بعد 20 عاما على الغزو الأميركي للعراق.. لماذا ترتفع شعبية صدام حسين في الشارع العربي؟

بين من وصفه بالصنم والطاغية وبين من وصفه بالبطل والعروبي، لم يتفق ضيفا حلقة برنامج "الاتجاه المعاكس" في تقييمهما لشخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وفي قراءتهما لأسباب ارتفاع شعبيته بعد مرور 20 عاما من الغزو الأميركي للعراق.

وتساءلت حلقة (2023/4/11) من برنامج "الاتجاه المعاكس" مع ضيفيها عن الأسباب التي جعلت الرئيس العراقي الراحل يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الشعوب العربية، رغم الانتقادات التي يوجهها البعض لنظامه عندما كان يحكم العراق.

وفي هذا الصدد حمّل الأستاذ في جامعة السوربون، محمد هنيد، الرئيس الراحل صدام مسؤولية كل مشاكل العراق سابقا وحاضرا، وقال إنه "لم يجلب غير الخراب مثله مثل بقية الطغاة العرب"، وأطلق عليه أوصافا كثيرة، فهو "قاتل ومجرم وسفاح" و"غبي"، وبأنه لم يبنِ عراق التنوع والكفاءات، بل دمرها ودمر الحضارة العربية، وكان يعتبر نفسه هو الزعيم والبطل الذي لا يرى الناس إلاّ هو.

واتهم صدام بتسليم العراق إلى إيران، وبغزو الكويت، وقال إنه لم يكن يعادي أميركا بدليل أنها من كانت تسلم له الأسلحة في حربه مع إيران وقدمت له الجمرة الخبيثة، وأنها ذبحته يوم عيد الأضحى في رسالة إهانة للأمة العربية وأن يبقى الصنم يذكر في أقدس مقدسات العرب.

وبحسب هنيد، فإن الشعوب العربية تمجد صورة صدام لأنها تعيش حالة من الهزيمة الحضارية، ولا بد من تحرير هذه الشعوب مما أطلق عليها الأصنام والحالات الأسطورية، داعيا إلى ضرورة صناعة جيل لا يعشق الطغاة ويؤمن بالمؤسسات.

بطل عروبي دافع عن الأمة

في المقابل، رفض الإعلامي العراقي، سرمد عبد الكريم بشدة الأحكام التي أطلقها الأستاذ في جامعة السوربون على الرئيس العراقي الراحل، وقال إنه لم يكن صنما وإنما كان بطلا عروبيا وكان أمة في رجل، ولم يدمر العراق بل هو الذي بنى قاعدة علمية متقدمة جدا وأرسى مجانية وإلزامية التعليم ولم يسمح سوى للمدرسين العرب بدخول العراق.

ورأى ضيف حلقة برنامج "الاتجاه المعاكس" أن ناصية العلم التي وضعها صدام هي التي تسببت في إزعاج أميركا وقامت بحصار العراق، نافيا في السياق ذاته ما ذهب إليه هنيد من تواطؤ صدام مع الأميركيين، ولو كان الأمر كذلك لما قامت بإعدامه، وقال أيضا إن أميركا هي التي جلبت إيران للعراق.

وأضاف عبد الكريم أن الحرب مع إيران فرضت على صدام فرضا، وهي كانت في الحقيقة حربا بين أميركا وأعدائها.

ووفق المتحدث نفسه، فإن الشعوب العربية تستمر في تقدير صدام، لأنه وقف مع الدول العربية ودافع عنها، ولأنه لا يقبل الإهانة والظلم والهيمنة، وقد رفض العروض التي قدمت له للخروج من العراق خلال الغزو وفضّل الموت مع شعبه، وكان شامخا حتى آخر لحظة، نافيا ما أسماها التمثيلية الأميركية التي قالت إنهم أخرجوه من القبو.

يذكر أنه فجر 13 ديسمبر/كانون الأول 2003، نفذت قوات المارينز الأميركية عملية عسكرية مباغتة أفضت إلى اعتقال الرئيس العراقي الراحل، وذلك بعد عملية البحث عنه التي استغرقت نحو 8 أشهر. وتمّ إعدامه في صبيحة 30 ديسمبر/كانون الأول 2006، الذي وافق أول أيام عيد الأضحى المبارك وقتذاك.

المصدر : الجزيرة