها تشجع "مسارا تصادميا" قد يزداد حدة مع تنافس الديمقراطيين والجمهوريين على إدانة الصين.
وتحدث الكاتب عن الإنجازات المهمة لبكين في مجال تطوير التعليم ومجال الصحة، مبرزا أنه ربما يكون المولود الجديد في الصين غير قادر على إدراك مغزى الانتخابات وحرية التعبير، لكنه بالمقابل سيتمتع بخدمة جيدة في مجالي الصحة والتعليم، ومتوسط عمره المتوقع سيكون أطول بـ7 سنوات من عمر قرينه في واشنطن.
وحرص على التوضيح بأنه يتفهم مخاوف بلاده من الصين، وضرب على ذلك مثلا بقضية تطبيق تيك توك واتهامات واشنطن وعدد من حلفائها له بأنه وسيلة تجسس، لكنه لمح إلى أن الصين هي الأخرى من حقها أن تقلق، وقال إن بكين عندما اشترت طائرة بوينغ 767 عام 2000 لتكون الطائرة الرئاسية، زرع الأميركيون داخلها 27 أداة للتجسس.
كما انتقد تسبب الخطاب المناهض للصين والمخاوف الأمنية من بكين في تضخم الحالة العنصرية ضد الأميركيين من أصل آسيوي، جعلتهم يحسون كأنهم غير مرحب بهم في أميركا.
وخلص الكاتب إلى أن أهم خطوة على الولايات المتحدة أن تخطوها في مواجهة الصين إلى جانب تعزيز الصناعة العسكرية الأميركية، هي الاستثمار في النظام التعليمي لتكوين مواطن قوي تتقوى به أمته، ومعالجة الخلل القائم داخليا ممثلا في مواجهة ظاهرة الإدمان، وفقر الأطفال وإخفاق نظام الرعاية الصحية.